بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل خالد الماجد أكرمه الله برضاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: جزاك الله خيرا وحرم وجهك على النار على تعليقك ونصيحتك لي .
ثانياً: أخي الحبيب أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة بخصوص موضوع خطبة الجمعة الماضية 10 / 1 / 1429هـ والتي كما ذكرت كانت عن الأحكام الفقهية المتعلقة بالسماع والاستماع وهي جملة من المسائل الفقيهة التي تهم عامة الناس في حياتهم اليومية سواء في العبادات أو الأحوال الشخصية وقد تكون لك لا جديد فيها بحكم أنك رجل مثقف ولديك ثقافة أسلامية جيدة ولكنها لكثير من عامة الناس تعتبر جديدة ومناسبة ولا بأس بتكرار بعض المسائل المهمة في باب العبادات والمعاملات على الناس لأن التكرار يفيد الاستقرار وهو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ذكر المسح على الخفين وأحكامه في السفر والحضر وكرره حتى أعتبرت أحاديث المسح على الخفين من المتواتر المعنوي .
وأما إقتراحك بارك الله فيك لماذا لم تكن عن يوم عاشوراء فأعلم رحمك الله أن خطبة الجمعة بتاريخ 4 / 1 / 1429هـ أي السابقة لهذه الأخيرة كانت عن يوم عاشوراء في بيان مشروعيته وبيان فضله والأحكام الفقهية المتعلقة به مما يهم عامة الناس وبيان لبعض الأخطاء والبدع المتعلقة بهذا اليوم المبارك وقد أخترت هذا التاريخ خشيت أن لا يعلم الناس أحكام يوم عاشوراء إذا خطبت الجمعة الأخيرة حيث يكونوا شرعوا في صيامه .
ثالثاً: بخصوص أني قلت أن الذين قتلوا الحسين الشيعة أن لا أذكر ذلك ولا يمكن أن أقوله لأنه يخالف الحقائق التاريخية ولكن لعله سبق لسان مني وإذا كنت قلته فقد أخطأت .
رابعاً: بخصوص سؤالك بارك الله فيك وجعلك من أهل الجنة وهو ( لمذا تدعو للسنه فقط فى خطبك لمذا لا تدعو لجميع المسلمين )
الجواب: أخي أنا أدعو دائما لعامة المسلمين ولكن بعد أحداث العراق ولبنان الأخيرة أصحبت أدعو في آخر الخطبة بهذه الصيغة : اللهم انصر أهل السنة في كل مكان اللهم انصر أهل السنة في العراق وفي لبنان اللهم اعز الاسلام والمسلمين وانصر المسلمين في كل مكان .
فإذا تأملت تجد أني أدعو لأهل السنة أولاً ثم لعامة المسلمين وهو من باب بيان فضل أهل السنة على عامة المسلمين وهذا من منهج القرآن الكريم كما في قوله تعالى: (( مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ )) فذكر تعالى جبريل وميكائيل منفردين مع أنهما يدخلان في لفظ الملائكة في أول الآية وذلك لبيان فضلهما على سائر الملائكة وهو ما يسمى علميا عطف الخاص على العام .
خامساً: لدي ملاحظة أرجو أن يتسع له صدر جميع إخواني الأفاضل الذين يستخدمون لفظ ( إخواننا الشيعة ) يلاحظ توسع بعض الأخوة في مسألة الشيعة حتى أصبح البعض لكي يهرب من تهمة التكفير يصف الشيعة بأنهم إخواننا مطلقاً دون قيد وهذا خطأ لماذا ؟
لأن الشيعة أكثر من 22 فرقة بعضها أجمع العلماء على كفرها وبعضها قريب جدا من أهل السنة أنظر كتب الفرق والملل لابن حزم والبغدادي ولأبي الحسن الأشعري وغيرهم رحمة الله عليهم أجمعين .
فعندما نقول إخواننا الشيعة مطلقاً دون قيد أصبح من اتفق العلماء على كفرهم من الشيعة إخواننا وعندما يسمع العامي ذلك الاطلاق من الدعاة والمثقفين يظن أن عموم الشيعة إخواننا وهذا خطأ إذن ما هو الصواب والاحوط .
الاحوط أن نقول كما قال بعض العلماء الكبار من المتأخرين والمتقدمين الشيعة ليسوا حكمهم واحد فعامة الشيعة يعاملون مثل عامة المسلمين وأما علمائهم فهم في ضلال وكفر مبين .
ومن كان مصر على أن يقول إخواننا الشيعة فليقل إخواننا الشيعة الذين لا يجعلون لأئمة آل البيت شيء من صفات الألوهية ولا يسبون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه ولا يقولون بأن القرآن محرف ولا يقولون بأن الصحابة أرتدوا الا عدد قليل ولا أن جبريل خان الأمانة فنزل برسالة على محمد صلى الله عليه وسلم بدل أن ينزل بها على علي رضي الله عنه .
وإذا تأملت فإنه يصعب ذلك أنك كلما قلت إخواننا الشيعة ذكرت هذه القيود وفي المقابل لا يمكن أن نغفل هذه المسائل الكفرية الخطيرة المسطرة في أمهات كتبهم .
لذا ترك كلمة إخواننا الشيعة أفضل وهي كلمة لم يستخدمها العلماء لا قديماً ولا حديثاً لماذا نلجأ إليها نحن يكفي أن نقول عامة الشيعة من عامة المسلمين وأما علمائهم الذين يقرون هذه المسائل فهم في ضلال وكفر مبين .
هذا رأي وهو يحتمل الخطأ والصواب فإن وجدته صواب فالحمد لله وإذا وجدته خطأ فأدعو لي بالهداية والتوفيق للحق والله أعلم .
وأخيراً: لقد فرحت أن هناك من يراقب كلامي ويفنده ويميزه ممن يحضر خطبة الجمعة معي وهذا يدل على سمو فكرك وحرصك على دينك وعلى مجتمعك فهنيئا لي أن يحضر عندي خطبة الجمعة رجل مثلك يملك عقلية ناقدة وليس مجرد جسد حاضر .
وأنا أطلب منك أمام الجميع أن تباشر بالاتصال علي بعد الجمعة وتقدم لي النصحية والتوجيه إذا صدر مني ما يستحق النقد والتوجيه فأنا لست ولي من أولالياء الله ولا عالم أنما أنا طالب علم يحاول أن يبسط أحكام الدين للعامة ويرشدهم إلى ما فيه خير لهم في دينهم ودنياهم ويقع مني الخطأ والنسيان ولن أستطيع تحقيق الغاية السامية من خطبة الجمعة ألا بالاخلاص والتمسك بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وما خاطبة الناس على قدر فهمهم وما يناسب حالهم وبالاستماع للنقد الهادف .
أسال الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يتولاك في الدنيا والآخرة وأن يجعلك مباركا أينما كنت وأن يحرم وجهك على النار إنه سميع مجيب الدعاء .
اللهم اغفر لي ولأخي خالد الماجد ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبك في الله
د . عباس رحيم
المفضلات