ينبع - محمد عيدان
احتلت مدينة ينبع في الأعوام الأخيرة مكانة بارزة في الخارطة السياحية للمملكة بعد تنفيذ عدد من الخدمات التحتية والمشاريع السياحية التي أسهمت في الإقبال على هذه المدينة العريقة التي أصبحت أبرز المدن السياحية بشواطئها الخلابة وجوها الربيعي المعتدل.
وعرفت ينبع بمكانتها التاريخية كميناء هام منذ عهد الإغريق حيث كانت تمون السفن الشراعية المارة بالبحر الأحمر، واشتهرت بموقعها على طريق القوافل المتجهة إلى الشام كما ارتبط اسمها بحوادث وقعت في صدر الإسلام بين الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبين قريش حيث دارت فيها غزوات عدة منها (سرية العيص وبواط والعشيرة)، وهذه كلها أسماء أماكن قديمة في ينبع، ويرجع تاريخ ينبع إلى 2500 عام على الأقل، عندما كانت على طريق البهارات والبخور من اليمن إلى مصر ومنطقة البحر المتوسط. وبقيت ينبع ميناء صغيرا حتى عام 1975 عندما اختارتها الدولة لتكون مدينة صناعية هي ومدينة الجبيل على الساحل الشرقي.
وتتميز ينبع بشواطئ ساحرة ذات رمال ذهبية وأمواج هادئة بالإضافة الى جو ربيعي معتدل طوال العام وهذه المقومات شجعت على إقامة العديد من الرياضات البحرية, كما أن المنطقة ذات مخزون هائل من الشعاب المرجانية النادرة وهذا ما جعلها مقصدا رئيسيا لمحبي الغوص.
وتنقسم المدينة إلى ينبع النخل وهي عبارة عن واد يقع على جوانبه عدة قرى يمتد من ساحل البحر الأحمر غرباً حتى مسافة 50 كم شرقاً، وهي القرى التي تعتبر المحطة الرئيسية في طرق التجارة للشام ومصر قبل الإسلام ومن ثم طرق الحجاج. وينبع البحر (البلد) وهي الجزء الأساسي ويقطنها أغلب سكان ينبع وبها معظم المحلات التجارية والمرافق العامة، وهي مدينة سياحية بالدرجة الأولى وذات نمو سريع مقارنة بباقي المدن تمتاز بحس التخطيط وهي مركز استثماري كبير على الساحل الغربي للمملكة.
ومن أبرز المواقع السياحية في ينبع منطقة شرم ينبع التي تعد منطقة جميلة جداً لهواة الغوص، حيث يكثر فيها المرجان وتعتبر من أفضل المناطق في العالم للغواصين. وتحوي العديد من المنتجعات، وبها مراكز للغوص.
كما تشهد مدينة حاليا مشروعا لتأهيل المنطقة التاريخية تعمل عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع وإمارة منطقة المدينة المنورة وأمانة المنطقة والمؤسسة العامة للموانئ والغرفة التجارية الصناعية بينبع, وهذا المشروع يأتي ضمن مشاريع مراكز المدن التاريخية الذي تعمل عليه الهيئة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وعدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
ويهدف المشروع لربط المركز التاريخي بالواجهة البحرية للمدينة، إلى إيجاد تكامل في المنتج السياحي يجمع بين التراث المعماري الأصيل لهذه المنطقة والموقع المتميز على ساحل البحر الأحمر، واستثمار هذا التنوع في تسويق ينبع كوجهة سياحية وطنية متميزة.
المفضلات