!
سلمان سالم المالكي
صعب أن تكون حاسداً واصعب من ذلك أن تكون محسوداً، فعندما تكون حاسداً فأنت فاعل وتستطيع التحكم في نفسك لكن عندما تكون محسوداً فانك مفعول به وليس لك حيلة..
والامر من ذلك ان يكون الحسد ممن تحسن اليه وتبر علاقتك به وتحاول ان تقترب منه.. والكارثة عندما لا تلتقي انت وحاسدك في نقطة اتفاق.. فانت تعطي وهو يمنع وانت تتقرب وهو يبتعد وانت تمد يدك وهو يجذبها وانت تشاركه همومه وهو يجلبها لك وانت تفرح له وهو يفرح عليك وانت تبتسم له وهو يضحك عليك.. في هذه الحالات ليس لديك سلاح تشهره في وجه الحسد سوى الصبر:
اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
لا وأي صبرٍ وعلى من؟ أهو صبر على من يعترض على قضاء ربه أم هو صبر على من يريد زوال النعمة عنك أم ماذا؟ فالصبر مفتاح والحسد مغلاق!! فأنت تفتح على نفسك فرجاً قريباً وهو يغلق على نفسه وعنها باب الايمان ومن يغلقه فقد اغلق عن نفسه الراحة والخير..
فأنت تعيش في الرخاء ويتقلب هو في العناء.. تنام الليل والحاسد عليل.. تمتطي خيل النعمة ويود لو كان لها كبوة.. ينشرح صدرك فيضيق صدره كأنما يصعد في السماء.. فهنيئاً للصابرين وطوبى لهم وبؤساً للحاسدين والخيبة لهم.
المفضلات