فتاتان تتمايلان كل يوم في السوق ؟
أمام احد الاسواق الشهيرة في شارع بحي الحمراء كانت الفتاتان تتمايلان دون استحياء.
وكلما مرت بجوارهما سيارة كان التمايل يزداد والتباطؤ يبدو اكثر وضوحا فيما يضطر كل من نفث الشيطان في صدره ان يبطئ السير, ويلقي كلمات واحيانا (همهمات) الى مسامع الفتاتين.
وكلما مضت الدقائق الاولى بعد غروب الشمس وبدأ الظلام يخيم على السماء كانت الفتاتان اكثر ظلمة في تصرفاتهما.. وكان المراهقون الاكثر ميلا للنظر ومراقبة ما يدور وسط الشارع الحيوي.
وفجأة توقفت سيارة فارهة على جانب الطريق, لكن الفتاتين تمنعتا عن مخاطبة من يقودها, وفي لحظات تسارعت خطواتهما الى حيث الشوارع الفرعية التي تواجه ذلك السوق, وفي لحظات اخرى كانت السيارة التي لا تضم سوى قائدها قد احتوت الفتاتين في المقاعد الخلفية الشاغرة.
وبمجرد ان انطلقت السيارة تلاشت (الصفارات) والصرخات التي كانت تتقاذفها افواه مراهقين اخرين في سيارات اخرى تابعوا الحدث.
وكان لسان حالهم يبكي على ما فاتهم من حظ في الاثم وتخلفهم عن خطوات نحو الرذيلة.
وعلى بعد عشرات الكيلو مترات توقفت السيارة الفارهة في شارع فرعي يخلو من صخب المارة وطرقعة اطارات السيارات.. ونزلت احدى الفتاتين لتركب مجددا, ولكن هذه المرة في المقعد الامامي بجوار السائق.. والذي عدل من هندامه وشهق منتشيا.. ثم واصل السير.
ولم يطل الحديث بين السائق والفتاتين حتى حددوا المكان والمقابل, فوافق السائق وانطلق حسب وصف الفتاتين.
توقفت السيارة امام بناية تبدو كأنها مازالت تحت التشطيب وغير مأهولة, وفي ثوان معدودات كانت خطوات الفتاتين تسير بزاوية منفرجة حتى زاغا داخل العمارة.. وبعد ثوان اخرى طبق الشاب التعليمات المتفق عليها سابقا, وانزوى هو الاخر في نفس البناية.. وصعد الى (الشقة).وقبل ان يقرع الجرس, فتح الباب ليدخل الشاب بعدما سيطر الشيطان على كل حواسه. اعتقد ان الحياة رقصت له.. لكنه فجأة وجد اقدامه تتراقص.. اذ دق جرس الباب مجددا.
سألته الفتاتان .. ان كان شخصا ما شاهده وهو يدخل البناية فتعقبه, لكن تطاير عينيه كان الرد الامثل من شاب انعقد لسانه.
طلبت منه الفتاتان الاختباء داخل احدى الغرف.. ريثما يتم التأكد من الطارق, ففعل وفي لحظات كانت الفتاتان على موعد مع الصراخ والبكاء.
وقبل ان يطول رعب الشاب داخل احدى الغرف دون ان يعرف ماذا يحدث في الخارج.. داهمه خمسة اشخاص في مخبئه لتخر قواه, طالعهم بنظرات سريعة, فاذا اجهزة اللاسلكي في ايديهم, وفي حوزتهم مسدس تملكه الرعب, فيما الفتاتان يتوسلان الى الخمسة اشخاص, لكن احد الغرباء يأمر الاخرين بأن يأخذوا الفتاتين الى سيارة الدورية فورا.. فيتراجع صوت الفتاتين وهما يرافقان بعض الغرباء الى خارج الشقة, فيما يعلو توسل الشاب, ورجاؤه بان يتركوه لتكون المرة الاخيرة.
وكلما بدأ الغرباء في تفتيشه بأمر من احدهم والذي دعاهم لتجريده من اي سلاح او هويات قد تكون بحوزته يزداد خوف الشاب وهلعه, وترتفع حدة صوت التوسل, متوقعا بأن ما يفعله قد يستعطف هؤلاء الرجال.
وبعد عدة نهرات توقف الغرباء ثم دعوه للتوقيع على تعهد بعدم العودة الى مثل هذه الافعال, وسيبقى الخطاب بحوزة الشرطة (حسب قولهم) فاذا سقط في ايديهم مرة اخرى سيلقى جزاءه, واقنعوه بأن ما جعلهم يتركونه هو انه في كامل هيأته.
فوقع الشاب وقبل انصراف الجميع طلب الشاب منهم (محفظته) التي تحوي اوراقه الثبوتية ونقوده لكنهم اقنعوه ايضا بأنه لا جدوى من محاولات استرداد ما تم التحفظ عليه, بما في ذلك الساعة والجوال.
استسلم الشاب وطار فرحا بـ(الفكاك) من هؤلاء.
وانتهت الليلة الحمراء بفقدانه كل ما يملك وحبس سره داخله ولم يفض به لأحد.
في يوم اخر كانت الشقة نفسها موعودة مع نفس الفتاتين لكن اللقاء كان مع شاب آخر بنفس السيناريو, فيما الفارق الوحيد ان الشاب حاول التخلص من الغرباء لكنهم اوسعوه ضربا حتى فقد توازنه ثم تركوه.
كشف السر
وفي موقع آخر كان الحدث يتكرر الا ان الخوف من الفضيحة لم يدفع الشباب المجردين من اية اوراق ثبوتية او ممتلكات الى البحث عما فقدوه داخل وكر الرذيلة.لكن اربعة من الشبان تجرأوا على الخوف وسجلوا بلاغات للشرطة واتهموا رجال امن بالاستيلاء على ممتلكاتهم داخل شقق بعينها.. عندها كانت المفاجأة وانكشف السر, فالغرباء ليسوا من رجال الامن وقد يكونون منتحلي شخصية وانهم مجرد محتالين.
وبعد البلاغ بدأ رجال الامن الحقيقيون في فك اللغز.. من هؤلاء?. واين مواقعهم?. وكيف يصطادون ضحاياهم?.
وبعد جمع الادلة تبين ان هناك عصابة لا تمارس الرذيلة بقدر ما تمارس النصب والاحتيال, وانها تضم فتاتين من جنسية عربية اضافة الى (عربي) واربعة اشخاص من شرق آسيا.
والمخطط يبدأ باغراء الفتاتين للشباب في الاسواق الشهيرة, ثم تتابع بقية افراد العصابة الضحية بسيارة تشبه السيارات التي يستخدمها رجال الامن, وانهم ينتحلون شخصيات رجال المباحث بما في حوزتهم من مسدس وجهاز يشبه اللاسلكي والذي يطلق نغمات محددة, ويتم تجريد الضحية داخل الشقة او الموقع المهجور من كل ما بحوزته, ثم يتم اخلاء سبيله, ويستغل افراد العصابة التي يتزعمها شخص يدعى (الجحملي), وجود الشبان الضحايا في اوكار الرذيلة لضمان عدم البلاغ عنهم, فيما احد افراد العصابة يروج للفتاتين من خلال عرض البوم لصورهما في ملابس مخلة بالآداب, ويصطحب الضحايا الى حيث الشقق.
وبعد رصد وتحر وتنفيذ عدة كمائن للعصابة سقطت في ايدي رجال الامن, وتبين ان السيارة الفارهة التي كان يقودها زعيم العصابة مطلوبة لدى الجهات الامنية لاستخدامها في عدة جرائم وسرقات.
واتضح ان العصابة تجتمع وتخطط لجرائمها في استراحة على كورنيش جدة, وان نشاطها في نطاق احياء الحمراء والشرفية والكندرة.
وبعدما تم القبض على العصابة اعترفوا بكل ما ارتكبوه وصدقت اعترافاتهم.
وتابع القضية مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي مدير التحريات والبحث الجنائي حسن النفيعي رئيس بحث الجنوب, رئيس وحدة مكافحة جرائم الاموال والسيارات الرائد عبدالرحمن المالكي, فيما قاد عملية القبض على العصابة الملازم عبدالهادي الجهني ضابط البحث والتحري.
[frame="1 80"]أثريك صاحب بس في وقت الأفراح
وبكل سهوله ترخص ألي يصونك
الله يعين القلب وشلون يرتاح
زوداً على همة تحمل همومك[/frame]
المفضلات