فتيات السعودية يفضلن لقب «مطلقة» على «عانس»
«القعدة في الخزانة ولا زواج الندامة»
جدة: أمل قبضايا
«الزواج قسمة ونصيب»، مثَل شائع تردده دائما الفتيات اللاتي لم يتزوجن، بعد سؤال مَن حولهن عن بقائهن من دون زواج هروبا من لفظة «عانس»، وليبرز سؤال: هل تفضل أن تكون العانس مطلقة؟
وتقول (عفاف) أم لخمس بنات، إنها تفضل أن يطلق على ابنتها لقب «عانس«، من أن تمر بتجربة زواج فاشلة او قاسية ينتج عنها في معظم الأحيان أطفال أبرياء ينشأون في مناخ متوتر ومليء بالمشاكل وبعيدا عن الدفء الأسري ومشاعر الأم والأب معا، وهي المشاعر التي ليس لها بديل، خاصة في السنوات الأولى من عمر الأطفال، والضحية في هذه الحالة لن تكون الزوجة المطلقة فقط، بل الضحية الأولى هنا الأولاد.
لكن نسبة كبيرة من البنات اللاتي لم يسبق لهن الزواج، اعترفن بصراحة شديدة بعكس ذلك، مثل ما قالته هناء، وهي فتاة جامعية: «إنني أفضل لقب مطلقة على صفة العنوسة، التي تعتبر وصمة عار على جبيني».
أما نسرين، زميلتها في الجامعة فتقول: «حلم كل فتاة مهما ارتفع مستواها العلمي والاجتماعي، أن تتزوج بفارس الأحلام وتصبح ملكة متوجة في منزلها الخاص وتعيش حياة الأمومة التي خلقت من اجلها، لكن هذا الحلم الكبير يتحول إلى كابوس مزعج إذا لم تلحق بقطار الزواج لتصبح عضوا في حزب العنوسة، وبالتالي تصبح متهمة من قِبل المجتمع الشرقي الذي تنتمي إليه، إما بالقبح الشكلي أو بثقل الدم أو أنها فتاة سيئة السمعة، ومن هنا تميل كل فتاة إلى الزواج ثم الطلاق للهروب من فخ العنوسة».
وهناك نسبة قليلة جدا من الفتيات يؤكدن أن الزواج قسمة ونصيب، ومنهن حصة العتيبي، معلمة، التي تقول: «القعدة في الخزانة ولا زواج الندامة». وهي بذلك تفضل أن تظل من دون زواج، وتكون عانسا، بدلا من تجربة تندم عليها طوال حياتها.
من جانبها قالت زينب محمد، اختصاصية اجتماعية في مدرسة متوسطة: «يعتبر العرف الاجتماعي في الدول الشرقية والإسلامية، دافعا لكل فتاة لتفضل صفة مطلقة على صفة العانس، بالرغم من مرارة كلمة الطلاق وانه ابغض الحلال عند الله، فالمرأة العانس تعيش عمرها وهي مطاردة بالشعور بأنها امرأة غير مرغوبة من الجنس الآخر، ومحرومة من الرباط المقدس الذي أحلّه الله، وتعاني من نظرة المجتمع لها ومن الحرمان من الشعور بالأمومة والاستقرار الأسري، لهذا أصبح من المنطلق الاجتماعي لقب المطلقة أفضل من لقب العانس».
ويشير عوض عطية، مستشار قانوني: «ان لقب عانس أفضل بكثير من لقب مطلقة في ساحات المحاكم، وان المرأة التي تحمل لقب مطلقة تلقى بسهام نارية من قِبل المجتمع، وتصبح وباء يبتعد عنه الناس لأنها امرأة فاشلة لم تستطع أن تحافظ على بيتها أو أنها سيئة السمعة، لذلك طلقها زوجها. ولهذا هي تعاني لأنها مطلقة، من دون حساب ان تكون هي الضحية التي رمى بها زوجها، في نظر المحيطين بها، وهي نظرة ظالمة وقاسية ينظر من خلالها المجتمع إليها، لذلك أجد أن العانس افضل بكثير من أن تكون مطلقة».
يذكر أن آخر الإحصاءات الخاصة بوزارة العدل أشارت إلى أن عدد عقود الزواج 90982، وعدد صكوك الطلاق 18765، ووصلت نسبة الطلاق إلى 21%، وأشارت الاحصاءات السكانية إلى وجود مليوني فتاة لم تتزوج!
منقول - منتدى عود الليل
المفضلات