أخي / أبو سفيان
كلامك صحيح ، ولامس موطن الجرح مني

ولكن الأخذ بأسباب التقنية الحديثة أمر لا مفر منه .. وهو يختصر الوقت والجهد ، ويجعل هذه المهارة في متناول الجميع .. ويعمم المعرفة وينزع منها صفة الاحتكار .. وهذا شئ جيد
ولكن المدقق في الصنعة ما زال يكتشف فرقا كبيرا بين خط اليد وخط الآله . إذ أن خط الآله يتسم بالجمود والقوالب الثابتة .. ويفتقر إلى الإبداع و ( الروح ) إن صح التعبير ..
ولو كان المجال متاحا هنا لعرض بعض الصور التوضيحة لأوردت لك وللمشاهدين العديد من النماذج الخطية لروائع الخطاطين العرب ، وعقدت مقارنة بينها وبين ما يماثلها من خطوط الكمبيوتر .

ودعني أقرب لك وللجميع الصورة :
لا يوجد من أنواع الخطوط العربية الأساسية ( النسخ ، الرقعة ، الفارسي ، الديواني ، الكوفي ، الثلث ) إلا خطان فقط يقترب من إجادتهما الكمبيوتر هما النسخ وبعض أنواع الكوفي ، وذلك لأن قوالب حروفهما شبه ثابتة .. أما الأربعة أنواع الأخرى فهي رديئة جدا .. ومشوهة وبخاصة ما يكتب بالكمبيوتر بخط الديواني الذي يعد من أجمل الخطوط العربية .. وقس على ذلك الرقعة والفارسي .. وقارن بينها وبين ما يكتب بخط اليد
أما الثلث الخط الأجمل على الإطلاق والذي لا يسمى الخطاط خطاطا إلا إذا أتقنه .. فهو من أكثر خطوط الكمبيوتر تشويها ، ولا يمكن أن تعمل به الأشكال الدائرية ولا البيضاوية ولا المستطيلة ، ولا يمكن أن تضاف إليه الحلية التي عادة ما تكون طيعة لينة في يد الخطاط الماهر .. أستثني من ذلك ما كان منها قالبا جاهزا كأنواع البسملات أو بعض الآيات القرآنية .. وهذه لا فضل للكمبيوتر فيها فهي خطوط عربية أبدعتها أنامل خطاطين وحفظت في الكمبيوتر كصورة

ولكن بالرغم من ذلك فلا شك أن الكمبيوتر قد قدم خدمة جليلة بوجود هذه التقنية .. واصبح استخدامها ميسورا ومتاحا للجميع .
وفق الله الجميع