صحيح ما أدلى به الشيخ عايض القرني جزاه الله خيرا والكلام موجه إلى أولياء الدم بألا يبالغوا في الدية وأن يساهموا هم أولا في العفو .. طالما أن العفو وارد .. أما المتاجرة بدم المقتول بهذه الطريقة فإنه لا ينبغي أضف إلى ذلك أن المتاجرة تتعدى أولياء الدم إلى الوسطاء أيضا وقد أشار الشيخ إلى ذلك في إنشاء المخيمات وإقامة الولائم وإلقاء القصائد وكأن ذلك مظهر من مظاهر الفرح وليس دفعا للناس لعمل الخير .
ولكن إذا وصلت المسألة إلى هذا الحد ولا مناص من دفع ما يحدده أولياء الدم فإن الواجب على أهل الخير أن ينصاعوا إلى ذلك طلبا للأجر وإنقاذا لرقبة مسلمة
فأين من يحبون الأجر ليتهم يعلمون بهذا الباب الذي هيأة الله لهم تكفيرا لسيئاتهم وزيادة في حسناتهم وتزكية لأنفسهم لا يريدون به إلا وجه الله تعالى
وبما أن الشئ بالشئ يذكر فإنني لن أنسى ما حييت موقف الشيخ إبراهيم صعيدي ذات يوم عندما أوقفناه في قارعة الطريق وشرحنا له قصة صاحب الدية المطلوب منه دفع 6 ملايين ريال فإنه والله ما كاد يسمع لفظة عتق رقبة حتى بادر بقوله اتركوا هذا الأمر لي ولا تذكروه لأحد لم يتلكأ ولم يتردد ولم يستفسر وكأنه يتمثل قول الشاعر
تراه إذا ما جئته متهللا .. كأنك تعطيه الذي أنت سائله
هذا هو ديدن الرجل الذي يريد بعمله وجه الله لا يأتي إلى مخيم ولا يستمع إلى قصيدة ولا يجتمع على وليمة وإنما يعطي بيمينه دون أن تعلم شماله
أسأل الله أن يجعلها في موازين حسناته وأن يكتب له أجرها في كل دقيقة
وأن يحفظ أهله وأولاده ويبقيهم على داره وهم إن شاء الله سائرون على دربه ولهم الكثير من أعمال البر نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا
ونحن نتمنى أن يكون كل الميسورين مثله ولا شك أن أهل الخير كثيرون ولكن كيف تصل إليهم القضية وكيف تقدم لهم .. هذا هو ما يجب أن نقوم به الآن فالمدة المتبقية قليلة ولا بد من سباق مع الزمن للإيفاء بالمطلوب ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا
المفضلات