قال عاتق البلادي في " المعالم " :
( الأجرد ) : كالذي لا نبات فيه , جاء في النص : ( ثم أخذ بهما على الجداجد ، ثم على الأجرد ) قلت : يعرف اليوم بأجيرد تصغير شعب يصب في وادي ثقيب ، وثقيب أحد روافد القاحة ، وهو ومرجح والمدالج على طريق قديم قد هجر ، وهو طريق الهجرة , انظر تفاصيل أوفى في كتابي " على طريق الهجرة " , وهذه المواضع تقع جنوب المدينة على قرابة 160 كيلا قريبة من وادي الفرع , بل تصب مياهها فيه .
وقال الأستاذ صالح عبد اللطيف في تاريخه " ملامح من تاريخ ينبع " الجزء الثاني , ( الآثار والمعالم ) .
( أجرب ) : قال ياقوت : بالفتح ثم السكون , يقال رجل جرب وأجرب , وليس من باب أفعل من كذا , أي إن هذا الموضع أشد جربا من غيره , لانه من العيوب , ولكنه مثل أحمر : وهو موضع يذكر مع الأشعر من منازل جهينة بناحية المدينة , وأجرب موضع آخر بنجد .
أقول : قال ياقوت هو الموضع الذي يذكر مع الأشعر , وقد نقل ذلك في موضعه عن نصر والصحيح أنه بالدال وليس بالباء , ولا يعرف مكان في تلك النواحي بهذا الاسم , والكلمة تصحيف للأجرد .
وقال الأستاذ صالح عبد اللطيف في تاريخه " ملامح من تاريخ ينبع " الجزء الثاني , ( الآثار والمعالم ) .
( العقدة ) : واد ينحدر من الأجرد شمال بواط .
وقال الزمخشري في " الجبال و الأمكنة و المياه "
( مبهل الأجرد ) : واد لعبد الله بن غطفان ,
" قلت " لعله ينسب لبطن غطفان بن قيس بن جهينة , جد قبيلة رفاعة وهي بطن من جهينة , وغطفان هو أخو غيان الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم فيما بعد برشدان , أو لعله ينسب لقبيلة غطفان النسبة إليهم الغطفاني التي ورد ذكرهم في الحديث النبوي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أرأيتم إن كان جهينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم , ومن بني أسد , ومن بني عبد الله بن غطفان , ومن بني عامر بن صعصعة ) , و مدبها صوته , قالوا : يا رسول الله وقد خابوا وخسروا ؟؟ , قال : ( فإنهم خير من بني تميم , ومن بني أسد , ومن بني عبد الله بن غطفان , ومن بني عامر بن صعصعة ) .
وقال الزمخشري في " الجبال و الأمكنة و المياه " نقلا عن علي العلوي : نسخة طبعة ليدان سنة 1855م .وجبال القبلية : ( الزغباء , والأجرد , والحت , والقلادة , والكويرة , والمقشعر , وصرار , وسكاب , وقاعس , وفيه نقب أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجره ناهض من ينبع إلى المدينة , والمخيلة , وذو القصة بين ذي القصة وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا , مثغر , حزرة , الثاجة , السيالة , والرس , مثغر , ظلم , وظلم , منكثه , العشيرة , رسوس ... ) .
وقال الهمداني " صفة جزيرة العرب " :
( أرض جهينة ) : تيدد , ومثعر , " ووادي غوى " ويحال فيقال وادي رشد ، وكذلك أحال رسول الله صلى الله عليه وسلم في " بني غيان " فقال : ( بنو رشدان ) ، والأشعر , والأجرد , وقدس , وآرة , ورضوى , وصنديد , وإضم , وهو واد عظيم تغزره أودية كثيره , وهو من أعراض الحجاز الكبار , كنخال وغيره , وفيه يقول أمية بن الصلت :
آباؤنا دمنوا تهامة في الدهر=وسالت بجيشهم أضم
والصفراء , وساية , وذو خشب , والحاضر , وثقباء , ونعف , وبواط , والمصلى , وبدر , وجفجاف , ورهاط , وودان , ( وينبع ) , والحوراء , والعرج , والأثاية , والرويثة , والمجنبتان , والروحاء , وحقل , وساحل تيما , وذو المروة , والعيص , وفيف الفحلتين , وفيف الريح في أرض هوزان , ( وخيبر ) , وفدك , وحرة النار , ويين , إلى الربذة إلى النقرة , إلى إرن , إلى صفينة , إلى السوارقية , قرية بني سليم . ) .
وقال ياقوت في " معجم البلدان " :
( الأجرد ) : بوزن الذي قبله , وهو الموضع الذي لا نبات فيه , أسم جبل من جبال القبلية عن أبي القاسم محمود عن السيد علي العلوي له ذكر في حديث الهجرة عن محمد بن إسحاق , وقال نصر : ( الأشعر والأجرد جبلا جهينة بين المدينة والشام )
.
وقال ياقوت في " معجم البلدان " :
( الأشعر ) : بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة , وراء الأشعر والأقرع جبلان معروفان بالحجاز , قال أبو هريرة : ( خير الجبال أحد والأشعر وورقان ) وهي بين مكة والمدينة , وقال ابن السكيت : الأشعر جبل جهينة ينحدر على ينبع من أعلاه , وقال نصر : الأشعر والأبيض جبلان يشرفان على سبوحة وحنين والأشعر والأجرد جبلا جهينة بين المدينة والشام .
وقال ياقوت في " معجم البلدان " :
قال أبو المنذر فحدثني أبو مسكين محمد بن جعفر بن الوليد عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال : ( إن الله تعالى لما خلق الأرض مادت , فضربها بهذا الجبل يعني السراة , وهو أعظم جبال العرب واذكرهاء , فإنه أقبل منثغرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازا لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر , ومبدؤه من اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فقطعته الأودية حتى بلغ ناحية نخلة فكان منها : حيض ويسوم وهما جبلان بنخلة , ثم طلعت الجبال بعد منه , فكان منها : الأبيض جبل العرج , وقدس , وآرة , والأشعر , والأجرد ...
" قلت " ذكره خلال حديثه عن رسم الحجاز .
وقال البكري في " معجم ما استعجم " :
( الأجرد ) أحد جبلي جهينة , والثاني الأشعر , وإليهما تنسب أوديتهم , والأجرد مما يلي بواط الجلسي , وهما بواطان , فمن أودية الأجرد التي تسيل في الجلس , ( مبكثة ) وهي تلقاء وادي بواط , ويلي مبكثة ( رشاد ) وهو يصب في إضم , وكان أسمه غوى , فيما تزعم جهينة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم رشادا وهو لبني دينار إخوة الربعة .
ويلي رشادا ( الحاضرة ) وبها قبر عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف , وهي عين لهم , ويصب على الحاضرة ( البلي ) وفيه نخل وهو لمحمد بن إبراهيم اللهبي , ثم يلي الحاضرة ( تبرز ) وبه عيون صغار عين لعبد الله بن محمد بن عمران الطلحي , يقال لها : ( الأذنبة ) وهي خير ما له , ( والظليل ) لمبارك التركي , وعيون تيدد في أسنان الجبال , ومن أودية الأجرد التي تصب في الغور ( هزر ) وهي لبني جشم رهط من بني مالك , وفيه يقول أبو ذؤيب :
أكانت كليلة أهل الهزر ؟؟ , ومن مياه جهينة بالأجرد ( بئر بني سباع ) وهي : ( بذات الحرى ) وبئر الحواتكة وهي : ( بزقب الشطان ) الذي ذكره كثير .. وهو بالمنصف بين عين بني هاشم التي بملل وبين عين إضم .
وقال الزبيدي في " تاج العروس " :
( والأشعر ) جبل آخر لجهينة بين الحرمين يذكر مع الأجرد , قلت : ومن الأخير حديث عمرو بن مرة : ( حتى أضاء لي أشعر جهينة ) .
وقال السمهودي في " وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى " :
( أبار ) بالضم وأبيرة مصغرة من أودية الأجرد يصبان في ينبع .
( الأجرد ) : أطم بني خدرة بالبصة وجبل لجهينة شامي بواط وجبل آخر أو موضع قبل مدلجة تعهن .
( الأشعر ) : قال الهجري : وجدت صفته وصفة الأجرد جبل جهينة فنقلته للحديث الذي جاء فيه مرفوعا في الأمان من الفتن , ثم قال : الأشعر يحده من شقه اليماني وادي الروحاء , ومن شقه الشامي بواطان ولأبن شبة عن أبي هريرية رضي الله عنه خير الجبال أحد والأشعر .
" قلت "
وذكره العباسي في " عمدة المختار في مدينة المختار " , خلال ذكره لرسم جبل أحد , وكذلك الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة " , وكذلك ياقوت في " معجم البلدان " , وأبو علي الهجري نقلا عن السمهودي في الوفاء .
وقال الحميري في " المواضع والبلدان " :
( أجرب ) : بالجيم والموحدة كأحمد ، موضع من منازل جهينة بناحية المدينة ، وأجرب موضع أخر بنجد .
" يقول ابن غنيم الجهني "
كان ينزل الأشعر جبل جهينة المسمى في الحاضر ( الفقرة ) من الصحابة خالد بن عدي الجهني رضي الله عنه , روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى أحاديثه الإمام أحمد في مسنده , وابن أبي شيبة , وأبي يعلى , والطبراني وغيرهم , وقد عملنا له ترجمة موسعة في كتابنا " معحم الصحابة من جهينة " ( مخطوط ) ,
باب : كلمة الأجرد في اللغة والأدب :
لكلمة الاجرد في اللغة عدة معاني نذكر منها على سبيل المثال سريعا :
( فرس أجرد ) : أو خيول جرد أو جمل أجرد أو جمال جرد .
قال التميمي :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صبحنا بالبقايس رهط كسرى=صبوحا ليس من خمر السواد
صبحناهم بكل فتى كمي=وأجرد سابح من خيل عاد [/poem]
وقال نشوان الحميري في " القصيدة الحميرية والمفخرة القحطانية " :[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والكامل الملك المتوج أسد=فيه تقصر مدحه المداح
كم قاد من جيش أجيش كبابل=وكتيبة تغشى البلاد رداح
حتى أستباح بلاد فارس بالقنا=وبكل أجرد في الجياد وقاح
والترك والخزر أستباح بلادهم=والروم منه تتقي بالراح[/poem]
" قلت "
قوله : ( أجرد وقاح ) الأجرد الذي ليس عليه شعر فهو أجرد منجرد كقولهم صحراء جرداء أي لا عشب فيها فهي معدومة العشب والكلاء , ( وقاح ) : أي صلب قوي شديد البنية ,
والشاعر الأمير نشوان الحميري هو من فحول الشعراء , وأحد الأمراء , ينتسب إلى حمير عاش في القرن الخامس , سيرته تكاد تكون مغموره , لم يصلنا من أشعاره إلا القليل وهو صاحب القصيدة الحميرية التي بلغت نحو 180 بيتا وبفضل من الله قمت بنشرها على الشبكة وهي ناقصة لم يصلنا منها إلا هذه الأبيات المائة والثمانون , وإن كنت أتوقع أن ما وصلنا منها ما هو إلا قطرة من بحرها , ونشوان الحميري شاعر أديب عبقري شديد الذكاء , وأحد الحكماء , لدية ذلاقة لسان , وفصاحة بيان , أبياته عذبة كغيث المطر , وأندر من الكبريت الأحمر , ومن تلك الدرر هذه الحكمة النادرة جدا لا تكاد تجد لها أي ذكر في كتب الأدب وهي قوله :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أو كلما نبحت الكلاب أجبتها=تالله لا أصبحت كلباً عاويا
وإذا اضطررت إلى الجواب فلا تجب=إلا نظيراً في الرجال مساويا[/poem]
وهنا تتجلى عظمة الحكمة ورونقها , وتالله لو أشتهر أمره لقارعت أبياته أشعار البحتري والمتنبي .
وفي الأمثال يقال :
أجرد من صخرة , وأجرد من صلعة , وأجرد من جراد .
" يقول ابن غنيم المرواني "
وقد يسمى ( الأجرد ) أجرب , أو , الأقرع , والأول هو الأصح .
وله ذكر في الحديث النبوي فقد روى ابن سعد في الطبقات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لجبلي جهينة الأشعر والأجرد : ( هما من جبال الجنة , لا تطؤهما فتنة ) , ورواه أيضا البكري في " معجم ما استعجم " , فقال :
روى عبد الله بن سلمان الأغر , عن نافع , عن عبد الله بن عمر , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا وقعت الفتن فعليكم بجبلي جهينة ) , ومنه أيضا حديث قصة إسلام عمرو بن مرة الجهني وفيها قال : ( حتى أضاء لي أشعر جهينة ) , ورواه بإسناده مرفوعا أبو علي الهجري في كتابه , وله طرق أخرى جميعها خرجناها وحررناها بتوسعه في مخطوطنا : " نفح الرياحين والأزهار من تاريخ جهينة الأخبار " .
,,, والباب القادم أشعار الصحابة من جهينة وذكر قومهم لوقائع المعارك النبوية ,,,
المفضلات