للأسف الشديد فنحن نقع من ضمن المنظومة التي تنتمي لدول العالم الثالث ، مع اختلاف مدلولات هذا التصنيف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر بدورها على السلوك العام للمواطن.

وإذا استثنينا مصر الشقيقة والهند اللتين لهما نظامهما المروري الخاص جداً !! ، فنحن نقع من ضمن أسوءا الدول في مسألة الوعي المروري والممارسات التي تقع على الطريق ، يغلف ذلك العنجهية والتعالي في التعامل حتى في حال وقوع الخطأ.

وتزيد الممارسات سوءاً كلما كبر حجم المدينة ، فمثلاً في جده والرياض الحال أسوءا مما هو عليه في ينبع ، والمصيبة الأعظم أن جميع تلك الممارسات تقع أمام ناظري رجال المرور بل منهم شخصياً أحيانا.

ومع حدث معك أخي / الحر ، أمر غير مستغرب !! كونك حاولت تعديل الوضع ، الذي هو بالنسبة للطرف الآخر أمر طبيعي جدا ، كونه يرى أنه عندما يأتي ( حضرته ) فيجب على الجميع مراعاة سيره ، حتى لو أدى ذلك لارتكابهم لمخالفة أو الدخول على مسار مركبة أخرى ، والأسلم هنا دائماً هو تجاهل استفزازات مستخدمي الطريق وتجاوزاتهم ومراعاة السلامة الشخصية ، مع أخذ مبدأ الحيطة والحذر في الاعتبار والتزام السلامة المرورية والتقيد بأنظمتها.

موقفك سليم 100% مرورياً عندما تكون السرعة القصوى على الطريق 120 كلم/ساعة وتسير أنت بنفس هذه السرعة في المسار الأيسر لتتجاوز سيارة أخرى ، ولكن يأتي خلفك من يسير بسرعة 160 كلم/ساعة ثم يبدأ بمضايقتك بأنواره ( النيون ) التي تضيء الأفق لتبتعد عن طريقه ، غير آبه بما أنت بصدد القيام به من تجاوز لسيارة أخرى مما يؤدي لإرباكك ، ويزيد على ذلك إن لم تستجب له بأقصى سرعة ممكنة باستخدام المنبه.

لا شك أننا في حاجة ماسة لمراجعة نظام السير لدينا ، والألتزام بأنظمة المرور وهذا واجب وطني يجب أن يقوم به المواطن والمقيم عل حد سواء ، فمقدرات هذا الوطن الغالي من أرواح أبناءة التي تزهق يومياً بسبب هذا التسيب العارم في استخدام الطريق يجب أن تقف عند هذا القدر .