الاولى::


المال والبنون

تكون نعم الله لعباده - وفي مقدمتها نعمة المال ونعمة الولد - اختباراً وابتلاء من الله تعالى ليعلم سبحانه الشاكر من الجاحد ، والمطيع من العاصي ... وليدرك المسلم أن ما عند الله من أجر وثواب - إذا ما أحسن في ماله وولده - أعظم وأفضل مما بين يديه ( ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) آل عمران ( 14 ) .

وفي عالمنا الدنيوي فإن كثيراً من الناس يتفاخرون ويتباهون بما يملكون من أموال وثروات ويعتزون كثيراً بما أنجبوه من بنين وبنات .. والعاقل هو الذي يدرك عظم المسئولية الملقاة على عاتقه حيال هذه النعم ( نعمة المال ونعمة الأولاد ) وهذا ما يحذرنا منه الحق سبحانه : ( واعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ... ) الحديد ( 20 ) .

ولما كانت رحمة الله سابقة وسابغة لعباده فقد جاءت الشريعة الغراء لتنظم التعامل مع نعم الله وأفضاله على عباده بما يحقق هدي هذا الدين في التعامل مع متاع الحياة الدنيا وزينتها في ظل الالتزام بالخير وطرق الفلاح بعيداً عن مظاهر الضلال والبطر .

ففي جانب المال جاء أمر الله أن يُكتسب من مصدر حلال غير مغتصب ولا منتهب وأن يحصل عليه الإنسان من منابعه المشروعة فيقول الحق سبحانه : ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة حاضرة عن تراض منكم ) النساء ( 29 ) .