مراهقون يحولون جدران مدارس إلى لوحات لتفريغ شحناتهم ومشاعرهم
[align=center]وصفها التربيون بالمشوِّهة وتدل على فقدان التربية والانتماء
مراهقون يحولون جدران مدارس إلى لوحات لتفريغ شحناتهم ومشاعرهم [/align]
[align=center][/align]
الطائف: خالد الزهراني
في الوقت الذي تسعى فيه وزارة التربية والتعليم لتحسين وترميم المباني المدرسية وطلائها من الداخل والخارج بألوان جميلة، وتصرف على ذلك ملايين الريالات، نجد فئة من المراهقين جندت نفسها لتشويه هذا الجهد وتفريغه من مضمونه، بالعبث بجدران المدارس الخارجية والداخلية وكتابة عبارات تشير إلى انحطاط المستوى الأخلاقي لدى بعضهم.
وتشير أصابع الاتهام بقوة إلى المراهقين من طلاب المدارس. ويقول رئيس قسم التربية وعلم النفس بكلية المعلمين الدكتور أحمد جميل الثمالي: "إن ظاهرة الكتابة على جدران المدارس سلوك سيئ وغير حضاري، ومقزز، وتدل على أن فاعلها لا يخلو من الأمراض النفسية، مشيراً إلى أن هذا السلوك يأخذ صوراً شتى، فتارة يستخدم سور المدرسة من الخارج وأخرى يستخدمه من الداخل، وكذلك جدران الفصل والسبورة والمقاعد الدراسية، وجدران الحمامات والأبواب، مشيراً إلى أنها لا تقتصر على المدارس ولكنها تمتد لكل جدران وواجهات المباني، حتى المساجد لا تخلو من العبث بجدرانها وبعبارات تخدش الحياء. وتتجاوز أدوات الكتابة في بعض الأحيان ليستخدموا الحفر والنقش، مضيفاً أنها في أحيان كثيرة تتخذ أشكالاً فنية راقية، وتتمنى لو اتخذ صاحبها أساليب تعبير نظيفة للتعبير عن نفسه بدلاً من هذه الأساليب غير السوية.
وأشار الثمالي إلى أن من يسلك هذا السلوك الشائن يحمل بين جنباته نفساً مريضة منبتها تنشئة أسرية غير سوية.
وذكر الثمالي بعض الحلول للقضاء على هذه الظاهرة، منها غرس أسس السلوك الإسلامي الصحيح في تربية الطلاب في المدارس وممارسته تطبيقا على أرض الواقع، ومعاملة الطلاب في المدارس من قبل الإداريين والفنيين والمعلمين معاملة أبوية رحيمة تجعلهم يتمتعون بالصحة النفسية التي تمنعهم من ممارسة مثل هذه السلوكيات، وفرض الرقابة الجيدة في المدرسة على الأماكن التي يمكن أن نرى فيها تلك الأفعال عن طريق اللجان الطلابية التي توكل إليها مثل هذه المسؤولية، وتخصيص موقع محدد في المدرسة لمن يرغب في الكتابة أو التعليق أو رسم الكاريكاتير، بحيث تخضعها إدارة المدرسة لضوابط تضمن النقد الهادف وممارسة الهوايات بطريقة مشروعة، لضمان عدم التجريح أو التصريح ووضع الجزاءات الرادعة في الأنظمة المدرسية لمن يضبط متلبسا بهذا السلوك، سواء داخل المدرسة أو خارجها وضرورة قيام المدرسة بمسح هذه الكتابات أولا بأول لضمان عدم استحسانها من قبل المجتمع المدرسي، ولتعريف الفاعلين بأن هناك مراقبة وتجب الاستفادة من الدوريات الأمنية في الأحياء لمراقبة مثل هؤلاء والقبض على العابثين بممتلكات الغير، ونشر الوعي بين أفراد المجتمع عن طريق وسائل الإعلام وبيان ضررها على المجتمع، وإقامة الندوات والمحاضرات لنشر الوعي بين المواطنين وطلاب المدارس.
وأشار مدير مدرسة عكاظ الابتدائية ظافر الشهري إلى أن هذه الظاهرة يعاني منها المجتمع بأكمله منذ زمن بعيد، خاصة رجال التعليم وتكثر مزاولتها فيما بعد المرحلة الابتدائية، متطرقاً إلى بعض المواقف التي تم ضبطها داخل أسوار المدرسة، وعولجت باستدعاء أولياء أمورهم وتوجيه النصح والإرشاد من قبل المرشد الطلابي، وتعديل هذا السلوك الخاطئ بطريقة تربوية.
من جهته أوضح مدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف محمد سعيد أبوراس أن أهمية تعديل هذا السلوك وتوجيهه تكمن في كونه غاية تربوية، مضيفاً أن هذه الظاهرة تعاني منها جميع الدول وتحاول مكافحتها والقضاء عليها. وذكر أبو راس عدداً من الأسباب التي قد تكون دافعا لتفشي هذه الظاهرة، منها معاناة الشباب المنقطعين عن الدراسة من الفراغ الكبير، وتعد وسيلة للمبارزة بين عدد من الشباب الذي يخشى المواجهة المباشرة، فيلجأ إلى هذه الوسيلة لتفريغ الشحنات المكبوتة داخله. وتنتج هذه الظاهرة بوجه عام نتيجة إهمال في التربية في البيت. ويرى أبوراس أن المسجد والمنزل والندوات ومراكز الشباب يمكنها المساهمة بشكل كبير في معالجة هذه المشكلة.
مع تحيات
[fot1]ابن البلـــــد[/fot1][/align]
المفضلات