التسنيدة تظاهرة كتبت باسم صاحبها ونشيد عزف على أوتار الحب والوفاء عاشته ينبع في واسع أرجائها .
التسنيدة حكايا طواها الزمن وتناستها الذاكرة .. نعيدها اليوم تسرح بنا إلى خيالات بعيدة يوم أن كان لأجدادنا وآبائنا مغتسل من الشمس في ضحواتهم ، ومتكأ على القمر يتسامرون عليه يطردون تعبهم ضحكات يرتاح على صدرها العناء .
نعيدها اليوم ابتساما رافها ونتمثلها سؤالا نجد في إجابته كل الاطمئنان إلى حقيقة نؤمن بها جميعا وهي حقيقة الوفاء لهم والترحم عليهم في مشهد يعبر بنا إلى كيف كانوا ينحتون الصخر طريقا .. وكيف سلكوا الوعر واديا سهلا وتحديا يكبر أجسادهم النحيلة يتلذذونه لقمة من العيش المر ونكهة تمتزج بأحلامهم على أجفان تعبة .. تربوا عليه دواخل نظيفة وسرائر مخلصة ونوايا حسنة يتغنون بالقناعة تماما كالطائر يملؤه الفرح ويحركه الانتشاء ، وألف ألف من يتربص به يعيش يومه جذلا ويترك غذه إلى خالقه لا يخيفه ذلك الغد المجهول .. صدقوا مع الله وإلى الله .. في توكل مخلص ويقين تام .
التسنيدة سفر من التعب الحلو كانت في يومها على درب من الخوف والكفاف والحاجة والسعة النادرة يؤمون النخلة زادا وغذاء وجمالا .. نشتمّها اليوم عرقا يفوح من الأرض برائحتهم .. ونحن نجربها شيئا من الرفه والمتعة علينا أن ننظر إليها في وجدانياتها ومعانيها الكبيرة والتي تجاوزت حدها الرياضي
من منظور آخر يأخذنا إلى أبعاد وأبعاد أعمق من التفكر والتدبر وليس التذكير فقط
ننظر إليها وبما نغبط معه أنفسنا على هذا العيش المريح والآمن نعيشه على ربوع هذه الأرض الوفية والغنية برجالها أرض هذا الوطن المعطاء حكومة وشعبا وملكا يحاط بالحب الكبير من شعبه قيادة وصلنا بنا إلى مرافئ الدفء وشواطئ الخير في نهضة تتنامى يوما بعد يوم وبمقياس متسارع يحسب بساعات العشق للوطن .
تلك جلوة أستحضرها أبياتا من الشعر تهزني عشقا
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بلاد تهامى الخير في جنبــــاتها=وأضفى عليها من عبــاءته سـترا
تناهى إليها الصبح في ضحكــاته= يقهقه عن حمد وينـدى لها شـكرا
تعانق عطف الغيـم تيها إلى الدنا=وتركب متن البحـر تسكبه نهـرا
تحدث عنها الناس في كل منتـدى=وقد هالهم ماصـار من نهضة كبرى[/poem]
تأتي التسنيدة تحسسنا فارق الحياة بين اليوم والأمس .. تحسسنا نعم الله علينا .. نعمة العيش الرغيد والظل الظليل والآمن والماء الوفير
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ومن مثلها إن عسعس الليل آمن = وفي صبحها اليمن الجميل الذي أغرى[/poem]
تأتي التسنيدة ولسان حالنا يلهج بالشكر والثناء ويتسور الحمد لله على كل هذه النعم .
كما يجب أن ننظر إلى هذه التجربة تقدمها إدارة التربية والتعليم وعلى رأسها سعادة أخي الستاذ عبد الرحيم الزلباني وكل الذين شاركوه الرأي والجهد وبخاصة قسم النشاط الطلابي في شخص رئيسه النشط الأستاذ سليمان عمير المحلاوي .. ننظر لها على أنها درس عملي نفاد منه الكثير تكرمت به الإدارة ضمن مجموعة ما تقدمه من النجاحات المبهرة بدءا من الأنشطة المتنوعة والأمسيات المفيدة والمشاركات المختلفة والمهرجانات الثقافية والرياضية والفنية .. ولا ننسى تلك القرية التراثية بالأمس القريب .
وحتى التسنيدة الرائعة في شكلها ومضمونها وأصدائها تتقدم بالشكر والتقدير وبالدعاء والتوفيق لهذا المسار الطيب على درب الوطن
المفضلات