أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
صفحة 4 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 37 إلى 48 من 76
  1. #37
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    awt16 رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    وفيكم بارك جميعاً يا إخوةِ, سيأتي كل موضعٌ ومنزلاً في مكانه وأوانه, مع بيان أهله وسكانه ونبذه من أنسابهم, وقد كنا نعتزم أن نبداء بذكر العيص وقُراها وهِجرها ولكن أخرناها لبعض التدبير, ونتشرف بالكتابة عن تاريخ قبيلة عظيمة مثل جهينة, فكيف لا وقد رأينا الجهلاء والأغرار كتبوا بإسمها !, وأستغل هذه المداخلة لأبشركم وأبشر أهل العلم والباحثين بقرب إنطلاقة منتدى تاريخياً لجهينة مع بداية السنة الجديده إن شاء الله, وسيتشرف خويدم العلم وأبناء جهينة كاتب هذه الأسطر بالإشراف عليه .

    حرر في : 24/5/ 1429هـ.
    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  2. #38
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    وَمُليْحَة كَذَلِكَ شِعْبٌ بِأَعْلَى جَبَلِ الأشْعَر, مُجَاوِرَةٌ لِمَعْدِن الشَبّ, ذَكَرَهَا الْبَكْرِيّ بِكِتَابَةِ أَسْمَاءِ الْمَوَاضِع وَالْبُلْدَان, وَلَا يَزَالُ الْمَعْدِنُ مَعْرُوفاً بِمَكَانِهِ وَمُسَمَّاة, وَقَدْ أَخْطَأَ يَاقُوت فِي تَحْدِيدَهُ لَهُ إِذْ قَال : ذُو الشَبّ : شَقٌّ فِي أَعْلَى جَبَل جُهَيْنَةُ بِالْيَمَنِ, يُسْتَخْرَج مِنْ أَرْضِهِ الشَبّ الْمَشْهُور. اِنْتَهَى كَلَامِه, قُلْت : وَهِمَ يَاقُوت فِي هَذَا الْمَوْضِع, وَإِنَّمَا دَخَلَ الْوَهْم عَلَيْهِ مِنْ بَابِ الْمُشَابَهَةُ بَيْنَ الْأَسْمَاء, وَهُوَ خَطَأ فِي التّحْدِيد بَيْنَ الْمَعْدِنَيْنِ, الّذِي بِجَبَلِ جُهَيْنَةَ وَذَاكَ اَلّذِي بِالْيَمَن, وَإِنَّمَا الصَّوَاب أَنَّ مَعْدِن الشَبُّ الْوَاقِعَ فِي بِلَادِ جُهَيْنَةَ هُوَ بِأَعْلَى جَبَل الأشْعَرَ, وَلَيْسَ مِنْ الْيَمَن بِشَيْء, فَأَيْنَ جُهَيْنَةَ مِنْ أَرْض الْيَمَنِ ؟؟, وَلَا أَعْلَمُ لِجُهَيْنَةُ أَيْ وُجُود بِأَرْضِ الْيَمَن, لَا فِي قدِيمِهَا أَوْ حَدِيثِهَا, عَدَا نِتَفٌ مِنْ إِخْبَارِ هِجْرَتهَا عِنْد التَّفَرُّقَ, وَسَتَأْتِي مَبَاحِث هَذَا الْبَاب

    وَقَدْ ذَكَرَ الْقَزْوِينِيُّ فِي كِتَابِهِ عَجَائِب الْمَخْلُوقَات وَغَرَائِب الْمَوْجُودَات عِنْد إِيرَادُهُ لْغَرَائِبِ الْجِبَال مَعْدِن الشَبّ الْمَوْجُود بِالْيَمَنِ, فَقَال : جَبَل الشَبّ : بِأَرْضِ الْيَمَن, وَعَلَى قُلّةُ الْجَبَل مَاءٌ يَجْرِي مِنْ كُلّ جَانِب, وَيَنْعَقِد حَجَراً قَبْلَ أَنْ يَصِل إِلَى الْأَرْض, وَالشَبّ الْأَبْيَض الْيَمَانِيّ مِنْ ذَلِكَ الْجَبَل . قُلْت : وَكَذَا وَجَدْته عِنْدَ اِبْن الْفَقِيه الْهَمَذَانِيّ فِي كِتَاب مُخْتَصَر الْبُلْدَان, وَرَوَاهُ صَاحِبَ خَرِيْدَة الْعَجَائِب وَالْغَرَائِب, وَأَضَافَ الْبَكْرِيّ فِي مَوْضِع آخَر : وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ اللُّغَوِيِّينَ أَنَّ الْغَرْض بِفَتْحِ الْغَيْن الْمُعْجَمَة، وَإِسْكَان الرَّاء الْمُهْمَلَةِ: الشَّعِيبَةُ [الشَّعِيب] فِي الْوَادِي، وَالْجَمْعِ غَرْضانُ, انتهى,

    يَقُول الْمَرْوَانِيّ : إنّمَا هُوَ الشَّعِيب, وَلَا يَحْتَمِل الِاسْم هَاءُ التّأْنِيثِ, وَالشَّعِيب هُوَ مَجْرَى ماءُ السَّيْلِ فِي الْجَبَل, قَبْل أَنْ يَصِل لِلْأَرْضِ, فَإِذَا وَصَلَ إلَى الْأَرْض سُمّيَ بِالْوَادِي, وَروَافِد الشَّعِيب تُسَمّى الخَرَايِر, وَاحِدَتُهَا : خَرِيرَه, وَالشَبّ : هُوَ مَعْدِنٍ فِي شِعْبٌ مِنْ رَأْس جَبَلِ الأشْعَر, وَالْمُسَمَّى فِي هَذَا الزّمَن «الفقرة», وَيَقَع فِي حَوْرَة مِنْ شِقِّهَا اَلشَّامِيّ, رَوَى لِي ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ سُكَّان الْجَبَل, وحَوْرَةِ مِنْ مَنَازِل بَنِي مُرَّة, بَطْنٌ مِنْ جُهَيْنَة, وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِم المُرِيَّ, بِضَمّ أَوّلِهِ, مِنْهُمْ أَبِي الغادِيَة سَعْد بْن يَسَار المُرِيَّ الْجُهَنِيّ, وُلِدَ فِي حَيَاةِ النّبِيّ فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَسَمّاهُ سَعْداً, وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْن حَسَنَةَ المُريّ الْجُهَنِيّ, صَحَابِيّ مِنْ رُوَاةِ الْأَحَادِيث

    وَوَجَدْت فِي كِتَاب نَسَبُ مَعَدّ وَالْيَمَنِ الْكَبِير لابْنُ الْكَلْبِيَّ عِنْدَ ذِكْرِهِ جَمْهَرَةِ نَسَب جُهَيْنَةَ, قَال : فَولدَ كَاهِلُ بن نَصْرُ : جُشَمَ، وَعَدِيَّاً، وَنَصْراً، وَمُرَّةَ، اِنْتَهَى كَلَامِه, قُلْت : وَلَا يُزَال بَطْنُ المُرِيَّ فِي عِدَاد جُهَيْنَةُ, وَلَمْ أَرَ مِنْ عَدّهُمْ فِي جُهَيْنَةَ مِنْ قَبْلِ, مِنْهُمْ نِزلْهٌ فِي الْمَارَامْيَة, وَالْمَدِينَةِ, وَجِدَّة, وَيَنْبُع النّخْل هِيَ مَقَرٌ لشَيْخِهِمْ سَالِم بْن حَمِيد, وَحَمِيْد بِفَتْحِ أَوّلِهِ وَكَسْرِ الْمِيمِ, وَخُؤُولَتْهُ مِنْ أَشْرَاف يَنْبُعَ, حَدّثَنِي بِهَذَا بَعْض أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ السَّاحِل مِمَّنْ لَهُ عِنَايَة بِالنّسَب, إلّا أَنْ الْغَالِبِيَّةِ قَدْ هَاجَرَ عَنْ هَذِهِ الْمَوَاضِع, وَمِنْ مَنَازِل بَنِي مُرّةَ الْقَدِيمَةِ : وَادِيَ الْقُرَى, وَخَيْبَر, وَحَرّةِ النَّار أَوْ ذَاتِ لْظَى, وَمِنْهَا وَفَدَ شِهَاب جَمْرَة عَلَى عُمَر بْن الْخَطَّاب, وَكَذَلِكَ العُلاَ, وَلَا تَزَال لجُهَيْنَةَ الْيَوْمَ بَقِيّةٌ بَاقِيَةً هُنَالِكَ

    وَيَوْمُ حَوْرَةِ مِنْ أَيّامِ جُهَيْنَة, كَانَ بَيْن بَنِي سُلَيْمٍ, وَبَنُو مُرّةَ مِنْ جُهَيْنَة, وَفِي ذَلِكَ الْيَوْم قُتِلَ مُعَاوِيَة السُّلَمِيّ, وَقَبْرُهُ هُنَالِكَ, قَتَلَهُ هِشَام اِبْن حَرْمَلَة المُرِيَّ ثُمّ الْجُهَنِيّ, وَيَرْوُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْم أَشْعَارٌ, وَسَنَذْكُرُهَا فِي مَظَانِّهَا, وَقَالَ أَبُو عَلِيّ الْهَجَريُّ عِنْدَ وَصْفِهِ لِلْمَعْدِنِ أَنَّهُ بِالمَخَاضَةُ, وَقَدْ سَأَلْت الرَّاوِي : عَنْ آثَارِ الْمَعْدِن, فَلَمْ يَذْكُرْ شَيْئاً,

    وَأَمّا قَوْلُ شَيْخُنَا بِأَنَّ الْمُليْلِيح أَوْ «آبَارِ نَصِيف» هِيَ « ذَا مُرٍّ » فَلَيْسَ كَمَا قَالَ رَحِمَهُ اللَّه, وَمَكَان مُرٍّ لَا أَعْرِفهُ إلّا فِي هَذِهِ النُّصُوص, وَوَصْفه الْعُلَمَاءِ الْأَوّلِين بِأَنّهُ بِبَطْنِ وَادِي الْحَمْضِ, وَعَلَى هَذَا يُمْكِن أَنْ نُحَدِد مَوْقِعه بِأَنّهُ بَيْنَ المُلَيْلِيْح وَالبُوَيْر, وَذَلِكَ لِأَنّ بَنُو مُرّةَ بْنِ كَاهِلِ وَبُذَيْلُ بْن عَدِيّ بْن كَاهِلِ فِي هَذِهِ الْأَمْكِنَة, وَبُذَيْلٌ بَطْنٍ قَدِيم مِنْ جُهَيْنَة, وَيُقَال لَهُمْ : الْبُذَيْليّ, وَهُوَ عَلَى وَزْن المُلَيْحِيّ, وَعِدَادُهُمْ الْيَوْم فِي قَبِيلَةِ عِرْوَة, وَعِرْوَةَ بَطْنٌ جُهَنِيّ عَظِيمٌ, وَهُمْ عَرَب بَادِيَة, وَأَهْلُ نَجْدَةٍ وَشَجَاعَة, وَالمُلَيْلِيْح هِيَ عِقْرَ دَارِهِمْ, وَبَعْض الْبُذَلةُ فِي بَنِي إِبْرَاهِيم بَطْنٌ مِنْ جُهَيْنَةَ, وَمَنَازِلهُمْ فِي يَنْبُع النّخْل, وَقَدْ حَكَى السَّمْعَانِيّ فِي كِتَابِهِ الْأَنْسَاب وَأَبُو الْحَسَن الشّيْبَانِيّ بِذَيْلِهِ اللُّبَاب, فَقَالَا : الْبُذَيْليّ : بِضَمِّ الْبَاء الْمُوَحَّدَة, وَفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة, وَسُكُون الْيَاء, هَذِهِ النِّسْبَة إلَى بُذَيْلٌ, وَهُوَ بَطْنٌ مِنْ جُهَيْنَةَ, وَهُوَ بُذَيْلُ بْن سَعْدِ بْن عَدِيّ بْن كَاهِلِ بْن نَصْرٍ بْن مَالِكِ بْن غَطَفَانَ بْن قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ, مِنْهُمْ عَدِيّ بْن أَبِي الزّغْبَاءِ بْن سُبَيْع بْن رَبِيعَةَ بْن زُهْرَةَ بْن بُذَيْلٍ, لَهُ صُحْبَة, وَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ بَسْبَسَ بْن عَمْرو يَتَجَسَّسَانِ الْأَخْبَار, وَقَدْ ذَكَرْت تَرْجَمَته بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا فِي كِتَابِي الصَّحَابَة مِنْ جُهَيْنَةَ

    قَال ابْنُ غُنَيْم : وَقَالَهُ أَبُو الْمُنْذِر فِي الْيَمَنِ الْكَبِير, وَابْنُ حَبِيبٍ فِي الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ, وَالدّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابِ النّسَبِ, وَالْأَمِير نَصْرٍ فِي الْأَسْمَاء وَالْكُنَى وَالْأَنْسَاب, « وَالزّغْبَاءِ » اِسْم جَبَلٍ لِجُهَيْنَة, هُنَالِكَ فِي أَرْض الْقَبْلِيْةِ, وَعَدِيّ بْنُ أَبِي الزّغْبَاء الْأَنْصَارِيّ الْبُذَيْليّ الْجُهَنِيّ, حَلِيفِ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ, مِنْ جُهَيْنَةَ الْأَنْصَار, وَهُوَ الرّاجِزُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي يَوْمِ بَدْرٍ, وَالْقَائِلِ :
    أَقِمْ لَهَا صُدُورَهَا يَا بَسْبَسُ ... أَلَيْسَ بِذِي الطّلْحِ لَهَا مُعَرَّسُ
    وَلَا بِصَحْرَاءِ غُمَيْرٍ مَحْبَسُ ... إنّ مَطَايَا الْقَوْمِ لَا تُحَبسُ
    فَحَمَلَهَا عَلَى الطّرِيقِ أَكْيَسُ ... قَدْ نَصَرَ اللّهُ وَفَرَّ الْأَخْنَسُ


    وَأَلْفَيْتُ فِي كِتَابِ ابْنُ حَبِيبٍ النَّسَّابَة الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ, قَوْلَهُ : وَفِي جُهَيْنَةَ مُرّ بْنِ كَاهِلِ بْنِ نَصْرٍ بْنِ مَلَكِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ, وَكَذَلِكَ نَقَلَهُ عَنْهُ الْوَزِير الْمَغْرِبِيُّ فِي الإِْينَاس بِعِلْم الْأَنْسَاب, وَمَوْضِع « مُرٌ » أَوْ « ذَا مُرٍّ » إنّمَا سُمّيَ بِذَلِكَ نِسْبَةٍ إلَى مُرٌّ هَذَا, الْبَطْن الْجُهَنِيّ, وَأَرَى أَنّ الِاسْمَ قَدْ تَصَحَّفَ عَلَى ابْنُ حَبِيب وَالْأَمِيرُ أَبِي نَصْرٍ, وَإِنّمَا هُوَ مُرّةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ نَصْرٍ, كَذَا نَسَبَهُ أَبُو الْمُنْذِر فِي الْيَمَنِ الْكَبِير, وَلَمْ يَذْكُرْ مُرٌّ هَذَا فِي سِلْسِلَة النّسَبَ الْجُهَنِيّ, وَأَمّا ابْنُ حَبِيب فَتِلْمِيذٌ لِلْكَلْبِيِّ, وَلِهَذَا نَجِدْ السَّمْعَانِيّ نَسَبَ مُرُّ هَذَا فِي رَسْم المُرِيََّ, مِمّا يَدُلّك عَلَى أَنّ الِاسْمَيْنِ كِلَاهُمَا وَاحِد .

    .
    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  3. #39
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    وَقَالَ الْبَكْرِيُّ فِي مُعْجَمَة مَا اُسْتُعْجِمَ مِنْ أَسْمَاءِ الْبُلْدَان:
    رَشَاد : بِفَتْح أَوَّله, وَبِالدَّالِ الْمُهْمَلَة, مَوْضِعٌ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْره فِي رَسْم الأشعر, وَسَيَأْتِي فِي رَسْم ضرية, ثُمَّ َقَالَ بَعْد أَنْ ذَكَرَ رَشَادٍ السَّابِق, وَرَشَد : بِفَتْح أَوَّله وَثَانِيه، وَبِالدَّالِ الْمُهْمَلَة : مَاءٌ لِجُهَيْنَةَ .

    وَأَقُولُ: هَكَذَا وَقَعَ التَّفْرِيق بَيْن الْمَوْضِعَيْنِ عِنْدَ الْبَكْرِيُّ, وَقَدْ غَفَلَ وَوَهِمَ الْبَكْرِيّ إِذْ فَرِّقَ بَيْنَهُمَا, وَإِلَّا فَلَا فَرْق بَيْنهمَا, لأَنَّهُمَا إِسْمَيْن لِمَوْضِعٍ وَاحِد, وَأَمّا وَادِي الرّشَاد الّذِي ذَكَرَهُ بِرَسْمِ ضَرِيّةَ, فَلَيْسَ هُوَ بِرَشَادٍ الْوَادِي الَّذِي مِنْ بِلَادِ جُهَيْنَةَ, وَإِنّمَا اِتَّفَقَ تَشَابَهَ الاِسْمَيْنِ, فَلِذَلِكَ خَلَطَ بَيْنَهُمَا, وَإِلّا فَأَيْنَ حِمَى ضَرِيّةَ مِنْ وَادِي الْحَمْضِ ؟, وَنُقِلَت مِنْ تَارِيخ السَّمَهُودِيُّ الْكَبِير : رَشَاد : مِن أَوْدِيَةِ الأَجْرَد, وكَانَ اسْمُه غَوَى, وهو لِبَنِي عَنان [غَيّانَ] مِنْ جُهَينَةَ, فسَمَّاه النبيُّ صلَّى الله عليْه وسلّم رَشَاداً, وقَالَ لَهُمْ : أنْتُمْ بنو رَشْدَانَ .

    قَالَ الْمَروَنِيّ : عَنَان بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة ثُمَّ نُون, كَذَا وَجَدْته مُقَيّدًا فِي نُسَخِ الْوَفَا لِلسَّمَهُودِيُّ, وَهُوَ تَصْحِيفٌ ظَاهِر, وَجَدَتْهُ فِي أَكْثَرِ نُسَخ اَلْكِتَاب, بِاسْتِثْنَاءِ نُسْخَةَ الشَّيْخ الأُْصُولِيِّ النَّافِع وَالْمُحْدَثُ الْبَارِع اِبْنُ الْأَمِين الْجَكَنِيُّ, فَقَدْ ضَبَطَهَا بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ, َبعْدَهَا يَاءٌ تَحْتَانِيَّةٌ مُثَنَّاة, وَتِلْكَ النُّسْخَةِ تَقْرُب لِلْأَصْلِ

    وَفِي كِتَاب أَبُو عَبْدِ اللّهِ يَاقُوت: فَيْفَاءَ : بِالْفَتْحِ وَتَكْرِير الْفَاءِ, الْفَيْفُ : الْمَفَازَة الَّتِي لَا مَاء فِيهَا مِنْ الِاسْتِوَاء وَالسَّعَة, فَإِذَا أُنِّثَ فَهِيَ الْفَيْفَاءِ, وَجَمْعُهَا الفَيافِيَ, قَالَ المُؤَرِّجُ الفَيْفُ مِنْ الْأَرْضِ مُخْتَلَفُ الرِّياحِ ورجَّحَه شَمِرٌ وأَقرَّه, وَقِيلَ: الْفَيْفَاءِ الصّحْرَاء الْمَلْسَاء, وَقَدْ أُضِيفَ إلَى عِدَّة مَوَاضِع, وفَيْفَاءُ رَشَادٍ : مَوْضِعٍ آخَرَ, قَالَ كُثَيِّرٌ :
    وَقَد عَلمَتْ تِلكَ المَطِيَّةُ أَنَّكُمْ *** مَتَى تََسْلُكُوا فََيْفَا رَشَادٍ تَحَرَّدُوا

    قُلْت : وَكَذَا حَكَاهُ الْفَيْرُوزُ آبَادِي, وَمُرْتَضَى الزَّبِيدِيّ بِالتَّاجِ, وَفِي تَهْذِيب اللّغَةِ: الْفَيْف: الْمَفَازَة الّتِي لَا مَاءَ فِيهَا, مَعَ الِاسْتِوَاء وَالسَّعَةِ, وَإِذَا أَنَّثْتَ فَهِيَ الْفَيْفَاءِ, وَجَمْعُهَا : الفَيافِيَ, وَجَمْعُ الْفَيْف : فُيُوفُ وَأَفْياف, وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ : كُلّ طَرِيقٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَيْفٌ, وَأَنْشَدَ : مَهِيلُ أَفْيافٍ لَهَا فُيُوفُ, وَأَصْلُ الْفَيْفُ الْفَيْفَا بِالْقَصْرِ, وَالْفَيْفَاءُ بِالْمَدّ كُلّ أَرْضٍ وَاسِعَةٌ, قَالَهُ الْبَكْرِيّ, وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : المفَازةُ والفَلاةُ إذَا كَانَ بَيْنَ الماءَيْنِ رِيْع مِنْ وِرْدِ الإبل وغِبٌّ مِنْ وِرْدِ سائرِ الْمَاشِيَةِ فَهِيَ الفَيْفَاةُ, وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ : الْفَيْفُ وَالْفَيْفَاءُ: الْمَفَازَة

    وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيّ : سُمّيَتْ الصّحْرَاء مَفَازَةً؛ لِأَنّ مَنْ خَرَجَ مِنْهَا وَقَطَعَهَا فَازَ, وَرَوَى الزَّبِيدِيّ بِتَاجِ الْعَرُوس : الفَيْفُ المَكانُ المُسْتَوِي نَقَلَهُ الجوهريُّ, أَوْ هِيَ المَفازَةُ الّتِي لاَ مَاءَ فِيهَا, مَعَ الاسْتِواءِ والسَّعَةِ قالَهُ اللَّيْثُ, قَالَ ابْنُ الغنَيْم : وَقَدْ وَرَدَ فِي هَذَا الْمَعْنَى حَدِيث : « يَصُبُّ عَلَيْكُمْ الشّرّ حَتّى يَبْلُغَ الفَيافِي », وفُيُوفُ جُهَيْنَةَ كَثِيرَةٌ, سَنَذْكُرُهَا إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى فِي مَظَانِّهَا

    وَفِي كِتَاب جَزِيرَةِ الْعَرَبِ لَابْنِ الْحَائِكِ قَال:
    وَادِي رَشَد : وَكَذَلِكَ أَحَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَنِي غَيّان, فَقَالَ : بَنُو رَشْدَان, وَجَاءَ فِي كِتَاب مُعْجَمِ مَعَالِمِ الْحِجَاز للْبِلَادِيُّ: رَشَاد : ضِدُّ الضَّلَال, وَادٍ يَسِيلُ مِنْ جَبَلِ الْأَجْرَدِ شَرْقًا فِي وَادِي الْحَمْضِ « إضَمٍ », يَقَعُ جَنُوب المُلَيْلِيح, فِيهِ مَزَارِعٌ عَثَرِيَّه, انْتَهَى, وَقَالَ الْعَبَّاسِيّ فِي عُمْدَةَ الْأَخْبَار مِنْ مَدِينَةِ الْمُخْتَار: رَشَادْ : مِنْ أَوْدِيَةِ الْأَجْرَد, سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَشَادٍ, وَكَانَ إِسْمهُ غَوَى, إِنْتَهَى .

    وَقَالَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي كِتَابِهِ الْأَنْسَاب: وَأَمّا غَيَّان : بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ, فَهُوَ فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيَّ فِي « الأَْلْقَابِ » قَالَ : إنّمَا سُمّوا بَنِي غَيَّان بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ بْنِ زَيْد بَنِي رشدان, لِأَنّهُمْ قَدِمُوا عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم, فَقَال : « مَنْ أَنْتُمْ ؟ », فَقَالُوا : نَحْنُ بَنُو غَيَّانَ, فَقَالَ : « أَنْتُمْ بَنُو رشدان », فَغَلَبَ عَلَيْهِمْ, وَكَانَ وَادِيهِمْ يُسَمّى غوياً, فَسُمّيَ رشداً, حَدّثَنَا الْقَاضِي حُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل, حَدّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْن شَبِيب, حَدّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْس, حَدّثَنِي أَبِي, حَدّثَنَا وَهْبٍ بْن عَمْرِو بْن سَعْد بْن وَهْب الْجُهَنِيّ : أَنّ أَبَاهُ أَخْبَرَه, عَنْ جَدّهِ : أَنّهُ كَانَ يُدْعَى فِي الْجَاهِلِيّةِ غَيَّان, وَكَانَ أَهْلهُ حِينَ أَتَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيْهِمْ, يُبَايِعهُ بِبَلَدٍ مِنْ بِلَادِ جُهَيْنَةَ, يُقَالُ لَهَا : غَوْا, فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم : عَنْ إِسْمه ؟, وَأَيْنَ تَرَكَ أَهْله ؟, فَقَال : إِسْمِي غَيَّانَ, وَتَرَكْت أَهْلِي بِغَوا, فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم : « بَلْ أَنْتَ رشدان, وَأَهْلِك برشادٍ », قَالَ : فَتِلْكَ الْبَلْدَةِ إلَى الْيَوْمِ تُدْعَى برشاد, وَيُدْعَى الرّجُل رشدان .

    وَقَدْ أَلْفَيْت فِيمَا نُقِلَ السَّمَهُودِيُّ مِنْ كِتَابِ « الْعَقِيقِ », لِأَبِي عَلِيّ الْهَجَرِيُّ مَا هَذَا نَصّهُ: ويَلِيْ مَبْكَثةَ رَشَادٌ : وَهوَ يَصُبُّ في إِضَمٍ, وكَانَ اسْمُه غَوَى فِيمَا تَزْعُمَ جُهَيْنَة, فسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَشَاداً, وَهوَ لِبَنِي دِينارٍ إِخْوَةُ الرَّبَعَة .

    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  4. #40
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    رَجَعْنَا إِلَى ذِكْرِ مِلْحَة « الْمُليْلِيح »
    وَالْمُليْلِيح : قَرْيَةٌ عَامِرَةٌ بِطَرَفِ وَادِي الْحَمْضِ مِنْ الْغَرْبِ, فِي مِنْطَقَةٌ زِرَاعِيَّةٌ تَمْتَدُّ قَرَابَةَ عِشْرِينَ كَيْلًا مِنْ وَادِي بُوَاط : مَصَبِّهِ جَنُوباً إلَى حَرَّةَ مُدرَّجة شَمَالًا بِعَرْض يَقْرُبُ مِنْ خَمْسَةِ أَكْيَالٍ, أَرْضُهَا طِينِيَّةٌ صَفْرَاء يَكْسُوهَا نَبَاتِ الرِمْث : نَوْعٌ مِنْ الْحَمْضِ

    وَفِي الْمِنْطَقَةِ مَزَارِعٌ, قَالَ لِي أَحَدِهِم : أَنَّهَا تَزِيدُ عَلَى مِائَةِ بِئْرٌ زِرَاعِيَّة, وَمِيَاهُهَا غَزِيرَةٍ صَالِحَةً لِلزِّرَاعَةِ, وَهِيَ لَيْسَتْ مُستَصلَحَه كُلِّيَّةٍ فالمَساحة الصّالِحَةُ لِلزِّرَاعَةِ تَتَّسِعُ لأِضْعَافِ الْمَوْجُودِ الآْنَ, وتُجاورَ الْمُليْلِيح مِنْ الْجَنُوبِ قَرْيَةَ العُصَيليب: قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ فِيهَا حَرَكَة بِنَاء وَمَزَارِعٌ حَدِيثَةِ, وَيَزْرَعَ فِي الْمِنْطَقَةِ: الْعِنَبِ, وَالرُّمَّانِ, وَالْخَضْرَوَاتِ, وَاللَّيْمُونِ, إلَى جَانِبِ النَّخْل الَّذِي هُوَ الزِّرَاعَةُ الرَّئِيسِيَّة

    وَصِفَة الْأَرْضِ مِنْ الْمُليْلِيح : شَمَالاً جِبَال اللُّقّ : جِبَالٌ تَظْهَرُ بَعِيدَةً حَوَالَيْ 25 كِيْلاً, دُونَهَا حَرَّةِ مُدرَّجة, تَمْتَدُّ مِنْ الشَّرْقِ إلَى الْغَرْبِ تَحْرِفَ وَادِي الْحَمْضِ « إضَمٍ » إلَى الْغَرْبِ, دُونَهَا هَذِهِ الْمِنْطَقَةِ الزِّرَاعِيَّةِ مِنْ الْوَادِي, وَيُسَمَّى هَذَا الْجِزْعِ مِنْ وَادِي إضَمٍ الْمُنْدَسَّةُ

    وَفِي الْجَنُوبِ جِبَالُ بُوَاطَ مِنْ الْغَرْبِ إلَى الشَّرْقِ, وَفِي رَأْسِهِ ثَنِيَّةُ بُوَاطٍ الَّتِي سَلَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الْعُشَيْرَةِ فِي يَنْبُعَ, وَتَظْهَرُ بَعِيدًا شُعُوفِ جِبَالٌ شَخَانِيبٌ بَيْنَهَا فَجَوَاتٍ عَمِيقَةٌ, وَهِيَ أَطْرَافِ جِبَالِ الْأَشْعَرِ, حَيْثُ تَسِيلُ الحَوْرَتان « حَوْرَةَ, وَحُوَيرة »

    أَمَّا فِي الشَّرْقِ فَتَرَى الْهَضْبَةُ الْبَيْضَاءِ, وَهِيَ أَبْرَز عَلَمٌ هُنَا بَعْدَ الْأَجْرَدِ, شَمَالَهَا جَبَلِ شَوْفان : جَبَلٌ أَسْمَرُ, ثُمَّ وَادِي أَلَتْمَة فِي آخِرِ الشَّمَالِ الشَّرْقِيِّ, تَمُرُّ دُونَ ذَلِكَ الطَّرِيقِ الَّتِي أَتَيْتَ عَلَيْهَا, ثُمَّ تَعْدِل هَذِهِ الطَّرِيقُ فَتَأْخُذ أَلَتْمَة إلَى اللِّحِن ثُمَّ الصُّلْصُلَة, وَقَدْ صَارَ هُوَ طَرِيقُ الشَّامِ الْآنَ

    وَفِي الْغَرْبِ تَظْهَر نُعُوفُ جِبَال الأَْجْرَد مِنْ جِهَتِهِ الْجَنُوبِيَّةَ الشَّرْقِيَّةَ, عِنْدَمَا يَتَّصِلُ بِبُوَاطٍ مِنْ أَعْلَاهُ, دُونَهُ سّلَاسِلَ جَبَلِيَّةٌ غَيْرَ مُنْفَصِلَةٌ عَنْهُ, تَصِلُ سُفُوحِهَا إلَى قَرْيَةِ الْمُليْلِيح, وَالْمَسَافَةُ مِنْ الْمُليْلِيح إلَى الْمَدِينَةِ 68 كَيْلًا, وَسُكَّانُهُ جُهَيْنَةُ, انْتَهَى, قَالَ ابْنُ غُنَيْم : وَهَذَا الْوَصْفُ كُلُّهُ قَرَأْتَهُ وَنَقَلْتُهُ مِنْ كِتَاب طَرِيقِ الْهِجْرَةِ .

    قَالَ الْمُؤَلِفُ ابْنِ الغُنَيْم الْمَرِوْاتِيّ :
    الْمُليْلِيح أَرْضٌ تَقَعُ غَرْبَ الْمَدِيَنَةِ النَّبَوِيّة شَرَّفَهَا اللّهُ تَعَالى, فِيمَا بَيْنَ بُوَاطٌ وَالْعَيْن وَتَيْدَدُ, وَأَرْضُهَا رَمْلِيّةٌ سَهْلَةٌ, وَهِيَ شَمَالَ غَرْبِيِّ وَادِي الْحَمْض « إضَمَ », وَبِهَا عُمْرَانُ, وَهِيَ ذَاتُ بَسَاتِينَ وَمَزَارِعُ النَّخِيلِ بِهَا كَثِيرَةٌ خَضِرَةٍ نَضِرَه, وَسُكَّانِهَا جُهَيْنَةُ, يَطِلُ عَلَيْهَا مِنْ الشَّمَالِ سِلْسِلَةُ طَبَقَاتٍ جَبَلِيَّةٌ عَالِيَةً, بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ, أَعْلَاهَا جِبَالُ الأَْجْرَدِ, وَدُون تِلْكَ الْجِبَالِ أَرْضٌ فَيْفَاء يَكْثُرُ فِيهَا نَبَات الرِمْثُ وَأَشْجارِ السّمَرِ, وَيُحَاذِيَهَا مِنْ الْجَنُوبِ وَالشَّرْقِ سِلْسِلَةٌ مِنْ الْجِبَالِ أعُلاها إِرْتِفَاعاً جِبَالِ الْبَيْضَاءِ, وتلاصق المليليح فِي الْجِهَة الشَّرْقِيَّةِ لَهُ قَرْيَةَ عُصَيليب, وَالْعُمْرَان بَيْنَهُمَا مُتَّصِلاً, وَالْمَسَافَةُ الْفَاصِلَةُ لَا تَزِيدُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَكْيَالٍ فَقَطْ,

    وَمِنْ مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يَأْتِيكَ بُوَاط, وَكُلُّ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ تَقَعُ شَمَالَ غَرْبَ مَفِيضِ وَادِي الْحَمْضِ « إضَمْ قَدِيماً », وَهَذَا الْوَادِي سُمِّيَ بِوَادِي الحَمْض نِسْبَةٌ إلَى نَبَاتَات وَأَشْجَارِ الحَمْض الَّتِي تَنْمُوَ فِيهِ وَحَوْلَهُ بِكَثْرَةٍ, وَهُوَ وَادٍ فَحْلٌ لِجُهَيْنَةَ, مِنْ أَطْوَل أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ, بَلْ هُوَ أَطْوَل أَوْدِيَةِ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَأَشْهَرُهَا عَلَى الإِْطْلاَقِ, وَتَرْفِدُهُ أَوَدِيَةٌ عِظَامٌ قَبْلَ أَنْ يَسِيلُ فِي الْبَحْر الْأَحْمَرِ, غَرْبَ قَرْيَةَ الْمَنْجُور : وَهِيَ أَرْضٌ لِبَلِيٍّ, يَنْزِلُ بِهَا أَمِيرُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ ابْنُ رِفَاْدَه, أَطَال اللَّهُ بَقَاءَه

    وَجَاءَ فِي مَوْسُوعَةِ أَسْمَاءِ الْأَمَاكِنَ فِي الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ مِنْ الْمُجَلَّدِ السَّادِسِ : يَبْدَاء [يَبْدَأُ] وَادِي الحَمْض مِنْ قُرْبِ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ, عَبْرَ رَوَافِدَ تَنْحَدِرُ مِنْ الْجِبَالِ الْمُحِيطَةُ بِهَا, يَتَّجِهُ بَعْدَ ذَلِك نَحْوَ الشَّمَالِ الْغَرْبِيِّ لَيَنْتَهِيَ فِي الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ جَنُوبَ مَدِينَةِ الْوَجْهِ, وَيُعَدُّ مِنَ أَطْوَلَ الْأَوْدِيَةِ فِي الْمَمْلَكَةِ

    قَالَ بْن غُنَيْم الْمَرواتِيّ :
    وَادِيَ الْحَمْضِ يَزِيدُ طُولِه عَلَى أَرْبَعمِائَةِ وَخَمْسُونَ كَيْلاً, وَمِنْ أَكْبَرُ الْأَوْدِيَةِ الَّتِي تَرْفِدهُ, وَادِي الْجَزْلِ وَيَسِيلُ مِنْ حَرَّةِ الرَّحَا, وَيُدْفَعُ بِهِ قُرْبِ ذُو الْمَرْوَةِ, وَهِيَ مَرْوَةَ الْمَرَاوِين, وَحَاضِرَتِهِمْ مُنْذُ مِئَات الْقُرُونِ, وَهُوَ وَادٍ عَظِيمٌ يُعْرَفُ سَيْلُهُ بِوَادِي الْجَزْلِ, وََفِي عَام 1406 مِنْ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ, انْحَدَرَ مِنْ هَذَا الْوَادِي سَيْلٌ عَرِمٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ, فَذَهَبَ بِخَلْقٍ كَثِير مِنَ النَّاس, فَكَانُوا يُؤَرِّخُونَ مِنْ سَنَةِ مَقْدَمِهِ, وَذَلِكَ لاِسْتِفَاضة شُهْرَتِهِ, وَلَهُ ذِكْرٌ فِي أَشْعَار بَادِيَةِ جُهَيْنَةَ وَبَلِيّ
    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  5. #41
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    awt7 رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    وَمِنْ رَوَافِدِ الْحَمْضِ وَادِي خَيْبَرَ, وَمَصَبِّهِ مِنْ أَعَالِي حَرَّةُ لَيْلَى, وَوَادِي الشُّعْبَةِ ومسِيلُهُ مِنْ شِمَالِ قَرْيَة الدَفِيْنَةِ, وَمِنْ رَوَافِدِهِ وَادِي الْعِيْص وَمُبْتَدَأَهُ مِنْ جَبَلِ الثَّبْرَةُ, وَوَادِي الحَمْض أَوْ إضَمٍ وَرَدَ ذِكْرُهُ كَثِيرًا فِي كِتَاب التَّعْلِيقَاتُ وَالنَّوَادِر لِلْنّسّابَةُ الْجُغْرَافِيّ اللُّغَوِيّ أَبُو عَلِيّ زَكَرِيّا بْن هَارُون الْهَجَرِيُّ, وَمِمّا جَاءَ فِيه, قَال الهَجَرِيُّ : سُمَّي إِضَم لإيضَامِ السُّيُولِ بِهِ وَاجْتِمَاعَهَا فِيهِ, وَبِإضَمٍ أَمْوَالٌ رِغَاب عَلَى عُيُون, مِنْ أَمْوَالِ السُّلْطَانِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ, مِنْهَا : عَيْنُ مَرْوَانِ, وَالْيُسْرُ, وَالْغَوْرُ, وَالشَّبَكَةِ وَتُعْرَفُ بِالشَّبكِيَّة, وَيُقَالُ: أَنَّ رَجُلَيْنِ دُهْمَانِيَيْنِ كَانَا بِبَطْنِ إضَمٍ, ثُمَّ قَحَطَ الزَّمَانُ عَلَيْهِمَا فَاخْتَلَفَا فِي النِّيَّةِ, وَأَوَّلَ إِضَم مُجْتَمَعِ الْأَسْيَالِ, وَإِيَّاهُ عَنِيَّ الْأَحْوَص الْأَنْصَارِيّ :
    يَا مُوْقِدَ النَّار بِالعَلْيَاءِ مِنْ إِضَمِ .... أوْقِدَ فَقَدْ هِجْتَ شَوْقاً غَيْرَ مُنْصَرِمِ
    يَا مُوْقِدَ النَّارِ أَوْقِدَهَا فإنَّ لَهَا ....... سَناً يَهِيجُ فُؤَادَ العَاشِقُِ السَّدِمِِ


    وَإِضَمٍ أَيْضا مَاءٌ بِالحَلَّة, شَمَالِيَّ النِبَاحِ, وَلَيْسَ بِاضَمِ الحِجَاز, وَالحَلَّتَانِ : حَلَّةُ النِبَّاج, وَحَلَّةُ السْرِّ, وَأَنْشَدَ أَبِي طَلْحَةَ الْبَاهِلِيّ :
    تَرَبَّعَتْ مَا بَيْنَ أَقْطَارِ إِضَمِ .... فَالقُفَّ قُفَّ الحَلَّتَيْنَ ذِي الثُّلَمِ

    وَقَالَ الْمُؤَرِّخَ الْقُطْبِيُّ فِي كِتَابِهِ « الْفَوَائِدِ السُّنِّيَّة فِي الرِحْلَةَ الْمَدَنِيَّةِ وَالرُّومِيَّة » :
    مَا أَوْمَضَ الْبَرْقُ لِمََّاعاً عَلَى إضَمِ .... إلَّا تَذَكَّرَتُ أَحْبَابِيِّ بِذِي سَلَمِ

    وَوَرَدَ فِي كِتَاب « إِفْتِرَاقُ الْعَرَبِ » لِأَبِي النّضْرُ هِشَامِ بْنِ مُحَمّدِ الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ قَوْلُه : إضَمٌ : هُوَ وَادٍ عَظِيمٌ، تَدْفَعُ فِيهِ أَوْدِيَةٌ، وَيَفْرُغَ فِي الْبَحْر, وَقَالَ النّسّابَةِ أَبِي الْفَتْح نَصْرٍ فِي كِتَابِهِ الْأَمْكِنَةِ وَالْمِيَاهِ وَالْجِبَالِ وَالْآثَار : إِضَمٍ : بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتحِ الضَّادِ المُعْجَمةِ وَتَخفيفِ الْمِيْم, بِتِهَامَةَ مِنْ أَرْضِ جُهَيْنَةَ, جَبَلٌ أوْ وَادٍ, وَجَبَلٌ أَيْضاً بَيْنَ الْيَمَامَةِ وَضَريَّةَ, وَقَالَ شَيْخنَا حَمْدَ الجَاسِر فِي حَاشِيَةِ لِلْكِتَابِ : قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ : إضَمٍ وَادٍ يَشُقُّ الْحِجَاز حَتَّى يَفْرُغُ فِي الْبَحْرِ، وَأَعْلَى إضَمٍ الْقَنَاةُ الّتِي تَمُرُّ دُوَيْنَ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ إضَمٍ وَادٍ لِأَشْجَعُ وَجُهَيْنَةَ

    قَالَ الْمُؤَلَّفُ الْمَرْواتِيَّ :
    وَمِنْ فَضَائِلِ وَادِيَ الْحَمْضِ « إِضَمَ » أَنَّ مِنْبَرَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ أَشْجَار هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ, فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيّ فِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيثِ أَبُو حَازِمٍ : أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَرْسَلَ إلَى فُلَانَةَ إِمْرَأَةٍ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ, « مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إذا كَلَّمْتُ النّاس », فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ, وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ, قَالَ اِبْنُ الغُنَيْم : وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الطَّرْفَاء وَالْأَثْل, فَكِلاَهُمَا شَجَرٌ مِنْ فَصِيلَْةِ الْحَمْضِ, وَالْغَابَةُ هِيَ مَوْضِعٌ مِنْ بَطْنِ وَادِيَ الْحَمْض, وَتُسَمَّى الْيَوْم الخِليْل, وَبِهَذَا الْوَادِي الْجُهَنِيّ وَأَعْنِي بِهِ وَادِ الْحَمْض, كَانَتْ تَرْعَى لِقَاحٌ لِنَبِيِّنَا رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ, وَأَخْرَجَ الْإِمَام أَحْمَد فِي مُسْنَده بِحَدِيث صَحِيح مِنْ حَدِيثِ أُمّ سَلَمَةٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : « قَوَائِمَ مِنْبَرِي هَذَا رَوَاتِبُ في الْجَنَّةِ », وَفِي الصّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ : « مِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي », وَقَال الْحَافِظُ اِبْنُ النَّجَّار فِي شَرْحِهِ لِهَذَا الْحَدِيث : وَاَلَّذِي أَرَاهُ أَنَّ الْمَعْنَى هَذَا الْمِنْبَرَ بِعَيْنِهِ يُعِيدُهُ الله عَلَى حَالِهِ, فَيَنْصِبُهُ عِنْدَ حَوْضِهِ, كَمَا تَعُودَ الْخَلاَئِقِ أَجْمَعُون

    قُلْت : وَبِسَيْلُ إضَمٍ كَانَ هَلاَكُ مَنْ بَقِيَ مِنْ جُرْهُمٍ الآْخِرَة, وَذَلِكَ قَبْلَ نُزُولَ جُهَيْنَةَ وَبَلِيُّ الْمَدِينَةِ وَمَا حَوْلَهَا مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ, وَكَانَ ذَلِكَ قَبْل مِيلَاد الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلاَمُ, كَمَا يُفْهَمُ مِنْ رِوَايَة الطَّبَرِيّ, وَإِنْ كَانَ شَيْخُنَا النَّسَّابَةُ الْمُؤَرِخُ اللُّغَوِيُّ النَّحْوِيِّ الأَدِيْبُ عَبْدِ اللّهِ سَلاَمَةَ الْجُهَنِيّ الْمَرْوَنِيَّ رَحِمَهُ الله قَدْ ذَهَبَ إِلَى خِلَاف قَوْلنَا هَذَا فِي كِتَابِهِ « عِلْمُ الأَْنْسَابِ » نُسْخَةِ الأَْصْفَهَانِيُّ سَنَةَ 1379 لِلْهِجْرَةِ الْمُبَارَكَةِ, إذْ يَقُول : جُهَيْنَةُ من بُطُونِ قُضَاعَةَ, كَانَتْ دِيَارِهَا بِنَجْدٍ, ثُمّ هَاجَرَتْ إلَى الْحِجَازِ, فَسَكَنَتْ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْ يَثْرِبَ, فِي الْمِنْطَقَةِ الّتِي بَيْنَ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ وَوَادِي الْقُرَى, عِنْدَ ظُهُورِ الإِْسْلاَمِ, وَقَدْ دَخَلَتْ فِي الإِْسْلاَمِ فِي حَيَاةِ الرّسُولِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ, وَلَمْ تَشْتَرِك مَعَ مَنْ اشْتَرَكَ فِي حُرُوبِ الرِّدَّةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ, انْتَهَى, وَيَظْهَر أَنّ قَوْلَهُ رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى نَقْلٌ مِنْ كِتَابِ الْعَرَبُ قَبْلَ الْإِسْلَامِ, وَهُوَ عِنْدَنَا خَطَأٌ شَائِعٌ مَرْدُود, وَالصّوَابُ مَا فِي كِتَابِنَا هَذَا, مِنْ أَنَّ سُكْنَى جُهَيْنَةَ وَإِخْوَتهمْ لِلحِجَازِ قَدِيمُ الْعَهْد, فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ حَزْمٍ فِي مُخْتَصَرِهِ عَلَى جَمْهَرَةِ أَبُو الْمُنْذِرِ الْكَلْبِيَّ, فَقَال : وَوَجَدْنَا فِي كُتُبِ بَطْلَيْمُوسَ، وَفِي كُتُبِ الْعَجَمِ الْقَدِيمَةِ، ذِكْرُ الْقُضَاعيّينَ وَنَبَذَهٌ مِنْ أَخْبَارِهِمْ وَحُرُوبِهِمْ, فَاَللّهُ أَعْلَمُ أَهُمْ أَوَائِلَ قُضَاعَةُ هَذِهِ وَأَسْلَافِهِمْ، أَمْ هُمْ غَيْرَهُمْ ؟

    قََالَ إِبْنُ الْغُنَيْم الجُهَنِيَّ :
    لاَ شَكَّ أَنَّ قُضَاعَةَ الَّتِي وُجَدَ أَخْبَارُهَا الإِْمَامُ ابْنُ حَزْمٍ عِنْدَ بَطْلَيْمُوسَ هِيَ أُمَةُ قُضَاعَةَ الْعَظِيمَةِ وَالَّتِي مِنْ أَشْهَرِهَا جُهَيْنَةَ وَبَلِيّ وَغَيْرِهِمَا, وَأَمّا كِتَابُ الْجُغْرَافِيَا لِبَطْلَيْمُوسِ فَإِنّي تَطَلَّبْتهُ كَثِيرا وَلَمْ أَظْفَرْ بِهِ مَعَ شِدَّةِ تَطْلُبِي لَهُ, وَقَدْ نَظَرْتُ فِي مُخْتَصَر كِتَاب « الْمَجِسْطِي », لِِلْقَلْوَذِيَّ الْفَلَكِيّ الْيُونَانِيُّ الَّذِي إِخْتَصَرَهُ إِبْنُ سِينَا فَلَمْ أَجِدْهُ يَذْكُر شَيْئًا مِنْ أَخْبَارِ قُضَاعَةَ, وَإِنْ كَانَ اِبْنُ سِينَا لَمْ يَخْتَصِر مِنْهُ إِلاَّ مَقَالَات الطِّبِّ, وَفَتَّشْت فِي كِتَاب الْحَسَنُ بْن الْهَيْثَمِ الْمُسَمَّى « الشُّكُوكُ عَلَى بَطْلَيْمُوس » وَاَلَّذِي تَنَاوُلَ فِيه إِبْنُ الْهَيْثَمِ بِالنَّقْد ثَلاَثَة مُؤَلَّفَاتٍ لِبَطْلَيْمُوسُِ, وَهِيَ : الْمَجِسْطِي, وَالاِقْتِصَاصُ, وَالْمُنَاظِر, وَلَمْ أَجِدْ فِيهَا أَيُ شَيْءٍ أَيْضا,

    ثُمَّ وَقَعْتُ عَلَى كِتَابِ « بِلَادِ الْعَرَبِ الْحَجَرِيَّةُ », لِمُوسِيْل, نُسْخَة مِصْرَ, لِعَام 1373 لِلْهِجْرَةِ, وَوجَدْنَاهُ قَدْ ذَكَرَ الْحِجَاز وَسُكَّانُهَا الأَْقْدَمُونَ, وَأَشَارَ إِلَى قُضَاعَةَ بِدُونِ تَصْرِيح مِنْهُ بِذَلِكَ, وَهُوَ يَنْقُل عَنْ كُتُبِ بَطْلَيْمُوس وَزّبُورِ الْعَهْدُ الْقَدِيمِ, وَوثَائِقِ الآْشُورِيِّينَ وَالْبَابِلِيُّون وَالرُّومَانِ وَالْيُونَانِ وَغَيْرِهِم, وَلَهُ اِطِّلَاع وَاسِعٌ عَلى تَوَارِيخِ أُمَمِ الْعَجَم, يَقُول مُوسِيْل بِكِتَابَةِ : يَذْكُرُ بَطْلَيْمُوس فِي جُغْرَافِيتِه عَدَدًا كَثِيراً جِدّا, مِنَ الْمُدُنِ وَالْقُرَى الَّتِي تَقَعُ فِي ذَلِكَ الْجُزْءِ مِنْ بِلاَدِ الْعَرَبِ السَّعِيدَةِ, الْمَعْرُوفِ الآْنَ بِاسْم الْحِجَاز, وَوَاضِحٌ مِن الصِّفَاتِ الْخَاصَّةِ بِالإِْقْلِيم أَنَّ أَسْمَاء الْمُدُن وَالْقُرَى هَذِهِ لَمْ تَكُنْ تَدُل فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَْحْيَانِ, إلّا عَلَى أَهَمِّ الآْبَارِ وَالْعُيُونِ أَوْ مَضَارِبِ الْخِيَامِ, إِنتَهَى, وَنَقَلَ كَذَلِكَ عَنْ بَطْلَيْمُوس مَوَاضِعٌ عَدِيدَةٍ تُنْسَب إِِلَى مَنْ سَكَنَهَا : كَتَيْمَان تَيْمَاءَ, وَتَباوْا تَبُوكَ, وَمَكنا (MAKNA) مَقْنا, وَِعِيصُو الْعِيص, وَهَذَا النَّصُّ الْأَخِير مِنْ أَقْوَى الْأَدِلَّة عَلَى أَنَّ رِوَايَة شَيْخِي وَوالِدِي أَبُو عَبْد اللَّه عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهِ وَرِضْوَانهُ, هِيَ صَحِيحَةً نَافِذَةً, وَذَلِكَ حِينَ قَالَ لِي بِأَنَّ أَرْضُ العِيصِ تُنْسَبُ إِلَى العِيصِ مِنْ أَبْنَاءِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السّلَام

    وَقَدْ أَوْرَدَ مُوسِيْل أَيْضاً نُصُوصٍ لِلْعَهْدِ الْقَدِيم, جَاءَ فِيهَا ذِكْرَ عِيْصُو, ثُمَّ قَال : فِي بَابِ أَخْبَارِ الْعَمَالِقَةِ : وَنَجِدُ فِي سَفَرُ التَّكْوِين أَنَّ سَرِيّةُ الْيفَازَ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ الْعَمَالِقَة, وَلَكِنَّ الْيفَاز كَانَ ابْنُ عِيسُو [عِيصُو], وَعِيصُو هُوَ الإِبْنُ الأَْكْبَر لإِِبْرَاهِيم, عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ عَمَالِيقِ كَانَ يَعِيشُ فِي عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ [عَلَيْهِ السَّلاَمُ] فِي جَنُوب أَرْضِ الْمِيعَاد (!), وَلِهَذَا فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أََنَّ النَّصَّ الَّذِي يَرِدُ فِي سَفَرُ التَّكْوِين لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَدِّدَ الأَْصْل الْحَقِيقِيّ للعَمَالِقَةِ, وَإِنَّمَا يَدُل عَلَى أَنَّهُمْ قَد اتَّصَلُوْا وَقْتاً مَا بِأَوْلاَد عِيصُو الَّذِينَ كَانُوا يُقِيمُونَ إِلَى جِوَارهمْ, وَأَنَّهُمْ قَدْ تَزَوَّجُوا مِنْهُم, انْتَهَى كَلَامُ الْمُسْتَشْرِقِ
    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  6. #42
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    وَإِعْلَمْ أَنَّ جُهَيْنَةَ وَبَلِيُّ مِنْ أَقْدَمِ قَبَائِلِ الْعَرَب, وَأَنَّهُمْ أَوَّل مَنّ سَكَنُوا الْحِجَاز, وَقَدْ نَزَلُوا عَلَى قَوْمٌ مِنْ جُرْهُمٍ الْآخِرَةِ, وَلَيْسَتْ بِجُرْهُمٌ الْأُولَى الْبَائِدَةِ, وَمِنْ ذَلِكَ مَا حَكَاهُ اِبْنُ النّجّارِ فِي كِتَابِهِ الدُّرَّةُ الثَّمِينَةِ مِنْ أَخْبَار الْمَدِينَةِ, قَالَ : أَنْبَأَنَا ذَاكِرَ بْن كَامِل قَالَ : كَتَبَ إلَيَّ أَبُو عَلِيّ الْحَدَّاد, أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ الْحَافِظ أَخْبَرَهُ إجَازَةً عَنْ أَبِي مُحَمّد الخلدي قَالَ : أَنْبَأَنَا مُحَمّد بْن عَبْدِ الرّحْمَنِ الْمَخْزُومِيَّ قَالَ : حَدّثَنَا الزّبَيْرُ بْنُ بَكّارٍ قَالَ : حَدّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زُبَالَة, عَنْ إبْرَاهِيمَ بْن أَبِي يَحْيَى قَالَ : قَالُوا : وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ قُرَىٍ وَأَسْوَاق مِنْ يَهُودَ بَنِي إِسْرَائِيل, وَكَانَ قَدْ نَزَل عَلَيْهِمْ أَحْيَاءٌ مِنْ الْعَرَبِ, فَكَانُوا مَعَهُمْ وَابْتَنَوْا الآْطَامَ وَالْمَنَازِل « قَبْل نُزُول الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ, وَهُمْ بَنُو أُنَيْف حَيٌّ مِنْ بَلِيّ », انْتَهَى,

    وَقَدْ حَكَى اِبْنُ سَعِيد الْأَنْدَلُسِيّ بِكِتَاب نَشْوَة الطَّرَب فِي تَارِيخِ جَاهِلِيَّةِ الْعَرَبِ : قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : لَمَّا دَخَلَتْ قُضَاعَةَ بِالْفِتْنَةِ الّتِي كَانَتْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَنِي عَمَّها التّبَابِعَةِ بِالْحِجَازِ, خَمَدَ ذِكْرُهُمْ فِي الْيَمَنِ وَجِهَاتِهِ, وإِشْتُهِرُوا بِالْحِجَازِ, وَنُسِبُوا إلَى مَعَدّ بْنِ عَدْنَانَ, فَقِيلَ قُضَاعَةَ بْنِ مَعَدّ بْنِ عَدْنَانَ, وَإِنَّمَا الْأَصَحُ وَالْأَشْهَر مَا قَالَهُ شَاعِرُهُمْ :
    نَحْنُ بَنُو الشَّيْخِ الهِجَانِ الأَزْهَرِ .... قُضَاعَةُ بْنُ مَالِك بْن حِمْيَرِ

    وَيَرْوِي ابْنُ زَبَالَة الْمَدَنِيّ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 197 مِنَ الْهِجْرَةِ فِي كِتَابِهِ أَخْبَار الْمَدِينَة :
    وَكَانَ لِبَنِي أُنَيْفٍ بِقُبَاءَ : الْأَجَش, عِنْد الْبِئْر الَّتِي يُقَالُ لَهَا : لاوَة, وَأُطْمَان فِيمَا بَيْنَ الْمَال الَّتِي يُقَالُ لَهَا : الماثة, وَالْمَال الَّذِي يُقَال لَهُ : الْقَائِمُ, وَآطَامٌ عِنْد بِئْر عَذْق وَغَيْرِهَا, وَقَالَ شَاعِرُهُمْ :
    وَلَوْ نَطَقَتْ يَوْمًا قُبَاء لْخَبَرْت .... بِأَنَّا نَزَلْنَا قَبْلَ عَادٌ وَتُبّعُ
    وَآطَامِنَا عَادِيَةٌ مُشْمَخِرَّاتٍ ....... تَلُوحُ فَتُنكِي مِنْ يُعَادِي وَتَمْنَعُ

    وَكَانَ مِمَّنْ بَقِيَّ مِنَ الْيَهُود حِينَ نَزَل الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ عَلَيْهِمْ بَنُو القصيص وَبَنُو ناغصة مَعَ بَنِي أُنَيْفٍ, إِِنْتَهَى مَا نَقَلْنَاهُ عَنْ الْإِخْبَارِيُّ ابْنُ زَبَالَةَ .

    وَمِمَّا جَاءَ فِي كِتَابِ جُهَيْنَةَ أَصْلِهَا وَتَفَرُّقِهَا فِي الْبِلاَدِ, لِلشَّيْخ حَمْد الْجَاسِر قَوْلُهُ :
    وَيَظْهَرُ أَنَّ صِلَةَ قَبِيلَةُ جُهَيْنَةَ بِالْمَدِينَةِ كَانَتْ عَرِيقَةً وَقَدِيمَةٍ، لأَِنَّ الْمُؤَرِّخِينَ ذَكَرُوا أَنَّ هُنَاكَ بَعْض الأُسَرِ [الْبُطُوْن] الْقَرِيبَةُ النَّسَب مِنْ جُهَيْنَةَ كَبَنِي أُنَيْفٍ المَنْسُوبِيْنَ إِلَى قَبِيلَةِ بَلِيّ، كَانُوا اسْتَوْطَنُوا الْمَدِينَةَ قَبْلَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ, ثُمَّ لَمَّا جَاءَ الإِْسْلاَمُ وَجَدْنَا فِي الْمَدِينَةِ جَالِيَةً كَبِيرَةٌ مِنَ جُهَيْنَةَ، حَدَّدَ مُؤَرِّخو الْمَدِينَةِ كَابْنِ زَبَالَة وَمِنْ بَعْدَهُ مَنَازِلَهُمْ

    وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا مَا رَوَاهُ ابْنِ قُتَيْبَةَ الدّينَوَرِيَّ فِي كِتَابِهِ فَضْلِ الْعَرَب, وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فِي كِتَابِ الزّينَةِ, وَالسَّنَد لِلدّينَوَرِيَّ, قَال : حَدّثَنِي أَبُو حَاتِم قَالَ : حَدّثَنِي الْأَصْمَعِيُّ قَال : أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرو بْن الْعَلَاءِ قَال : تِسْعُ قَبَائِلٌ قَدِيمَةً : طَسْمٍ, وَجَدِيسٍ, وَجُهَيْنَةُ, وَضْجمُ, وَجَدِيسٍ, وَالْعَمَالِيق, وَقَحْطَانُ, وَجُرْهُمٍ, وَثَمُودَ, فَهَؤُلَاءِ قُدَمَاءِ الْعَرَبِ الّذِينَ فَتَقَ اللَّه أَلْسِنَتِهِمْ بِهَذَا اللِّسَان, وَكَانَت أَنْبِيَاؤُهُمْ عَرَباً : هُودٍ, وَصَالَحَ, وَشُعَيْبٍ

    وَأَلْفَيْتُ فِي كِتَاب مُحَمَّد بْن بلَيْهِد الْمُسَمَّى صَحِيحُ الْأَخْبَار عَمّا فِي بِلَادِ الْعَرَبِ مِنْ الْآثَار, قَوْلَه :
    المَلْحاء : بِفَتْحِ أَوّلِهِ، وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة مَمْدُودٌ, مَوْضِعٍ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي رَسْمِ أُبْلَى، قَالَ الزّبَيْر : وَالمَلْحاء يَدْفَعُ فِيهَا وَادِي ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَنْشَدَ لِلْمُزَنِيِّ :
    إِنَّ بمَِدْفَعِ المَلْحَاءِ قَصْراً ........ قوَاعِدُهُ عَلَى شَرَفٍ مُقِيْمِ
    جَزَاكَ اللَّهُ ياعُمَرَ بْن حَفْصٍ ... عَنْ الْإِخْوَانِ جَنَّات النَّعِيمِ


    يَعْنِي قَصْرَ عُمَر بْن حَفْصٍ بْن عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخَطّاب، وَكَانَ يَنْزِلُ المَلْحَاء,
    قَالَ الْمُؤَلّفُ [ابْنُ بُلَيْهِد] : المَلْحاء يُوجَدَ مَحَلٍ مَعْرُوفٌ بِحِجَازِ الْمَدِينَةَ, يُقَالُ لَهُ : الْمُليْلِيح : وَهُوَ وَادٍ غَزِيرُ الْمِيَاه, وَاحِد ضِفَّاته لِوَلَدِ مُحَمّد, وَالضَّفَّةِ الْأُخْرَى لِقَبَائِلَ حِجَازِيَّة, مِنْهَا قَبِيلَةُ عِرْوَةُ, وَالْجَمِيعُ مِنْ قَبَائِلِ حَرْبٍ, وَهَذَا الْوَادِي هُوَ الَّذِي يَنْطَبِق عَلَيْه الْوَصْفُ الْوَارِد فِي عِبَارَةِ يَاقُوتُ, عَلَى ذِكْر المَلْحاءِ فَإِنَّ وَادِي ذِي الْحُلَيْفَةِ الَّذِي هُوَ وَادِي الْعَقِيقَ, يُسَمَّى أَعْلَاهُ النَّقِيعَ ثُمَّ الْعَقِيقِ, ثُمَّ يَصُبُّ فِي الْغَابَةِ, ثُمَّ يَصُبّ فِي الْمُليْلِيح, اُنْظُرْ رِوَايَة الزُّبَيْر حِينَ قَال : وَالمَلْحاء يَدْفَعُ فِيهَا وَادِي ذِي الْحُلَيْفَةِ, فَالرِّوَايَات هُنَا قَدْ اِتَّفَقَتْ جَمِيعَهَا

    قََالَ الْمُؤَلّفُ الجُهَنِيَّ :
    كُلُّ مَا فِي هَذَا النَّصّ هُوَ خَطَأٌ بِلَا مِرْيَةَ, وَمُعْتَرَضٌ عَلَيْهِ مِنْ وَجْهَيْنِ, فَأَمَّا الْأَوَّل : فَأَخْطَأَ بِوَصْفِهِ أَنَّ المَلْحَاء هِيَ الْمُليْلِيح, وَالصَّوَاب مَا وَقَعَ فِي كِتَابَنَا هَذَا مِنْ بَيَانِ الإِسْمَ الْقَدِيم لِلْمُليْلِيحَ, ثُمَّ أَيْنَّ وَادِي الْحُلَيْفَةِ مِنْ الْمُليْلِيحَ ؟, وَإِنّمَا المَلْحَاءِ الَّتِي ذَكَرَهَا الزّبَيْرُ بْن بَكّارٍ هِيَ بِمَوْضِع رِيم شَمَالَ غَرْبِ مَسْجِد ذِي الْحُلَيْفَةِ, عَلَى طَرِيقِ مَكَّةَ, قَال السَّمْهُودِيَّ : المَلْحاء : بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة مَمْدُودْاً, مِنْ أَوْدِيَةِ الْعَقِيقِ, قَالَ ابْنُ أُذَيْنَةَ :
    مباعِدَةً بعدَ أَزْمَانِهَا ... بمَلْحاءِ رِيمٍ وأَمْهِارِهَا

    وَأَمَّا الْوَجْهُ الثَّانِي : فَهُوَ أَنَّهُ قَدْ أَخْطَأَ بِقَوْلِهِ أَنَّ عِرْوَةَ بَطْنٌ مِنْ حَرْب, وَمِثْلُ هَذَا لاَ يَخْفَى عَلَى عَوَام النَّاس, وَإِنَّمَا عِرْوَةَ بَطْنٌ قَدِيمٍ مِنْ جُهَيْنَةَ, وَسَيَأْتِي ذِكْرُ نَسَبِهِمْ, وَلَكِنَّ الشَّيْخَ يَكْتُبُ وَهُوَ بَعِيداً عَنِ الْبِلاَدِ وَأَهْلِهَا, وَلِهَذَا وَقَعَتْ لَهُ أَوْهَامٌ رَحِمَهُ اللَّه .

    وَحُكِيَّ أَنَّ بَنُو بَلِيّ هُمْ أَوَّلُ مَنْ أَدْخَلُ لُغَةِ الْعَرَبِ لأَفْرِيقِيَّا, وَهَذِهِ مِنْ فَضَائِلَ وَمَفَاخِرَ قَبِيلَة بَلِيّ, وَقَدْ قَالَ شَاعِرُهُمْ الْمُجَذّرُ بْن ذِيَادٍ الْبَلْوِيّ ثُمَّ الأَْنْصَارِيُّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَلِيفُ الْأَنْصَارِ, مُرْتَجِزٍ بِيَوْمِ بَدْرٍ بَعْدَمَا نَازَلَ أَبُو الْبَخْتَرِيَّ وَقَتَلَهُ :
    إِمَّا جَهِلْتَ أَوْ نَسِيتَ نَسَبِي ....... فَأَثْبِتْ النّسْبَةَ أَنّي مِنْ بَلِي
    الطّاعِنِينَ بِرِمَاحِ الْيَزِنِي ......... وَالضّارِبِينَ الْكَبْشَ حَتّى يَنْحَنِي
    أَنَا الّذِي يُقَالُ أَصْلِي مِنْ بَلِيَ .... أَطْعُنُ بِالصّعْدَةِ حَتّى تَنْثَنِي
    وَأَغْبِطُ الْقِرْنَ بِعَضْبِ مَشْرَفِي ... أُرْزِمُ لِلْمَوْتِ كَإِرْزَامِ الْمَرِي


    قَال إِبْنُ الغُنَيْم المَرْوْانِيَّ :
    وَالدُهْمَانِيَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرَهُمَا الْهَجَرِيُّ هُمَا مِنْ بَنِي دُهْمَان, بَطْنٌ مِنْ جُهَيْنَةُ, رَوَى ابْنُ السّائِبِ فِي جَمْهَرَةُ جُهَيْنَةَ : وَوَلَدَ عَوْفُ بْن غَطَفَانَ : عَدِيَّاً، وَمَالِكاً، وَطُولاً، وَدُهْمَانَ، وذُهْلاً، وَسَلَمَةَ, ثُمّ قَالَ الْكَلْبِيُّ : فَوَلَدَ مَالِكُ بْن عَدِيّ بْن الطُّول : خُزَامَةَ بَطْن؛ وَدُهْمَانَ بَطْن؛ وَسُحَيْماً بَطْن؛ وَنَصْراً؛ انْتَهَى, وَأَرَى أَنَّ « بَنُو دُهْمَان » النّازِلِينَ بِبَطْنِ إِضَمْ, لَا يَزَالُونَ فِي جُهَيْنَةَ الْيَوْمَ, وَأَنَّهُ قَدْ تَحرَّفَ بِاسْمِهِِمْ الْقَدِيمِ, وَإِضَماً أَو وَادِي الْحَمْض أَخْبَارُهُ كَثِيرَةٌ مُسْتَفِيضَة بِالأَْحَادِيثِ وَالْآثَار وَكُتُبِ الْأَدَبِ وَالْأَنْسَابِ وَالْمَعَاجِمِ اللُّغَوِيَّةِ وَالْجُغْرَافِيَّة,
    وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ بِأَوْفَى مِنْ هَذَا فِي كِتَابِنَا « وَادِي الْعَقِيق فَضَائِلهُ وَأَخْبَاره » .

    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  7. #43
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    Post رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    جَبَلِ بُوَانَةَ :

    بُوَانَةَ : بِضَمّ أَوّلِهِ, وَفَتْحِ ثَانِيهِ الْوَاوِ أُخْتُ الْيَاءِ, ثُمَّ نُونٍ فَوْقِيَّةٌ مَفْتُوحَة, وَآخِرُهُ هَاءٌ بِالْفَتْحِ أَيْضا, جَبَلٌ لِجُهَيْنَةَ بَيْنَ الْحَوْرَاءِ وَيَنْبُعَ, قَالَ الْبَكْرِيُّ فِي مُعْجَمِ مَا اُسْتُعْجِمَ : بُوَانَةُ : بِضَمِّ أَوَّلِهِ, وَبِالنُّونِ, عَلَى بِنَاء فُعَالةُ, مَوْضِعٌ بَيْنَ الشَّامِ وَبَيْنَ دِيَارِ بَنِي عَامِرٍ, قَدْ ذَكَرَتْهُ بأَتَمَّ مِنْ هَذَا فِي رَسْمِ المُضَّيح, فَانْظُرْهُ هُنَاكَ, وَحَكَى يَاقُوتُ فِي مُعْجَمِ الْبُلْدَانِ: بُوَانَةَ : بِالضَّمِّ وَتَخْفِيف الْوَاو, قَرِيبٌ مِنْها مَاءَةٌ تُسَمَّى القُصَيْبَة, وَمَاءٌ آخَرُ يُقَال لَهُ : الْمَجَاز, قَالَ الشَّمَّاخ ابْنُ ضِرَار :
    نَظرْتُ وَسَهْبٌ مِِنْ بُوَانَةُ بَيْننَا ... وَأَفْيَحٌ مِنْ رَوْضِِ الرَّباب عَمِيْقُ
    وَهَذَا يُرِيكَ أَنَّهُ جَبَلٍ, وَقَال آخَرُ :
    لقد لَقِيَتْ شَوْلٌ بجَنْبَيْ بُوانةٍ ... نَصِيًّا كَأَعْرَافِ الكَوادِنِ أَسْحَما
    وَفِي حَدِيثِ مَيْمُونَة بِنْت كَرْدَمٍ أَنَّ أَبَاهَا قَال لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَذْبَحَ خَمْسِينَ شَاةً عَلَى بُوَانَةَ, فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ هُنَاكَ شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ النُّصُبِ ؟, فَقَال : لاَ, قََال : فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ فَذَبَحَ تِسْعًا وَأَرْبَعِينَ, وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٍ, فَجَعَل يَعْدُو خَلْفَهَا وَيَقُولَ : اللَّهُمَّ أُوفِيَ بِنَذْرِي, حَتَّى أَمْسَكَهَا فَذَبَحَهَا, وَهَذَا مَعْنَى الْحَدِيثِ لاََ لَفْظِهِ .

    وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي كِتَابِهِ الأَْمْكِنَةِ وَالْجِبَال وَالْمِيَاهِ, نُسْخَةَ السَّامُرَائِيّ : بُوَانَةَ : قَالَ السَّيِّد عُليّ : هَضْبَةٌ وَرَاء يَنْبُع قَرِيبَةٌ مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ, وَقَرِيبٌ مِنْهَا مَاءٍ يُسَمَّى القُصَيْبَة, وَمَاءٌ أُخَرُ يُقَالُ لَهُ : الْمَجَاز, وَأَنْشَدَ :
    تُرَانِي يَا عُلِيَّ أَمُوتُ وَجْدًا ... وَلَمْ أََرْعََ الْقَرَائِنُ مِنْ رِئَامِ
    وَلَمْ أََرْعََ الْكَرَى فَمُشَاوِطْاتٍ ... وَأوْرِدهَا الْمَجَاز وَهِيَ ظَوْامِي

    قَال : وَقَدْ رَأَيْتُ بُوَانَةُ وَتَرْعَيْتُ فِيهَا, قَالَ : وَكَرَى وَمُشَاوِطْاتُ : خَبْتَان, وَالْقَرائِنُ بِرَاقٌ, وَرِئامِ : وَادٍ تَسِيلُ فِيهِ الْقَرَائِن, وَفِي التَّاجِ لِلزُّبَيْدِيِّ: وَبُوانَةُ : كثُمامَةَ, هَضْبةٌ وَرَاءَ يَنْبُعُ, ويُفْتَحُ, كَذَا ذَكَرَهُ اِبْنُ الأثيرِ بالوَجْهَيْن, وَأَيْضاً : مَاءَةٌ لِبَنِي جُشَمَ بْن مُعاوِيَةَ بْنِِ بكْرِ بْنِِ هَوَازِنَ بالقُرْبِ مِنْ مكَّةَ, قالَهُ نَصْرٍ, وَأَيْضاً : مَاءٌ لِبَنِي عُقَيْلٍ, وَأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ :
    لقد لَقِيَتْ شَوْلٌ بجَنْبَيْ بُوانةٍ ... نَصِيًّا كَأَعْرَافِ الكَوادِنِ أَسْحَما
    وَقَالَ وَضَّاحُ الْيَمَنِ :
    أَيا نَخْلَتَيْ وَادِي بُوانَةَ حَبَّذا ... إِذَا نَامَ حُرَّاسُ النَّخِيل جْنَاكُمَْاََ

    وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ : قَوْلُهُ بِبُوَانَةَ : بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَبَعْدَ الْأَلِفِ نُونٌ, قَال فِي التَّلْخِيصِ : مَوْضِعٌ بَيْنَ الشَّامِ وَدِيَارِ بَكْرٍ قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ, وَقَال الْبَغَوِيّ : أَسْفَلَ مَكَّةَ, دُونَ يَلَمْلَمُ, وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ : هَضْبَةٌ مِنْ وَرَاءِ يَنْبُعَ, وَمِثْلُهُ في النِّهَايَةِ, وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي كِتَابِهِ الأَْمْكِنَةِ وَالْجِبَال وَالْمِيَاهِ: بُوَانَةَ : مَوْضِعٌ, قَالَ :
    لَقَدْ لَقِيتْ شَوْلٌ بِجَنْبَيْ بُوَانَةٍ ... نَصِيًّا كَأَعْرَافِ الكَوادِنِ أَسْحَمَا
    وَقَالَ ابْنُ الأَْثِيرِ فِي غَرِيبِ الْأَثَرِ: بُوَانَةَ : هِيَ بِضَمِّ الْبَاءِ, وَقِيلَ بِفَتْحِهَا, هَضْبَةٌ مِنْ وَرَاءِ يَنْبُعَ, وَأَنْشَدَ الزَّفَيَانُ :
    مَاذَا تَذَكَّرْتُ مَنْ الأَظْعَانِ ... طَوالِعاً من نحوِ ذي بُوانِ

    وَقَالَ فِي مُعْجَمِ الْبُلْدَان : وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنّهُ أَرَادَ بُوَانَةَ فَأَسْقَطَ الْهَاءُ لِلْقَافِيَةِ, وَقَالَ الْحَازِمِيُّ فِي كِتَابِهِ مَا اتَّفق لَفْظُهُ وَافْترقَ مُسَمَّاهُ مِنْ أسماءِ الأَمْكِنَةِ : بُوَنَّةَ : وَأَمَّا الثَّانيَ : بِفَتْحِ الْوَاوِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ, وَادِي بُوَنَّةَ يُذكَرُ, وَقَال النَّسَّابَةُ الْجُغْرَافِيّ عَاتِقٍ بْن غَيْث الْبِلَادِيّ فِي كِتَابِهِ مُعْجَمِ مَعَالِمِ الْحِجَازِ : بُوَانَةََ : بِضَمِّ الْمُوَحَّدَة, وَبَعْد الْوَاوِ نُونٍ, وَآخِره هَاء, الَّتِي ذَكَرَهَا عُليِّ بْن وَهّاسٍ : جَبَلٌ يَقَعُ شَمَالَ وَادِي نَبْطٍ, شَمَالَ مَدِينَةِ يَنْبُعَ الْبَحْرَ بِمَا يَقْرُبُ مِنْ مَائِةِ كَيْلٍ, تَرَاهُ مِنْ الطَّرِيقُ الْمُزَفَّتَة, الْمُمْتَدَّةُ عَلَى السَّاحِلِ وَأَنْتَ تَؤُمُّ الحَوْرَاءِ « أُمِّ لَجَّ » الْيَوْمَ, وَقَالَ الْحَازِمِيُّ فِي كِتَابِهِ مَا اتَّفق لَفْظُهُ وَافْترقَ مُسَمَّاهُ مِنْ أسماءِ الأَمْكِنَةِ : بَابِ تُرْعَةَ وَيَرَعَةَ : أمََّا الأَوَّلُ : بِضَمِّ التّآءِ بَعْدَهَا رَاءٌ سَاكِنَةٌ, قَرْيَةٌ بالشَّام، قِيْل : يُنْسَبُ إِلَيْهَا بَعْضُ الرُّواةِ, وَأَمَّا الثَّانِيْ : أَوَّلُهُ ياءٌ تَحْتَها نُقْطَتان مفْتُوحَةٌ ثم راءٌ مَفْتُوحَةٌ أَيْضاً, مَوْضِعٌ بَيْنَ بُوَانَة وَالحُرَاضَةِ، فِي دِيَارِ فَزَارَةَ، وهُوَ مِنْ أَعْمَالِ وَالِي المَدِينَةِ

    قَالَ الْمُؤَلِف اِبْنُ غُنَيْم الْْمَرْوَنِيُّ الجُهَنِيُّ :
    وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَغَيْره مِنْ حَدِيثٌ صَحِيح فَقَالَ : حَدّثَنَا دَاوُدُ بْن رُشَيْدٍ, ثنا شُعَيْبُ بْن إسحاق, عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ, عَنْ يحيى بْن أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : حَدّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ قَالَ : حَدّثَنِي ثَابِتُ بْن الضَّحَّاكِ قَالَ : نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ, فَأَتَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم, فَقَالَ : إِنّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ, فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ ؟, قَالُوا : لَا, قَالَ : هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ ؟, قَالُوا : لَا, قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أَوْفِ بِنَذْرِكَ, فَإِنّهُ لَاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ في مَعْصِيَةِ اللَّهِ, وَلَاَ فِيمَا لَاَ يَمْلِكُ بْنِ آدَمَ »,

    وَفِي هَذَا الْحَدِيث مَا يَدُل عَلَى أَنَّ قِصَّةُ ذَلِكَ الْوَثَنِ « الْكَعْبَةَ » الَّتِي أَرَادَ ابْنُ حُدَيْبٍ بِنَائِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِجُهَيْنَةُ لَمْ يَتِمَّ لَهُ بِنَائِهَا, بِخِلاَفِ مَا يَزْعُمُهُ بَعْض أَهْلِ الْجَهْلِ مِنْ أَنَّهُ قَدْ بَنَاهَا, لأَِنَّ بُوَانَةَ مِنْ الْحَوْرَاء, إِذْ لَوْ كَانَ يَعْلَمُ ذَاكَ الصَّحَابِيِّ أَنَّ بِالْحَوْرَاء ذَلِكَ الصَّنَمُ الآْتِي ذِكْرُهُ, لِمَا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ بِهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ, وَحَاشَا صَحَابَةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَوْهَام, أَوْ قَوْلٍ غَيْرِ الصِّدْقِ .

    وَهَذِهِ صِفَةٌ لَجَبَلِ بُوَانَةَ, لَنْ تَجِدَ لَهُ صِفَةٍ بِأَتَمَّ مِمَّا فِي كِتَابِي هَذَا, وَإِنّمَا أَصِفهُ عَنْ مَعْرِفَةً وَمُشَاهَدَةٌ لَهُ, إِذْ أَنَّ أَرْضَ الْحَوْرَاءِ وَمَا جَاوَرَهَا مِنْ مَنَازِلِ قَوْمِي الْمَرَاوِين, وَهُمْ أُمَرَاءَ قَبِيلَة جُهَيْنَةَ عَامّةً فِي الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّه, فَجَبَل بُوَانَةَ يَقَعُ شَمَالَ بِلَادِ يَنْبُعَ الْبَحْرَ, وَهُوَ فِي الْجِهَةِ الْجَنُوبِيَّةِ الْغَرْبِيَّةِ لِلْحَوْرَاء, وَيَبْعُدُ عَنْ أُمِّلَجٍّ الْحَوْرَاءِ مَسَافَةَ 40 كَيْلاً, قَالَ الْمُؤَرِّخُ تَنْضِيْب الْفَايِدِي الْجُهَنِيَّ : وَبَوَانَةَ : جَبَلٌ مُتَوَسِّطُ الاِرْتِفَاعِ, عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ، وَمَا زَالَ بِنَفْسِ الْمُسَمَّى, وَيَقَعُ قَرِيباً مِنْ الْحَوْرَاء أُمِّلَجٍّ, انْتَهَى كَلَامَهُ, وَهُوَ جَبَلٌ أَبْيَضَ اللَّوْنِ تُخَالِطْهُ حُمْرَةً, وَلَيْسَ بِشَاهِق الاِرْتِفَاعُ, وَيَبْلُغَ طُولِهِ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثَةُ أَكْيَالٍ, وَهُوَ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرِ, قَرِيبٌ مِنْ الشَّاطِئِ, فَإِذَا نَزَلَتْ بِسَفحِهِ الْغَرْبِيِّ تَرَى الْبَحْرَ يَمِينَك نَاحِيَةِ مَغِيبَ الشَّمْسِ, وَهُوَ مُتَنزِّهٌ بَرِيَّ لْأَهَالِي الْحَوْرَاء, وَتَجِدُهُ عَلَى يَسَارِك إذَا يَمَّمَتَ أُمِّلَجٍّ, يَحُدُّهُ جَنُوبًا الحَسِي, وَبَيْنَهُمَا حَوَالَي عَشْرَةِ أَكْيَالٍ, وَأَمَّا شَمَالًا فَحَدّهُ خَبْت الشَّبْعَان, وَالْشَّبْعَان كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ الشِّبَع, ثُمَّ تَمْضِيَ قَاصِداً الْحَوْرَاء فَتَمُرَّ عَلَى يَمِينِك جِبَالُ أُمّ عضَام, وَهِيَ أَجْبُلٌ كِبَار يُفِيضَ سَيْلُهَا بِالْبَحْر, وَتَنْحَدِرُ مِنْهَا عَلَى وَادِيَ القواق, وَكَانَ يُسْمَى قَدِيماً الْعَقِيق, وَهُوَ وَادٍ عَرِيض يَدْفَعُ فِي الْبَحْرِ عِنْد الجَبْنُون, وَقَدْ أَكْثَرَ الرَّحّالةُ مِنْ ذِكْرِهِ فِي كُتُبِهِمْ, ثُمَّ تَمْضِيَ حَتَّى تَصِلَ إلَى أَرْضُ الْحَوْرَاءِ الْأَثَرِيَّةِ, وَهِيَ الْيَوْمَ مُحَاطَةً بِسِوْارٍ مِنْ الْحَدِيدِ, ثُمَّ تَدْخُلَ مَدِينَةِ أُمِّلَجٍّ الْحَدِيثَةِ, وَأَرَى أَنَّ أُمَّ لَجَّ وَالْعِلْم عِنْد اللَّه سُمّيَتْ بِذَلِكَ نِسْبَةٌ إِلَى لُجَّةِ الْبَحْرِ وَصَوْت أَمْوَاجِهِ, فَيُقَال : أُمَّ لَجَّ الْبَحْرِ, وَلُجُّ البَحْرِ ولُجَّةُ البَحرِ, وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلِهِ تَعَالَى : « أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ », وَقَالَ السُّكَّرِيّ فِي كِتَابِهِ شَرْحِ دِيوَانِ الْهُذَلِيِّين: اللُّجَّةُ : الْمَاءُ الْكَثِيرُ الّذِي لاَ يُرَى طَرَفَاهُ .

    وَرَوَى أَبُو الْمُنْذِرِ الْكَلْبِيَّ الْقُضَاعِيّ فِي « كِتَابِ الْأَصْنَامِ » : وَكَانَ رَجُلً مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ : عَبْدِ الدَّارِ بْن حُدَيْبٍ قَالَ لِقَوْمِهِ ‏:‏ هَلُمُ نَبْنِي بَيْتًا بِأَرْضٍ مِنْ بِلادِهِمْ, يُقَالُ لَهَا : الْحَوْرَاء, نُضَاهِيَ بِهِ الْكَعْبَةِ, وَنُعَظِّمَهُ حَتَّى نََسْتَمِيْلَ بِهِ كَثِيراً مِنَ الْعَرَبِ, « فَأَعْظِّمُوا ذَلِكَ, وَأَبَوْا عَلَيْهِ », فَقَالَ فِي ذَلِك :
    وَلَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ بِأَنْ تُقَامَ بَِنيَّةًَ .... لَيْسَتْ بحَوْبٍ أَوْ تُطِيفُ بِمَأْتَمِ
    فَأَبَى الَّذِينَ إِذَا دُعُوْا لِعَظِيْمَةٍ ... رَاغَوْا وَلاَذُوْا فِي جَوَانِب قودمِ
    يَلحُوْنَ أَلاَّ يُؤمَرُوْا فَإِذَا دُعُوا.... وَلَّوْاْ وَأَعْرَضَ بَعْضهُمْ كَالأَْبْكَمِ
    صَفْحٌ مَنَافِعَهُ وَيَغْمُضُ بِكَلِمَةٍ ... فِي ذِي أَقَارِبِهِ غُمُوض المِيسَمِ


    قَالَ اِبْنُ غُنَيْم الْْمَرْوَنِيّ :
    وَقودمٍ الَّذِي فِي الْأَبْيَاتِ السَّابِقَة هُوَ جَبَلٌ لِجُهَيْنَةَ, بِقُرْبِ يَنْبُعَ, وَلاَ يُزَال الْجَبَل سُكَّانِهِ جُهَيْنَةَ, وَهُوَ إِلَى الْيَوْمِ مَعْرُوفًا بِذَلِكَ الاِسْمُ الْقَدِيم, وَيَقَعُ بَيْنَ جَبَلِ الْأَشْعَر وَيَنْبُعَ النَّخْل, وَقَدْ ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيَّ فِي كِتَابِهِ الأَْمْكِنَةِ وَالْجِبَال وَالْمِيَاهِ, عِنْدَ تِعْدَادِهِ لِلأَجْبُلِ الصِّغَارِ الَّتِي بَيْنَ يَنْبُعَ وَمَكَّةَ, مِنْ رِوَايَة عُليٌّ بْن وَهّاسٍ اليَنْبُعِي, وَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّهُ يَقَعُ جَنُوبِيِّ الْسِوْيق وَالْجَابِريَّةُ مِنْ يَنْبُع النّخْل, بِالمُنْتَصَفِ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الشَّرْجةِ, لاَ يَبْعُدُ عَنْهُم سِوَى بِضْعَةُ أَكْيَالٍ, وَلَمْ أَرَهُ إِلَى الآْنَ, وَجَاءَ فِي مَوْسُوعَةِ مَوْسُوعَةِ أَسْمَاءِ الْأَمَاكِنَ فِي الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ فِي بَابِ الْجِبَال : جَبَلِ قودمِ : (JABAL QAWDAM) يَقَعُ فِي مَنْطَقَةُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ, دَائِرَة عَرْضٍ : (24 / 23 وَخَطُ طُولٍ : 38 / 42), وَلَيْسَ فِي جَزِيرَةُ الْعَرَبِ جَبَلٍ بِهَذَا الاِسْمِ غَيْرِه, وَلَمْ أَرَ لَهُ ذِكْرٌ عِنْدَ غَيْرِنَا .

    وَأَرْضُ الْحَوْرَاء تَارِيخُهَا قَدِيمٍ, يَقُولُ فلافيوس يوسفيوس فِي (Arhaeologia ط : Naber) : إِنَّ مُوسَى قَدْ فَرَّ إِلَى مَدِينِةِ مَدْيَنَ الْمُوَاجِهة لِلْبَحْرِ الْأَحْمَر, وَهَذَا يَدُل عَلَى أَنَّ مَدِينَةِ مَدْيَنُ قَدْ كَانَتْ مَعْرُوفَةً عَامّةً فِي أَوَائِل التّارِيخ الْمَسِيحِيّ, وَمَدِينَهَ الْحَوْرَاء مَدِينَةِ أَهْل مَدْيَنَ الْقَدِيمَةِ, الَّتِي تَقَع قَرِيبًا مِنْ وَاحَةِ الْبِدْع, وَبَطْلَيْمُوس فِي جُغْرَافِيتِه يُشِيرُ إِلَى أَنَّ فُرَضَة مَدْيَنَ تَقَع إلَى الْجَنُوب, فَهِيَ لِذَلِكَ تَقَعُ وَرَاء خَلِيجُ الْعَقَبَةِ, انْتَهَى مَا نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابِ بِلَادِ الْعَرَبِ الْحَجَرِيَّةُ, وَالْحَوْرَاء فِي لُّغَةِ الأُْمَمِ الأُْخْرَى تَعْنِي (Leukekome) .

    وَوَقَعَ فِي كِتَاب دُرَر الْفَوَائِدِ الْمُنَظِّمَةِ فِي أَخْبَارِ الْحَاجُّ وَطَرِيقُ مَكَّةَ الْمُعَظَّمَةِ, لِعَبْدُ الْقَادِر بْن مُحَمّدٍ الْجَزِيرِيّ الأَْنْصَارِيُّ ثُمّ الْبَلَوِيَّ الْمُتَوَفى سَنَةَ 977 لِلْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ, نُسْخَةِ الشّيْخِ حَمْد الجَاسِر : وَمَغَارَة نَبْطٌ حَدُّ جُهَيْنَةَ مِنْ بَنِي حَسَن, يَصِلُ إِلَيْهَا رَابِعَ عَشَرَ يَوْمٍ مِنْ عَقَبَةُ أَيْلَةَ, فِي مَضَايِق وَحدرَةُ, وَشَجَرِ الْأَثْل بِهَا كَثِيرٌ, وَأَصْحَابَ دَرْك سقايتها بَنُو حَسّان, مِنْهُمْ : مُحَمّد بْن حُمَيْدِيّ, وتريم [؟], وَرِفْقَتَهم, وَطَوَائِف عُرْبَان جُهَيْنَةَ بِتِلْكَ النَّوَاحِي كَثِيرُونَ, مِنْهُمْ الطَّوَائِف الْمَذْكُورَةِ فِي بَابِ المَحْمَلِ, وَمِنْهُمْ بَدَناتٍ اُخَرُ يَسْكُنُونَ الْبَرّ مِنْ جُهَيْنَةَ, كََالْمَقابِلةَ, وَالْفُوَايِده, وَعنَمَة, وَالْعُقب, وَبُدَيْل [بُذَيْل], وَبَنُو حَسّان, ورشم [؟], وَحُمَيْس [حُبَيْش], وَالْعَوَامِرة, إِلَى آخِرِ مَا قَال

    قَالَ اِبْنُ غُنَيْم الْْمَرْوَنِيّ :
    ورشم فِي نُسْخَة مِصْر ظَهَرَت هَكَذَا ورستم, وَلَمْ أَتَبَيَّنَ وَجْهِهَا إِِلَى الآْنَ, وَأَمَّا بَنُو حَسّان فَهُمْ الْحَسَّاسِنَةَ, بَطْنٌ قَدِيمٌ مِنْ الْجِذَمُ المُوسَاوِيّ مِنْ جُهَيْنَةَ, لاَ يَزَالُ فِي جُهَيْنَةُ, مَنَازِلِهِمْ بِأُمّلَجَّ, وإِلَيْهِم يُنْسَبُ جَبَلَ أَوْ جَزِيرَةَ الْحَسّانِي مِنْ الْحَوْرَاء, يَقُول أَبُو سَالِمٍ العَيّاشِيّ مِنْ أَهْلِ الْقَرْنِ الْعَاشِرَ فِي كِتَابِهِ مَاءُ الْمَوَائِدِ : الْحَوْرَاء مَوْضِعٌ قُرْبَ الْمَدِينَةِ, وَهُوَ مَرْفَأ سُفُنِ مِصْرٍ, وَبِهَا الْجَبَلُ الْمُنْقَطِعَ فِي الْبَحْرِ, « وَيُسَمَّى الْحَسّانِي » يَسْكُنُهُ أَعْرَابٌ فِي أَخْصَاصٌ وَكُهُوف، وَوَرَدَ فِي كِتَابِ أُمّلَجَّ : أَوَّلَ حَاكِمٍ لِأُمّلَجَّ كَانَ الشَّيْخُ مُبَارَك الْحَسّانِيّ الَّذِي عُيْنَ عَامَ 1302هـ, فِي عَهْدِ الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّة, وَعُيْنَ حَمَد الْحَسّانِيّ مُسَاعِدَ قَائِمَمَقَام أُمّلَجّ عَام 1332هـ, فِي عَهْدِ الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّة, وَلَدَى الشَّيْخَ مُبَارَك الْحَسّانِيُّ وَثِيقَةً مُؤَرَّخَةً فِي عَام 1140هـ, تُؤَكَّدُ مَا ذَكَرْنَا سَالِفاً

    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  8. #44
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    awt6 رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    وَأَمَّا الْفُوَايِدة :
    فَبَطْنٌ آخَرَ كَذَلِكَ قَدِيمٌ مِنْ جُهَيْنَةَ, وَمَسَاكِنُهُمْ بِالْحَوْرَاء وَمَا جَاوَرَهَا مِنْ أَرْضِ الْبَادِيَةِ, وَهُمْ أَهْلُ جِوَارٍ وذِمَامٌ, وَلَدَيْهِمْ عِنَايَةٍ كَبِيرَةً بِالإِْبِل الأَْصَائِل, وَلاَ يَزَالُونَ بِجُهَيْنَةَ مِنْ جُذْمِ بَنِي مُوسَى, وَهُوَ الْجُذَامُ الَّذِي فِيهِ الْكَثْرَةُ مِنْ جُهَيْنَةَ, وَجَاءَ فِي كِتَابِ أَنْسَابِ الْقَبَائِل الْعِرَاقِيَّةِ وَغَيْرِهَا, لِمَهْدِيّ الْقَزْوِينِيُّ مِنْ أَهْلِ الْقَرْنِ الثَّانِيَ عَشَر الْهِجْرِيّ, نُسْخَة النَّجَفَ : وَبَطْنِ مُوسَى فِيهِ الأَْفْخَاذ وَالْعَشَائِرِ الْكَثِيرَةِ الْعَدَد, وَلَهَا أَسْمَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ .

    وَوَقَعَتُ عَلَى ذِكْرِهِمْ عِنْدَ الْقُطْبِيُّ الْمُتَوَفَّى فِي سَنَةِ 980 لِلْهِجْرَةِ فِي كِتَابِهِ « الْفَوَائِدِ السَّنِيَّة فِي الرِحْلَةَ المدنيَّة وَالرُّوميَّة », قَالَ :
    وَأَهْل بَدْرٍ أَرْبَعِ طَوَائِفَ مِنْ الأَْشْرَافِ : الْمَحَاسِنَة, وَالْفَوَايِد, وَالشَكْرَة، وَالعُتق : فِيهِمْأَشْرَافٌ, وَفِيهِمْ مَنْ يَنْتَمِي إِلَيْهِمْ مِنْ الْعُرْبَان، وَيُدْعَى بِهِمْ, انْتَهَى مَا نَقَلْنَاهُ عَنْ الْقُطْبِيَّ, وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَحْمَلِ تِلْكَ الْقَبَائِلِ يَعُود تَارِيخُهُ إِلَى سَنَة 630 مِن الْهِجْرَةِ, وَأَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَهُ هِيَ شَجَرَة الدُّرّ عِنْدَمَا قَدِمَتْ لِلْحَجِّ مِنْ مِصْرَ عَنْ طَرِيقِ الْبَرّ, وَمُنْذُ ذَلِكَ الزَّمَنِ إِلَى أَنَّ تَوَقَّفَ نِظَام الْمَحْمَلِ وَهَذِهِ الْقَبَائِل تَعْمَل بِهِ, وَمِمَّا يَدُل عَلَى قِدَّمَ عَهْدِهِمْ بِأَرْضِ الْحَوْرَاء أَنَّهُ قَدْ نُسِبْة إِلَيْهِمْ جَزِيرَةٌ بِالْبَحْرِ تُدَّعَى « جُزِر الْفُوَايِدةِ » كَمَا هُوَ الْحَال مَعَ جَزِيرَةِ الْحَسّانِي السَّابِقَة .

    وَقَدْ سَمِعْنَا بَعْضُ أَهْلِ الْجَهْلِ مِنْ الْبَطَالِينَ الْفَارِغِين يَخُوضُوا فِي أَنْسَابِ الْقَوْمِ وَغَيْرِهِمْ, بِدُونِ مُسْتَنِدًا أَوْ دَلِيل, إلّا قَالَ وَقِيل, وَلَكِنْ هَيْهَاتَ, هَيْهَات, وَلاَ نَقُول إلّا كَمَا قَالَ سُفْيَان اَلثَّوْرِيّ : « لمَا اسْتَعْمَلَ الرُّوَاةِ الْكَذِبَ اسْتَعْمَلْنَا لَهُم التَّارِيخ », وَلِلَّهِ دَرّ حَسَّان بْنِ زَيْدٍ حِينَ قَال : « لَمْ نَسْتَعِينُ عَلَى الْكَذَّابَيْنَ بِمِثْلِ التّارِيخِ », وَقَدْ قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَك : مَاذَا نَصْنَعُ بِهَذِهِ الأَْحَادِيثَ الْمَصْنُوعَةِ ؟, فَقَال : « تَعِيشُ لَهَا الجَهابِذَةُ », وَرُوِيَ أَنَّ هَارُونَ الرَّشِيدِ أَخَذَ زِنْدِيقًا فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقه, فَقَال لَهُ الزِّنْدِيقُ : لِمَا تُضْرَبَ عُنُقِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟, قَال : أُرِيحَ الْعِبَاد مِنْك, قَال : فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ وَضَعْتُهَا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, كُلُّهَا مَا فِيهَا حَرْفٍ نَطَقَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ؟, قَال : فَأَيْنَ أَنْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ مِنْ أَبِي إِسْحَاق الْفَزَارِيِّ ؟, وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ؟, يُنْخِلاَنِهَا فَيُخْرِجَانِهَا حَرْفاً حَرْفاً [!], وَأَيِّ أَرْضٍ تَقلّ وَأَيُّ سَمَاءٍ تَظِلّ, لِمَنْ تَكَلِّمَ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضْلّ وأَضَلَّ, وَزَلّ وَأَزْلَّ, وَقَدْ قَال بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : إنَّ التَّارِيخَ فَنٌّ عَظِيمُ الْوَقْعِ, جَلِيلُ النَّفْعِ, وَضَعْنَاهُ لِنَخْتَبِرَ بِهِ مَنَ جَهِِلْنََا, لَمَّا كَثُرَ الْكَذَّابُونَ, حَتَّى ظَهَرَ بِهِ كَذِبُهُمْ, وَبَطَلَ قَوْلُهُمْ الذي يُرَوِّجُونَ بِهِ على من لَا عِلْمَ له, وَأَخْبَارِ الْكَذَّابِينَ وَالْوَضَّاعِينَ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً, وَهِيَ وَاضِحَةٌ كَالشَّمْسِ بِيَقِين .

    وَأَمَّا الْمَقابِلةَ :
    الَّذِينَ ذَكَّرَهُم الْجَزِيرِيّ فَهُمْ الْمَقابِلةَ : بَطْنٌ قَدِيمٌ مِنْ الْمَرَاوِين مِنْ جُهَيْنَةَ, لاَ يَزَالُونَ بِالْحَوْرَاء فِي عِدَادِ جُهَيْنَةَ الْحَاضِرَةَ, وَالْمَرَاوِين لَهُمْ الْحَوْرَاء خَاصَّةً وَكَذَا ذِي الْمَرْوَةِ, وَإِمَارَةُ جُهَيْنَةَ بِبَابِهِمْ, قَالَ النّسّابَةُ الْبِلَادِيَّ فِي مُعْجَم قَبَائِلِ الْحِجَازِ, نُسخَةِ دَارِ مَكَّةَ, الْمَقابِلةَ : وَوَاحِدُهُمْ مقْبَلِيّ, بَطْنٌ مِنْ الْمَرَاوِين, ذَكْرَهُمْ الْجَزِيرِيّ فِي دُرَر الْفَوَائِد الْمُنَظِّمَةِ, وَالْمَرَاوِين بَطْنٌ مِنْ جُهَيْنَةَ, انْتَهَى كَلاَمِه, وَهُمُ كَذَلِكَ حَتَّى السَّاعَةِ يَسْكُنُونَ الْبَرِّيَّةِ وَأَهْلُ بَادِيَةٍ, وَسَيَأْتِي مَزِيدَ تَفْصِيلٌ عَنْهُمْ,

    وَمَنْ الْمَرْاوِنَةَ مَشَائِخُ جُهَيْنَةَ, وَيَنْزِلُونَ بِالْحَوْرَاء,
    وَقَدْ أَلْفَيْتُ فِي كِتَاب الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ فِي الْوَثَائِق الْبِرِيطَانِيَة نَجْدٍ وَالْحِجَاز, قَوْل دافيد جورج فِي الشَّخْصِيَّاتِ الرَّئِيسِيَّةِ بِالْحِجَازِ: مُحَمَّد بْن صَلاَح الغنَيْم : الشَّيْخ السَّابِق لِبَنِي غنَيْم, مِنْ بَطْنِ مُوسَى مِنْ قَبِيلَة جُهَيْنَةَ, « وَأَمِيرُ الْعَرَبِ فِي أُمِّلَجَّ », ثَارَ عَلَى الْأَتْرَاكَ فِي نِهَايَةِ سَنَة 1915م - 1333هـ, مَعَ ابْنَةِ سَعْدٌ, خَلِيفَتَهُ فِي الْمَشْيَخَةِ، وَقَطْعَ الطَّرِيقَ عَلَى قَوَافِلُ الْتَمْوِين بَيْنَ الْوَجْهِ وَأُمِّلِجٍّ حَيْثُ يُقِيمُ, أَرْسَل ابْنَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ حَيْثُ قَابَلَ الأَْخِير الشَّرِيفُ عَليِّ, وَلَدَى عَوْدَتِهِ حَاصَرَ مَوْقِعَيْن تُرْكِيَّيْنِ, فِي أَيْلُول سِبْتَمّبر سَنَةَ 1916م - 1334هـ, حِينَمَا أَعَادَ الْأَتْرَاك احْتِلَالِ أُمِّلِجٍّ، قِيلَ إِنَّهُ تَرَاجَعَ إِلَى الدَّاخِل, وَأَنَّهُ يُجَمِعُ عَشَائِرَهُ لِمُقَاوَمَتُهُمْ, كَبِيرِ السِّنِّ, لاَ تُرْجَى مِنْهُ فَائِدَةٌ كَبِيرَةٌ, انْظُرْ سَعْد الغنَيْم, اِنْتَهَى كَلَامه, وَلَنَا فِي هَذَا الْبَابِ كِتَابِ وَضَعْنَاهُ لِتَّرَاجِمِ هَؤُلاَءِ الْأَعْلَامِ, وَقَدْ رَجَعْنَا فِيهِ إِلَى أَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ مَرْجِعًا, مَا بَيْنَ مَخْطوطٌ وَوَثِيقَةٌ وَكُتُبٍ مَطْبُوعَهٌ, يَسَّرَ اللَّهُ لَنَا إِتْمَامُهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمه .

    وَأَمَّا الْبُذَيْليّ :
    فَبِذَالٍ مَنْقُوطَةً, وَهُمْ بَطْنٌ قَدِيمٌ كَذَلِكَ مِنْ جُهَيْنَةَ, وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَا ذِكْرَهُمْ فِي رَسْمِ رَشَادَ وَالْمُليْلِيحَ, فَلْيُنْطَرْ هُنَالِكَ .

    وَأَمَّا حُبَيْش :
    فَبِضَمِّ الْحَاء الْمُهْمَلَة بَعْدهَا بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ مَفْتُوحَةٍ, ثُمَّ الْيَاء أُخْتُ الْوَاوِ سَاكِنَةٍ, وَأَخَّرَهُ شِينَاً مُثَلَّثَةٌ مُهْمَلَةٍ, وَضبْطِهِ الْيَوْمَ عِنْدَ بَادِيَتِهِمْ بِالْمُهْمَلَةِ أو بِكَسْرِ أَوَّلُه, وَوَجَدْنَا فِي نُسْخَة الجَاسِر حُمَيْس بِالْمِيمِ وَالْيَاء الْمُثَنَّاة مِنْ تَحْت, وَفِي نُسْخَة مِصْر خَمِيس بِالْخَاء اَلْمُعْجَمَةِ, كَاسْمِ الْيَوْمِ الْمَعْرُوف, وَأَقُول أَنَّ كِلاَهُمَا تَصْحِيفٌ, لَمْ أَرَ مِنْ نَبَّهَ إِلَيْه قَبْلَنَا, وَأَظُنُّ أَنَّ الَّذِي أَثْبَتَهَا مِنْ الْمُحَقِّقِين بِحُمَيْس كَتَبَهَا عَلَى اسْمِ الْبَطنِ الْقَدِيمُ مِنْ جُهَيْنَةَ « بَنُو حُمَيْسٍ : الْحُرْقَة », وَلَا أَرَى أَنَّ بَيْنَ الْقَبِيلَتَيْنِِ أَيُّ فَرْقٍ, فَبَنُو حُمَيْسٍ وَبَنُو حُبَيْشٍ هُمْ أَنْفُسِهِمْ, فَهَؤُلَاءِ الْمَوْجُودِينَ أُولَئِكَ الصَّحَابَةُ أَسْلاَفِهُِمْ, وَلَعَل قَدْ شَابَ اسْمَهُمْ الْقَدِيم شَيٍّ مِنْ التَّصْحِيفُ, لَمْ يَتَغَيَّرْ مَعَهُ الأَْصْلَ, وَذَلِكَ إِنْ ثَبَتَ مَعَهُ أَنَّ الاِسْمَ حُمَيْس, بِالْمِيمِ, فَهَكَذَا ضَبَطَهُ ابْنُ الْكَلْبِيّ فِي النّسَبِ الْكَبِيرِ, وَكَذَا ابْنُ حَبِيبٍ فِي كِتَابِهِ النّسَب, وَضَبَطَهُ ابْنُ الْوَزِير الْمَغْرِبِيُّ فِي الإِْينَاسِ جُمَيْس, بِالْجِيمِ, وَكِتَابه أَصْلَهُ عَنْ ابْنِ حَبِيبٍ, وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ خُمَيْسٍ بِالْخَاء الْفَوْقِيَّةِ, فَكَذَا فِي الْدُرَر الْفَوَائِدِ الْمُنَظِّمَةِ, وَفِي كِتَابِ جُهَيْنَةَ أَصْلِهَا وَتَفَرُّقِهَا, وَعِنْدَ الْصَّاغَانِيّ حُبَيْش فِيمَا يَنْقُلُهُ عَنْ ابْنُ الْكَلْبِيَّ, وَفِي وَفِي فَتْح الْبَارِي جُهَيْش, وَعَزَاهُ لِابْنِ السَّائِبِ,

    وَقَالَ الرَّشَاطِيّ فِي كِتَابِ النَّسَبِ : الْجُمَيْسِي [الْحُبَيْشِي] :
    فِي جُهَيْنَةَ, يُنْسَبُ إِِلَى جُمَيْس بْن عَامِر بْن ثَعْلَبَة بْن مُودِعَة بْن جُهَيْنَة, وَالْجُمَيْسِيَّ هُوَ الْحُرَقَة, يَجْمُسُ جُمُوسْاً وَجَمْساً, وَلَا يَقُولُونَ ذَلِكَ لِلْمَاءُ, وَكَانَ الأَْصْمَعِيُّ يَعِيبُ ذَا الرّمّةِ فِي قَوْله : وَنَقْرِي سَّدِيفَ الشَّحْمِ وَالْمَاءُ جَامِسُ, وَيَقُول : هَذَا غَلَطٌ, وَحُبَيْش بَطْنٍ مِنَ عِمَارَةُ بَنِي مُوسَى, وَمَنَازِلَهُمْ لَا تَزَال مِنْ الْحَوْرَاء, وَشَمَال جَبَل رَضْوَى, وَالْشّبْحَة, وَوَادِي رَِخْوا, وَيَنْبُعَ, وَحَرَّةُ حُبَيْش, وَوَادِي النَّارِ أَوْ ذَاتُ لَظَى قَدِيمًا, وَسَمُرْ : عَلَى اسْمِ الشَّجَرِ الْمَعْرُوف عِنْدَنَا بِالْحِجَازِ, قَالَ الْحَازِمِيُّ : بِفَتْحِ السّينِ وَضَمُّ الْمِيمِ المُخَفَّفَة, ذُو سَمُرْ : مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ, فَذَاتُ لَظَى الْمَذْكُورَةِ فِي الْحَدِيثِ لاَ تُزَال تُعَرِّفُ بِوَادِي النَّار, وَهُوَ وَادٍ مَعْرُوفٌ قُرْبَ نَبْطٌ جَنُوب الْبُوَانَةَ, وَأَهْلُهُ حُبَيْشُ وَغَيْرِهِمْ مِنْ جُهَيْنَةُ .

    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

  9. #45
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    120
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    جزاك الله خيرا وغفر الله لك ولوالديك
    وبارك الله فيك
    ونفع بك , ونفعك

  10. #46
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    دار الغرور
    المشاركات
    59
    معدل تقييم المستوى
    16

    رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    كلام كثير 00000 ماله لازم ليته اختصر واعطانا المفيد 00 اعتقد ان الشغله استعراض كلام 000 يااخى اعطنا اسماء قبائل جهينة وفخوذها واسماء مشايخها 0
    اللهم سخرنى لقضاء حوائج المسلمين واعنى عليها واجعلها خالصة لوجهك الكريم

  11. #47
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    مشكوووووووووووووووووووووووور

  12. #48
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    17

    awt16 رد : معجم معالم قبيلة جهينة القديمة والحديثة

    أولاً أتوجه بالتهنئة إلى جميع المسلمين عامةٍ بمناسبة هذا الشهر الفضيل, وأخص بالتبريك لأبناء المهاجرين والأنصار, وأسأله أن يتمه علينا وعليهم بالصحة والعافيه والمحبة والغفران والعتق من النيران, وثانياً : سوف نستكمل عما قريب بإذن الله مواضيع كتابنا هذا بعد توقف ما يقارب الثلاثة أشهر, والله المعين .

    من يوم الجمعة 12/9/1429هـ
    [/QUOTE]
    لزيارة موقعي الالكتروني ومراسلتي اضغط هنا :
    متوقف عن الكتابة في هذا الموقع نهائيا؛ والله المستعان .
    http://xcccx1.maktoobblog.com/

صفحة 4 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •