أحزانُ البيان

نشرت في مجلة الرسالة عام 1939 م


[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قضيتُ بالشعرِ من دنيايَ أوطارِي = طوبى لدنياي , أو طوبى لأشعاري
هذا البيانُ , وعندي تِبرُ معدنهِ = أدَّى إلى المجد معياراً , بمعيارِ
ياللروائع كم تجلو عوارِفُهَا = ليلَ الحوادث عن صُبحٍ وأنوارِ
وددت أدركُ من شعري وحِكمتِهِ = ما غاب عن فطنتي في غيب أستارِ
قلبتُ فيه وجوهُ الرأي أجمعها = وطال في البحث تجوالي وتسياري
ثم أنثنيتُ إلى نفسي أُسائلهَا = هل يكسَون البيان الهيكل العاري
وما انتفاع أخي الأشعار عاليةً = بصاغةِ الحمدِ من حشدِ وسمّارِ
وليس كالهاتف المصغي , وإن خلقت = ديباجتاه , ولا كالكاتب القاري !
ألستُ بالصائغ الشعرَ الذي هتفت = بهِ المواكب في ساحٍ ومضمارِ
مذا أفدتُ بأشعاري وروعتِهَا = سوى علالة تخليدٍ لآثاري
وما الخلودُ بميسورٍ لعاريةٍ = غير الخسيسين من تُربٍ وأحجارِ
مذا أصاب ( امرؤ القيس ) الذي عرفوا = من عبقريته مأثور أخبارِ
غنت بأشعاره الأجيال واستبقتْ = تزجي له الود في موروث أسفارِ
ولات حين ثناءٍ حين يسمعهُ = سوى الذي صاغه من جود مكّارِ !
فيم الثناء على الموتى , أنمنحهم = درّ المدائح , قنطاراً بقنطارِ
وهل يردُّ عليهم طيبَ عيشهم = طيب الثناء إذا وافى بمقدارِ ؟
ياضيعة الفن إن لم تمتليء يده = بدرهمٍ يكفل الدنيا ودينارِ



[/poem]