الرمية الاولى
كان زيد من أبناء الملوك وعلم أهله أنه عند رسول الله فجاءوا ليأخذوه فخيره رسول الله بين أن يعود إلى أهله وحياة الملوك، أو أن يبقى معه؛ فاختار زيد رسول الله ﷺ فكافأه رسول الله ﷺ بأن قال: «أشهدكم أن زيدَ ابنُ محمد» كما كافأه بتزويجه من زينب وهي من أشراف القوم.
وكانت عادة التبني ظاهرةً متأصلة في الواقع.
والتبني من قضايا الأنساب التي تتطلب اطمئنانًا ويقينًا في المعالجة، وكان رسول الله ﷺ زوَّج زينب زيدًا فجاء الأمر بالنهي عن التبني، وكان لا بد من معالجة النهي بصورة فعلية مثلما أكل رسول الله ﷺ من طعام الرقية ولم يكتف بمجرد الجواز القولي، وحيث حلق رسول الله ﷺ بالفعل في صلح الحديبية ولم يكتف بالأمر بالتحلل من الإحرام..
فكان أمر الله لرسوله ﷺ بزواج زينب بعد طلاقها من زيد؛ ليصبح هذا الزواج أساسًا في اقتلاع عادة التبني؛ وليكون هذا الزواج دليلًا عمليًّا على النهي عن التبني.
وقوله : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ) نهى تعالى أن يقال بعد هذا : " زيد بن محمد " أي : لم يكن أباه وإن كان قد تبناه ، فإنه صلوات الله عليه وسلامه لم يعش له ولد ذكر حتى بلغ الحلم ؛ فإنه ولد له القاسم ، والطيب ، والطاهر ، من خديجة ، فماتوا صغارا ، وولد له إبراهيم من مارية القبطية ، فمات أيضا رضيعا ، وكان له من خديجة أربع بنات : زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، رضي الله عنهم أجمعين ، فمات في حياته ثلاث ، وتأخرت فاطمة حتى أصيبت به ، صلوات الله وسلامه عليه ، ثم ماتت بعده لستة أشهر " انتهى.
والولد هو زيد بن الحارثة في الغبوة والله الموفق
المفضلات