ميراث سعد بن الربيع
وكان المسلمون يتوارثون على ما كان في الجاهلية حتى قتل سعد بن ربيع . فلما قبض عمهن المال - ولم تنزل الفرائض
قال جابر بن عبد الله : لما قتل سعد بن ربيع بأحد رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ثم مضى إلى حمراء الأسد . وجاء أخو سعد بن ربيع فأخذ ميراث سعد ، وكان لسعد ابنتان وكانت امرأته حاملا ، وكان المسلمون يتوارثون على ما كان في الجاهلية حتى قتل سعد بن ربيع . فلما قبض عمهن المال - ولم تنزل الفرائض - وكانت امرأة سعد امرأة حازمة صنعت طعاما - ثم دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - خبزا ولحما وهي يومئذ بالأسواف . فانصرفنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الصبح فبينا نحن عنده جلوس ونحن نذكر وقعة أحد ومن قتل من المسلمين ونذكر سعد بن ربيع إلى أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا بنا فقمنا معه ونحن عشرون رجلا حتى انتهينا إلى الأسواف فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلنا معه فنجدها قد رشت ما بين صورين وطرحت خصفة . قال جابر بن عبد الله : والله ما ثم وسادة ولا بساط فجلسنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن سعد بن ربيع ، يترحم عليه ويقول لقد رأيت الأسنة شرعت إليه يومئذ حتى قتل . فلما سمع ذلك النسوة بكين فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نهاهن عن شيء من البكاء . قال جابر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم رجل من أهل الجنة . قال فتراءينا من يطلع فطلع أبو بكر رضي الله عنه فقمنا فبشرناه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلم ثم ردوا عليه ثم جلس . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم رجل من أهل الجنة . فتراءينا من يطلع من خلال السعف . فطلع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقمنا فبشرناه بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس . ثم قال يطلع عليكم رجل من أهل الجنة . فنظرنا من خلال السعف فإذا علي عليه السلام قد طلع فقمنا فبشرناه بالجنة ثم جاء فسلم ثم جلس ثم أتي بالطعام . قال جابر فأتي من الطعام بقدر ما يأكل رجل واحد أو اثنان فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فيه فقال خذوا بسم الله فأكلنا منها حتى نهلنا ; والله ما أرانا حركنا منها شيئا . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفعوا هذا الطعام فرفعوه ثم أتينا برطب في طبق في باكورة أو مؤخر قليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله كلوا قال فأكلنا حتى نهلنا ، وإني لأرى في الطبق نحوا مما أتي به . وجاءت الظهر فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمس ماء ثم رجع إلى مجلسه فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءت العصر فأتي ببقية الطعام يتشبع به فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى العصر ولم يمس ماء ثم قامت امرأة سعد بن ربيع فقالت يا رسول الله إن سعد بن ربيع قتل بأحد فجاء أخوه فأخذ ما ترك وترك ابنتين ولا مال لهما ، وإنما ينكح - يا رسول الله - النساء على المال . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أحسن الخلافة على تركته لم ينزل علي في ذلك شيء وعودي إلي إذا رجعت فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته جلس على بابه وجلسنا معه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برحاء حتى ظننا أنه أنزل عليه . قال فسري عنه والعرق يتحدر عن جبينه مثل الجمان . فقال علي بامرأة سعد قال فخرج أبو مسعود عقبة بن عمرو حتى جاء بها . قال وكانت امرأة حازمة جلدة فقال أين عم ولدك ؟ قالت يا رسول الله في منزله . قال ادعيه لي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلسي فجلست وبعث رجلا يعدو إليه فأتى به وهو في بلحارث بن الخزرج ، فأتى وهو متعب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادفع إلى بنات أخيك ثلثي ما ترك أخوك فكبرت امرأته تكبيرة سمعها أهل المسجد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادفع إلى زوجة أخيك الثمن وشأنك وسائر ما بيدك . ولم يورث الحمل يومئذ .
وهي أم سعد بنت سعد بن ربيع امرأة زيد بن ثابت أم خارجة بن زيد . فلما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد تزوج زيد أم سعد بنت سعد وكانت حاملا ، فقال إن كانت لك حاجة أن تكلمي في ميراثك من أبيك ، فإن أمير المؤمنين قد ورث الحمل اليوم وكانت أم سعد يوم قتل أبوها سعد حملا . فقالت ما كنت لأطلب من أخي شيئا
.
المفضلات