أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    15
    معدل تقييم المستوى
    0

    ومن أحق بعُشبِ المعاني مِنَ المُتنبِّي؟!.

    أحمد عبدالرحمن العرفج

    [align=center]
    قال أرسطو: «الأشكال لاحقة بأشكالها، كما الأضداد مُباينة لأضدادها».
    وقال المُتنبِّي:
    وشبه الشّيء مُنجذبٌ إِليه
    وأشبهنا بدُنيانا الطّغامُ
    وقال أرسطو: «الفرق بين الحِلْم والعجز، أنَّ الحِلْم لا يكون إلَّا عن قُدرة، والعجز لا يكون إلَّا عن ضعف، فليس للعاجز أن يَتسمَّى باسم الحليم».
    وقال المُتنبِّي:
    كُلّ حِلْم أتَى بغير اقتدَارٍ
    حِجَّةٌ لاجئ إليها اللئامُ!
    وقال أرسطو: «على قَدْر بصيرة العَقل، يرى الإنسان الأشياء، فالسَّالم العقل يرى الأشياء على قَدْر حقائقها، والنَّفس اللئيمة ترى الأشياء بطبعها».
    وقال المُتنبِّي:
    ومَنْ يَك ذَا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ
    يَجد مُرًّا به المَاء الزّلالا!
    وقال أرسطو: «على قدر الهمم تكون الهموم».
    وقال المُتنبِّي:
    أَفَاضِلُ النَّاسِ أَغْرَاضٌ لِذَا الزَّمنِ
    يَخلو مِن الهَمِ أَخْلاهم مِن الفِطنِ!
    وقال أرسطو: «النفس الذليلة لا تجد ألم الهوان، والنفس العزيزة يؤثر فيها يسير الكلام».
    وقال المُتنبِّي:
    مَنْ يَهُنْ يَسْهلُ الهَوَانُ عليهِ
    مَا لِجَرْحٍ، بميتٍ إيلامُ !!
    وقال أرسطو: «الزيادة في الحد نقص في المحدود».
    وقال المُتنبِّي:
    مَتَى مَا ازددتَ من بعدِ التَّنَاهِيْ
    فَقَد وَقَع انتِقَاصِيْ فِي ازدِياديْ!
    وقال أرسطو: «كره ما لابد من كونه عجز في صحة العقل».
    وقال المُتنبِّي:
    نَحنُ بَنُو المَوتَى.. فَمَا بَالنَا
    نعافُ.. ما لا بدَ مِنْ شربِهِ!
    هذا الرَّصد أبرز ما أحصاه «المُغرضون».. محاولين الإغضاض من شأن «الضخم»، والإقلال من ضوئه.. أسوقها هُنا مُتسائلاً: ماذا بقي للمُتنبِّي إذا قُلنا أنَّه أخذ هذا من قول هذا، وذَاك من قول ذاك؟!.
    أين عقل الرجل؟.. أين صياغته؟.. بل أين جهده؟!.
    الحِكَم والأمثَال تدور دوران الشمس فوق البسيطة، مَطروحة على الطَّريق يأخذها «الحَاذِق» فتكون على يديه كلذّة الماء عند الظَّامئين.. ويأخذها «الفَاشِل» فتعود على يديه «كالعرجون القديم»!!
    عندما يصدر مثل هذه الإصدارات، تتَّضح الأسقام.. ويظهر الذي في قلبه مرض!! فالمُتنبِّي لو سلَّمنا «جدلاً» بأنَّه تَأثَّر بأرسطو.. ألا يُحمد له جودة السّبك، وحُسن الاستغلال، وشموليّة الرّؤية؟!.
    وفي النَّهاية تَبقى المعاني مثل النَّار والمَاء والعُشب.. النَّاس شركاء فيها.. ومَن أخذها، ولم يُحسن توظيفها سُلبت منه، وأُعطيت الجدير بها.. ومن أحق بعُشبِ المعاني مِنَ المُتنبِّي؟!.


    إلى لقااااااء
    [/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    ينبع الصناعيه .
    المشاركات
    646
    معدل تقييم المستوى
    19

    رد: ومن أحق بعُشبِ المعاني مِنَ المُتنبِّي؟!.

    [SIZE="4"]أخي فواز ..

    سلمت على نقل هذا المقال الرائع للكاتب المُميز أحمد العرفج ..
    وأجدني مُصادقاً على قوله :

    عندما يصدر مثل هذه الإصدارات، تتَّضح الأسقام.. ويظهر الذي في قلبه مرض!! فالمُتنبِّي لو سلَّمنا «جدلاً» بأنَّه تَأثَّر بأرسطو.. ألا يُحمد له جودة السّبك، وحُسن الاستغلال، وشموليّة الرّؤية؟!.

    بلا والله يُحمد له ذلك بأن أخذ الحِكَم والأمثال وصاغها ببلاغته وشِعره وذلك ليس بالأمر اليسير ..
    أكرر شُكري لكَ على إتحافنا بهذا المقال الأكثر من رائع ..[/
    SIZE]
    إن عجز الطرق القديمة عن التعبير عن أشيائي الجديدة، جعلني دائب السعي وراء وسائل تعبير جديدة
    ( جبران خليل جبران )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    196
    معدل تقييم المستوى
    16

    رد: ومن أحق بعُشبِ المعاني مِنَ المُتنبِّي؟!.

    مشكور وجزاك الله كل الخير على الطرح
    تحياتي

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •