بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسكت قلمي لأنسج بعض من عباراتي المتواضعه عن شخصية رائدة
عن من تاه عالمي عن معاني تواضعه و اكتفى بالصمت امامه... عن من
فاق أعالي الموج شموخا ً و كبرياء .. عن من يبحث عن اليتيم قبل الغني
.. عن من يعرف الفقير بمجرد وقوفه لجانبه ... عن من
تجمهرت الاحرف عنده وكان حالها يقول نظل مقصرين لك .. انسان
يصعب على أي احد منا ان يتكلم عنه ...تعد الحدود اخلاقه..
شامخ كالجبال صلب و قوي بإصراره ...
اهتز القلم بين أناملي ارتجف كل جسدي لأهتزازته.. قال لي : من انت
ايها المشير611 حتى تكتب عن رجل مثل الشيخ وان تسطر انجازاته
و اكتفى بالنظر اليها وهو عاجز... حاول الكثير قبلك ان يكتبوا عنه
فصعب عليهم لانهم لم يجدوا ما يكتبوه فكل الكلمات هي اقل بكثير منه ..
حاولت الجمل و العبارات قبلك فتاهت و تبعثرت عندما علمت انها ستعبر
عنه و أعلنت انهزامها أمام الجميع .. قلت له : يا قلمي لكني سأكتب و
احاول لعلي اجد عباره واحده ... فرد قائلا ً لي القلم : اسف يالمشير انا
لا استطيع قبلي الآف الاقلام حاولت وجفت وهي ولم تجد كلمه واحده ..
فما بالك انسيت منه هو ذلك الشيخ ...؟ قلت له : والله لم انسى يا قلمي
واعلم تماما ًانه رجل عظيم ورجل صالح يحب الناس ويعشق الفقير صاحب وقار وهيبه و شموخ .. لم أرى قلب كبير مثله
ماذا اقول وماذا يا قلمي رد قائلا ً لي :
يامشير حبري تراجع كله الى القمه و رأسي انكسر احترام وتقدير له
و تريد مني ان اكتب اسمحي لي يا مشير لا استطيع ان اكتب عن رجل
مثل الشيخ ؟؟؟؟ فقلم ُ ُ مثلي صغيرا ً جدا امام رجل رائع فلستوا وحدي
فكثير قبلي فشلوا مابالك بي فأنا اعلن فشلي وانهزامي قبل ان ابدأ
....ليتك تعلم يا قلمي ماذا يعني لي الشيخ .. ماذا يامشير قل لي :آآآآآآآآه
يا قلمي كنت اتمنى بل امنيتي الوحيده ان اجلس معه و اتحدث اليه أن اقبل
رأسه و أمسك يديه و ان لا اتركه برهة للزمن .. كنت ارى فيه والدي
الذي رحل قبله منذو سنوات كنت أراه من خلاله فلقد اعتبرته ابا ً لي ملأ
حياتي و دنيتي بشعور كنت أظن نفسي فقدته بوفاة والدي وصلني
احساسه دون ان القاه او حتى ان اراه من خلال العالم و صلني احساس
الحنان و الابوه و العطف أحساس صعب علي ان اتحدث عنه . قال لي
القلم : ما كل هذا يا مشيرأين انت من العالم ...لا تعجب با قلمي فأنا
أذهب لعملي مشغول البال على صحة الشيخ ومعاناة ابناء الشيخ
..كم أعد الدقائق و الساعات حتى ينتهي عملي لأعود مسرعا ً لمنزلي
ابدل ملابسي واتجه الى المستشفى لأطمئن عن حالة الشيخ
فيهدا بالي قليلاً لكن اظل بقلقي عليه
مثل أي ابن .. فأخذ لنفسي زاوية بعيدة عن الاعين حتى لا ازعج ابناءه
بتواجدي ... فاول شيء افعله كل يوم بعد عودتي من عملي زيارة الشيخ
أحيانا اشعر ابناءه بتواجدي و اغلب الاحيانا ً لا يعلمون اني كنت موجود
... كعادة كل يوم أذهب للشيخ ادخل المستشفى وقبل ان ادخل وعند الباب
انقبض قلبي تهت بين نفسي ..أرتقب لمن حولي ادخل كل شيء كما هو
الحركه ...الوضع... يانفسي ما بك مالذي انصب بداخلي قال القلم لي :
هل بالفعل كان يعني لك بمثابة الوالد ... مابك يا قلمي
والله العظيم كان
والدي فرحت كثير بأبوته واني وجدت شيخا مثله انت لا تعلم ماذا جرى
لي عندما علمت بالخبر كصاعقه نزلت على مسمعي ... بوفاته فأنا بعد موت والدي والشيخ زاد على قلبي الحزن
... أتعلم يا قلمي
عند سماع الخبر ً اصاب قلبي الخوف والحزن على نفسي في المقام الاول
تبعثرت اوراقي و تساقطت دموعي بفراق الغالي فراقه خسارة كبيرة لنا
واشد..قال لي القلم : توقف يا مشير يكفي عليك كل ذلك ..
لا يا قلمي لالا
توقفني فأنا مازلت على فراقه حزين و الله يشهد كنت اقف مع ابناءه
فترة العزاء وانا اتذكر كل شيء شعرت بهم واحسست بعمق الآمهم فأنا
كنت مكانهم من قبل كنت اموت في اليوم الف مره .. قال القلم ..
تمهل تمهل تمهل
يامشير وقل لي هل مازلت مصر على الكتابه عن الشيخ ..
قلت له وبإصرار
: نعم يا قلمي حتى وان انت اعتذرت فسأخذ من عروق دمي حبر
واكتب به عن رمز مثل الشيخ وان جف جسدي فلن تجف مشاعر واحساسي
اتجاهه سأكت وان طال الزمان بي ومهما بلغت لن اتوقف عن بعثرت
الاحرف وإعادة جمعها من جديد و نسج عباره اخر وان خانتني سأبعثره
مره ثانيه و ثالثه و أعاود جمعها حتى اصل لكلمة واحده تليق بالشيخ
..رد قائلا ً : إصرارك يزيد مني تقديرً وخضوعا ً للشيخ كما انه يجعلني
اصر اكثر على اعلأن هزيمتي قبل الكتابه .. قلت له : انت لا تعلم ماذا
ترك خلفه ذلك العظيم أتعلم اني عندما بدأت افرح بكيته .. واني عندما
وددت ان اقبل رأسه ذهب عني .. واني عندما فرحت بأبوته رحل ..
واني عندما اردت منه ان يمسح دموعي بطرف كمه وان يمسح على رأسي
سبقني القدر إليه ... الان علمت مقدار حزني و ألمي ...
ارجوك ياقلمي
لا تسألني أي شيء انت اعلنت انهزامك فأذهب و اتركني مع وحدتي
واشتياقي للشيخ و حنانه و عطفه الذي كنت اتشوق لقطره
واحده منها ... لحظه يا قلمي .. انظر ماذا حدث ..ما كل ذلك الكم الهائل
من الجمل والعبارات و الاحرف .. رد القلم قائلا ً : اتعلم يا مشير ما كل
ذلك انها من حاولت قبلي على الكتابه ولم تستطيع وعلمت بك فأتتك
مسرعه لتثبت لك صدق كلامي وعجزها وانهزامها ..
أرايت يا مشير
ارايت ..انه ليس أي شيء
انه عظيم ..كبير ... رجل صالح
انه الشيخ " إبراهيم بن محمد بن احمد صعيدي رحمه الله " ..من نسل الاشراف الطاهرين
يا مشير ادعي له فدعواتك تصله و يعلم بها انها من عندك .
اللهم اغفر له ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة
المفضلات