أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ينبع > جوال 0505361378
    العمر
    79
    المشاركات
    9,249
    معدل تقييم المستوى
    10

    نصوص تراثية عن حِبْر الحبّار أو " الخفض" كما نسميه في ينبع



    نصوص تراثية عن حِبْر الحبّار أو " الخفض" كما نسميه في ينبع
    بقلم / د. لطف الله قاري

    http://www.al-jazirah.com/2015/20151004/wo9556_5.jpg

    كلنا في ينبع نعرف الحبار أو نعرفه بإسمه الشائع بين الصيادين هنا " الخفض" وهو من الحيوانات الرخوية الذي ينفث حوله مادة أشبه بالحبر دفاعا عن نفسه اذا ما شعر بالخطر ، أما الجديد الذي ننقله لكم فهو ؛ بحث كتبه صديقنا الباحث الدكتور / لطف الله قاري عن حبر الحبّار وفيه يرد ردّا على المستشرق " ديروش " الذي أنكر استعمال هذا الحبر للكتابة في حضارة الإسلام ،،
    وهذا البحث ينتظر النشر منذ فترة، في دورية «عالم المخطوطات والنوادر». نستأذن فيه الدكتور لطف الله الذي قال عنه : أنا أعتبر هذا البحث "بحثاً ينبعاوياً " بالنسبة لي، حيث كاتب هذه الأسطر لم يعرف الحبّار إلا في ينبع.. واليكم نص البحث :







    الحَبّار]1[ نوع من حيوانات بحرية تتبع طائفة رأسيات الأرجل cephalopods من شعبة الرخويات Mollusca. وللحبابير صدفة كلسية داخلية تسمى زبد البحر]2[ أو رغوة البحر]3[ أو لسان البحر]4[. وهي استعملت دواءً في القديم والحديث، معروفة في محلات العطارة. ويتميّز الحبّار بإفراز الحبر، وهذا هو سبب تسميته.
    وفي كتب التراث تعددت أسماء الحبّار. فهو عند ابن البيطار (ت 646هـ 1248م) يسمى السيبيا، والزبيدي (ت 1205هـ 1791م) في «تاج العروس» ينقل عن «المحيط»]5[ للصاحب بن عبّاد (ت 385هـ 995م) قوله: «الخَذّاقُ، كشَدّاد: سمَكَةٌ لها ذَوائِبُ كالخُيُوطِ إِذا صِيدَتْ خَذَقَتْ في الماَء، أَي: ذَرَقَتْ»]6[.

    هل استعمل السلف حِبْر الحبّار للكتابة؟
    المؤلفات العديدة حول صناعة مواد الكتابة]7[ -والتي تحتوي على مئات الوصفات لصنع الأحبار- لا تذكر استعماله لهذا الغرض. ولهذا قال المستشرق المختص بعلم المخطوطات (كوديكولوجيا Codicology) ديروش: «وفي حدود معرفتنا فإن النصوص لا تتحدث إطلاقاً عن الحبّار Sépia، فاستخدام هذه المادة في الحقيقة أمر مشكوك فيه»]8[.
    وفي الحاشية يذكر ديروش ملاحظتين: أولاهما أن خبير البرديات الألماني گروهمان Grohmann«يفترض أن الحبّار كان يُستعمل لكتابة نص البروتوكولات». وطبعا يفترض ديروش أن كلام گروهمان غير صحيح. والواقع غير ذلك. فقد ذكر عدد من المراجع أن حِبر الحبّار كان يُكتب به على البرديات في عهد الرومان]9[.
    والملاحظة الأخرى هي أن المستشرق سورديل Sourdel نشر رسالة بعنوان «كتاب الكُتّاب وصفة الدواة والقلم وتصريفها» لأبي القاسم عبد الله بن عبد العزيز البغدادي الكاتب النحوي الضرير. وفي تعليقاته على النصّ المحقق ذكر سورديل أن المداد هو sépia، أي حِبر الحبّار. وأحال في تعليقه على كتاب «أدب الكتّاب» للصولي. لكن عندما نراجع كتاب الصولي لا نجد علاقة تربط الحبّار بالمداد]10[.
    ولهذا فإن ملاحظة ديروش صحيحة هنا.
    هل فعلاً صَمْتُ المؤلفات التراثية حول صناعة مواد الكتابة وكونها «لا تتحدث إطلاقاً عن الحبّار» يعني أن السلف لم يستعملوا حِبْر الحبّار على الإطلاق للكتابة؟
    الجواب بالنفي، بدليلين: أولهما أن الرومان من قبل الإسلام كتبوا بهذا الحبر على البرديات كما ذكرنا. وتأثير التلاقح الحضاري بين مصر والشام التي كان يحكمها أولئك وبين حضارة الإسلام التي حلّت محلهم ليس عليه أي خلاف.
    والدليل الآخر هو أن التراث العلمي يمدنا بنصوص صريحة عن استعمال هذه المادة للكتابة. فنستعرض هنا ثلاثة نصوص تراثية حول الموضوع. فأوّلها ما ذكره ابن البيطار نقلا عن الغافقي (ت حوالي 562هـ 1167م) في حديثه عن «سيبيا»: «اللعاب الأسود الذي يخرج من هذا الحيوان يُـنبِت الشعر في داء الثعلب. وقد يُـكْـتــَـب به كالحبر ولذلك يسميه قوم الحبّار»
    ]11[.
    والنص الثاني في تذكرة داود الأنطاكي (ت 1008هـ 1599م). يقول المؤلف في مادة سيسيا (تحريف سيبيا): «سمكة كثيرة الوجود ببحر قلزم .. .. ولها حوصلة سوداء، داخلها رطوبة سوداء، كأجود ما يكون من الحِبر كما شاهدناه»]12[.
    والنص الثالث نجده في كتاب «قطف الأزهار في خصائص المعادن والأحجار»، تأليف أحمد بن عوض المغربي، من أهل القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) تقديرا، حيث نقرأ: «فصل في عمل الأحبار. صفة حبر بقـــَـطْر الحبّار المشهور»]13[.
    لكن الوصفة التي تلي هذا العنوان لا نجد فيها استعمال قـــَـطْر الحبّار. فهنا سقط أو نقص في النص. وأسباب هذا النقص في نصوص المخطوطات عديدة كما يعرف المشتغلون بالتحقيق ]14[.
    الخلاصة:
    كتب التراث العلمي –أي الكتب المؤلفة في العلوم الطبيعية وما يتصل بها كالطب والصناعات والبحرية - رافد أساسي يكمل معلوماتنا حول مواد الكتابة. وقد سبق لكاتب هذه الأسطر أن كتب بحثا حول ما ورد في كتب الصناعات الشاملة في مجال صنع الحبر والمداد.]15[.
    واعتماد المختصين في مجال صناعة المخطوط أو الكوديكولوجيا فقط على المؤلفات التراثية في مجالهم يبقى مجرد اجتهاد ينتظر الكلمة الأخيرة بعد الاطلاع على كتب التراث الأخرى. فهذا ما رأيناه في حالتنا هذه، حيث ذِكْر استعمال حِبر الحبّار لم نجده إلا في كتب التراث العلمي.
    إيضاحات عن المراجع :
    [1] بالإنگليزية: squid، باليونانية واللغات المتفرعة من اللاتينية calamari. وقد عُرِف بأسماء محلية عديدة. فهو في عُمان يسمى الضغط، وفي مصر السُبيط والحبّار والكاليماري، في بعض دول الخليج العربي باسم الخثّاق والنغر، وفي بلاد الشام سبيدج، وفي دول المغرب العربي السيبيا أو الكلامار. بالإنگليزية اسمه الصحيح squid. وقد يُسمّى cuttlefish، لكن المراجع تفيد بأنهما حيوانان مختلفان ينتميان إلى مجموعة رأسيات الأرجل cephalopods التي تضم أيضا حيوان الأخطبوط. كلمة sépia بالفرنسية تطلق على cuttlefish. لكن -كما تستعمل الكلمتان cuttlefishو squid بمعنى واحد عند العامة في الإنگليزية- نجد كلمتي sépia وcalamar تستعمل بمعنى واحد عند الفرنسيين.
    [2] المعلوف، أمين: معجم الحيوان، القاهرة: نشر مجلة المقتطف (هدية المقتطف السنوية)، 1932. ثم طبعة مصورة ببيروت دون ترخيص، بعد شطب اسم الناشر الأصلي، مادة «زبد البحر» و«لسان البحر».
    [3] دوزي، رينهارت: تكملة المعاجم العربية، تعريب محمد سليم النعيمي وجمال الخياط، بغداد: وزارة الثقافة والإعلام العراقية، 11جزءًا، 1978-2002. مادة رغو.
    [4] ابن البيطار، الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، القاهرة: المطبعة الأميرية ببولاق، 1291هـ 1875م، وأعيدت هذه الطبعة بالتصوير مرارا، مواد «سرطان بحري» و«سيبيا» و«لسان البحر».
    [5] الصاحب ابن عبّاد، إسماعيل: المحيط، تحقيق محمد حسن آل ياسين، بغداد: مطبعة المعارف، 1975، ج4، ص 192.
    [6] الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، عدة محققين، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 40مجلدا، 1964-2002، مادة خذق، ج25 ص 216. ومن هذه الكلمة نجد استعمال تسمية «الخثاق» في بعض دول الخليج.
    [7] نشر كاتب هذه الأسطر قائمة تحتوي على رسائل مطبوعة ومخطوطة في مجال صناعة مواد الكتابة من أحبار وأصباغ وورق، وذلك في بحثه «الكتب التراثية في الصناعات الكيميائية»، أبحاث الندوة العالمية التاسعة لتاريخ العلوم عند العرب، (التي عقدت في دمشق، في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2008)، حلب: معهد التراث العلمي العربي، 2009، ص 547-605. وقد عيد نشر البحث في كتاب نصوص نادرة من التراث العلمي، القاهرة: مكتبة الإمام البخاري، 1433هـ 2012م.
    [8] ديروش، فرانسوا: المدخل إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي، تعريب أيمن فؤاد سيد، لندن: مؤسسة الفرقان، 2005، ص 187.
    [9] من المراجع التي ذكرت استعمال حبر الحبّار على البرديات في عهد الرومان ومن قبلهم: -1- Bello, Carmen & Àngels Borrell: “The Papal bulls on papyrus : an approach to their conservation”, Imago temporis. Medium Aevum, vol. 7 (2013), pp. 377-400. See pp. 378 & 391. -2- Middleton, J. Henry: Illuminated Manuscripts in Classical and Mediaeval Times, Their Art and Their Technique, Cambridge (UK): Cambridge University Press, 1892, p. 28. -3- Wiborg, Frank B. Printing Ink, A History, New York & London: Harper & Brothers, Publishers, 1926, p. 74.
    [10] الصولي، محمد بن يحيى: أدب الكتّاب، تحقيق محمد بهجة الأثري ومحمود شكري الألوسي، بغداد: المكتبة العربية، 1341هـ 1923م، ص 110-113.
    [11] ابن البيطار، المصدر السابق، مادة سيبيا. الكلمة الأخيرة في نص ابن البيطار في طبعة بولاق هي «الحبر» بدلا من الحبّار. وهذا سهو من النساخ على الأرجح، لأن كلمة الحبّار وردت صراحة في نص المغربي المذكور في البحث. ولا نجد هذه المادة (سيبيا) في ما وصل إلينا من كتاب الغافقي. انظر: ابن العبري، أبو الفرج غريغريوس الملطي، منتخب جامع المفردات لأحمد بن محمد الغافقي، تحقيق (وترجمة إلى الإنگليزية) ماكس مايرهوف وجورجي صبحي، القاهرة: كلية الطب بالجامعة المصرية، 1937.
    [12] الأنطاكي، داود بن عمر: تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب، القاهرة: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1952، مادة سيسيا (تحريف سيبيا)، ج1 ص 206.
    [13] المغربي، أحمد بن عوض: قطف الأزهار في خصائص المعادن والأحجار، تحقيق بروين بدري توفيق، بغداد: وزارة الثقافة والإعلام، 1990، ص 274. الكتاب محقق حسب مخطوطة عراقية واحدة، بينما هناك مخطوطتان –إحداهما في گوتا Gotha والأخرى في ليپزگ Leipzig- متاحة لمن أراد إعادة تحقيق الكتاب. والكتاب بحاجة إلى إعادة تحقيق.
    [14] منها أن المؤلف ترك فراغاً على أن يملأه فيما بعد. وجاء الناسخ فنسخ النص دون ترك فراغ. ومنها ضياع ورقة من المخطوطة، نــُــزِعت أو سقطت أثناء التجليد. وقد راجع كاتب هذه الأسطر نسخ مخطوطتي گوتا وليپزگ. فنجد أن مخطوطة گوتا فيها نفس السقط. أما مخطوطة ليپزگ فلا تحتوي على هذا القسم من الكتاب أصلا.
    [15] قاري، لطف الله: «الحبر والمداد في كتب الصناعات الشاملة»، «مجلة معهد المخطوطات العربية»، المجلد 55، الجزء الأول، جمادى الأولى 1432هـ مايو 2011م، ص 79-108. وأعيد نشر البحث في كتاب «علم المخطوط العربي، بحوث ودراسات»، الكويت: قطاع الشئون الثقافية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، والقاهرة: معهد المخطوطات العربية، 2014، ص 217-250.










  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10
    شكرا يا أبا سفيان فعلا هو بحث ينبعي صرف والحقيقة أن الباحث الدكتور لطف الله قاري مرجع في هذه الأمور بل هو معجزة نفخر كثيرا أنه من ينبع وفي ينبع ونعتز أيضا بصداقتنا له واستفادتنا من كل مجلس جمعنا به ..رجل بلغت مؤلفاته الثلاثين مؤلفا علميا رصينا يناقش ويحاضر بها في مختلف لغات العالم أنه فعلا معجزة حفظه الله من كل سوء

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    6
    معدل تقييم المستوى
    0

    الشكر لكم جميعا

    الشكر لأستاذنا أبي سفيان الذي نشر الموضوع. والشكر أيضا لأستاذنا أبي رامي الذي أطرى شخصي الضعيف بما لست أهلا له. فقدراتي المحدودة وإنجازاتي هي أقل بكثير مما ذكره. قوتي هي في صحبتي للأجاويد مثلكم الذين يساندونني مشكورين.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •