أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 13 إلى 21 من 21
  1. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    2,442
    معدل تقييم المستوى
    24

    رد: من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    أخي العزيز محمد كل عام والجميع بخير بمناسبة شهر رمضان .وآسف على التأخر في الرد .والشكر للاخ العزيز ابو عمرو وكذلك استاذنا ابو ماجد ومرورهم العطر .
    أخي دعني أبدا من حيث انتهيت :
    أشكرك على حسن ظنك ولكن أرى انك وضعتني في مكان غير مكاني فانا طالب علم كنت ومازلت .
    كان اجتهادك أخي موفق والتعريف والفوارق بين البادية والحاضرة واستحضارك للدليل من واقع حياتنا .صحيح قد يقال اننا خرجنا عن اصل الموضوع واقول لا اظن في هذا خلل بل هو ضرورة واستزادة لتهيئة الطرح واستحلاباً للفائدة.
    أخي :وجدت من الهام ان نستند على حجة في تعريفنا للبادية والحاضرة وخير من تطرق لهذا من وجهة نظري هو العلامة ابن خلدون وقد اجتهدت في اخذ ماقد نحتاج له :
    يقول العلامة: عبدُ الرحمن بنُ محمد بن خلدون الْحَضْرَميُ

    في العمران البشري علي الجملة وفيه مقدمات
    الأولى: في أن الاجتماع الإنساني ضروري. ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم: "الإنسان مدني بالطبع "، أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم وهو معنى العمران. وبيانه أن الله سبحانه خلق الإنسان وركبه على صورة لا يصح حياتها وبقاؤها إلا بالغذاء، وهداه إلى التماسه بفطرته، وبما ركب فيه من القدرة على تحصيله. إلا أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء، غير موفية له بمادة حياته منه. ولو فرضنا منه اقل ما يمكن فرضه وهو قوت يوم من الحنطة مثلا، فلا يحصل إلا بعلاج كثير من الطحن والعجن والطبخ. وكل واحد من هذه الأعمال الثلاثة يحتاج إلى مواعين وآلات لا تتم إلا بصناعات متعددة من حداد ونجار وفاخوري. هب أنه يأكله حبا من غير علاج، فهو أيضا يحتاج في تحصيله حبا إلى أعمال أخرى أكثر من هذه، من الزراعة والحصاد والدراس الذي يخرج الحب من غلاف السنبل. ويحتاج كل واحد من هذه إلى آلات متعددة وصنائع كثيرة أكثر من الأولى بكثير. ويستحيل أن توفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد. فلا بد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحصل القوت له ولهم، فيحصل بالتعاون قدر الكفاية من الحاجة لأكثر منهم بأضعاف.وما لم يكن هذا التعاون فلا يحصل له قوت ولا غذاء، ولا تتم حياته لما ركبه الله تعالى عليه من الحاجة إلى الغذاء في حياته ولا يحصل له أيضا دفاع عن نفسه لفقدان السلاح فيكون فريسة للحيوانات، ويعاجله الهلاك عن مدى حياته، ويبطل نوع البشر. وإذا كان التعاون حصل له القوت للغذاء والسلاح للمدافعة، وتمت حكمة الله في بقائه وحفظ نوعه. فإذن هذا الاجتماع ضروري للنوع الإنساني وإلا لم يكمل وجودهم وما أراده الله من اعتمار العالم بهم واستخلافه إياهم وهذا هو معنى العمران.
    في أن أجيال البدو والحضر طبيعية
    إعلم أن اختلاف الأجيال في أحوالهم إنما هو باختلاف نحلتهم من المعاش؛فإن اجتماعهم إنما هو للتعاون على تحصيله والابتداء بما هو ضروري منه وبسيط قبل الحاجي والكمالي. فمنهم من يستعمل الفلح من الغراسة والزراعة؛ ومنهم من ينتحل القيام على الحيوان من الغنم والبقر والمعز والنحل والدود لنتاجها واستخراج فضلاتها. وهؤلاء القائمون على الفلح والحيوان تدعوهم الضرورة، ولا بد، إلى البدو لأنه متسع لما لا يتسع له الحواضر من المزارع والفدن والمسارح للحيوان وغير ذلك. فكان اختصاص هؤلاء بالبدو أمراً ضرورياً لهم؛ وكان حينئذ اجتماعهم وتعاونهم في حاجاتهم ومعاشهم وعمرانهم من القوت والكن والدفء إنما هو بالمقدار الذي يحفظ الحياة، ويحصل بلغة العيش من غير مزيد عليه للعجز عما وراء ذلك.ثم إذا اتسعت أحوال هؤلاء المنتحلين للمعاش وحصل لهم ما فوق الحاجة من الغنى والرفه، دعاهم ذلك إلى السكون والدعة، وتعاونوا في الزائد على الضرورة، واستكثروا من الأقوات والملابس، والتأنق فيها وتوسعة البيوت واختطاط المدن والأمصار للتحضر. ثم تزيد أحوال الرفه والدعة فتجيء عوائد الترف البالغة مبالغها في التأنق في علاج القوت واستجادة المطابخ وانتقاء الملابس الفاخرة في أنواعها من الحرير والديباج وغير ذلك، ومعالاة البيوت والصروح وإحكام وضعها في تنجيدها، والانتهاء في الصنائع في الخروج من القوة إلى الفعل إلى غاياتها، فيتخذون القصور والمنازل، ويجرون فيها المياه ويعالون في صرحها، ويبالغون في تنجيدها، ويختلقون في استجادة ما يتخذونه لمعاشهم من ملبوس أو فراش أو آنية أو ماعون. وهؤلاء هم الحضر، ومعناه الحاضرون، أهل الأمصار والبلدان. ومن هؤلاء من ينتحل في معاشه الصنائع ومنهم من ينتحل التجارة. وتكون مكاسبهم أنمى وأرفه من أهل البدو؛ لأن أحوالهم زائدة على الضروري ومعاشهم على نسبة وجدهم. فقد تبين أن أجيال البدو والحضر طبيعية لا بد منهما.
    في أن البدو أقدم من الحضر وسابق عليه وأن البادية أصل العمران والأمصار مدد لهما
    قد ذكرنا أن البدو هم المقتصرون على الضروري في أحوالهم، العاجزون عما فوقه، وأن الحضر المعتنون بحاجات الترف والكمال في أحوالهم وعوائدهم. ولا شك أن الضروري أقدم من الحاجي والكمالي وسابق عليه؛ لان الضروري أصل والكمالي فرع ناشئ عنه. فالبدو أصل للمدن والحضر وسابق عليهما لأن أول مطالب الإنسان الضروري، ولا ينتهي إلى الكمال والترف إلا إذا كان الضروري حاصلاً. فخشونة البداوة قبل رقة الحضارة. ولهذا نجد التمدن غاية للبدوي يجري إليها، وينتهي بسعيه إلى مقترحه منها. ومتى حصل على الرياش الذي يحصل له به أحوال الترف وعوائده عاج إلى الدعة، وأمكن نفسه إلى قياد المدينة. وهكذا شأن القبائل المتبدية كلهم. والحضري لا يتشوف إلى أحوال البادية إلا لضرورة تدعوه إليها أو لتقصير عن أحوال أهل مدينته.ومما يشهد لنا أن البدو أصل للحضر
    ومتقدم عليه، أنا إذا فتشنا أهل مصر من الأمصار وجدنا أولية أكثرهم من أهل البدو الذين بناحية ذلك المصر وفي قراه، وانهم أيسروا فسكنوا المصر وعدلوا إلى الدعة والترف الذي في الحضر. وذلك يدل على أن أحوال الحضارة ناشئة عن أحوال البداوة وانها أصل لها، فتفهمه. ثم إن كل واحد من البدو والحضر متفاوت الأحوال من جنسه: فرب حي أعظم من حي، وقبيلة أعظم من قبيلة؛ ومصر أوسع من مصر، ومدينة أكثر عمراناً من مدينة. فقد تبين أن وجود البدو متقدم على وجود المدن والأمصار وأصل لها؛ بما أن وجود المدن والأمصار من عوائد الترف والدعة التي هي متأخرة عن عوائد الضرورة المعاشية.
    انتهى كلام ابن خلدون ولنا ان نخرج في خلاصة هي :
    الحضارة تعني العمران والعمران هو التطور فيما يخدم الإنسان .كذلك ان من الطبيعي هجر حياة البادية نحو المدن ولكن ليس من الطبيعي الاتجاه بالعكس .
    إذا ما نعيشه اليوم حضارة او بداوة اعتقد ان الإجابة واضحة ودليلها المدن واتساع رقعتها.
    ولكن هناك سؤال هل المباني المنتشرة في البادية والتي تنعم بالكهرباء ووجود المدارس يصح ان تدخل ضمن التطور المنشود والذي ذكره ابن خلدون ؟
    [read][type=176946]الشريف عبدالاله العياشي[/type][/read]

  2. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    مملكة الإنسانيه
    المشاركات
    304
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد: من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    جميلاً أن يقرأ المرء ماكتب هنا والأجمل أن يعي ويفهم ماطرح في هذا المتصفح من درر

    تتبال بين عمالقة الكلام والفكر الأدبي لله دركم لقد جذبني حديثكم وليس لدي ما أشارككم فيه

    غير علامات الفخر بأبناء بلدي الحبيب ومايدور بينهم من تبادل وأخذ وعطاء بكلمات يطرب لقراءتها

    كل من دخل لهذا الحيز الصغير في مساحته والكبير فيما إحتواه من جواهر ودرر يعجر الكثير عن فهم محتواها القيم

    كل الشكر لكم أساتذتي ولكم مني كل الإحترام والتقدير يسعدني أن أكون متابعة لماطرح هنا ونتمنى من إدارة منتدنا العزيز

    تثبيت هذا الطرح الجميل لإعطاء الفرصه لجميع الأعضاء للتمتع بقراءته ..





    تقبلوا مروري وتحياتي





    وكل عام وأنتم والأمه العربيه بخير




    رعووشه

  3. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    سبحان الله لاأدري كيف مضى هذا الوقت دون أن أطلع على هذه المشاركة النافعة وأنا الحريص دائما على قراءة كل ما يخطه يراع أخي محمد الذياني لأنني أجد فيه روح الأدب العربي في دقة الوصف التي برع بها الجاحظ وفي الاستطراد بالخروج من فائدة للدخول في أخرى كما هو الحال لدى شيخنا الطنطاوي رحمه الله وقد تجلت هذه الخاصية في هذا الموضوع بعامة وفي رده على الأستاذ أبو مشاري بخاصة
    أقول لا أدري كيف فاتني اقتناص هذه الفوائد في حينها رغم أنني قرأت العنوان قبل الآن ويبدو أن عادتي السيئة في الحكم على الموضوع من عنوانه هو السبب في تأخري عن قراءة الموضو ع فقد أجلت قراءة الموضوع لتقديري أنه نقل لأقوال القدماء وحسب وما كان ينبغي لي أن أقع في هذا التقدير عطفا على معرفتي بأديبنا الذبياني واختياراته

    أخي محمد الذبياني
    أرجو أن تستمر في كتابة هذه السلسلة فنحن في حاجة ماسة إليها وقد شددت اهتمامنا إلى هذه الفوائد العطيمة من حياة السابقين واطلعتنا على جزء هام من تراثنا الأدبي وما كانت عليه حياة آبائنا وأجدادنا واستخلصت منها العبرة والموعظة الحسنة بأسلوب أدبي وعرض سلس ونعدك بأن نكون من المتابعين النجباء بإذن الله

    وقد أعود لكتابة انطباعاتي بشكل مفصل .. لأنني الآن أكتب بواسطة جهاز لابتوب ابنتي ولست متعودا على هذا النوع من الأجهزة ففجأة أجد أنني وضعت حرفا بدل حرف أو أن المشيرة قفزت إلى السطر السابق وإذا بي أمحو أو أكتب فوق ما كنت كتبته ثم أعجز عن إعادتها إلى مكانها الطبيعي ,, فإذا رأيتم في كتابتي شيئا من هذا أرجو أن تتجاوزوا عنه وفقكم الله

  4. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الدولة
    ينبع البحر
    المشاركات
    702
    معدل تقييم المستوى
    22

    رد: من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    نرحب برعشة هدب من الترحيب أحرّه ، ومن التقدير ما لا يبلغ منتهى ، وليتنا – بلغك الله آمالك- من البلغاء لنستطيع تقديم أعلاماً مؤلفه من الشكر دون أن يعجزنا ذلك أو ليتنا نحفظ من أبيات الشعراء أو منشآت الأدباء ، ما نقدمه كأقل الوفاء ، لما كان منكم من علامات الفخر نحونا ، ولكن الأجمل والأفضل أن نقول : جزاك الله خيرا فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : من قال : جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء.

    رفقـاً بي يا أبا رامي ، فهذا التاج الذي أبدعت صنعه ، قد أثقل علىّ حمله ، وأخشى أن ينظر إليه ناظر فيفطن ألا ملائمة بين التاج والمتوج ، دون أن يدرك أن الأكرمون دائماً يفيضون من كرمهم أكثر مما يستحقه المكرّمون.
    ولا أخفيك – خدمك العلم - بأني نشأت متأثراً بأسلوب الطنطاوي وطريقته البديعه في الكتابة ، وقنيت كتبه كلها أو أكثرها ، سواء ما أنتجه أو أُنتج له ، وأفنيت سطورها قراءةً مرة بعد أخرى وما زلت ، فإن كان قد بدا فيما نخطه محاكاة لطريقته – دون أن ندري– فلعله تأثر الطالب بمعلمه وإن كان لم يقابله ! ولعل من أقل الوفاء أن أدعوا له ، اللهم أرحم شيخنا علي الطنطاوي رحمه الله واسعة وتجاوز عن ذنوبه ، واجعل قبره روضه من رياض الجنة واجزه خيرا على ما قدمه من علم نافع .

    أما عن الاستمرار في كتابة سلسلة من أقوال الأولين فلعلنا نجد في دفاترنا وقصاصات الأوارق ما نضيفه على ما سبق من أقوال بعد حين ، و المنى أن ترقى لأقول أنها كتبت تقديراً لأبو رامي ، فكم أبا رامي عندنا ! ومن الأنسب أن أبين أنه ليس في جعبتنا ما يزيد عما أوردناه إلا باليسير بل الأيسر منه ، فما عند أخيك دون ما تظن ، وما يعرفه أقل مما تتوقعه .
    أما كاتبنا الاجتماعي أبو مشاري – أعلى الله درجته - فقد إنجذبت معه إلي بحر لا أجيد الغوص فيه ، فهو تاريخي متخصص واجتماعي متمرس ، مخالط لطبقات الناس ، ويلحظ دقائق الاختلافات وفوارق الكلمات ، و ما كان ينبغي إليّ أن أندفع معه ثم أقف في الباحة ، فأنا الأعرف بنفسي عن عدم أجادتي في هذه البحور للسباحة ، ولكن أن أقف خير لي من أن يجهدني التجديف فأغرق!!
    ما يدور في خلدي وأود أن أقوله : هو ربما لم يدر في خلد ابن خلدون أنه سيأتي وقت تكون وسائل المواصلات من اليسر ما تنقل الرجل أو المرأة من مكان على بعد مئات الكيلو مترات في ظرف زمني ميسور ، فيعيش الرجل في بيئة ويعمل في بيئة أخرى وربما يقضى فسحة من الوقت في بيئة ثالثة ، كل ذلك يقضيه في يوم واحد ! فهذه تمد الأطراف موضع الدراسة بفوارق تفترق إلي فرق مفرقه، ما يجعل كلام ابن خلدون صحيح من أوجه ويحتاج إلي لواحق خبير تواكب التغيرات والنقلات ، و تقلل المساحات في التصورات ، فهذه طوارئ على جيلين مختلفين ، ما أحدث تغيرات على هؤلاء تختلف بأقدار معينه عن أولئك ، هذه فترة إن جاز التعبير أن نسميها منازعه ، وهو ما صعّب علىّ الإتيان إليها ، ولعل في هذا التداخل وغيره ما أعياني عن تحديد الأمد وتصويب الهدف ، فالأمر يتطلب الوقوف إلي قرار نطمأن إلي ثباتنا عليه .
    ونظراً لضعف الأدوات بين يدي ولا حرج إن قلت لمحدودية علمي وقلة إطلاعي يدفعني لرفع الراية ، فغص يا أبا مشاري في الأعماق وانثر لنا من الدرر ما يملأ نفوساً تاقت إلي لئالئ من مثل هذه.
    التعديل الأخير تم بواسطة الشاهين ; 20-09-2010 الساعة 08:33 AM
    وما فقد الماضون مثل محمد * * ولا مثله حتى القيامة يفقد
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    شعر حسان بن ثابت

  5. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ينبع البحر
    المشاركات
    609
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد: من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    موضوع رائع
    ومجهود تشكر عليه
    ننتظر جديدك

  6. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ينبع > جوال 0505361378
    العمر
    80
    المشاركات
    9,249
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    عزيزي وجاري الغالي / أبو عبد الله :


    كلما هممت بمطالعة هذا الموضوع يأتيني ما يشغلني لأنني بصراحة موضوعاتك لا يمكن قراءتها بسطحية وبما يسمى ( مرور الكرام)


    واليوم رأيت صفحة مشرقة من الكلام الجميل ينفتح لها القلب



    وهذا الذي رأيته يثبت ما سبق أن قلته بأن الأخ / محمد الذبياني إذا غاب لظرف ما فهو يأتي بما يعوض هذا الغياب وزيادة


    وكلما أقرأ لك موضوعا يزداد إعجابي بحرفك وبأفكارك ؛ فإنّ مثل هذه
    الافكار لا تولد في العقول المتقدة وعندما نلحظ الإنسان
    يستفيد من تجاربه ومن تجارب غيره ثم يستطيع تصديرها للآخرين فتلك في ظني بضاعة رابحة .

    أغبطك أخي محمد على حسن اختيارك لمثل هذه الموضوعات ؛ فمن رحم التراث ومن مجالسة الكبار تأتي روعة الزمان واستحضار المكان ولذا أستطيع استعارة بيت الشعر الذي استشهدتَ به من قصيدة الشاعر القرشي ابن الجهم :

    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

    أنت كالدلو لاعدمناك دلواً =من كبار الدّلا كثير الذَّنوب
    [/poem]

    والشاهد في كلمة الذنوب بفتح الذال ومعناها الدلو الكثير السيلان بسبب امتلائه ؛؛ وأنت هكذا يا محمد دائما تحرك الأشجان ، وتنعش الوجدان بحلو الكلام .
    وشكرا لأخي أبو مشاري الذي استحثك وفجر هذا الينبوع من جميل القول وما تعرضتما له عن البداوة والحضارة ودلائلها ..
    كما أؤيد أخي / أبو رامي فيما قال بأن تحاول أن تجعل من هذه الأفكار سلسلة نستمتع بعطرها الفواح عبر فيض قلمك المبدع ، وجمال حرفك المقنع.






  7. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الدولة
    ينبع البحر
    المشاركات
    702
    معدل تقييم المستوى
    22

    رد: من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    تشرفت أخي نبع الخير بقراءتك للموضوع فجزاك الله خيرا

    حياك الله يا بو سفيان وأهلا وسهلا بالجار العزيز ، وأشكرك من الشكر النقي جزيلا على رقيق مداخلتك ، ولطيف عباراتك ، وحسن قولك وظنك وانطباعك. وأتمنى أن أطبب همتي العليله ثم تزول دواعي كسلي فأكون كما قلت في المستقبل ثم أعزو إلي أهل الفضل فضلهم فأقول هذا بعد فضل الله بما وجدته من تشجيع معنوى من أفاضل منهم جاري أبو سفيان .

    و لا بأس في أن نأخذ بمقترح أبو رامي المؤيد من قبلكم ، فلعلنا في قادم الأيام - إن شاء الله- إن وقعنا على جديد من القديم من أقوال السالفين سوف نسلسله هنا ، وهذا عمل بسيط من الممكن لأي شخص أن يحرر فيه ، بيد أن الغير ممكن لدينا ، وما يشق على غيرنا ، هو ما أود أن أقوله لرئيس لجنة التراث ، أقوله وأنا أعرف إمكانات لجنته كما أفقه تسامي طموحاتها ، لذا فربما تحين فرصه تقتنصها اللجنة تحقق بها الغاية.

    كبار السن من الأجداد ممن هم بيننا الآن هم جيل لن يتكرر ، لن يتكرر بمعنى من عايشوا أحداثاً وحياه مختلفة تماماً عن حياة الجيل الحالي ، الجيل الذي لم يقاسى مثلهم قسوة الأعوام ، ولم تعركه الأيام ، وحتى نزن الكفة فالجيل الماضي أيضاً هو لم يتعارك مع الفيس بوك واليوتيوب والماسنجر والشات كما هو يعرك الآن في الجيل الحالي !! فبعد ثلاثين عاما على الأكثر لن يأتي يا جار من يحدثك بمثل تلك التجارب القاسية ولن تجد ممن يحدث الآن بها عندئذ ، هذا على سنن الحياة والأمور كلها بيد الله.

    والمقترح أن تبحث اللجنة إمكانية تنظيم لقاءات ميسورة تنأى عن الرسميات كل النأي ، فتجمع كبار السن والشباب على بساط البساطه فيبثون فيها إليهم تجاربهم ، وينثرون الخلاصة الخالصة لخبرة أعمارهم ، وبعد يحدثون بأحداث ينبع وما فيها وما كان وبقي ، وما كان ولم يبق ، يصورن حالها وانتقالها وتغيراتها ، ثم توثق لتبقى في مكتبة لجنة التراث فيتم الإفادة منها في المناسبات واللقاءات والزيارات ، وبهذا تكون اللجنة قد سلمت للأجيال اللاحقة آثاراً على الأرض حاربت لتحفظها من الضياع ثم بالصوت والصورة نقلت قصصا وأحداث من عاشوا فيها ، أرأيت ماذا فعل بيرتون وبيركهارت وديديه وإبراهيم باشا والعياشى والجاسر والبلادي وغيرهم لقد صوروا لنا حقبة من الزمن ، و دونوا ما رأوه في ينبع عندما مروا بها وعايشوا من أيامهم فيها وذلك وفق إمكاناتهم المحدودة ، ونحن الآن وهذه التقنية بين أيدينا ومن عاش صوراً من ماضي ينبع الثر يسيرون بأقدامهم بيننا فهلا نقلنا صوتهم وصورتهم وتجاربهم لمن يأتي بعدنا ؟ فنقول لهم هاكم من لجنة التراث بالصوت والصورة ما قاله الأولون عن ينبع !
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الله الذبياني ; 16-10-2010 الساعة 02:22 PM
    وما فقد الماضون مثل محمد * * ولا مثله حتى القيامة يفقد
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    شعر حسان بن ثابت

  8. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الدولة
    ينبع البحر
    المشاركات
    702
    معدل تقييم المستوى
    22

    رد: من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    كان الأولون يحذرون بعضهم البعض من الذئب ، فيقولون: أنتبه من الذيب لا يكلك. ويتحدثون : الليلة رأيت الذيب في المكان الفلاني فإياك أن تمشى إلا وعصاك معك أو بندقيتك ، وآخر يحذر شاهدت جرّة الذيب عند البئر الفلاني وربما حرموا من الماء ليلتهم تلك خوفاً من تربصه بهم ، وكذا ينبه الآباء أبناءهم من الذئب ، وأبلغ مثال ما ورد في سورة يوسف : (قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)

    واليوم وبعد أن بسطت المدنية نفوذها فرّت الذئاب وابتعدت ، ولعلها انحسرت أو انقرضت ، فأين من يحذر اليوم من الذئب إلا فيما ندر في بعض الهجر ولعل الأغنام هي الفريسة المستقصده للذئاب اليوم ، ثم أخذت الجمال والتي كانت تحمل المتاع ، وتنقل الركب إلي الأصقاع ، حلت محل الذئب في التحذير فأصبح المحذرون يحذرون من الجمال التي تقطع طريق السيارات ليلا فتسبب أشنع الحوادث والوفيات والإصابات ، سبحان الله كان المسافر يسير على جمله فيحذره المحذرون من الذئاب والدواب ثم عندما جاءت السيارات نحى التحذير إلي الجمال التي كانت تحمل البشر !! وبعد إحاطة الطرقات السريعة بالسور الحديدي تكاد تكون انعدمت التحذيرات من الجمال لتظهر لنا في الأشهر القليلة الماضية تحذيرات على غير ما سلف ، فالتحذير أصبح ممن يؤمن سلامة الطريق ، فقد أتجهت التحذيرات إلي الكاميرات ؟ أنتبه من ساهر! فهذا يذكر لك أنهم يتربصون لك في المكان الفلاني ، وآخر يوجهك إلي بخاخ لامع ترشه على اللوحة يحجب الفلاش ولا يؤثر في اللوحة ، وغيرهما يذكر لك قطعة معدنية تؤثر وغير ذلك من التحذيرات حتى أن الذي أراد أن يطبق يحار فلا يدري أيهما يختار :

    تكاثرت الظباء على خراش . . . فلا يدري خراش ما يصيد

    و تطورت النصائح وتكاثرت وكل أحد يذكر تجربته مع طريقته ، ثم جاءت برامج مبرمجه لتكشف مواضع كاميرات ساهر عبر منبه يعمل عند الاقتراب من الكاميرا يتم تثبيتها في أجهزة الملاحة وأجهزة الجوال !!

    يا لقلوب البشر ولتضرب بكل تلك التحذيرات التي تدعوا إلي الحيدة عن النظام الذي وضع للحفاظ على الأرواح في أم الرغام ، أوكان يسر أن نكون للذئاب لقمة سائقه ، هذا واقع الأجداد قبل سنوات كيف كان أحدهم يحمل البندقية والعصى ولا يسير إلا بإحداهما ليتقى شر الذئاب والدواب ونحن ننعم بالتيسير الذي أراده الله لنا فنحمل الأجهزة والبرامج لتنبهنا عن وجود الكاميرات للإلتفاف على النظام !! ثم أنظروا إلي هذه التغيرات الكبيرة والفروقات الشاسعة وما أحدثته هذه الثورة الهائلة وهذا التقدم السريع ثم ما كان من قولبه في الموازين وانعكاس في الأفكار وتردي في التقدير ؟! أردت بهذا إذكاء الشعور بما نعيشه من نعيم وواقع يسع فرقاً عن الواقع السالف في كل شئ أوله التعقل والتطبع به !. إلي الملتقى
    وما فقد الماضون مثل محمد * * ولا مثله حتى القيامة يفقد
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    شعر حسان بن ثابت

  9. #21
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ينبع > جوال 0505361378
    العمر
    80
    المشاركات
    9,249
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: من أقوال الأولين في ميزان الماضي والحاضر

    عزيزي الغالي / محمد الذبياني
    أسعد جدا بمقالك وبخاصة هذا السلسلة الرصينة من أقوال الأولين ، وأنت تضعها في ميزان دقيق بين الماضي والحاضر وتربطها ربطا جميلا مع تسلسل ينم عن فكر نير وحس يستشعر الواقع ويستحضر الماضي بأسلوب مقنع وجذاب ..

    وبخصوص اقتراحك الخاص بالتراث وتوثيقه هو في البال ولكن حثـّك يحركنا ويدفعنا فشكرا لاهتمامك ومتابعتك ولا يزيدنا هذا إلا شعورا بالحب والتشجيع والإقدام فلا تيأس من تكراره ..
    كما إنني أغبطك على ما أبدعت في هذه السلسلة وما جذبني اليوم للجديد منها في مسألة الذئاب وما تلاها مرورا بالجـِمال وكمرات ( ساهر) وانتهاء بمقارنة رائعة جدا بين من كان يحمل العصى والبندقية وبين من يستخدم تقنية الحاضر وتطورها السريع في مجابهة ما لا يريد ... شكرا على هذه القولبة ( المرستكة) دمت لنا ودامت لياليك وأيامك مملوءة بالسعادة والفكر النقي مثل ما كنت كنت قبل أن تعرس وبعد أن عرست لم يتغير شيء إلا إلى الأفضل والأكمل .






صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •