أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الأدب العلمي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    64
    معدل تقييم المستوى
    17

    الأدب العلمي

    [align=center] أحط هالموضوع علشان " الأغلبيه " قليلين الأدب وليس الكل


    وهو الأدب العلمي لا الأدب التربوي " علشان يعرفون أسم هذا النوع من " الكتابه الأدبيه :

    ؛

    ألم الناس ليس مادة للكتابة، لكن حينما يتعلق الأمر بالكتابة الساخرة فهناك مسوغات كثيرة للكاتب، يعلّق عليها أملاً بالتغيير أو التبصير بالواقع بطريقة ساخرة خفيفة. السخرية ليست هدفاً بقدر ما هو التعبير عن الآلام والأحلام وحزن الناس والأحداث، وأمور الحياة اليومية.

    يعبرون عن الآلام والأحزان بطريقتهم الخاصة، ويقدمون هموم مجتمعهم على شكل ابتسامات ومفارقات، ربما لأن الانسان لا يستطيع العيش حزينا طوال الوقت، وفي عصرنا المتسارع هذا نبحث دائما وطوال الوقت عن شيء ينسي الإنسان همومه ويصُُيرها ألطف وأرق مما هي في الحقيقة.

    هؤلاء الأدباء أو الصحفيون يكتبون ما لديهم باللهجة الشعبية حينا وبالفصحى حينا آخر، ولكل كاتب منهجه وطريقته التي يمتاز بها عن غيره من الكُتاب، لكن ما يشترك به كل هؤلاء هو حب الأرض والشعب ونبذ القهر والظلم.

    الأدب الساخر تنطوي تحته أنواع: فهناك الشعر الساخر، القصة الساخرة والخاطرة والمقالة الصحفية الساخرة، وكلها طرائق متعددة لقول ما يشغل بال الكاتب في الحياة من حوله، ليتناول التناقضات في المجتمع، الممارسات السلبية، الأحداث والشخصيات السياسية، المشاكل الإجتماعية وحتى النفسية والمادية، وغيرها من المواضيع التي لا تنتهي.

    أحمد رجب من مصر، محمد الماغوط، وزكريا تامر وشريف الراس من سوريا، إميل حبيبي ومحمود شقير من فلسطين ومن السعودية أحمد قنديل، لهؤلاء المكانة الأبرز عربياً في الكتابة الساخرة، وأسماؤهم لمعت وعرفت من خلال ما قدموه لهذا الأدب.

    أردنيا، هناك محمد طُمليه، يوسف غيشان، ابراهيم جابر، أحمد أبو خليل، رسمي أبو علي ، فخري قعوار، أحمد الزعبي، عبدالهادي المجالي، وغيرهم ممن يكتبون في المجال الساخر.مؤنس الرزاز ولطفي عثمان مَلحَسْ في كتابه "دبابيس"، من الأدباء الراحلين الذين كتبوا وقدموا لنا من أروع الأعمال في هذا الأدب.

    أدب ساخر أم أدب ضاحك
    الفرق كبير ما بين الأدب الساخر والأدب الضاحك والمتمثل في النكات الشفوية، فغسان كنفاني وهو ممن كتبوا المقالات الساخرة التي كانت تصدر في ملحق الأنوار ضمن مجلة الصياد يقول في تعريفه للكتابة الساخرة "إن السخرية ليست تنكيتاً ساذجاً على مظاهر الأشياء، ولكنها تشبه نوعا خاصاً من التحليل العميق. إن الفارق بين النكتجي والكاتب الساخر يشابه الفارق بين الحنطور والطائرة، وإذا لم يكن للكاتب الساخر نظرية فكرية فإنه يضحى مهرجاً".

    ويفرق الكاتب السوري نجم الدين السمان في مقالته "آراء، الأدب الساخر، خيط رفيع بين التهريج وإدماء الروح بين (الأدب الساخر والنكته الشفوية) فيقول "إذا كانت السخرية لمجرد إضحاك القارئ، فهناك: النكتة الشفوية، التي تقوم بهذا الفعل الانساني على أكمل وجه، وبأسرع ما يكون الإيصال ويكون التكثيف. السخرية الشفوية.. وليدة حاجة البشر إليها، وليدة ساعتها، وقد تنقضي بعد انقضاء ضحكاتها".

    بنظر السمان فالسخرية في الأدب خصوصاً هي "موقف من العالم، التقاط لأبرز مفارقاته، هجاء لنقائضه، يدمي الروح في اللحظة ذاتها التي يضحك فيها الكائن البشري على ضعفه وتخاذله وخساسته وابتذاله، قبل أن يضحك بسببها على الآخرين".

    فالأدب الساخر "يحصن الروح الإنسانية عن صمتها وخوفها وترددها في التعبير والتصريح وإثارة الاسئلة، حتى لكأنه آخر ملاذات الكائن من اغتيال كينونته، بل.. نافذته على قهقهة مديدة مغمسة بالألم تسُخر لتهجو الطغاة والجلادين وكتبة التقارير وقتلة الحب والجمال وضحكات الأمل" كما يقول السمان في مقالته.

    الكاتب شوقي بغدادي يتحدث عن هذا المضحِك بجدية معتمة، فيقول: " إن ازدهار أدب السخرية مرتبط على ما يبدو بأجواء الكتابة المنفتحة على التنوع والاختلاف وحرية الإبداع وأنه كلما ضاقت هذه المساحة لسبب او لآخر سادت الكتابة الجادة أو تحول أدب السخرية الى ما سميناه سخرية سوداء. نحن بحاجة شديدة الى أن نضحك كما هي حاجتنا الى أن نبكي ونرقص ونلعب ونكافح ونقاوم وهذه الأنشطة المتنوعة لا تزدهر في اعتقادي في مجموعها الا بأجواء الحريات العامة والتحرر من التزمت والتعصب وهو ما نحتاج اليه الآن، قليل من الضحك في هذا المناخ العربي البائس المعتم".
    السخرية بالنسبة لشوقي بغدادي هي "صمام الأمان الذي يمنع طنجرة الضغط التي أحملها فوق كتفي من الانفجار! هي وسيلتي كانسان ضعيف للتوازن في هذا العالم المليء، هي فن (الخيمياء) الذي يحول معادن الحياة اليومية الخسيسة الى معادن نفيسة! بالسخرية يتحول الالم الى ضوء والعجز الى افكار".
    يوسف غيشان الذي فاز بجائزة الحسين للإبداع الصحافي في مجال المقالة الصحافية التي تشرف عليها نقابة الصحافيين الأردنيين، يعرف الكتابة الساخرة بمنظوره الخاص ليقول "كل ما أعرفه أن السخرية والضحك عمل جماعي وأنه عمل يحتاج للآخر بشكل جوهري، إنه عمل اجتماعي بالضرورة، والآخر هو الأساس في التعاطي مع السخرية. قد أميل قليلاً إلى تصديق علماء النفس الذين يدّعون بأن السخرية بشكل عام هي سلاح فردي يستخدمه الفرد للدفاع عن جبهته الداخلية ضد الخواء والجنون غير المطبق، وهي مانعة صواعق ضد الإنهيار النفسي، إذ بجسد منهك وبقلم رديء الصنع تستطيع إخفاء هشاشتك الداخلية أمام الآخرين سواء كانوا أفرادا أم جماعات. أم قوى سائدة تتحكم في مقدرات المجتمع وقراراته المصيرية".

    تعرية القبح وليس امتداح الجمال هو هدف الساخر برأي يوسف غيشان ويضيف "هدفه نقد الحكومات وليس التغزل بلغاليغها، حتى لوكانت تلك اللغاليغ جميلة ومدهونة جيدا بالمساحيق السادّة للمسامات والتجعدات والضمائر. قد تكون السخرية العربية امتدادا طبيعيا ومطورا للهجاء العربي الذي انتقل من هجو الفرد إلى هجو الجماعات، وكان الرسول الكريم يحث شاعره حسان بن ثابت على هجو الأعداء وليس على نظم المدائح في زهد أو شجاعة أو عمق ايمان الصحابة".

    فيوسف غيشان في لقائنا به يؤكد بأنه "يوجد أدب ساخر ومقالة ساخرة، والسخرية أسلوب لتوريط القارئ في إيصال وجهة نظر جادة، لكن إذا أردت أن تحولها إلى مقالة ذات طابع صحفي أو إلى أدب فهي قصة لها علاقة بنوع المادة، لنقل مادة سريعة لغتها بسيطة".

    الكاتب الساخر أكثر حظاً
    ردود الفعل التي يتلقاها الكاتب الساخر كثيرة، كيف يجدها يوسف غيشان ؟

    "من خلال الرسائل التي تأتيني من الانترنت والعلاقات، الكاتب الساخر محظوظ جداً، حتى لو كان كاتبا ساخرا ضعيفا مثلاً، يلقى عددا كبيرا من القراء أكثر من الكتاب الجادين، حتى لو كان بالمادة التي يطرحها ضعفاً، وذلك لأن هذه الكتابة شعبية، بها تمرد على اللغة والقوالب اللفظية وأحيانا على المفاهيم والقيم السائدة".

    ومع ذلك فالكتاب الساخرين معدودين على الأصابع لكن يقول غيشان"لقد بدأوا يزدادون عدداً، ففي الأردن هناك من خمس الى ست كتاب، وهذا عدد كبير بالنسبة لعدد الشعب، وقد أتيح لهم أن يأخذوا زاوية محررة على اعتبار أنها كتابة ناقدة، بينما هناك كّتاب ليست متاحة لهم، وبالمجمل الكتاب الساخرين بالعالم نادرين وليس فقط بالعالم العربي، وبهذا الحجم المتواجد لدينا ومع نفس صغير من الحرية أدى إلى وجود من ست إلى عشر كتاب في الأردن، وهذا شيء ممتاز".

    ماذا تحتاج الكتابة الساخرة؟
    يقول غيشان "لا بد من وجود حس للأشياء وقدرة على التمرد والتجديد واندهاش دائم وحس نقدي وثقافة كبيرة ومتنوعة".

    كاسة شاي وزيت وزعتر :
    لهجته القريبة من الناس توصله إليهم مباشرة، يحمل في جعبته الكثير من المفارقات الإجتماعية لينتقدها ويصفها بطريقته المتهكمه، أسلوبه الكتابي يشد القارىء البسيط له، هو حال الكاتب الساخر، وأحمد الزعبي كاتب مختص بمجتمعه الوادع البسيط، وشعبه المكتفي "بكاسة الشاي والزيت والزعتر على فطوره اليومي". ظهر منذ فترة قصيرة ككاتب مقالات ساخرة في جريدة الرأي.

    ويعرّف الزعبي الأدب الساخر أنه "أعرق أسلحة البشر وألطفها فهي سلاح الفقير على الغني والضعيف على القوي وسلاح المظلوم على الظالم. النص الساخر هو الخلطة السرية بين اللغة والمفردة والحكاية الشعبية واصطياد المفارقة في المشهد والخبر والحدوته. سواء أكان هذا النص نكته شفوية أو نص ساخر مكتوب".

    لماذا اخترت هذا الأدب بالذات؟
    يجيب الزعبي "الأدب الساخر هو الأقرب للناس لأنه ينقل المشهد من قاع المدينة ومن المعاناة الفردية للأشخاص. الكاتب الساخر يقوم بعمل المغناطيس عندما يلتقط الاحداث البسيطة، والمشاهد غير الواضحة للعالم التي ينقلها بحرفية اكثر، الكاتب الساخر يتقاطع أيضا مع رسام الكاريكاتير بنقل المشهد بعموميته وتفاصيله الدقيقة".

    استخدام الكلام العامي في المقالة الساخرة ليس أساساً، ويقول الزعبي"هو ليس أساساً لكنه يكون ضروريا أحيانا لتوصيل الفكرة؛ ففي مصر يستخدم الكاتب أحمد رجب المفردة المصرية الشعبية بشكل متوسع، على عكس الكاتب محمد الماغوط الذي يستخدم اللغة العربية الفصحى، فمن أساس تعريف الأدب الساخر أنه الخلطه السرية بين اللغة والمفردة والحكاية الشعبية".

    "أحبذ تناول المفردة الشعبية حتى تكون أقرب الى القارىء".

    الفن الساخر فن صعب، لكن بالنسبة للكاتب هل هي موهبة أم هي شيء يكتسبه عبر الأيام؟

    يقول الزعبي "هي موهبة بالدرجة الاولى، ثم تنميها المهارات، كم تدرس وكم تعتني بمفردتك وكم تشتغل عليها، لكنها بالدرجة الأولى موهبة، فيجب أن تكون لديك بوادر كتابة ساخرة، بالنسبة لي أنا بدأت كمقلد، منذ الصغر كنت أرى الكبار في السن وأقوم بتقليدهم، لكن الأدب الساخر يكون أحيانا نتيجة لمعاناة، سواء أكانت معاناة عاطفية أو اجتماعية أو غيرها فتعبر عنها أنت بسخريتك".

    الأدب الساخر يضحكنا أحيانا لكنه ما يلبث أن يحزننا، يعلق الزعبي "السخرية الحزينة هي أشدها مرارة، ولكني أعود للتعريف، فالأدب الساخر هو أعرق الأسلحة وألطفها، لأنها تعبر عن الواقع المرير بالضحكة وأحيانا بالضحكة المرة، الناتجة عن المعاناة والإحباط".

    الكّتاب المعروفين في الأردن محدودين ولا يكادوا أن يكونوا معروفين إلا هؤلاء الذين يظهرون هنا أو هناك، يعلق الزعبي حول هذا "الكتابة الساخرة كتابة صعبة، فهناك شعرة بسيطة بين الأدب الساخر وبين (ثقالة الدم) فصعب جدا الوقوف بين هذا الميزان، بين الكتابة الساخرة وبين الإستهزاء بالقارىء، فهم قلة الذين يجيدون هذه الحرفة"

    أصبحنا نرى في كل جريدة محلية على الأقل، كاتب أو كاتبين ساخرين، مثلما نرى في فن الكاريكاتير، فكل جريدة فيها فنان كاريكاتير يومي، فهل يعزى ذلك لتزيد هذه الجرائد من قراءها، وتزيد شعبيتها ومبيعاتها؟

    "نعم أصبح في كل جريدة كاتب أو أكثر، لأن الكاتب يعتبر همزة وصل بين القارىء والجريدة، وأحيانا بين القارىء وبين صاحب القرار، وأحيانا بين صاحب القرار وبين المعني من القرار، فالكاتب ينقل الصورة بطريقة خفيفة بدون أي تعقيدات أو تلقين أو مباشرة بالحديث، وينقلها من حديث الشارع الى صاحب القرار. بعض الكتاب الساخرين ينقل تجاربه الشخصية بطريقة ساخرة. فبكل جريدة يكون هناك أعمدة للتحليل السياسي، والتحليل الاقتصادي، وأعمدة اجتماعية، بالتالي تكون المقالة همزة وصل بين القارىء وبين الجريدة".

    "لا أعتقد أن الجرائد تعتمد على الكتاب الساخرين لزيادة المبيعات، لأن هناك جرائد على المستوى العربي كالخليج والبيان الإماراتية وهما من أكثر الجرائد مبيعاً في الوطن العربي، وليس فيها كتاب ساخرين".

    للأدب الساخر جذور
    بدايات الأدب الساخر، يتحدث عنها الصحفي والكاتب الساخر، أحمد أبو خليل "الأردن حديث العهد بالكتابة والنشر، ومصطفى وهبي التل (عرار) كان في نمط كتابته بعض التهكم من المجتمع، فلم يكن هناك احتراف بالأدب الساخر. في مرحلة لاحقة بدأت تظهر صحف متخصصة في التهكم الساخر، وفي الفترة التي كان فيها انفتاح حريات أكثر من الوضع الحالي في الأربعينات والخمسينات، نشأت عدد من الصحف المتخصصة في النظرة الساخرة. وتبقى لطفي ملحس وهاشم السعد الذي أنشأ صحيفة الصريح. لكن للإطلاع على كل الأدب الساخر في تلك الفترة فقد كانت تعلوه النبرة التهكمية، لكن هم أنفسهم لم يصنفوا أنفسهم ككتاب ساخرين. وكذلك الكاتب فخري قعوار الذي كان رائدا بالقصة والمقالة الساخرة بالأردن لفترة معينة".

    "الأدب الساخر هو أسلوب من أساليب التعبير مثلها مثل أي شكل آخر من حيث فائدته لمن يستمع أو يقرأ، تقدم المعرفة وتقدم المفارقة ولكن ما يميزها بالأساس أنها تقدم الضحكة والابتسامة فيشترط في الكتابة الساخرة أن تثير مفارقة تدعو الى الضحك" يقول أبو خليل.

    وعن الفرق بين المقالة الساخرة والأدب الساخر، يعلق أبو خليل "الأدب الساخر فيه نشاط إبداعي أما المقالة الساخرة فيمكن أن تكون مرتبطة بأحداث أو موقف الكاتب من قضية يتخذ فيها موقف التهكم والسخرية من الأحداث، لكن القصة الساخرة ليست مقالة ساخرة فهما نمطين مختلفين".

    وما يزال الكُّتاب الساخرون يزدادون
    وفي الأردن "اصبح هناك كتاب ساخرين في كل جريدة يعلقون على الأحداث الجارية. لكن بعض المداخل لها قصة معينة تحتمل الديمومة وبالتالي تتحول الى قطعة أدبية مع أنها كتبت في الأصل مقالة، لكن إذا كانت تحمل صفة التهكم من قضية أو موقف إنساني عام فإنها تحمل الديمومية وتقترب من الأدب. لكن هناك مثلا محمد طمليه، يوسف غيشان يكتبان أدب ساخر، بينما أنا أكتب مقالة ساخرة قد يكون فيها مقطع إجتماعي فيه ملامح أدبية".

    النكتة مفارقة معينة عند لحظة، بمشهد أو رواية عن شيء حصل فتصبح كأنها نكته، او المفارقات التي تحصل على اللغة، يقول أبو خليل، ويتابع "الكتابة الساخرة مستوى آخر من التهكم والسخرية تختلف عن النكته لأنها تحتمل موقف اشمل لأنها تحكي عن كشف مفارقة وما هو غير رسمي من الظواهر بحياة الإنسان والمجتمع أن يكون هناك مشهد عام تقليدي يراه الناس طبيعي ولكن إذا نظرنا إليه من زاوية أخرى مختلفة حقيقية نتحول حينها الى السخرية".

    تتشابه سمات المقالة الساخرة من الرسم الكاريكاتيري، لكن يوضح أبو خليل "الكاريكاتير قديم ورافقه الرسم أي أن يكون المقالة الصحفية مرفقة برسم؛ ثم صار الكاريكاتير تقليد جديد فالمادة الكاريكاتيرية لها جاذبية خاصة، لكن الكتابة الساخرة مرت سنوات ولم يكن بالجرائد أي كاتب ساخر".

    السخرية فن له شعبيته ومحبيه؛ من البسطاء والشعبين الى الأغنياء والمسؤولين. هو أدب مصدره الشعب وموئله الشعب. والأدب الساخر له خصوصية تميزه عن باقي الآداب الأخرى، سواء تمثل في القصة الساخرة أو الشعر أو المقالة الصحفية الساخرة.[/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    64
    معدل تقييم المستوى
    17
    [align=center]هناك فرق كبير بين الأدب العربي والأدب التربوي " يعني أنت قليل أدب في مناقشتك لي بالنصوص الأدبيه " هذا يعني بأنك قليل أدب علمي وليس أدب عملي بما معناه أدب التصرف

    فحين أوجه لك هذه الصفه " أنت قليل أدب " فلا تسيء الظن ياقليل الأدب .

    القراءه بتمعن تخدمك " ياقليل الأدب "

    من مكتبتي الخاصه :

    الشاعر المستقل ــ خائفاً ومخيفاً : شهادة شاعر(1) المنع يولّد سحر المنع - عز الدين المناصرة
    القصيدة ــ كتلة لغوية مجازية تقع في مساحة من الصفاء الذهني بين العقل والقلب، تعتمد الخيال والعاطفة مجالاً للتحريض الوجداني، وتعتمد المفارقة والادهاش والبساطة وغموض الوضوح والايقاع المنتظم والصورة المفاجئة والاستعارة والقناع والترميز والايحاء والايماء والمعني واللامعني وما وراء المعني وما قبل المعني، وما بعد المعني وسيلة لتحديد هويتها كجنس أدبي مستقل. أما تاريخ القصيدة فيبدأ من ــ نصوص الكاهن الكنعاني إيلي ملكو وملحمة جلجامش وقصائد الحبّ الفرعونية المصرية ومن أغاني الرعاة والحصّادين والعمّال ــ مروراً بسجع الكهّان والمعلقات وأناشيد النساء قبل الإسلام وأشعار عمر بن أبي ربيعة وأبي نواس وأبي تمّام وشعراء النقائض والشعر العذري وشعراء الخوارج والموشحات الأندلسية وأشعار الصوفية ــ حتي حركة شعر التفعيلة اعتباراً من عام 1953 تقريباً. كذلك حركة قصيدة النثر (نص مفتوح عابر للأنواع)، حيث تمتلك درجات من الشاعرية ــ والشعر اللهجي وشعراء الهجرة اللغوية.
    قد قرأت للشاعر المكسيكي أوكتافيو باث ــ الحائز علي جائزة نوبل ــ مقطعاً شعرياً، يمكن من خلاله معرفة منطقة الشعر:
    بين ما أراه.. وما أقوله
    بين ما أقوله.. وما أصمت عنه
    بين ما أصمت عنه.. وما أحلم به
    بين ما أحلم به.. وما أنساه
    هناك يكون الشعر.
    فالشعر ينطلق من تمازج الواقع بالخيال والحلم والماضي والحاضر والمستقبل غير المرئي. وبالتالي فالشعر مرتبط بالحرية. وهو مرتبط بلغة ما فوق الواقع، تلك اللغة المجازية البعيدة عن لغة البرهان العقلي المنطقية، برغم ان الشعر لا ينطلق من فراغ، بل هو ينطلق من الواقع ليحوله ويزيحه إلي لغة ما فوق الواقع، تحت سماوات الحرية المفتوحة بلا حدود.
    لقد بدأت القصيدة من حرية تفجّر الغريزة البشرية الأولي، ومن صفير الانسان الأول في الوديان لكي يستمع لصدي هذا الصفير، وبدأت القصيدة من صلواته في المعبد، خارج النظام الرسمي لحياته اليومية المليئة بالقهر والكبت. آنذاك كانت القصيدة حرة، قبل أن تندرج الصلوات في النظام الرسمي لاحقاً. لقد بدأت الموشحات الأندلسية مثلاً من حركة الحياة الموشاة بأصوات الطيور والنوافير وصالونات الشاعرات في القصور الفارهة ــ لكن الموشح وصل بعد الهزيمة إلي حالة من التعبير عن عقدة الذنب ــ كما في حالة ــ موشح التكفير بعد سقوط الأندلس. أي أن عصر الحرية الأندلسي هو الذي أنتج ــ موشحات خضراء، بينما انتجت الهزيمة ــ موشحات رمادية. حينذاك قالت ولادة بنت المستكفي ــ الخليفة الأندلسي:
    أنا والله أصلح للمعالي
    وأمشي مشيتي وأتيه تيها
    أمكّن عاشقي من صحن خدّي
    وأعطي قبلتي من يشتهيها.
    قبل ذلك، ظهرت ــ المعلقات في المدي المفتوح لحرية الصحراء، تلك الحرية غير المحدودة، لنجد شاعراً مثل امرئ القيس يقول:
    فمثلك حبلي قد طرقت ومرضع
    فالهيتها عن ذي تمائم محول
    إذا ما بكي من خلفها انصرفت له
    بشق وشقها تحتي لم يحول.
    لقد وصف الشعراء ــ المرأة من رأسها إلي خلخالها وصفاً دقيقاً، فالجسد لوحة تشكيلية جميلة يرسمها الشاعر مبرزاً تفاصيل التفاصيل خصوصاً إذا كان عاشقاً، انطلاقاً من القاعدة الشعرية التي تقول:
    خلقت الجمال لنا فتنة
    وقلت عبادي اتقون ألا فاتقون
    وأنت جميل تحب الجمال
    فكيف عبادك لا يعشقون!
    لقد تميزت العرب بثقافة جنسية واسعة، في التراث ــ فلم ينظروا للجسد بصفته ــ كتلة آثمة، بل مجّدوا جماليات الجسد، بصفته كياناً حراً، لانه يمتلك حركية الحياة. وكانوا علي علم بعلم تشريح الجسد وتفاصيله ــ، لنأخذ مثالاً واحداً وهو ــ (القصيدة اليتيمة) وهي من أشهر قصائد التراث. وتنسب للشاعر دوقلة المنبجي ومن أبياتها:(1)
    1 ــ هل بالطلول لسائل ردّ.. أم هل لها بتكلّم عهدُ
    2 ــ درس الجديد، جديد معهدها.. فكأنما هي ريطة جردُ
    3 ــ من طول ما تبكي الغيوم علي.. عرصاتها ويقهقه الرعدُ
    4 ــ لهفي علي دعد وما حفلت.. بالأبحر تلهفي دعدُ
    5 ــ بيضاء قد لبس الأديم بها.. ءَ الحسن، فهو لجلدها جلدُ
    6 ــ ويزين فوديها إذا حسرت.. ضافي الغدائر فاحم جعدُ
    7 ــ فالوجه مثل الصبح مبيّض.. والشعر مثل الليل مسوّدُ
    8 ــ ضدّان لما استجمعا حسنا.. والضد يظهر حسنه الضدُّ
    9 ــ والصدر منها قد يزيّنه.. نهد كحق العاج إذ يبدو
    10 ــ والمعصمان، فما يُري لهما.. من نعمة وبضاضة زندُ
    11 ــ ولها بنان لو أردت له.. عقداً بكفك أمكن العقدُ
    12 ــ وكأنما سقيت ترائبها.. والنحر ماء الورد إذ تبدو
    13 ــ وبصدرها حقّان خلتهما.. كافورتين علاهما، ندُّ
    14 ــ والبطن مطوي كما طويت.. بيض الرياط يصونها الملدُ
    15 ــ وبخصرها هيف يزينه.. فإذا تنوء يكاد ينقدُّ
    16 ــ ................................(ہ)
    17 ــ ................................(ہ)
    18 ــ والتفّ فخذاها وفوقهما.. كفل ــ يجاذب خصرها ــ نهدُ
    19 ــ فقيامها مثني إذا نهضت.. من ثقله وقعودها فردُ
    20 ــ والساق خرعبة منعمة.. عبلت فطوق الحجل منسدُّ
    21 ــ والكعب أدرم لا يبين له.. حجم وليس لرأسه حدُّ
    22 ــ ومشت علي قدمين خصرتا.. والتفتا فتكامل القدُّ
    23 ــ ما عابها طول ولا قصر.. في خلقها، فقوامها قصدُ.
    (ہ) من المؤسف أن الرقاب المعاصرة، منعت هذه القصيدة بسبب البيتين (16 + 17)، في حين يمكن ادراجهما في البدهي من المقدمات في الثقافة الجنسية العامة جداً. وقد وردت في سياق طبيعي غير مفتعل، لأن القصيدة تتحدث عن أغراض أخري غير وصف الجسد، كذلك فانّ البيتين المذكورين يحتاجان أصلاً لشروحات تفسيرية بسبب انفصال القارئ المعاصر عن لغة الشعر القديم. ذات مرة كنت في زيارة لرقيب صديق، وكانت أمامة رواية (إنانة والنهر) لحليم بركات. لقد ورد بيتان شعريان باللهجة اللبنانية يرددهما بطل الرواية أمام حبيبته، ويتضمنان تلميحات وإيماءات جنسية، سألني الرقيب: هل تقبل أن يقرأ أولادك في المنزل هذين البيتين. قلت له: أقبل بذلك، لأنني إن منعتهم من القراءة، سوف يستمعون لما يطابقهما في عرس شعبي أمام آلاف من البشر:
    يومّا يا يومّا حبيبي وينو
    حطّوا لي البحر ما بيني وبينو
    لاركب البحر ونام في حضينو
    ومص خدودو مصّ الليمونا.
    وبعد أن كاد يفتك بالرواية بالمنع، تراجع ولكن لسبب آخر، وهو أنني سألته عن أسباب اجازته لكتاب عن السحر والشعوذة، فأجابني: نخشي غضب التيار الاسلامي! ان منعناه!. قلت له: أيهما أكثر خطراً علي الجمهور، أبيات شعرية تثير ابتسامة أم كتاب محشوّ بالخرافات؟! لقد عبّر المثقفون العرب في التراث عن معاندتهم لديكتاتورية الثالوث المحرم (الجنس ــ السياسة ــ احتكار التفسير الديني). لكنهم تعرضوا للتكفير والقتل والنفي واحراق الكتب.لقد اتهم أبو العلاء المعري بالكفر والالحاد برغم انه كان فيلسوفاً شاعراً يحاول فك رموز الكون الغامض:
    1 ــ ضحكنا وكان الضحك منّا سفاهة
    وحق لسكان البرية أن يبكوا
    2 ــ يحطمنا صرف الزمان كأننا
    زجاج ولكن لا يعاد له سبك(2)
    وصلب الحلاّج للسبب نفسه السبب، بسبب سوء فهم النصوص. واغتيل امرؤ القيس والمتنبي وطرفة بن العبد. ومات لسان الدين بن الخطيب منفياً في سجنه (لأسباب سياسية)، وأحرقت كتب ابن رشد لأسباب دينية، لكن تيار التسامح في التراث ظلّ يستند إلي ثلاث قواعد:
    الأولي: لا إكراه في الدين.
    الثانية: ناقل الكفر ليس بكافر.
    الثالثة: استند النقد الأدبي التراثي إلي مقولة أبي بكر الصولي (ما ظننت أن كفراً ينقص من شعر، ولا أن ايماناً يزيد فيه). وقد قالها بعد ان اتهم قوم ــ الشاعر أبا تمام بالكفر. أما السبب الحقيقي للطعن في ايمان أبي تمام فهو انه كان مسيحي الدين.(3)

    تقويم الادب
    هذه القواعد الذهبية الثلاث يمكن أن تكون مقياساً حقيقياً لتقويم الأدب من الزاوية الأخلاقية. فالقصيدة إذا كانت مليئة بالايمان أو الكفر، لا تكون جميلة لمجرد امتلائها بالايمان ولا تكون القصيدة جميلة أو قبيحة لمجرد احتوائها علي الكفر، لان النصّ لا يتحدد جماله بالاديولوجيا سواء أكانت ايمانية أم إلحادية أم جنسية ولا بموقفه السياسي سواء أكان موقفه موقفاً موالياً للسلطة أم معارضاً لها، بل يتحدد جمال النص الشعري بتحديد ــ درجات الشاعرية فيه (الصورة الشعرية ــ الصفاء الشعري ــ الاضافة الجديدة ــ الجاذبية النصية). وعندما نقول (ناقل الكفر ليس بكافر)، فان ــ مؤلف الرواية يختلف عن السارد في الرواية. وهذا التمييز يعني أن المؤلف هو (ناقل وقائع قد تكون واقعية أو متخيلة)، يعبر عنها علي لسان السارد. وما دام الواقع مليئاً بالجمال والقبح، فان المؤلف مجرد ناقل تشكيلي خلاق، ولم يمنع الإسلام ــ أي نوع من أنواع الفنون ــ طبقاً لنصوص القرآن والسنة النبوية ــ وانما اسيء تفسير بعض هذه النصوص.. يقول الدكتور محمّد شحرور:
    1 ــ الصوت: لقد جاء القرآن في بيانه بايقاع ونغمة في تلاوته سهلة السماء علي الأذن العربية، تطرب لها النفس. وما الموسيقي إلاّ مجموعة من الأصوات ضمن ايقاع ونغمة معينة. وعندما قدم الرسول محمد(4) مهاجراً إلي المدينة استقبله الأنصار في يثرب بالأغاني والغناء الجماعي وضرب الدفوف، لأن هذا الذي كان متوافراً عندهم، ومن هنا يتبيّن ان الموقف الذي اتخذه الفقهاء من الفنون هو موقف تاريخي كان صالحاً لفترتهم وعصرهم. وقد تغيرت الفترة والعصر وهذا مسوّغ لتغير المفاهيم. لذا فإن الموقف الذي يمنع الغناء يعتبر موقفاً غير إسلامي.
    2 ــ الشعر: ورد في القرآن (والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون). يري الدكتور شحرور أن القرآن لم يمنع الشعر وانما انتقد الشعر غير الملتزم الذي يؤدي بدوره إلي ظاهرة (الشعراء المرتزقة) الذين يقولون ما لا يفعلون.
    3 ــ النحت: يقول الدكتور شحرور إن العقيدة الاسلامية قد سمحت بالنحت ولم تمنعه اطلاقاً. لقد وضّح الاسلام ذلك في القرآن (فاجتنبوا الرجس من الأوثان). قال الأوثان ولم يقل الأصنام، لأن الأصنام أحد مظاهر الوثنية. لذا أمر الله باجتناب الرجس من الأوثان وليس باجتناب الأوثان ذاتها.
    4 ــ الرسم والتصوير: اعتبر الإسلام الفنون من الفطرة الانسانية فالأساس في الأمور الإباحة وليس التحريم.(4)

    علاقات متوازنة
    أما موقف الاسلام من الجنس فقد عالجه عبد الوهاب بوحديبة في كتابه الاسلام والجنس حيث يري ان المجتمع المتوازن يفرز علاقات جنسية متوازنة وليس العكس. فالإسلام لا ينتقص من أهمية الجنس ولا ينكرها، بل علي العكس تماماً ــ يضفي الإسلام علي الجنس ــ معني رفيعاً ويجلله بالايجابية الكاملة، الأمر الذي يزيل أي اثر للشعور بالاثم أو الخطيئة، تبعاً لهذا المنظور ــ يضيف بوحديبة ــ يسمح الإسلام للغريزة أن تتجلي ببهجة وصفاء بحيث تصبح الحياة صيغة متكاملة، تسعي جاهدة للحصول علي رضي الله من جهة وممارسة الجنس وفقاً لاخلاقيات راقية من جهة أخري.(5)
    فالإسلام عقيدة، والتفسير للقرآن والسنة ــ فعل بشري خاضع للجرح والتعديل. أما النص الأدبي فله منظوره الخاص من حيث الطبيعة والوظيفة. أما مفهوم الأخلاق فهو عام ومختلف بين شعب وآخر وبين عصر وعصر، لأن الثقافة الشعبية تلعب دوراً في تشكيل روحية الإنسان. ولا نستطيع نفي تأثيرها القوي في حياة الانسان حتي لو تناقضت مع العقيدة أحياناً.
    لقد منعت في القرن العشرين ــ أشعار أبي نواس وكتاب ألف ليلة وليلة وكتاب جلال الدين السيوطي (الايضاح في علم النكاح) وكتاب الشيخ النفزاوي (الروض العاطر في نزهة الخاطر) وكتاب ابن حزم (طوق الحمامة) وكتاب ابن كمال باشا (رجوع الشيخ إلي صباه) ــ برغم ان بعض هذه الكتب أرقي بكثير من كتب علماء الجنس المعاصرين في أوروبا المعاصرة. بل حللت هذه الكتب ــ ظاهرة الحب والعمليات الجنسية تحليلاً دقيقاً. وهي أيضاً لا تتناقض مع المفهوم الاسلامي للجنس. لقد سمجت الطبقات العليا المسيطرة (السياسية والدينية) لنفسها بقراءة هذه الكتب سرّاً، لكنها منعت الجمهور من قراءتها. بل تقوم طبقة رأس المال التجاري أحياناً بالترويج للمنع لاثارة خيال القارئ، من أجل مزيد من الربح المالي. ودائماً هناك سبب آخر غير معلن للمنع إذا ما كانت الضحية صادقة في موقفها:
    في عام 1925، صدر كتاب الاسلام وأصول الحكم للشيخ علي عبد الرزاق ــ أحد علماء الأزهر وأحد قضاة المحاكم الشرعية والحاصل علي شهادة العالمية عام 1911. وبعد صدور الكتاب، اجتمع علماء الأزهر وأصدروا قراراً بطرد الشيخ من عمله: (ويترتب علي الحكم المذكور، محو اسم المحكوم عليه من سجلات الجامع الأزهر والمعاهد الأخري وطرده من كل وظيفة وقطع مرتباته في أية جهة كانت وعدم أهليته للقيام بأية وظيفة عمومية دينية كانت أو غير دينية). ووقع القرار أربعة وعشرون عالماً من هيئة كبار العلماء (حكمنا نحن شيخ الأزهر باجماع أربعة وعشرين عالماً معنا من هيئة كبار العلماء باخراج الشيخ علي عبد الرزاق أحد علماء الأزهر والقاضي بمحكمة المنصورة الابتدائية الشرعية ومؤلف كتاب الاسلام وأصول الحكم ــ من زمرة العلماء). لقد ألغي مصطفي أتاتورك نظام الخلافة الاسلامية في الثالث من شهر آذار (مارس) لعام 1924 ــ فحاول ملك مصر أحمد فؤاد، الاستفادة من قرار الإلغاء للدعاية لنفسه كخليفة للمسلمين. لكن كتاب الشيخ علي عبد الرازق قال بان الاسلام لا يوافق علي حكومة دينية وان الاسلام لا يوجب أن يكون للأمة خليفة وأن هذا المنصب لا علاقة له بالدين. وهكذا كانت محاكمة الشيخ محاكمة سياسية لا علاقة لها برغبة القصر الملكي في الخلافة. فاعتزل الشيخ سنوات طويلة بعيداً عن الناس، لكن الأزهر عاد بعد سنوات واعترف بخطئه وأعاد الاعتبار للشيخ. لكن الشيخ رفض العودة إلي الأزهر.(6)

    لوركا.. وسؤال الدم
    وقد اتخذ قمع النص الأدبي في العصر الحديث أشكالاً عديدة منها:
    1 ــ الاغتيال: اغتيل الشاعر الاسباني لوركا ليس لأنه جمهوري ضد الدكتاتور فرانكو فقط، لكنه اغتيل لأنه شاعر مؤثر، وقد اعترف القتلة لاحقاً بذلك بعد أن ظلوا سنوات طويلة ينكرون. واغتيل سنة 1942 الشاعر البلغاري نيكولا فابتساروف، شاعر المقاومة ضد الاحتلال الألماني، باعدامه رمياً بالرصاص بعد محاكمة شكلية سريعة. واغتيل شاعر التشيلي بابلو نيرودا من قبل قوات الدكتاتور بينوشيه، كذلك المغني الثوري التشيلي فكتور جارا. وقبل ذلك اغتيل الشاعر الروسي بوشكين في مبارزة بعد مؤامرة حيكت في قصر القيصر. أما في الوطن العربي فقد اغتيل عدد كبير من المثقفين، لقد اغتالت اسرائيل ــ القاص والاعلامي ماجد أبو شرار والروائي غسان كنفاني والشاعر كمال ناصر، واستشهد الشاعر عبد الرحيم محمود في معركة الشجرة عام 1948 واستشهد الشاعر علي فودة في حصار بيروت 1982. واغتيل وائل زعيتر في روما من قبل اسرائيل. أما الذين اغتيلوا من قبل جهات عربية فهم كثر، نتذكر منهم: المصور السينمائي هاني جوهرية، الرسام اللبناني ابراهيم مرزوق، واغتيل عز الدين القلق في باريس وسعيد حمامي في لندن وعصام الصرطاوي والصحافي حنا مقبل في قبرص ونايف شبلاق وسليم اللوزي ورياض طه في بيروت وفرج فودة في مصر. والشيخ صبحي الصالح وحسين مروة ومهدي عامل حسن حمدان في بيروت. والمغربي المهدي بن بركة في باريس.
    كما اغتيل عدد كبير من المثقفين الجزائريين بما يشبه المذبحة الطاهر جعوط، بختي بن عودة، الشاعر يوسف سبتي الذي ذبح بالسكين وعبد الحميد بوصوارة وغيرهم من مئات الصحافيين في مناطق متعددة من العالم أثناء تأدية واجبهم الصحافي. أما اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي في لندن عام 1987، فقد كان اغتياله أكبر فضيحة في تاريخ الثقافة الفلسطينية لان بعض المثقفين ساهم في التحريض علي القتل. ولم تنشر الحقيقة كاملة حتي الآن برغم أن الجميع يعرف التفاصيل. هذه الأسماء نوردها علي سبيل المثال، لا الحصر.
    2 ــ التحريض علي القتل: جرت تهديدات كثيرة لمثقفين بالقتل، ان لم يتوقفوا عن كشف الحقائق.
    3 ــ الابعاد والنفي والمنع: برغم ان الابعاد محرّم دولياً، إلاّ أن حالات كثيرة من الابعاد والنفي مورست من قبل أنظمة عربية. كذلك منع عدد من المثقفين من دخول هذا البلد العربي أو ذاك.
    4 ــ الاستجوابات الأمنية: تعرض مئات من المثقفين في الوطن العربي للاستجواب الأمني في بلدانهم، ومنعوا من السفر أو صودرت جوازات سفرهم أو تم توقيفهم في نقاط الحدود.
    5 ــ القوائم السوداء: وضعت أسماء مثقفين في قوائم سوداء وتم ابلاغ وسائل الاعلام الحكومية بعدم نشر أي مقال ايجابي عن الأعمال الأدبية لمن وردت أسماؤهم في القائمة.
    6 ــ الارهاب النفسي: مورس الإرهاب النفسي ضد بعض المثقفين لتحديد نشاطاتهم الثقافية وذلك بالتحريض الشفهي ضدّهم.
    7 ــ الفصل التعسفي من العمل: فصل عدد من المثقفين من عملهم بسبب مواقف سياسية وثقافية اتخذوها.
    8 ــ إغلاق الصحف: اغلقت صحف كثيرة اغلاقاً تاماً أو جزئياً، لأسباب تتعلق بحرية التعبير.
    9 ــ التكفير: وجهت تهمة الإلحاد والكفر لمثقفين حاولوا الاجتهاد فكريّاً أو أدبياً، وتم التحريض علي اباحة دمهم. لمجرد سوء الفهم للتفسير الديني. وتم احتكار التفسير الديني من قبل جهات لا تعرف حقيقة التسامح الإسلامي.
    10 ــ التحريض علي الطلاق: لأسباب فكرية وشعرية وأدبية، طالب بعضهم المحاكم بضرورة انفصال المثقف عن زوجته بتهمة الإلحاد.
    11 ــ السجن: دخل كثير من المثقفين في الوطن العربي السجون، لأسباب تتعلق بحرية التفكير والتعبير عن آرائهم.
    12 ــ المحاكمات: تعرض مثقفون لمحاكمات أمام القضاء بسبب أعمال أدبية وفنية ــ لأسباب كيدية.
    13 ــ منع الاسم: عندما يمنع ويصادر كتاب واحد لمثقف فانّ المنع قد يتجاوز منع الكتاب الممنوع إلي منع الاسم، أي منع كافة أعماله الأدبية لمجرد وجود اسم مؤلف الكتاب الممنوع علي كتب أخرى غير ممنوعة.


    .
    [/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    64
    معدل تقييم المستوى
    17
    [align=center]الشاعر المستقل ــ خائفاً ومخيفاً : شهادة شاعر(2) رقابة المثقف ضد جيرانه - عز الدين المناصرة
    14 ــ المنع من المناهج المدرسية والجامعية: عندما ننظر للخارطة الحقيقية للشعراء الأكثر تأثيراً في المجتمعات العربية، نجد أن معظمهم قد منع من دخول المناهج المدرسية والجماعية. واكتفت المناهج بالترويج لشعراء متوسطي الحال موالين للسلطة غالباً. مما أثر علي درجة تذوق النص الأدبي في المدارس والجامعات. ويتم المنع للاسم من الدخول في المناهج لأسباب سياسية وأسباب مناطقية جهوية. وهكذا يقرأ القارئ ــ الشعر الحقيقي ــ خارج المدرسة والجامعة.
    15 ــ المنع في التلفزيون والانترنت والصحف: تختار التلفزيونات ــ نصوصاً أدبية لا تضر ولا تنفع وتروّج للثقافة السطحية، وتخشي محاورة الشاعر الحقيقي والروائي الحقيقي والناقد الذي يمتلك عقلاً نقدياً. وتفضل المثقف الموالي للسلطة والمثقف الحائر، حتي لو كان ينتمي لدرجة هابطة من الابداع. وتفضل أيضاً محاورة الشعراء الذين يمارسون التجسير بين العرب واسرائيل، مع أن الأرض ما تزال تحت الاحتلال. أما الملاحق الثقافية في الصحف فتمارس التوجيه والاخفاء والمنع والترويج غير العادل. فتتحول العلاقة بين المثقف والصحيفة كمؤسسة إلي علاقة شخصية مع المحرر الذي قد يتخذ موقفاً سلبياً شخصياً من المثقف لأسباب عديدة. أما ــ الانترنت (في المواقع المهمة) ــ فهو مكان لمن يمتلكون المال من الشعراء أو لهم صلة بأصحاب رأس المال أو سلطة الجهة ــ المؤسسة فالمنع هنا من نوع (المنع المقنع).
    16 ــ بلطجية رأس المال: يلعب رأس المال الوطني في المجتمعات الديمقراطية الحضارية ــ دوراً ايجابياً في دعم الثقافة والفنون ــ لكنّ بلطجية رأس المال في الوطن العربي ــ يمارسون الترويج لأعمال أدبية وفنية رديئة، وهنا يبرز المثقف الانتهازي مثقف العلاقات العامة ، الذي تدعم كتبه أو لوحاته التشكيلية لمجرد اتقانه لفن العلاقات العامة. حينئذ يبتعد المثقف الحقيقي باتجاه العزلة وتظهر الكتب الرديئة لاشباع الفراغ الثقافي.
    17 ــ الرقابة: الرقيب الموظف موثوق وطنياً لدي السلطة ــ أما الروائي المثقف أو الشاعر استاذ الجامعة فهو قاصر من وجهة نظر السلطة، لهذا يجب ارشاده وتوجيهه. وعادة ما يتم المنع وفقاً للثلاثي المحرم الجنس، السياسة، الدين وهي ثلاثية غامضة يختلف تفسيرها من شخص إلي آخر ومن عمل أدبي إلي آخر. فالموظف الرقيب ينطلق من مفهوم معادلة النص الأدبي بالواقع. مع أن النص الأدبي لشاعر ما لا يتطابق بالضرورة مع سيرته الذاتية، وذلك بسبب ماهية النص . ففي ظل ثورة الفضائيات التلفزيونية وثورة الانترنت والثورة الجينية ــ أصبحت مفاهيم الرقابة حول الجنس في الأدب و الدين في الأدب و السياسة في الأدب ــ أصبحت مفاهيم قديمة لا تتماشي مع متغيرات العصر.
    18ــ التأثير السلبي علي دور النشر: يواجه الناشرون مشاكل عدة منها: منع الكتاب ورفع أسعار الورق وعدم شراء الكتاب من قبل المؤسسات الثقافية والجامعات. أما دعم الكتاب من قبل مؤسسات حكومية أو خاصة فقد تولدت عنه ظاهرة صدور الكتب المتوسطة المستوي والرديئة ــ ما دام المال هو الذي يحكم صدور الكتاب أو يمنعه، كما أنتج ضغوطات من الناشرين علي الكتاب الكبار الذين يطالبون بنسبة في الربح. هكذا ينشر الناشر والموزع ــ لحم الكاتب ويقتسمانه بالتساوي ــ ويكتفي الكاتب بايجابية صدور كتابه.
    وهناك ظاهرة سلبية أخري هي ظاهرة الكتب الأكثر مبيعاً التي تروّج لها الصحف بأمر من الناشر، حيث نلاحظ أن كتباً هي الأقل مبيعاً ترد في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لقلة الاقبال الفعلي عليها. وهناك ضغوطات علي المكتبات تتم لعرض كتب محددة مع أن أحداً لا يشتريها.
    19 ــ رقابة عشائرية وعائلية: النص الأدبي كتلة لغوية وليس واقعاً حقيقاً برغم انه ينطلق من الواقع. لقد تعرضت بعض الأعمال الأدبية للرقابة العائلية والعشائرية والجهوية لمجرد تطابق صفات بطل في رواية مع شخصية واقعية أو لمجرد ايحاء بأن هذه القصيدة تعني فلاناً من الناس.
    20 ــ الرقابة الذاتية: تتولد الرقابة الذاتية من الخوف، مع ان مهمة الكاتب هي التحرر من الخوف. وهكذا يراقب الكاتب نفسه من أجل منع المنع. وهذا يؤثر علي مستوي النص الأدبي ابداعياً.
    21 ــ رقابة المثقفين ضد زملائهم: اكثر انواع الرقابة قسوة هي رقابة المثقف علي المثقف بسبب الاختلاف أو الغيرة وتصفية الحسابات الشخصية والتحالفات الشخصية الشلة ــ وتحالف المثقف مع السلطة ضد زميله ونحن نقدم الأمثلة التالية من دون تعليق:
    أولاً: مؤخراً اتهم الشاعر السوري ادونيس في حوار معه أجرته مجلة الدراسات الفلسطينية في بيروت ــ زميليه الشاعر علي الجندي والقاص زكريا تامر ــ بأنهما مارسا الرقابة والمنع في الستينيات لمجلة شعر اللبنانية من دخول سوريا. وكان الرد من قبل الكاتب انعام الجندي شقيق علي الجندي ــ علي أدونيس حيث اتهمه بأنه هو ــ أي أدونيس ــ الذي كان يقوم بدور الرقيب في لبنان، حيث تعاون أدونيس مع المكتب الثاني أي المخابرات اللبنانية لمنع مقالات.(7)
    ثانياً: تم الاعتداء بالضرب علي الروائي السوري نبيل سليمان من قبل جهات مجهولة. لكن احد الكتاب تطوع بالقول: ان المسألة جنائية تتعلق بسرقة ــ حتي قبل أن يصدر تقرير الجهات المختصة التي تحقق في الحادثة.(8)
    ثالثاً: جرت معركة اعلامية وقضائية بين وزير الثقافة المصري وتيار واسع مع المثقفين بسبب منع ثلاث روايات مصرية اتهمت بالجنس. لكن المثقف اليساري صلاح عيسي يعلن أنّ الوزير من أعظم بناة المؤسسات الثقافية ويجب أن لا نسيء استخدام الهامش الديمقراطي المحدود .(9)
    رابعاً: رغم ان الديمقراطية لا تتجزأ، لكن بعض المثقفين يرفض أو يتهرب من التضامن مع شاعر ممنوع أو رواية مصادرة، مع هذا نجد هذا البعض يكتب عشرات المقالات عن الديمقراطية وضد المنع. وهناك من يوقع علي بيان تضامني مع مثقف له صلة شخصية به ويمتنع عن التوقيع علي بيان تضامنيه مع مثقف آخر.[/align]

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •