[ALIGN=CENTER]
قبل مدة نشر المشرف العام ـ أبو ياسر رابطا لمقال الأستاذ ـ أبو سفيان
مأخوذا من موقعه الشخصي وهو من جديد الموقع عنوان المقال كما قرأته هناك في قسم المقالات :
التعالي بحجة الوطنــية والعصمة والخصوصية
وهو مقال لو تأملناه جيدا لوجدنا فيه مصارحة نحتاجها إذا ما تكلمنا عن خصوصيتنا المزعومة ـ يقول أبو سفيان لا فض فـوه :[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
تمر السنينُ وتمضي الأيام ، وحبنا للوطن يزداد وولاؤنا له ولقادته في ازدياد والخير أو الخيرية في
السعوديين مفخرة ، وبذلهم وعطاؤهم لا ينكره إلا جاحد ولكن هذا لا يعطينا الحق لكي نتكلم بعقلية
شعب الله المختار، أو نحتقر الآخرين ونظن أنه لن يوجد في الكون أقوام خير منا ..
أقول هــذا وأردده كلما استمعتُ لبعض الأناشيد والأغاني الوطنية وعندما نستعرض كلمات بعض
هذه الأغاني لابد لنا أن نقف على كلماتها ونتمعـن في مدلولها الظاهر والخافي ..
أنا شخصيا أشعر بالإحـراج عندما أستمع لتلك الأغنية التي من كلماتهــا :
ارفـع راسك إنت سعودي + غيرك ينقص وانت تزودي
ولا أدري كيف نحكم على أنفسنا بهذه العصمة وهذه الزيادة بينما غيرنا ينقص !!
والأدهى من ذلك وزيادة في الغلو والتعالي أنه يتوجب على كـل سعودي أن يرفع رأسه مع هذه العنجهية
وكأنه يجاهر بهذا التعالي ولا يهم إن كان على حـق واستحقاق أو حتى بدون وجه حـق ..
وليس لنا اعتراض على أن يرفع المواطن رأسه ويفخر بوطنه وانتسابه لهذا الوطـن فهــذا أمر طبيعي
لا يمنعه أحد من أحـد ... لكن لماذا احتقار الغير بالنقصان بل والتسليم بنقصانه تسليما لا مناقشة فيه..
أما الأغنية الوطنية الثانية فهي للمغني علي عبد الكريم يقول فيها :
إنت حبيبي الوحيـد + أمّا غيــرك فــلا
والحبيب الوحيد هنا هو ( الوطن ) طبعا
أستغفر الله من هــذه الأنانيــة التي تقصر الحب على شيء بعينه ، وتحـرّمه على غيره وكأن
العواطف مسخرة لأغراض ليس لها علاقة بالحب الذي يسمو بالمشاعر ويصفي القلوب من الأدران ..
إننا بهذه العقلية نربي في صغارنا وشبابنا التسليم بأننا من كوكب آخر غير الكوكب الذي يعيش فيه
البشر ، وأن ما يلبسه الإعلام وبعض الإفرازات المتداولة على شخصية الفرد السعودي تجعله يزداد
ظنا بنفسه على غير هدى ؛؛ إضافة لما يتشبع به من ممارسات المجتمع من حوله ؛؛ فنقول للباكستاني
( رفيق) والكفيل يسمي من يعمل عنده ( العامل حقـّي) والأندونيسي ( السواق حـقـّـنا) امتهان
للأجناس واحتقار يتنافى مع ما أمرنا به ديننا الحنيف ( إنّ أكرمكم عند الله أتـقاكم) . ولماذا
الإمعان في الخصوصية والغطرسة ؟!! هل هي العادات والتقاليد والشعور بأننا السادة وغيرنا
الخـدم ، ونحن أصحاب الدين وغيرنا لا يعرف من الدين إلا اسمه.. وليس ثمة متكبر يجاهر بتكبره
على المــلأ إلآ أن يكون من أتباع فرعون ومــلئـه .. ونعوذ بالله من أن نكون كـذلك ..
أحد السلف كان أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ، وكان يقول :
لحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً " فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟
أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟
فقال : ويحك يا رجل ! جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً !
سبحان الله أما إنه قد أُعطي أوسع عطاء .
أفلا نشكر الله على نعمائه وفضله وإحسانه ، وننأى بأنفسنا عن ازدراء الغير وانتقاصهم وتضخيم الذات ،،، وأن نفتح مساحات واسعة لمحبة الآخرين وألا نميز أنفسنا بين الأمم والشعوب ونرى أننا بخصوصيتنا من المصطفين الأخيار .
*******
عواد محمود الصبحي ـ 18/4/1426هـ [/ALIGN]
المفضلات