أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 21

الموضوع: مسلّم الوليعي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10

    مسلّم الوليعي

    هذه القصة من الأدب الشعبي المتداول في بادية ينبع ، وهي تروى بطرق مختلفة ، وما زلت اذكر جدتي رحمة الله عليها عندما كانت تشير إلى جبل رضوى في أيام الصحو وتقول انظر هنالك ( شداد الوليعي ) وتشير إلى أعلى قمتين في الجبل ما زلت أراهما إلى اليوم وعند المساء استمع إليها وهي تروي هذه القصة


    مسلّم الوليعي


    من الأدب الشعبي الينبعي


    خرج مسلّم سليم الوليعي من ديرتة يبحث عن لقمة العيش لا يمتلك سوى القليل من الطعام وبعض الماء وكان يسير بمحاذاة جبال رضوى حتى وصل إلى بئر يسمى ( بئر السلمية ) من جهة سيل ( بواط ) جلس بجانب البئر وأكل ما معه من طعام وملأ قربته من الماء ورحل متجها إلى ( العيص ) ولكنه ضل الطريق وغير اتجاهه حتى نفذ ما معه من ماء واشتد عليه العطش وسقط مغشيا عليه وكان الوقت عصراً حين عودة الرعاة ، فمرت بمكانه صبية ترعى أغنامها وشاهدته ملقى على الأرض ( وفمه ) يغوص بالتراب فلمسته بإبهام رجلها لتعرف إن كان يتحرك أم لا ثم قلبته على ظهره فوجدته معفرا بالتراب وأدركت أنه عطشان ، فأحضرت الماء ونفضت التراب عن وجهه بطرف شيلتها و سقته وعندما أفاق سألها من أين أنت وأين منازل أهلك فدلته عليها فذهب إلى والدها وتعرف عليه وأخبره أنه يبحث عن عمل دون أن يخبره بخبر ابنته فاتفق معه على أن يعمل عنده راعيا للإبل وتم له ذلك وكان خلال رعيه يلتقي هذه الفتاة التي انقذت حياته وهي ترعى غنمها ويتحدث معها حديثا عابرا ثم أصبحت ساعات اللقاء تطول حتى أنهما في بعض الأحيان ينامان في نفس المكان الذي يرعيان فيه إبلهما وغنمهما في جو من البراءة والنقاء فانشغل قلبه بها وعزم على أن يتزوجها ولكنه غير متيقن من حبها له أو موافقة أبيها وإخوانها عليه فهو مجرد راعي إبل ولم يمتلك الجرأة لمفاتحتها في الأمر فهداه تفكيره إلى إستشارة عجوز معروفة في تلك الناحية بدهائها وحكمتها ، فذهب إليها وعبر لها عن أحاسيسه تجاه هذه الفتاة ورغبته في الارتباط بها ولا يعرف إن كانت تبادله نفس الشعور أم لا ، فأشارت عليه العجوز أن تظاهر أمامها بالسقوط وارم نفسك في التراب حتى يتعفر وجهك ولا تتحرك حتى ترى ردة فعلها فأن رفعت برقعها ونفخت الغبار عن وجهك بفمها فإنها تحبك فاعرض عليها أمر الزواج وأنت مطمئن، وإن نفضت عنك الغبار بطرف شيلتها فليس لك نصيب فيها .
    ففعل ما أشارت به العجوز فرفعت الفتاة برقعها ودنت منه ونفخت التراب عن وجهه وفمه فقام من لحظته وعرض عليها الزواج فوافقت ونشأت بينهما من تلك اللحظة علاقة حب شريفة تسامع بها فتيان الحي وبدؤوا يتناقلون أخبارها ويتابعون تفاصيلها ويزيدون عليها حتى وصلت إلى مسامع إخوتها الذين غضبوا وعزموا على وضع حد لها .. ولكن أبيهم منعهم من القيام بأي تصرف حتى يتبين حقيقة الأمر
    ثم أن أبيها ذهب ذات ليلة وكأنه يريد أن يتفقد الإبل فوجد ابنته والراعي نائمين وقد وضعا بينهما حاجزا من التراب يفصلهما فأدرك أن نية الراعي سليمة فوقف فوق رأسيهما ونثر رماد الغليون بجانبهما وذهب ، ولما قاما ورْووا الرماد قالت الفتاة هذا رماد غليون أبي، وهو إشارة إلى رضاه عنا ولكني غير مطمئنة لموقف إخواني و سوف أجس نبضهم هذا اليوم عند ورود الإبل الماء ولكن قبل أن ترد البئر أغرس في فخذي كل ناقة شوكتين حتى لاتستطيع الركض ألا ناقة أجعلها في طرف القطيع كي تهرب بها إذا لاحظت على أخوتي الغضب وأنا استطيع أن أتبين غضب إخوتي فإذا سمعتني قلت [/align]
    [align=center]( ورّد البل يا مسلّم لا سلمت لامك )[/align]
    .فسارع بالهرب
    وعندما وردوا البئر وجدت إخوانها يرفعون صوتهم بالحداء ويقولون :
    [align=center]مسلم لو مسكناه********** قطعنا كف يمناه
    خلينا الموت يبراه[/align]
    [align=justify]فصرخت بأعلى صوتها ( ورد البل يا مسلم لا سلمت لأمك ) وما زالت تكررها حتى سمعها مسلم وهرب وعندما حاول أخوتها أن يلحقوا به لم يجدوا ناقة صالحة يمتطونها
    ذهب مسلم إلى عشيرته وقضى ما يقارب الشهر يعاني لوعة الغرام وألم الفراق حتى نحل جسمه وبرت عظامه وهو يردد في كل حين [/align]

    قالوا لي ذوب العسل في مسلته وأزريت لا أجيه=قالوا لي بك الكـبر ولو بي الكبر جودتني عظامي
    وجابوا لي تمر الحجــاز اللي من به السقم يبريه =كبيت تمر الحجـــاز وقلت ماني بجيعان ظامي
    قالوا بك الهوى قلت الهـوى صــدتوا شواريه=لو ما بي الهــــوى ما تعديت جيعان ضامي
    [/poem]

    أويقول

    يا راكب من عندنا فـوق سبـاح = يشدي غزال جافل مع صحاصيح
    لا نيب لا راعي ولا نيب مصلاح = لاشك أبـدور عليـه المصاليـح
    إذ ريعاته يزهن الخصر وملاح = ما دام ما وسـدت منهن ماريـح
    [/poem]


    [align=justify]وعندما رآه أخوه سويلم الذي يكبره سنا على هذه الحال سأله عن خبره فروى له قصة الفتاة وما كان بينهما من عشق وغرام وما كان من رغبته في الزواج منها وغضب إخوانها عليه وطردهم له فأخذ سويلم يخفف عنه ويسليه ويطلب منه نسيان الأمر ، ثم أنه عرض عليه أن يصعدوا إلى قمة ( جبل رضوى ) حيث مراتع الغزلان والمناظر التي تساعد على النسيان فأجابه مسلم إلى ما طلب وقد بيت في نفسه أمرا وعندما وصلا قمة الجبل قال مسلم ما رأيك يا أخي في أن تمسكني من جديلتي وتجعلني أتدلى لأشرف على السفح وأشاهد الغزلان فإجابه سويلم إلى طلبه وعندما دلاه سارع مسلم بإخراج مدية كان يخفيها في جبته وجذ بها جدائله فتدحرج من الجبل وسقط ميتا
    ثم أن سويلم رحل من ساعته ليبحث عن تلك الفتاة التي تسببت في مقتل أخيه فأخذ جدائله وعباته ووضعها على شداد ناقته ولم يزل سائرا حتى وقف على صبية ترعى الغنم وسألها عن أناس صفاتهم كذا فقالت والله لا أجيبك حتى تجيبني عن صاحب هذه العباة وهذه الجدائل أحي هو أم ميت فقال والذي سألتيني به أنه ميت ولم تكد تسمع الجواب حتى سقطت مغشيا عليها وماتت في الحال فأدرك حينها أنها الفتاة المقصودة وأنشد :


    والله ماآلوم الوليعي ولـو طـاح =من راس رضـوى والعوض به عباته
    مير إذهنوا لي عند هبات الأريـاح =لا أزف عمـري ثـم اسـوي سواتـه
    [/poem]

    [align=center]فذهب قوله (والعوض به عباته) مثلا[/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    668
    معدل تقييم المستوى
    20
    [align=right]شكرا استاذي لعرض هذه القصة بأسلوبك الرائع وهو فوق أن أشهد أو أشيد به ..
    وكما ذكرت فإن قصة الوليعي تعتبر إحدى أهم موروثات الأدب الشعبي الينبعي ، وروايتها بالشكل الذي أورته هنا هو الأرجح والأقرب للمنطق والواقع .. وكنت أحتفظ بقصائد للأخ وللفتاة بحثت عنها في عجالة ولم أعثر عليها وبإذن الله سأسارع الى وضعها هنا فور عثوري عليها ..
    الذي أراه أن تنشر هذه القصة حسب روايتك لها وتدعم بالشواهد والتفاصيل في كتيب ، أتمنى أن تبادر أستاذي الى هذا ..
    وتقبل شكري وتحياتي ..
    [/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    2,442
    معدل تقييم المستوى
    23
    وانا اؤيد كلام اخي محب الموروث استاذنا ابارامي لما لهذا الادب من عشاق ومتابعين .
    [read][type=176946]الشريف عبدالاله العياشي[/type][/read]

  4. #4
    أبو زارع
    قصه جديره بأن تخلد تسلم ابا رامي


    [poet font="Simplified Arabic,6,royalblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    والله ماآلوم الوليعـي ولـو طـاح=من راس رضوى والعوض به عباته
    مير إذهنوا لي عند هبات الأريـاح =لا أزف عمري ثم اسوي سواته
    [/poet]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    5,545
    معدل تقييم المستوى
    28

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    38
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زارع
    قصه جديره بأن تخلد تسلم ابا رامي

    [poet font="Simplified Arabic,6,royalblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    والله ماآلوم الوليعـي ولـو طـاح=من راس رضوى والعوض به عباته
    مير إذهنوا لي عند هبات الأريـاح =لا أزف عمري ثم اسوي سواته
    [/poet]
    [poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    يا راكب من عندنا فوق سباح=يشدي غزال جافل مع صحاصيح
    لا نيب لا راعي ولا نيب مصلاح=لا شك أبدور عليه المصاليح
    إذا ريعاته يزهن الخصر وملاح=ما دام ما وسدت منهن ما ريح
    [/poet]
    استاذنا ابو رامي
    ما اجمل القصص القديمة التي يتداولها الجميع فعلا هي التي بعد الله تنمي العقول وتدون مسميات البلدان والتاريخ والشعر وتخبر هذا الجيل كيف كان جيلنا السابق وبساطته لا يعرف دش ولا يحزنون ولا افلام ينمقها المخرجون على السليقة والطيبة والامل وعينهم بالله
    ياليت محب الموروث يزوندنا بكامل القصايد وممكن مع الزمن وتداول الناس لهذه القصص تختلف وان كان الجوهر واحد
    استاذي مثل هذه القصه ارى ان تنقل للشعر الشعبي
    مع شكري وتحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة مرسول ; 13-12-2005 الساعة 02:40 PM
    [poet font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    الطيب فأهل الوفا باقي=دعواتنا والمجيب يجيب
    أبغى أهنيك باعماقي=وأشكر لهم بادرات الطيب
    أبو عماد
    [/poet]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    طيبة الطيبة
    المشاركات
    169
    معدل تقييم المستوى
    21
    تسلم يا ابو رامـــــــــــي
    الذم مايهفي للأجواد ميزان *** والمدح مايرفع ردي المشاحي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    بجوار سدرة الشوق اللي مايله من فوق
    المشاركات
    611
    معدل تقييم المستوى
    20
    أستاذي أبو رامي

    شكرا على هذه القصة المليئة بالصدق والنقاء والحب, وشكرا على إعطائها تلك الصبغة الأدبية الرائعة والسرد المتسلسل الجميل.
    أويد ما ذهب إليه بعض الأخوان بجمع القصص التراثية التي تعرفها في كتاب فمثلك لا يعييه ذلك فأنت تملك كل المقومات وهذه ليست شهادة مني بل هو الواقع الذي يعرفه الكثيرون, أتمنى أن أرى هذا العمل يوما ما.

    دمت بخير
    قول أعجبني:

    العـقـول الـكـبـيرة... تـناقـش الأفـكـار

    العـقـول الـعاديـة... تـناقـش الأحـداث

    أما العقول الصغيرة.. فـتـناقـش الأشـخاص



    [align=center][/align]

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10
    [align=justify] أولا/
    أشكر جميع المتداخلين معي في هذه القصة الشعبية محب الموروث ـ الشاهين ـ أبو زارع ـ محمد جميل الريفي ـ مرسول ـ ZEYAD ـ سابر ، وأعتبر إعجابهم دافعا لنا جميعا للبحث عن مثل هذه القصص التي يزخر بها تراثنا ونشرها ليطلع أجيال اليوم على ما تحويه من عظة وعبرة وما يبين بعض جوانب الحياة في تلك العصور

    ثانيا/
    أسمعني أستاذنا أبو سفيان من محفوظه أبياتا تخص هذه القصة وهي غير مكتوبة فيها مما دفعني للبحث في مواقع الانترنت ، فوجدت هذه القصة مروية بأساليب مختلفة وإن كانت كلها تجمع على أن القصة حدثت في رضوى بينبع ، والجميل في الأمر أنني وجدت بعض الأبيات التي أسمعني إياها أبو سفيان ويسرني أن أنقلها هنا .. مع الإشارة بأنني ما زلت منتظرا القصائد التي ذكرها محب الموروث مع شكري له على حسن ظنه بي [/align]


    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    جابولي شربة قراح من المطر قدام ثانيه =وكبيت شربة قراح وقلت انا جيعان ضامي
    وجابولي در البكار اللي مريض الكبد يبريه=وكبيت در البكار وقلت انا جيعان ضامي
    وجابولي سكر نبات مجمعا كل الدواء فيه=وكبيت سكر نبات وقلت انا جيعان ضامي
    وجابولي مال الشريف اللي هوى الفقري ويغنيه=وكبيت مال الشريف وقلت انا جيعان ضامي
    قالوا بلاك الكبر قلت الكبر مااوحي مشاكيه=ولو كان صيدي كبر كان عاقتني عضامي
    قالوا بلاك الهوى قلت الهوى جيتم محاريه=لولا الهوى ماتعديت العرب جيعان ضامي
    [/poem]


    ثالثا /
    تم نقل القصة إلى قسم الشعر الشعبي بناء على اقتراح مرسول ، وهو اقتراح وجيه

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    23,067
    معدل تقييم المستوى
    43
    شكرا لك أبا رامي
    دائما متألق
    حفظكم الله جميعا
    تحيتي لكم



    لمشاهدة جميع مشاركاتي الشعريه (( كسرات ومعلقات ))

    http://www.alhejaz.net/vb/showthread...831#post254831

    ولتصفح مدونتي الشعريه والمشاركه اليكم هذا الرابط:
    http://almoallem2007.ahlablog.com/

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    972
    معدل تقييم المستوى
    21
    سلمت يا أبارامي وشكرا على توضيحك القصه اللتي تعددت رواياتها

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    الســــــعودية
    المشاركات
    179
    معدل تقييم المستوى
    19

    على جبل رضوى مات مسلم الوليعي من الحب

    أخواني الأعزاء

    هنا سأروي لكم قصة مسلم الوليعي كما عرفتها من (الشيبان)

    وروايتها لا تختلف عن رواية الراوي محمد الشرهان إلا بشيْ بسيط جدا
    وسمه الأول مسلم بتشديد اللام

    ويبدو أن اسم الوليعي جاء بعد أن مات متولعا بالحب وإلا فليس هو اسمه الحقيقي




    في زمن بعيد وفي بدايات القرن الثاني عشر تقريبا


    عاش مسلم الوليعي وهو شاب بدوي من سكان المنطقة الشمالية الغربية

    وكان مسلم شابا طيب الأخلاق شهم ذو نخوة


    و كغيره من الشباب يطمح لجمع المراجل بجمع المال وتكوين النفس

    ولم يكن في ذلك الوقت من الأعمال التي يمتهنها الشباب إلا أعمالا محدودة ومن أبرزها الرعي
    فاشتغل مسلم بالرعي وأصبح يتنقل بين القبائل حتى حط رحالة في الشمال
    عند رجل من رجال إحدى القبائل المشهورة
    وكان ذلك الرجل لديه حلال كثير وكان كريما فأكرم مسلم وأحبه مسلم الوليعي
    واشتغل عنده سنوات عديدة

    وكان لذلك الرجل بنت جميلة ألفت مسلم فأحبها وأحبته حب عفيف طاهر

    وكان صاحب الحلال لديه ذودين من الإبل فكان مسلم يرعي ذود والبنت ترعى ذود

    وفي أحد الأيام في مفلى الإبل قرصت مسلم حية


    وكان ذلك أمام مرأى من جميع الرعيان

    فلما بكا مسلم وتألم

    هبت إليه الفتاة

    وأمسكت بمكان القرصه وهو اصبعه الخنصر

    وأرخت لثامها تمص اصبعه لتسحب منه السم

    وسقط لثامها بالأرض ولم تأبه به


    وهنا قال الشرهان أنه بعد ذلك خاف من أن يصل إلى والد الفتاة خبره هذا فيقتله فهرب


    وقال لي والدي أنه لم يهرب في وقتها بل استمر عندهم والأمر كان طبيعيا

    وأنهم بعد ذلك عزبوا في الإبل وكانت الفتاة ترعى ذودها بقرب ذود مسلم

    ولما أمساهم الليل ناموا بجانب بعض ولكنهم غير ملتصقين ببعض وكانا ملتحفين لحافا واحدا
    ومن طهرهم فصلوا فيما بينهم بحبس صغير من التراب

    وعندما استيقضوا في الصباح رأت البنت حول منامهم أثر حوافر فرس أبيها


    فخافا أن يتهمهم بتهمة

    ولخوف الفتاة على مسلم من والدها قالت له لا تدخل الفريق بل ابق بعيدًا وأنا سوف أذهب بالإبل وسأكتشف إن كان والدي قد ضن بنا سوءًا أم لا
    فإن كان الأمر طبيعي ولم يشك فسأقرع الحوض للإبل وتأتي أنت
    لأنني إن ذهبت لأناديك علموا أننا خائفين فيشكون في أمرنا

    وإن كان هناك خطرًا عليك فسأصرخ باسمك فاهرب لأهلك
    وهذا من حرصها عليه لأنها تحبه فضلت أن يبقى بعيدًا لكي لايطوله شر والدها

    وكانت تمشي إلى الفريق بخطىً وجله ولم تكن مشكلتها أهلها بقدر ما هي مفارقة مسلم

    ولما عادت وقابلت أبيها وجدته لم يشك بأي شيء لأنه يثق فيهما ويعلم طهرهما

    وعلى قول ابن رشيد



    مايستشك ياحمود كود الرديين
    وإلا ترى الطيب وسيعٍ بطانه




    ومن فرحة البنت وشوقها لمسلم بعد علمها بأنه لن يفارقها


    نسيت فصاحت له تناديه باسمه


    وعندما سمع نداءها علم أنه الموت فهرب

    وكان متحسرا لفراقها وخائفًا عليها من أن يمسها والدها بسوء

    فذهب لأهله خالي اليدين

    وكان مهموما من فراق محبوبته والهم الأكبر خوفه عليها

    فجلس عند أهله مريضا وانسلت حاله

    فحاروا به أهله

    عرضوه على أطباء شعبيين عدة فلم يجدوا به مرض

    وقال أحدهم إن الذي فيه عشق


    فخلوه يشرف بأعلى مكان واسمعوا ما يقول


    فعلا نفذوا ما أوصاهم به الحكيم الشعبي



    ولأن جبل رضوى قريب منهم جدا



    صعدوا به قمة جبل رضوى


    فأشرف منها أعلى مكان ووقف على الميهاف

    وأنشد الأبيات التالية :




    يقول الوليعـي والوليعـي مسلـم
    من دامت أيـام الصبـا لـه دام
    لو إن عجـات الصبـا يجبرنـه
    كما يجبر الجابر كسيـر عظـام
    قارٍ قراني يوم قرصت خنصري
    قـارٍ قرانـي ماعلـيـه لـثـام
    إلى قرى القراى وأرخـى لثامـه
    قلبـي تزايـد عـلـة وهـيـام
    قراني وهو يسبح من الدمع ناظره
    ليتـه قرانـي والعيـون نـيـام
    رقيت في رضوى ورضوى منيفه
    وأخيل في عيني جنـوب وشـام
    أخيـل بعينـي طلحـة ناعميـة
    سـلام يـادار الحبيـب سـلام
    أنا جيتكم من راس رضوى عشيه
    كما شن غـرب بـاد منـه وذام





    وبعد أن أتم الأبيات سقط ميتًا وتدحرج من أعلى قمة رضوى



    فأقسم أخوه أن يقتل من قتلت أخاه
    فعندما حملوه لدفنه قام أخوه وقص قرونه
    وبعد أن دفنه أخذ الجدايل (القرون) وعبائته
    وذهب إلى منازل القبيلة التي كان مسلم يعمل فيها
    و وضع عباءة مسلم على جنب الذلول والقرون ربطها على القربة
    وعندما وصل منزل القبيلة وقف على العد
    وكل من جائت تروي عطاها القربة تروي له فإذا ملأتها ولم تقل شيئًا
    أخذها ونثر ماها
    إلين جت بنت ومن أول ماشافت العباة على الذلول هرعت إليها
    فباشرها بمد القربة إليها فرأت القرون
    فقالت : ياولد أسألك بالله العظيم ربك اللي خلقك وأذرى نسمك وين راعي هالقرون والعباة؟
    فقال والله ما جيتك إلا دافنه

    فصعقت الفتاة وماتت في مكانها

    رحمهم الله جميعا


    وهذه القصة مثبته ومتواترة الروايات
    وعليها شواهد من الشعر


    مثل قول أحد الشعراء



    والله فلا ألوم الوليعـي ولـو طـاح
    من رأس رضوى والعوض به عباته
    مير اعذروني عند هبات الأريـاح
    لأذب عمري ثـم أسـوي سواتـه



    وكذلك قول الشاعر





    قبلك جريٍ والمعنى وابن روق
    ومسلم من رأس عيطا رمنـه




    وجري هو جري الجنوبي والمعنى هو محمد المعروفة قصته وابن روق هو دخيل الله الدجيما

    آمل أن تعجبكم هذه القصة وألا أكون أخطأت في نقلها ومن لديه توضيح آمل أن يضيفه

    منقول مع تعديل في العنوان

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •