[ALIGN=JUSTIFY]أخي يوسف الكشي
شكرا جزيلا على هذا الإطراء الذي لا أستحقه ولكنه يدل على حسن ظنك بأخيك ، وحسن الظن ينبني على حسن الطباع فمن كانت طباعه حسنة كان ظنه بالناس حسنا ومن كانت طباعه سيئة كان ظنه بالناس سيئا .
وحقيقة سبق أن ذكرتها هنا أنني أخاف من المديح بشدة بل أنني أشعر أن من يمدحني كمن يلبسني ثوبا أكبر من مقاسي فيجعلني أتعثر في مشيتي ولأن المدح كما قالوا مطية الغرور ـ أسأل الله أن يبعد عنا أسبابه ومسبباته ـ فأصدقكم القول أنه نالني شيئ من ذلك .. كيف ؟
حين قراءتي لهذا الانطباع من شاعرنا المحبوب فرحت وأشفقت في آن واحد ..فرحت بما يحمله عني من انطباع ..وأشفقت على ما توقعت أن يتعرض له في منتدى مفتوح كهذا من انتقاد فقد تعودنا أن الضد يظهر سوءه الضد فإذا قيل عن إنسان صفة حسنة يعرفها قائلها فإن التفكير سيتجه إلى كثير من الصفات السيئة التي لا يعرفها ..وأنا في الواقع امرؤ ملئ بكثير من النقائص والعيوب أعرف بعضا منها وأحاول تلافيه ويعرف غيري أكثرها ومن دلني عليها فقد أهدى إلي عيوبي وكان مرآة لي .
وبناء عليه فقد سولت لي نفسي أن أغلق هذا الموضوع ثم أتصل على كاتبه وأشكره بيني وبينه ويادار ما دخلك شر ، ولكني عندما عزمت على التنفيذ فوجئت بانطباع أستاذنا القدير إبراهيم الدبيسي وهو بلا شك انطباع أسعدني كثيرا وملأ راسي غرورا .. إذ ما أجمل أن تعرف انطباع من حولك عنك ، ولا أخفيكم أن المسألة قد راقت لي أخيرا .. فاصبحت أتابع ما يكتب بل وأنتظر ..لا مسألة المديح بالطبع ولكن معرفة الانطباع .
والحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله فقد سعدت جدا بما يحمله لي إخوة أنقياء من ود ، عتيق الجهني ـ محب الموروث ـ المحظر ـ صالح محسن ـ متنبي ـ هواك عناد ـ خليل ـ نجم الشمال ـ أبو إبراهيم ، وجميعهم لهم في قلبي مكانة توازي مكانتي في قلوبهم ، وكل ما كتبوه وما عبروا عنه أعتبره كنزا تنطبع الفرحة به في سويداء القلب .
فالشكر أولا لشاعرنا يوسف الكشي الذي فتح لي باب هذا الكنز ، ولجميع من خط حرفا من نور في هذه الصفحة المؤتلقة بالحب ، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظن من يظنون بي الخير وأن يغفر لي مالا يعلمون والحمد لله رب العالمين ، واسمحوا لي بإغلاق الموضوع ومن يحمل عني انطباعا حسنا من اللاحقين من المحبين فليحوله لي دعاء بظهر الغيب ، فأنا بحاجة إلى ذلك ،وليكتب الله له وللجميع الأجر والثواب[/ALIGN]