المتنبى فى هجاء كافور

1 أُرِيـكَ الـرِضَى لَـو أخَفتِ النَفسُ خافِيا
ومـا أنـا عـن نَفسِـي وَلا عَنكَ رَاضِيا
2 أمَينــاً وإخلافــا وغَــدراً وخِسَّـةً
وجُبنـاً أشَـخْصاً لحُـتَ لـي أمْ مخَازِيا
3 تَظُــنُّ ابتســاماتي رَجـاءً وغِبطـةً
ومــا أنـا إلا ضـاحِكٌ مـن رجائِيـا

4 وتعجِـبُني رِجـلاكَ فـي النَعـلِ إننـي
رَأيتُــكَ ذا نَعــلٍ إذا كُــنتَ حافِيـا

5 وإنَّــكَ لا تَــدري ألــوْنُكَ أســوَد
مـنَ الجَـهل أم قـد صارَ أبيضَ صافِيا
6 ويُذْكِــرُني تَخــيِيطُ كَــعبِكَ شَـقَّهُ
ومَشْـيَكَ فـي ثَـوبٍ مـنَ الزَيتِ عاريا

7 ولَـولا فُضـولُ النـاسِ جِـئتُكَ مادحـاً
بمـا كُـنتُ فـي سـرِّي بـه لَكَ هاجِيا

8 فـأصبَحتَ مَسـرُوراً بِمـا أنـا مُنشِـدٌ
وإنْ كَــانَ بالإنشَــادِ هجـوك غالِيـا

9 فــإن كُـنتَ لا خَـيراً أفَـدتَ فـإنني
أفَــدتُ بِلَحْـظِي مِشـفَرَيكَ الملاهِيـا

10 ومِثلُــكَ يُــؤتَى مـن بِـلادٍ بَعِيـدةٍ
ليضحــك رَبَّــاتِ الحِـدادِ البَواكِيـا