رائعة شعرية للدكتور عبدالرحمن العشماوي
يا أهلنا يا ربعنا يا كل شيخ أو أمير
يا كل ذي عقل وإحساس وذي نظر بصير
يا كل ذي علم ومعرفة ومقدار كبير
يا كل من قرأ الكتاب وسنة الهادي البشير
يا أهل مكة مهبط القرآن ناشرة العبير
يا أهل طيبة والرياض وأهل تاريخ قدير
يا أهل دين كامل بهده تنشرح الصدور
ما بالكم تتعاركون على الصريح من الأمور
هي في شريعتنا كضوء الشمس والفجر المنير
عجبا لمن شغلوا عن القول المسدد بالصفير
وعن العظيم من المواقف والمبادئ بالحقير
وعن الزرابي الجميلة والمفارش بالحصير
إني لأسأل من ينادي بالتبرج والسفور
أعلى اختلاط نسائنا ورجالنا يبنى المصير
يا أهلنا يا ربعنا يا كل ذي نظر بصير
أهل الشهامة والكرامة من إناث أو ذكور
يا من سكنتم في الخيام ومن سكنتم في القصور
يا من أراكم كالنخيل الباسقات وكالزهور
هذي تجود بعطرها والنخل يمنحنا التمور
يا كل ذي قلب يحب الرفق والأمر اليسير
ويحب مصلحة البلاد يصد عنها من يغير
يا كل صقر لم يزل في أفقه العالي يطير
ما بالنا في غفلة عن حال عالمنا الخطير
الغرب في دوامة الاحداث يبحث عن مجير
ما زال يشرب علقما ويعيش في لهب السعير
تتساقط الأخلاق فيه إلى الحضيض بلا نكير
وقوارع الأحداث تشعرنا بدائرة تدور
والقدس في خطر وغزة تشتكي حر الهجير
وعراقنا في ضنكه وسجون حسرته أسير
ومذابح الأفغان تعصف بالكبير وبالصغير
وفؤاد باكستان أصبح يستغيث ويستجير
وعقولنا مشغولة برضاعة الرجل الكبير
عيب ورب البيت ما يجري وشر مستطير
يا أهلنا يا كل ذي حظ من التقوى وفير
إني لأخشى أيها الأحباب من موت الضمير
المفضلات