الثانية
الصادر
قتل بقرة بني إسرائيل
حدث بين قبائل بني إسرائيل نزاع بشأن هذه الحادثة، كل قبيلة تتهم الأخرى بالقتل. توجهوا إلى موسى ليقضي بينهم فما كانت الأساليب الإعتيادية ممكنه في هذا القضاء وماكان بالإمكان إهمال هذا المسألة لما سيترتب عليها من فتنه بين بني إسرائيل. لجأموسى بأذن الله إلى طريقة إعجازية لحل هذه المسألة
يقول سبحانه: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْبَقَرَةً...﴾(1) وأن تضربوا قطعه منها بالمقتول كي يحي ويخبركم بقاتله ﴿...قَالُواْأَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا...﴾؟، ﴿...قال أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَالْجَاهِلِينَ﴾ (2) .
الهموم
بعد أن أيقنوا جديّة المسألة﴿قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ...﴾(3)
موسى (ع) أجابهم ﴿...قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌعَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ...﴾(4) أي إنها لا كبيره هرمه ولا صغيرة بل متوسطة بينالحالتين ﴿...فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ﴾(5)
لكن بني إسرائيل لميكفوا عن لجاجتهم: ﴿قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَالَوْنُهَا..﴾(6)؟
أجاب موسى: ﴿...يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّفَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ﴾ (7) أيإنها لا كبيرة هرمة ولا صغيرة، بل متوسطة بين الحالتين: ﴿فَافْعَلُوا مَاتُؤْمَرُونَ﴾.
لكن بني إسرائيل لم يكفوا عن لجاجتهم: ﴿قَالُوا ادْعُلَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا﴾؟
أجابهم موسى: ﴿قَالَإِنَّهُ يَقوُلُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِع لَوْنُهَا تَسُرُّالنَّاظِرِينَ﴾ أي إنها حسنة الصفرة لا يشوبها لون آخر.
ولم يكتفوابني إسرائيل بهذا بل أصروا على لجاجتهم، وضيقوّا دائرة انتخاب القرة على أنفسهم،عادوا و﴿قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّالبَقَرَ...﴾(8) طالبين بذلك مزيدًا من التوضيح،متذرعين بالقول: ﴿...إِنَّ البَقَرَتَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُلَمُهْتَدُونَ﴾(9).
أجابهم موسى ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَابَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ...﴾(10) أي ليستمن النوع المذلل لحرث الأرض وسقيها، ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾ من العيوب كلها، ﴿لاَّ شِيَةَفِيهَا﴾ أي لا لون فيها من غيرها، حينئذ: ﴿الُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ﴾،﴿فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ﴾ أي أن وجدوا بقره بهذه السمات ذبحوهابالرغم من عدم رغبتهم بذلك.
من علولاسفل
﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُبِبَعْضِهَا...﴾(11) أي اضربوا قطعه منها بالمقتول كي يحيي ويخبركم بقاتله أخذوابني إسرائيل يبحثون عن بقره بتلك الخصائص فذبحوها وألقوا دمها على القتيل فحيي وذكرأن القاتل كان أبن عمّه.
أو هذه القصة
قال الله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4]. يذكر الإمام القرطبي رحمه الله قصة في هذا الموطن فيقول:
الصادر
كان هناك شخص اسمه عيسى بن موسى الهاشمي ، وكان يحب زوجته حباً جماً، في أيام خلافة هارون الرشيد رحمه الله الخليفة الصالح العادل، فهذا الرجل كان يتكلم مع زوجته يؤنسها، فقال لها: أنت طالق ثلاثاً إن لم تكوني أجمل من القمر، فالمرأة كانت ورعة وصاحبة دين فاعتزلته، فوجد الرجل وجداً شديداً،
الهموم
وندم ندماً شديداً على ما قال، وذهب إلى هارون فقال له: أنا بالله ثم بك أوجد لي مخرجاً، فهارون جمع الفقهاء، فكلهم أفتوا بأن المرأة قد بانت منه، غير فقيه واحد كان ساكتاً، فطلب منه الخليفة أن يتكلم فقال: يا أمير المؤمنين اقرأ: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ [التين:1] فقرأ هارون -وكان رجلاً عالماً- حتى بلغ:
( من علو لأاسفل )
[IMG]file:///C:/Users/ALYASM~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4]
[IMG]file:///C:/Users/ALYASM~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] فقال الفقيه: حسبك، فإن الله عز وجل قد أفتى، فالإنسان أجمل من القمر
[IMG]file:///C:/Users/ALYASM~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]فهارون رحمه الله قال لذلك الرجل الذي طلق زوجته ثلاثاً: قم ولا تعد لمثل ذلك،. فقول الله عز وجل: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4] أ
ي: في أحسن صورة وأجمل هيئة. ......
الله أعلم
المفضلات