بدر الكبرى مسجد ومقبرة وإهمال
عبد الله زويد ـ بدر
تعد بدر مدينة تاريخية وواحدة من المدن الإسلامية المهمة بما تحتويه من مواقع كمسجد العريش، مقبرة الشهداء، العدوة، وجبل الملائكة. لكن تلك المآثر الدينية تفتقد إلى ما يوحي بأنها تتمتع باهتمام سياحي أو خدمي حتى، فمقبرة الشهداء أصبحت مع الإهمال المحيط بها من كل جانب جزءا من الآثار المروية، إذ أن مدخل المقبرة يعاني من البناء العشوائي، فالأسلاك الكهربائية مكشوفة ويتعرض من يقترب منها للخطر، كما أن النظافة حول المقبرة معدومة، والأسوأ مما سبق أن أسوار المقبرة متشققة وآيلة للسقوط. بينما مسجد العريش الذي وضع أمام مدخله إعلان لأحد المواطنين يفيد بأنه يشتري ويبيع الأثاث المستعمل جدرانه الخارجية ومناراته تغيرت ألوانها وأصبحت باهتة بفعل القدم، وتحيط بجهاته أماكن شبه مهجورة وأوساخ لا تليق بأي بيت من بيوت الله.
بينما يصعب الوصول إلى العدوتين الدنيا والقصوى وكذلك جبل الملائكة، إذ لا توجد لوحات إرشادية تدل زائر المدينة بأنها جزء من التاريخ الإسلامي.
وفي ذلك يقول الأستاذ في كلية السياحة والآثار الدكتور عبد الله المنيف: إن موقع بدر يجب أن يهيأ من قبل هيئة السياحة وكافة الجهات المسؤولة وتضع فيه صالات للعروض ووسائل التقنية الحديثة.
وأضاف المنيف «أتمنى أن يكتب سيناريو بدر ويعرض على جميع المتخصصين من كافة الجهات الشرعية والإدارية إضافة لمرئيات المكاتب الهندسية والسياحية، ويجب أن تستثمر من ناحية تعليمية».
ويرى أستاذ السياحة والآثار أن استغلال موقع بدر التاريخي سيكلف في البداية، لكن مع مرور الوقت سيوفر الدخل المناسب لصيانته وعمل الإضافات الجديدة به وسيكون له مردود مالي كبير، والإشراف على الموقع والمحافظة عليه تقع مسؤوليتها على المتخصصين من هيئة السياحة والآثار والبلدية وعلى المجلس البلدي في المدينة.
من جانبه، أكد الدكتور سعد البريك أنه لايوجد مانع شرعي للاهتمام بمقبرة شهداء بدر لحرمتها في الوقت الذي يرفض تعظيمها؛ لأن بها قبور الشهداء؛ ولأن بها أناسا لهم صفات معينة فهو أمر غير جائز شرعا.
وعن الاهتمام بالمنطقة التاريخية وتطويرها بشكل عام، قال البريك: «ليس هناك حاجة لمثل هذا الأمر».
أما المتخصص الشرعي خالد الهويسين فيرى أن الأسلم في مثل هذه الأمور هو أن تعود الجهة التي ستنفذ أي عمل في موقع بدر الكبرى بشكل عام إلى دار الإفتاء وأهل العلم الشرعي وعلى ضوء ما يرد يقرر الأمر بعد أن ينظر في الأمر من كافة النواحي الشرعية.
لكن رئيس قسم الجغرافيا في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور محمود الدوعان يتفق مع من يطالب بتطوير الأماكن التاريخية والخالدة في بدر، معتبرا أن البقاء على تلك الآثار والحفاظ عليها مهم للأجيال المقبلة.
وفضلت هيئة العامة للسياحة والآثار التزام الصمت حيال الاهتمام بآثار بدر كمنطقة سياحية، ولم ترد على استفسارات «عكاظ» الموجهة لها
المفضلات