أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
صفحة 1 من 7 123456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 73

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    18

    تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    [DCI]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبن غنيم المرواني
    تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين


    بسم الله الذي هدى وألهم , وعلم الإنسان ما لم يعلم , والحمد لله الذي علمنا ما لم نعلم , وهدانا لسير على صراطه الأقوم , وأخرجنا من ظلمات الكفر الأظلم , وهدانا لإتباع نبيه ذو الجبين الميسم , صلى اللهم عليه صلاة دائمة وأنعم , وعلى آله شامة الأنجم , وعلى أصحابة ذوي المجد الأعظم , صلاة دائمة ما تفتح زهر وتبسم ..
    وبعد :
    امتنانا وإحسانا لهذا الموضع المبارك المسمى الينبع وإكمالا لمسيرة من سبقنا في هذا المضمار من أبناء ينبع البررة ورجالها الأوفياء وخيارها الأدباء من أمثال الابن البار لتلك الديار عبد الكريم الخطيب رحمة الله إن كان ميتا وحفظة المولى إن كان حيا , وكذلك باحث الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمة الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانه وكذلك أخينا الشيخ الفاضل ناجي بن تركي الهزاعي الشريف مؤلف كتاب : الجمان في تاريخ ينبع على مدار الزمان .

    وإنه ليسعدني أن أنثر بين يدي القارئ من أهل هذه البلاد المباركة ومحبيها هذه الشذرات المتناثرة البسيطة من تاريخ هذا البلاد العزيزة .. عسى أن يجد أحد أدبائها بغيته فيها فينشط عما كسلت عنه همتي ولم تبلغه أمنيتي ويؤرخ أو يكتب عن تاريخ هذه البلاد فلعله يستفيد ببعض مما في هذه الرسالة.. وإني لأعلم أنني لست بأهل لذلك ولكن قلة الكتابة عن تاريخ هذه البلاد الينبع بلاد جهينة هو ما دفعنا لأن نلج ما ولجنا فيه ونسأل الله أن يوفقنا فيه .. هذا وسوف كما هو موضح بعنوان الرسالة سأقتصر في الكتابة على بعض ما فات أولئك الباحثين والأدباء خلال كتابتهم عن تاريخ هذه البلاد ولا أدعي الحصر ولا الكمال ولست متبحرا بهذا المجال ولكن ما نقصده هو أن تكون المراجع والشذرات التي سنذكرها في هذه الرسالة مرجعا لمن أراد الكتابة عن تاريخ هذه البلاد
    وسأذكر بعون الله ما توفر لدي وملكته يدي من مراجع لتكون مرجعا لمن أراد أن يكتب عن تاريخ ينبع فمن تلك المراجع ما يلي :

    1.( بلاد ينبع , لمحات تاريخيه جغرافية , وانطباعات خاصة ) :
    تأليف : العلامة الباحث حمد الجاسر , رحمة الله , وهو من أفضل ما كتب عن تاريخ هذه البلاد وكل من جاء بعده هم عيال عليه في مؤلفه وتاريخه المشار إليه .
    2.( موسوعة تاريخ ينبع ) , تأليف : عبد الكريم الخطيب , ولم أقف عليها ولكنه ذكر في أحد كتبه أنها جاهزة للطبع فلا أدري هل وفى بما وعد أم لا ؟ .
    3.( تاريخ ينبع ) , تأليف : عبد الكريم الخطيب . وهو يقع في مجلد لطيف وقد أطال المؤلف في التحدث فيه عن حال ينبع في عصره والعصر الذي قبله بقليل .
    4.( الجمان في تاريخ ينبع على مدار الزمان ) , تأليف : ناجي بن تركي الهزاعي الشريف , وهو تاريخ لا بأس به من ناحية التراجم وقد ألتزم فيه مؤلفة بالترجمة لمشاهير هذه البلاد ومن نزلها من المتقدمين وقد فاته الكثير , ومما يؤخذ على المؤلف ضعف كتابه من الناحية التاريخية والجغرافية بل نكاد نقول أنه لم يتحدث عن جغرافية ينبع وكذلك مبالغته في الترجمة حتى أننا نكاد نقول أنه كتاب ترجمة وليس كتاب تاريخ , وكذلك كثرة نقلة وقلة تعليقاته على ما يورده من أخبار حتى أنك لو عددت تعليقات وتعقيبات المؤلف على ما ينقله لما تجاوز ذلك خمس ورقات !! .
    5.( شعراء ينبع وجهينة ) , تأليف : عبد الكريم الخطيب , ويقع في مجلد وقد أحسن المؤلف في إخراجه وأجاد وقد جمع فيه بعض شعراء بلاد ينبع وجهينة وفاته البعض منهم .
    6.( شعراء ينبع وبنو ضمرة ) , تأليف : عبد الكريم الخطيب , ويقع في مجلد وهو عبارة عن ترجمة لشاعر الينبعي كثير بن عزة وعن حياته وبعض قصائده لعشيقته عزه !! ولم يلتزم بالعنوان الذي وضعه وهو شعراء ينبع ولا أدري ما السبب !!
    7.( أدب من رضوى ) , تأليف : عبد الكريم الخطيب . وهو عبارة عن ترجمه لأحد شعرائها , ليس فيه كثير فائدة . 11
    .( رجال واسر من ينبع ) , تأليف : عبد الكريم الخطيب , ويقع في مجلد وهو عبارة عن ترجمة لرجال ومشاهير بلاد ينبع المتأخرين وفيه تراجم لعلماء ومشايخ وأمراء قبائل أنفرد بالترجمة لهم حتى أنك تكاد ألا تجد لهم ترجم إلا في مؤلفه هذا ! , ومن ذلك ترجمته لشيخ قبائل جهينة الشيخ : سعد بن غنيم - رحمة الله – فقد أنفرد بشي من أخبار هذا الرجل الذي أرى أنه لا تزال ترجمته مغمورة , وبخاصة إذا نظرنا إلى مكانته المعروفة !! ومؤلفه هذا هو زيادة على الباب الذي أفرده بتاريخه تاريخ ينبع .
    8.( تاريخ جهينة ) , تأليف عبد الكريم الخطيب , ويقع في مجلد لطيف ذكر فيه نسب قبيلة جهينة وأفخاذها ومواطنها في جزيرة العرب ومصر والسودان وسبب هجرتها من نجد في الجاهلية واستقرارها في الحجاز وغيرها من الأبواب وقد فاته الشيء الكثير عن فضائل هذه القبيلة العظيمة , ومما يؤسف أنه إلى اليوم لم تقر أعيننا بمؤلف يتناسب مع حجم ومكانة هذه القبيلة العظيمة !! .
    9.( ينبع ) , تأليف : عبد الكريم الخطيب , ويقع في مجلد متوسط الحجم وقد قسمه إلى عدة أبواب , وقد أنفرد بمعلومات وأخبار لم يذكرها في مؤلفاته السابقة وبخاصة في باب : جغرافيتها وموقعها وأوديتها وتضاريسها وجبالها , وكذلك في باب : ينبع في العصور التاريخية .
    10.( ملامح من تاريخ ينبع ) تأليف : الأستاذ الأديب صالح بن عبد اللطيف السيد , حفظه الله , ويقع في مجلدين كما سمعنا وللأسف الشديد أنني لم أقف عليه – في الوقت الحاضر على الأقل – فنظرة إلى ميسره إن شاء الله , لنتمكن من الحصول عليه , وقد صدر حديثا لعلة بتاريخ 1427 هـ .
    12.( العيص ) , تأليف : الدكتور معتاد بن عبيد السناني الجهني , ويقع في مجلد متوسط الحجم ولا بأس به من الناحية الجغرافية , وقد فاته الكثير خلال حديثة عن الناحية التاريخية للعيص .
    13.( ينبع النخل في الماضي والحاضر.) , تأليف : أحمد بن سعيد , ولا أعلم في كم مجلد يقع ولم أقف عليه .
    14.( شاعر من ينبع ) , تأليف : عبد الكريم الخطيب , ويقع في مجلد وهو ترجمة لشاعر الينبعي حسن عبد الرحيم القفطي مع ذكر لبعض من أشعاره .
    16.( المؤلفات عن الرحلات ) حيث أن ينبع تقع على طريق قوافل ورحلات الحج ولذلك أفرد لها كثير من الرحالة باب في مؤلفاتهم ورسائلهم ويكاد لا يخلو كتاب يفرد في الرحلات إلا ويذكر فيه ما يتعلق بهذه البلاد .
    هذا ما يحضرنا في هذه الأسطر وإلا فالمراجع أكثر من هذه وحسبنا أننا قد ذكرنا ما وقع بين أيدينا منها .. وأود أن أنوه إلى أنه قد نقل العلامة الباحث حمد الجاسر في مقدمة كتابه : ( بلاد ينبع ) قول القطبي حيث قال : ( وقد ألف السيوطي رسالة عن ينبع ) ثم نقل الجاسر نص قوله في ص 38 من مخطوطة كتاب القبطي وهو : ( الفوائد السنية في الرحلة المدنية والرومية ) حيث قال القطبي بالنص : ( وللجلال السيوطي تأليف مستقل في الينبع ) , وقال الجاسر عقب ذلك : إلا أنها غير معروفة الآن لدي , ونقل ذلك عبد الكريم الخطيب في كتابه ينبع ولم يعلق على ذلك .
    ( قلت ) : وكذلك نحن لم نقف على ذكر لهذه الرسالة التي ذكرها القطبي ولا علم لدينا عن مؤلف للسيوطي بهذا الاسم ولا نعلم هل هو كتاب أم رسالة صغيره ؟؟ وإن كان قول القطبي يشير إلى أنه كتاب وقد بحثت بحسب ما توفر لدي من مصادر عن أثر لهذا الكتاب فلم أظفر بذلك .. وبحثت كذلك في كتاب : ( دليل مؤلفات السيوطي المطبوعة والمخطوطة ) ولم أجد أي ذكر لذلك !! , وما وجدته من مؤلفاته هو : ( الينبوع فيما زاد على الروضة من الفروع ) وهذا المؤلف لا يزال مخطوط إلى الآن حسب علمنا وأغلب الظن أنه في باب الفقه وفروعه , وقد وجدت بعض من نقل عنه ذلك حيث ذكر منه باب أوقاف المسجد النبوي .. وغالب الظن أن هذا الكتاب الذي ذكرناه ليس هو المراد وبخاصة أن القبطي هذا وهو قطب الدين المكي المؤرخ الحنفي المتوفى سنة 988 هـ مؤلف كتاب : ( إعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام) .. – وهو مطبوع - والمؤلف يبدوا أنه قد عاصر السيوطي حيث أن السيوطي توفي سنة 911 هـ , فهو إذا قريب عهد منه إن لم يعاصره , فلا يعقل أن يهم أو يغلط في النقل عنه ! .. وكذلك العلامة الجاسر رحمة الله لا يعقل أن يغلط في قرأه المخطوط أو أن يصحف حيث أنه متمرس على ذلك .. إلا أن يكون التصحيف من الناسخ للمخطوط فالله أعلم بالحال ,


    ولعل أحد باحثي هذه البلاد المباركة الينبع تنشط همته للبحث عن هذا المؤلف فهو إن وجد وصح خبره فهو تاريخ حافل لهذه البلاد لم يؤلف مثله.. تنبيه أخير نود أن نشير لكل باحث ومهتم ممن يرد البحث عن هذه البلاد وتاريخها في أمهات الكتب فسوف يجد في مؤلفات المتقدمين مصطلحات خاصة عن هذه البلاد ( ينبع ) حيث يذكرون لها عدة أسماء فمنها قولهم : ( ينبع , الينبع , بالينبع , ينبوع , الينبوع , بالينبوع ) وفي تراجم أهلها تجد قولهم : ( الينبعي , الينبوعي ) ومن مارس النظر في كتب المتقدمين يجد ذلك حيث أنهم يكثرون من هذه الأسماء فلا تغتر وتظن أنها لا تخص ما تبحث عنه فأنتبه لذلك بارك الله فيك .. وقد نبه على هذه المصطلحات الشيخ حمد الجاسر رحمة الله في مقدمة كتابه ( بلاد ينبع ) وذكر مصطلحين فقط ونحن بدورنا أكملنا بقية المصطلحات .. وأود كذلك أن أنوه إلى أنني في هذه الشذرات التاريخية سوف ألتزم بإيراد بعض ما فات من كتبوا في هذا الباب وذلك لكي لا نعيد ما كتبوا فمن أراد الإستزاده فعليه بتلك المراجع التي ذكرناها ومما يؤسف أن جل تلك المؤلفات التي ذكرناها تكاد أن تكون نادرة جدا وذلك لأنها طبعات قديمة طبعة في زمن مؤلفيها والمستغرب هو عدم إعادة طباعتها !! وذلك لكي يقتنيها من أراد البحث والتنقيب وقرأه تاريخ هذه البلاد .. هذا ونسأله سبحانه أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهة وأن ينفع بما كتبنا وأن يغفر لكاتب هذه الرسالة وقارئها .
    ...[/DCI]
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الله الذبياني ; 20-10-2009 الساعة 09:53 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    18

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    [DCI]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبن غنيم القضاعي
    ["]
    قبل أن نبدأ بعون الله هذه السلسلة من الرسائل التاريخية عن بلاد الينبعين :

    أود أن أشير إلى أن هذه السلسلة إنما هي في أساسها موجهة إلى الباحثين والمهتمين بتراث ( بلاد الينبعين ) لكي يستدرك من كتب عن تاريخ هذه البلاد ما فاته ولن أزعم أنني سأذكر جميع ما فاتهم فهذا القول صعب تطبيقه ولسنا بأهل لذلك ولكن حسبنا أننا نستدرك بما علمناه وعرفناه وفوق كل ذي علم عليم , وأود أن أشير إلى أنني سأسعى جاهدا بأسرع وقت ممكن للحصول على كتاب أستاذنا القدير والفاضل الأديب / صالح عبد اللطيف السيد ( حفظة الله ) , المسمى : ( ملامح من تاريخ ينبع ) والحقيقة أنني ذكرت في مقدمة هذه الرسالة أنه يقع في مجلدين وحقيقة الأمر أن ذلك خطأ ووهم مني أستغفر الله منه حيث أنه قد صحح لي أحد الإخوة جزاه الله خيرا هذه المعلومة فذكر لي أنه يقع في أربعة مجلدات وأن المجلدين الأخيرين قد ألحقهما بالجزئين الأولين وأنه في الوقت الحاضر ليس متوفرا إلا في بلاد ينبع والجزئين الأولين يقعان في تاريخ ينبع والجزئين الأخيرين في ملامح الشعر والأدب في بلاد ينبع الأول في أدب الفصحى والثاني في الأدب الشعبي وخلال اليومين القادمين بإذن الله سيصلنا كاملا بحكم أننا لسنا من سكان بلاد الينبع ..

    ( غزوة العشيرة وموضعها والمسجد الذي صلى فيه النبي في بلاد ينبع هل صح خبرهما وأين موقعهما ؟؟ ) :

    خلال بحثي بين صفحات الكتب للبحث عن تاريخ وأثار بلاد ينبع أرض جهينة من أهم المعالم والآثار وأشرفها التي لفتت انتباهي هي ذلك الأثر الشريف الذي شرف الله به هذه البقعة دون غيرها من سائر البقاع وهو أنها كانت ممرا ومصلى لخير البشر محمد صلى الله عليه وسلم , خير من نطق بالضاد , ووطئت قدمه المهاد , وبحكم أنه قد ذكر وروي بالإجماع أن له في هذه البقعة مصلى قد صلى فيه هو وأصحابه ليس ليوم أو يومين أو أسبوع أو أسبوعين إنما لشهر كاملا على الصحيح من الأخبار شهرا كاملا وبلاد الينبع تتطيب من آثار أقدمه الشريفة وأرضها ترتوي مسكا من قطرات عرق جبينه الشريفة من مواضع سجداته الكريمة إنه في بلاد الينبع وتحديدا في العشيرة وإليها قد نسبت الغزوة فسميت بها وقد حاولت أن أجد وصفا دقيقا يحدد لنا موضع ومكان رسم مسجد العشيرة وهو المسجد الذي صلى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه خلال غزوة العشيرة فلم أجد له أي ذكر أو أثر في الوقت الحاضر وجل أثاره وأخباره هي نقول أقول المؤرخين الذين ذكروه ووصفوه في الزمن الغابر لمن أتى بعدهم , وأغلب المعاصرين قد اختلفوا في موضع تحديده اختلافا كثيرا يصعب معه الجزم بموضع تحديده , أما سبب تسمية الغزوة التي غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسجد الذي صلى فيه باسم ( العشيرة ) فذلك بسبب أنه تلك الغزوة قد وقعت في بلاد ينبع وتحديدا في ينبع النخل في موضع العشيرة , ورسم العشيرة ليس خاصا ببلاد ينبع فهناك مواقع ورسوم أخرى في جزيرة العرب توجد فيها مواضع تسمى بالعشيرة , ولكن ليس هناك خلاف في أن عشيرة التي سميت باسمها تلك الغزوة تقع بجوار سيف البحر في أرض جهينة من بلاد ينبع وسيأتي معنا رسم تلك المواقع بمشيئة الله ..

    وأود أن أشير إلى أنه ليس المقصد من وضع هذه الرسالة هو الجزم بموضع ورسم مسجد العشيرة وموقع الغزوة وذلك لسببين أولهما : أنني لست خبيرا بهذا الشأن فنترك ذلك لأهل الاختصاص فهم أولى وأعلم منا .. والثاني : هو أننا لا نسكن قريبا من تلك الديار ولم نشاهد المواضع التي أشار إليها بعض المعاصرين وصورها ونقل القول بأنها آثار المسجد ورسم وموقع الغزوة إلا من خلال الصور فيصعب مع ذلك نفي أو إثبات ذلك , ولكن جل ما نصبوا إليه من وضع هذه الرسالة هو جمع الروايات والأخبار التي أشارت إلى موضع المسجد أو الغزوة علها تعطي فكرة عن موضع المسجد وتحديده ,,

    ( العشيرة ورسم مواضعها واستخراج معانيها في اللغة العربية ) :

    روي أنها العشيرة أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ..

    قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري :
    وأما العشيرة فلم يختلف على أهل المغازي أنها بالمعجمة والتصغير وآخرها هاء قال بن إسحاق هي ببطن ينبع وخرج إليها في جمادى الأولى يريد قريشا أيضا فوادع فيها بني مدلج من كنانة .

    وقال الأستاذ عبد الكريم الخطيب في كتابه " ينبع " :
    ومسجد ينبع معروف ببطن ينبع وهو مسجد القرية التي ينزلها الحاج المصري بينبع في ذهابه وإيابه والعين اليوم الجارية عنده لكنه لا يعرف بهذا الاسم .

    " قلت " هذا القول نقله الخطيب من كلام السمهودي المتوفى سنة 911 هـ في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " حيث يقول : ( ومسجد العشيرة معروف ببطن ينبع وهو مسجد القرية التي ينزلها الحاج المصري بينبع في وروده وصدوره ) وقال أيضا : ( ومسجد العشيرة معروف ببطن ينبع وهو مسجد ينبع بعين بولا , قلت وعنده عين جارية لكنها لا تعرف بهذا الاسم ) وقد نقل هذا القول كذلك الجزيري المتوفى سنة 977هـ في كتابه " درر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة "
    .
    وفي هذا الخبر عدة أمور مهمة قد يستنتج منها حال ومآل مسجد العشيرة وتحديد موقعة وموقع غزوة العشيرة :
    ولكنها تحتاج إلى وقفة ونظر وتحليل من الباحثين وأهل التاريخ والآثار حيث أكد السمهودي وهو المتوفى في بداية القرن التاسع سنة 911 هـ أن مسجد العشيرة لا يزال قائم إلى ذلك الوقت بل ومعروف موقعة ومحله في بلاد الينبع ونقل هذا القول أيضا الجزيري المتوفى على مشارف القرن العاشر سنة 977هـ ولم يعلق على كلام السمهودي بل ارتضاه ولم يعقب عليه ولو كان مسجد العشيرة غير معروف حاله ولا موضعه لعلق الجزيري على قول السمهودي الذي نقله .. ويستنتج من ذلك أن مسجد العشيرة كان إلى القرن العاشر أي إلى عام ألف من الهجرة وهو معروف موضعه ورسمه فما ذا حدث بعد ذلك ؟ ومتى اختفت معالم ذلك المسجد ؟ قد سبقنا إلى الإجابة عن هذا التساؤل شيخنا وأستاذنا الفاضل - أطال الله بعمرة –الدكتور الأديب / عبد الكريم الخطيب في تاريخه " تاريخ ينبع " حيث يقول : ( ومن الآثار في ينبع النخل ( مسجد العشيرة ) وكان معروفا إلى القرن العاشر ) وهذا يقوي ما سنجزم به من أن مسجد العشيرة قد اختفى في ما بين القرنين العاشر والحادي عشر أي من بداية عام 1000 هـ إلى نهاية 1100 هـ في هذه الفترة تحديدا اختفت معالم مسجد العشيرة لسبب من الأسباب لا يعلمها إلا الله . وكل القرائن والشواهد والأخبار تدل على ذلك لأنه من في القرن الثاني عشر وهو عام 1200 هـ وصلتنا أخبار عن أجدادنا الذين عاشوا في ذلك القرن وقد نقل أستاذنا عبد الكريم الخطيب في تاريخه أنه التقى رجل من أهل الينبعين من المعمرين وقد خنق المائة سنة ويذكر أحداث قد تصل إلى ذلك القرن , بل وزيادة على صحة هذا الاستنتاج أنه قد وصلتنا قصص وأشعار عن من عاشوا في ذلك القرن فلو فرضنا وجود مسجد العشيرة في القرن الثاني عشر ألا يصلنا شي من أخباره ؟؟ ولكن الحقيقة لم يصلنا شي من أخباره لأنه قد اختفى قبل القرن الثاني عشر بقرنين كما ذكرنا ,
    ويستنتج من قول السمهودي شي ثان وهو قوله ( وهو مسجد القرية ) وفي هذا القول إشارة إلى أنه مسجد أو جامع كبير ولذلك قالوا : ( مسجد ينبع ) يرتاده أهل القرية للصلاة فيه وكان ينزل للصلاة فيه كذلك قوافل الحجيج ومن أوصافه أنه كان بجوره مجرى لأحدى العيون , وقد روي كثير من الأخبار أنه يقع بجوار أحدى العيون المعروفة قديما وهي ( عين بولا ) ولم يتسنى لي معرفة موقع هذه العين وما وجدته أن هناك اختلاف في مكان تحديدها فبعضهم يجعلها قريبة من ساحل البحر ولأخر يجعلها غير ذلك عموما مسجد العشيرة يستنتج من تلك الأخبار أن موقعه كان بطرف ينبع النخل من جهة ينبع البحر ولذلك قالوا في تحديد غزوة العشيرة ومكان المسجد ( ببطن ينبع ) ومعلوم أن البطن هي الوسط أي أن الموقع في المنتصف ما بين ينبع الساحل وينبع النخل ولا نعني بذلك أن في المنتصف المحدد اليوم فقديما إذا قالوا ( ينبع ) إنما يعنون بقولهم ذلك ينبع النخل وكانوا يجعلون رسم حدودها إلى منتصف المسافة الواقعة اليوم بينهما لأنهم كانوا يطلقون على ينبع البحر مسمى الساحل هي ينبع البحر اليوم أو يقولون ميناء الجار هذه بعض النظرات والتحليلات من هذا القول قد تكون صائبة وقد تكون غير ذلك ولا أستطيع الجزم بذلك الموضع وتحديده لأنني لست من سكانها فكما يقال : ( أهل مكة أدرى بشعابها ) ( وعند جهينة الخبر اليقين ) !! .

    وقال أيضا في كتابه " ينبع " خلال حديثه عن غزوة العشيرة :
    ( العشيرة ) : هي عدة قرى , ومن قراها البركة بينبع النخل .
    ( قرية البركة ) : وقرية البركة هي القرية الباقية في الوقت الحاضر من منطقة العشيرة التاريخية .

    وقال العلامة الباحث حمد الجاسر - رحمة الله – في كتابه " بلاد ينبع ":
    ( البركة ) : من عيون ينبع ذكرها الفيروز أبادي ولا تزال معروفة .
    ( بولا ) : اسم عين العشيرة .
    ( عين البركة ) : عين البركة هذه من أقدم عيون ينبع , وهي إحدى عيون العشيرة التي لها ذكر كثير في كتب السيرة , وقد درست العشيرة وموقعها فيما بين البركة وبين البحر .
    ومن أموال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( العشيرة ) من ينبع وهي التي سميت الغزوة باسمها , وكان موقعها بقرب عين البركة , بل كانت عين البركة من بقية عيونها , كما يفهم من كلام الفيروز أبادي في كتاب المغانم .

    وقال الأستاذ الفاضل عبد الكريم الخطيب في مقدمة تاريخه " تاريخ ينبع " :والعشيرة معروفة اليوم بينبع النخل ولم يبق إلى اليوم من منطقة العشيرة سوى قرية البركة .

    وقال في الأستاذ عبد الكريم الخطيب في باب : خيوف ينبع المندثرة :
    خيف بولا .
    خيف البركة : من قرى سويقة عند قرية البركة المعروفة اليوم من قرى العشيرة , وكان لهذا الخيف مسجدا يسمى باسمه وغير معروف موضعه في الوقت الحاضر .

    وقال عبد الكريم الخطيب في تاريخه " تاريخ ينبع " :
    ومن الآثار في ينبع النخل ( مسجد العشيرة ) وكان معروفا إلى القرن العاشر ولم يبق اليوم من منطقة العشيرة سوى قرية البركة ولكن من المؤسف جدا أن أجدادنا أهالي الينبعين لم يحافظوا على هذه الآثار , وقد حدثني من أثق به من أهالي الينبعين في الوقت الحاضر أن موضع المسجد لا يزال معروفا .

    " قلت " لعله يقصد بهذا الرجل ما قاله في كتابه : " رجال وأسر من ينبع " خلال ترجمة للعلم دخيل الله بن طلال الجهني – رحمة الله - حيث قال :
    وقد حدثني عن موضع مسجد العشيرة الذي أسسه سيد البشرية صلى الله عليه وسلم في منطقة ينبع النخل والباقي اليوم من قرى العشيرة عين البركة والمبارك وإن كانت جفت عيونها حتى أصب لها أثر في نخيلها اليابس ومساكنها المتهاوية ووعدني رحمه الله بالوقوف عليه ولكن الأجل عجل به قبل أن نقف سوياً على هذا الأثر المجيد .

    وقال الخطيب في تاريخه " تاريخ ينبع " في باب : ( مواضع الأودية والجبال التاريخية حول ينبع ) :
    ( العشيرة ) : في أسفل وادي ينبع النخل عن يمين الداخل إليه , وكانت معروفة إلى القرن العاشر الهجري ومن آثارها اليوم عين البركة , وقرية البركة بها دور بساتين لأل جبر وآل الخطيب وآل عاتق وآل جريد والكبيدات في وقتنا الحاضر , غير أن عيونها الجارية قد جفت .

    وقال العلامة الباحث حمد الجاسر - رحمة الله – في كتابه " بلاد ينبع " نقلا عن السمهودي في الوفاء بأخبار دار المصطفى :
    ( العشيرة ) : موضع في ينبع , غزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم يلق كيدا , وقد أقطع عليه الصلاة والسلام عليا رضي الله عنه بذي العشيرة , واشتهر هذا الموضع بجودة التمر بحيث يفضل تمره على سائر تمور الحجاز , إلا الصيحاني بخيبر , والبرني والعجوة بالمدينة , وقد سلك الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة العشيرة ثنية بواط , التي بين الجبلين , بواط الجلسي , وبواط الغوري , ولرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي العشيرة مسجد كان معروفا إلى عهد قريب .

    وقال عقب ذلك : ويفهم من كلام السيد السمهودي ومن تقدمه أن عين العشيرة تعرف بعين بولا , وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في مسجدها , وهو المعروف بمسجد ينبع , ومسجد العشيرة , ثم أصبحت عين بولا من أملاك علي رضي الله عنه , ووصف البشاري العشيرة بأنها قرية صغيرة على الساحل قبال ينبع عندها نخيلات ليس لخانها نظير ..

    " قلت " القسم الأخير من الكلام هو نقل من قول السمهودي في الوفاء والسمهودي نقله من الحموي في معجم البلدان والحموي قال : وقال أبو زيد : العشيرة حصن صغير بين ينبع وذي المروة يفضل تمره على سائر تمور الحجاز إلا الصيحاني بخيبر والبرني والعجوز بالمدينة . " قلت " وفيه نظر حيث أن البرني ليس بالمدينة إنما هو في ببلاد ينبع بالعيص وكذلك قوله يفضل على سائر تمور الحجاز محل نظر أيضا حيث أن أجود تمور الحجاز هو البرني وأفضلها ما وجد في موضعه الأصلي الكائن في منطقة العيص القديمة وهو يفضل على برني الفرع المجاور له .

    " قلت " ( العشيرة ) : هي الموضع التي سميت باسمها الغزوة تقع اليوم في بلاد ينبع النخل وتحديدا ما بين بلاد الينبعين ينبع النخل وينبع البحر وهي قريبة جدا من ينبع النخل وقد مررت بها مرات قليلة وتقع على يسار الطريق العام للقادم من ينبع البحر وهو متجه إلى ينبع النخل وطريقها العام مزدوج يعمل فيه حاليا ليكون طريقا عاما ذا مسارين وكما أنها معلمة باللوحات الإرشادية إن أسعفتني الذاكرة تحت مسمى العشيرة وصفتها أنها أرض براح سهلة مستوية المعالم عدا الجبال المحيطة بها ويوجد فيها أثار من بيوت الطين والحجارة وأغلب تلك البيوت لا تزال بحالة جيدة حتى إنك في بعض الأحيان قد تشاهد فيها الأبواب والشبابيك وهي في مكانها وحالتها جيده وبها أيضا بساتين نخل خاوية لم يبق منها إلا الرسوم والأطلال ويلاحظ فيها أيضا وجود بقايا لبعض من القصور والأطام ويقال أنه كان يحيط بهذه البلدة سور لحمايتها ولم يتسنى لنا الوقوف على ذلك والله أعلم .

    وعلى موقع وزارة النقل السعودية على الشبكة في فصل الموانئ المطلة على البحر الأحمر :
    ميناء ينبع : عرف ميناء ينبع زمن الرسول صلى الله عليه و سلم بساحل بولا نسبة إلى عين بولا إحدى عيون قرية العشيرة و أقرب عيون ينبع إلى المرسى ، و بساحل بولا رست السفينتان اللتان أقلتا أصحاب الرسول العائدين من الحبشة , و لم يكن ميناء ينبع مشهورا في القرون الهجرية الأولى بسبب قربه من ميناء الجار , ميناء المدنية المنورة الأول في تلك الفترة , و لكنه اكتسب شهرة كبيرة ابتداء من القرن السابع الهجري بعد أن اندثر ميناء الجار ، و زاد نفوذ الأشراف الحسينيين في ينبع .

    " قلت " نقل القول بأنها كانت مرسى السفينتان اللتان أقلتا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عودتهم من هجرة الحبشة ابن سعد في الطبقات الكبرى في باب : ذكر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة .

    وقال السمهودي في خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى :
    ( وعين بولا ) التي يقال إن عليا رضي الله عنه عمل فيها بيده وفيها المسجد النبوي مسجد ذي العشيرة .

    .
    ...[/DCI]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    18

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    [DCI]
    قال مرتضى الزبيدي في تاج العروس :
    وعين بولا بالينبع .

    وقال ابن زباله في أخبار المدينة :
    ( مسجد العشيرة ) : عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله علية وسلم صلى في مسجد ينبع بعين بولا .

    "قلت "ونقل ذلك السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " وكذلك الورثلاني في " نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار المسمى " الرحلة الورثيلانية " وكذلك الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة " .

    وقال الفيروز أبادي في المغانم المطابة في معالم طابة :
    ( مسجد العشيرة ) : مسجد كبير ببطن ينبع معروف ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد ينبع بعين بولا .
    وهذا المسجد اليوم من المساجد المقصودة المشهورة والمعاهد المشهودة المذكورة تحمل إليه النذور، ويتقرب إلى الله تعالى بالزيارة له والحضور , يذكر التجار أنهم جربوا النذر له في تلاطم الأمواج ، وأنه ترياق مجرب من سم العواصف ذوات الاعوجاج ، فقل ما أرسيت سفينة بساحل ينبع إلا وهي مصحوبة بنذره محمولة بما استخرج من بركاته وبحره ولا يخفى على النفس المؤمنة روح ظاهر .

    "قلت " هذه القول هو بدعة وشر مستطير ولا يجوز القصد وتحمل المشقة من أجل الصلاة في مواضع صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عدا المساجد الثلاثة , أما إن كان من أهل البلد ويريد أن يصلي في ذلك الموضع فلا بأس بذلك إن شاء الله والله أعلم .

    وقال المراغي المتوفى سنة 816 هـ في " تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة " :
    ( ومسجد بالعشيرة ) من بطن ينبع وهو كبير معروف هناك .

    وقال ابن الضياء المكي المتوفى سنة.٤٥٨ هـ في تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة المشرفة في باب : ذكر المساجد المشهورة التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات :فقال : ومسجد بالعشيرة في بطن ينبع معروف اليوم .

    وقال الحافظ ابن حجر المتوفى سنة 852 هـ في فتح الباري :
    ( وأما العشيرة ) : فلم يختلف على أهل المغازي أنها بالمعجمة والتصغير وآخرها هاء قال بن إسحاق هي ببطن ينبع .

    وقال أيضا الحافظ ابن حجر في فتح الباري :
    ( غزوة العشيرة ) : أو العسيرة بالشك هل هي بالإهمال أو بالإعجام مكانها عند منزل الحج بينبع ليس بينها وبين البلد إلا الطريق .

    وقال عبد الحميد العباسي في " عمدة الأخبار في مدينة المختار " :
    قال محمد بن هشام : حمل معاوية إلى الحسين بن علي لعين أبي نيزر مائتي ألف دينار فأبى أن يبيع عين أبي نيزر , وقال : إنما تصدق بها أبي ليقي الله وجهه حر النار فلا أبيعها ، وكان له عين يقال لها بولا وهي التي عمل فيها بيده وفيها مسجد النبي صلى الله عليه وسلم متوجهة إلى العشيرة.

    " قلت " ( عين أبي نيزر ) سميت بذلك نسبة إلى مولى علي بن أبي طالب " أبي نيزر " وذلك عندما أعتقهم على أن يعملون في تلك العيون التي تصدق بها مقدار خمس حجج .

    وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " :
    ( ومسجد العشيرة ) : معروف ببطن ينبع وهو مسجد ينبع بعين بولا , قلت : وعنده عين جارية لكنها لا تعرف بهذا الاسم .

    وقال الباحث عاتق البلادي في " المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية " :
    ( وذو العشيرة ) الوارد هنا كان قرية عامرة بأسفل ينبع ينبع النخل ثم صارت محطة للحاج المصري هناك , وهي أول قرى ينبع النخل مما يلي الساحل ، وبها مسجد يقول بعض أهل ينبع : أنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    وقال ابن شبة المتوفى سنة 262 هـ في " أخبار المدينة " :
    ( عين نولا ) : وهي اليوم تدعى ( العدر ) وهي التي يقال لها أن عليا رضي الله عنه عمل فيها بيده , وفيها مسجد النبي متوجهة إلى ذي العشيرة يتلقى عير قريش

    " قلت " انفرد ابن شبة بهذا الخبر وهو أن عين بولا سميت العدر .
    وكلمة ( العدر ) بمعنى المطر , فيقال اعتدر الماء أي كثر , قال الأزهري في تهذيب اللغة : وقال الليث : ( العدر ) المطر الكثير وأرض معدورة ممطورة , وقال ابن فارس في مقاييس اللغة : العدر المطر الكثير , وقال إبراهيم الحربي في غريب الحديث : العدر المطر الكثير .

    وقال القاضي عياض في " مشارق الأنوار " :
    ( ذات العشيرة ) بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة , وجاء في كتاب البخاري العشيرة أو العسير بفتح العين وكسر السين المهملة بعدها كذا للأصيلي وعند القابسي في الأول العشير مثل الأول إلا انه بغير هاء أو العسير كما للأصيلي في الثاني , وكذا لأبي ذر إلا أنه قدم أحدهما على الآخر عند عبدوس العشير أو العشيرة مصغرين بشين معجمه فيهما وذكر عن شعبة عن قتادة العشير كالأول إلا أنه بغير هاء وكذا ذكره مسلم ذات العشير أو العسير مصغرين بغير هاء والشين مقدمة والمعروف فيها العشيرة مصغرة بالشين المعجمة والهاء وكذا ذكرها ابن إسحاق وهي من أرض بني مدلج كذا ذكرها مسلم ذات العشير وأما البخاري وابن إسحاق فلم يذكر أذات وذات العشيرة إنما هي الغزوة وأما الموضع فالعشيرة .

    وقال الجزري في النهاية في غريب الأثر " :
    ( غزوة العشيرة ) : ويقال العشير وذات العشيرة والعشير هو موضع من بطن يينبع .

    وقال الفيروز أبادي في القاموس المحيط :
    ( وذو العشيرة ) : موضع بالصمان فيه عشرة نابتة , وموضع بناحية ينبع غزوتها معروفة , والعشيرة باليمامة .

    " قلت " ( العشيرة ) : جمعها العشائر وهي كلمة تطلق على بطون القبائل المتعددة وكذلك تطلق على النوق اللواتي لم يلقحن تسمى إحداهن عشره وهي التي تعدت مرحلة مسمى الخلفة ويسمى بعد ذلك أبنها مفرود أي أنه أنفرد عن أمه فترك الرضاعة ومسمى الخلفة جمعه خلفات فيقال نوق خلفات .. والعشراء سميت بذلك لتعدي أبنها مرحلة العشرة أشهر أما قبل ذلك فتسمى خلفه سميت الخلفة بذلك لأنها قريبة العهد من الخلفة والإنجاب .. والعشراء جمعها عشار ومن ذلك قوله تعالى : ( وإذا العشار عطلت ) أي إذا تركت الإبل وأهملت من أهلها وذلك يوم يفر المرء من أبيه وصاحبته وبنيه ذلك يوم القيامة نسأل الله السلامة .

    قال ابن منظور في لسان العرب " :
    ( والعشر ) : شجر له صمغ وفيه حراق مثل القطن يقتدح به قال أبو حنيفة العشر من العضاة وهو من كبار الشجر وله صمغ حلو وهو عريض الورق ينبت صعدا في السماء وله سكر يخرج من شعبه ومواضع زهره يقال له سكر العشر وفي سكره شيء من مرارة ويخرج له نفاخ كأنها شقاشق الجمال التي تهدر فيها وله نور مثل نور الدفلى .

    " قلت " ( والعشرة ) : أيضا هي شجرة كبيرة الحجم لها أوراقها تشبه أكف اليد وإذا قطعت ورقها يسيل منها ماء أبيض اللون , ولها ثمر كروي الشكل إذا فتحته يخرج من داخله سائل لزج لونه أبيض كالحليب وطعمه مر جدا وعندما يصيبها الجفاف وييبس ثمرها يخرج من داخله قطن خفيف الوزن جدا بداخلة نواة سودا كحجم النملة وتذروه الرياح معها وهو أيضا يخرج من ثمر شجر الحرمل إذا يبس وأما القول بأن له سكر فهذا القول ليس بصحيح فثمر العشر طعمه شديد المرارة بل ويقال أنه مميت إذا شرب , وليس من جرب كمن نقل .. وشجرة العشر تنبت في الأراضي الطينية وبخاصة في الأودية ومجاري السيول ويكثر وجودها في وادي الحمض بالحجاز وهو واد فحل عظيم من أودية قبيلة جهينة مصبه في البحر الأحمر وتحديدا بين منطقتي الوجه وأملج .

    " قلت " ( والعشيرة ) : هم عزوة الرجل وأقربائه وهم أخص من القبيلة وعشيرة الرجل هم بنو أبيه وأهله القريبون منه كالعصبة مثلا ومنها قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) , وفي ذلك يقول الشاعر حميد بن ثور الهلالي :
    أنا سيف العشيرة فاعرفوني=حميداً قد تذريت السناما والعشير هو الصديق والرفيق ومنه قوله تعالى : ( لبئس المولى ولبئس العشير ) ومن قوله صلى الله عليه وسلم لنساء في الحث على طاعة الأزواج : ( إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ) أي زوجك ورفيقك .

    وقال الأزهري في تهذيب اللغة :
    ( ذو العشيرة ) : هو موضع بالصمان معروف نسب إلى عشرة نابتة فيه .

    " قلت " ما أعلمه أن العشيرة تقع بناحية نجد قبل الأفلاج للقادم من منطقة القصيم وهو متجه إلى الرياض وتبعد عن منطقة الرياض تحديدا مائة وثلاثين كيلوا مترا وتسمى اليوم ( عشيرة ) وقد مررت بها سابقا وهي قرية صغيرة يوجد فيها خدمات الماء والكهرباء والهاتف وغالب الظن أنه يسكنها بعض من قبيلة سدير ..

    وقال الفيروز أبادي في المغانم المطابة في معالم طابة " :قال ابن الفقيه : ذو العشيرة من أودية العقيق .
    قال عروه بن أذينة:
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    يا ذا العشيرة قد هيجت الغداة لنا شوقا=وذكرتنا أيامنا الأولا
    ما كان أحسن فيك العيش مؤتنقا غضا=وأطيب في أصالك الأصلا [/poem]
    قال الشيخ جمال الدين المطري : ذو العشيرة نقب بالحفيا والحفيا بالغابة شامي المدينة .

    " قلت " العشيرة العلم المراد هنا والتي تحدث عنها الفيروز أبادي في المغانم هي تقع جنوب المدينة وتبعد عن طيبة الطيبة حوالي خمس وخمسين كيلوا متر تقريبا وتقع على طريق العام مباشرة مكة جدة السريع وذلك لمن جعل المدينة خلفه وموقعها تحديدا بين أبيار الماشي واليتمة قبل موضع وادي ريم وهي أرض بركانيه وخصبة صالحة لزراعة يوجد فيها العديد من البساتين الزراعية والآبار الحلوة وأغلب أصحاب ويت المياه يردون أشياب المياه التي فيها وذلك لعذوبة وزلال مياهها ويسكنها في الوقت الحاضر فروع من قبيلة حرب

    وقال الحازمي في " الأماكن " :
    ( عشيرة ) : أما الأول : بضم العين وفتح الشين المعجمة , بين مكة والمدينة ، وذو العشيرة من ناحية ينبع إحدى غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت إليها .
    وقال كثير :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    ولم يعتلج في حاضر متجاوز=قفا الغصن من وادي العشيرة سامر[/poem]
    وأما الثاني : بفتح العين وكسر الشين موضع في الشعر .

    وفيها يقول أحدهم :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أيا صاح سر بي إلى مكة=ولذ بالمنازل والأربع
    وحث المطايا وخذ يمنة=إلى ذي العشيرة من ينبع[/poem]

    ويقول حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه في قصيدة طويلة يمدح بها قومه الأنصار القحطانيين :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    قوم هم شهدوا بدرا بأجمعهم=مع الرسول فما ألوا وما خذلوا
    وبايعوه فلم ينكث به أحد=منهم ولم يك في إيمانهم دخل
    ويوم صبحهم في الشعب من أحد=ضرب رصين كحر النار مشتعل
    ويوم ذي قرد يوم استثار بهم=على الجياد فما خاموا وما نكلوا
    وذا العشيرة جاسوها بخيلهم=مع الرسول عليها البيض والأسل
    ويوم ودان أجلوا أهله رقصا=بالخيل حتى نهانا الحزن والجبل[/poem]

    ويقول جعفر بن الزبير يرثي ابناً له ومنها :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    مررن على ماء العشيرة والهوى=على ملل يالهف نفسي على ملل[/poem]

    وفي المثل يقال : كيوم العشيرة .

    وقال جواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام :
    وتقع ديار بني مدلج بناحية ينبع ومن أرضهم ذو العشيرة وهو لبني مدلج وقد غزاهم الرسول غزوته المعروفة بذي العشيرة على رأس ستة عشر شهرا من مهاجرة فوادعهم ووادع حلفاءهم من بني سمرة ويظهر إن هذا الموضع إنما سمي بذي العشيرة نسبة إلى الصنم ( ذو العشيرة ) كان له معبد في هذا المكان فعرف به .

    " قلت " القول بأنها سميت بذلك نسبة لذي العشيرة الصنم أو المعبد هو قول خاطئ !! وليس بصائب ألبته عدا أننا لم نسمع ولم نقرأ عن هذا القول المزعوم وقول المؤلف إنما هو ظن وتخمين ليس لدية دليل يستند عليه ولو فتحنا باب التخمين والظنون لقلنا إنما سميت بذلك نسبة إلى الجد القديم ( ذي العشيرة الحميري ) القحطاني !! بل هذا القول هو أولى من الأول .

    هذا والله أعلم وأحكم .
    وكتبه : أبن غنيم المرواني الجهني
    طيبة الطيبة .


    ,,, والرسالة القادمة عن : ( أخبار وتاريخ ذي المروة ) ,,,
    [/DCI]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    23,067
    معدل تقييم المستوى
    44

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    شكرا أخي بن غنيم المرواني
    جهد مشكور
    جزاك الله خيرا
    كل عام و أنت بخير



    لمشاهدة جميع مشاركاتي الشعريه (( كسرات ومعلقات ))

    http://www.alhejaz.net/vb/showthread...831#post254831

    ولتصفح مدونتي الشعريه والمشاركه اليكم هذا الرابط:
    http://almoallem2007.ahlablog.com/

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    1,522
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    شكرا بن غنيم
    معلومات ومجهود رائع بارك الله فيك نتمنى المزيد

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    2,442
    معدل تقييم المستوى
    24

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    أخي العزيز أبن غنيم المرواني
    اولا اقول اهلا وسهلا ومرحبا بين اخوانك ومحبيك في مجالسنا الينبعاوية ولاشك ان الدار دارك اخي .
    تصفحت رسالتك للمرة الثانية بحكم انك طرحتها في أكثر من موقع وخرجت بالتالي :
    1- مابين ايدينا رسالة في كل ماتعنية الكلمة من رجل علم الى كل مهتم بالعلم ومنشغل به بمعنى انها توجيه وتنبيه لكل باحث يفكر في التأليف عن تاريخ ينبع النخل على وجهة الخصوص والينبعين على وجهه العموم حيث اجتهدت في الايضاح والارشاد بضرورة التزودبالزاد الصحيح والذي يعين كل باحث ويسهل عليه مهمته .
    2- لم تكتفي بذكر المراجع بل احسنت التركيز على نقاط الارتكاز في اختيارك للنصوص الهامة في هذه المراجع والتي ترى انها مهمة في بداية الكتابه عن هذه البلاد .
    3- ومن مقدمة الرسالة يتضح ان صاحبها حوى الكثير من العلم وسعة الاطلاع والاكبر من هذا اخلاص صاحبها لعلمه ولبلده.
    4- بحق الفائدة كبيرة من هذه الرسالة لكل مهتم بالتاريخ وبحكم اهتمامنا بهذا العلم سوف يكون لنا بعض من النقاط التي تحتاج للنقاش معك اخي لكي نستفيد مما رزق الله به من علم واطلاع وايضا لتعم الفائدة بشكل اكبر .
    مرة اخرى اشكرك اخي ونطالب في توالي رسائلك التي تنزل كالغيث على ارض هي في حاجته .واصدقك انني بحاجة لمن هو بمثل علمك واهتمامك .
    [read][type=176946]الشريف عبدالاله العياشي[/type][/read]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    ينبع البحر - لؤلؤة البحر الأحمر
    المشاركات
    3,927
    معدل تقييم المستوى
    23

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    [grade="00008B FFA500 008000 4B0082"]أخي العزيز /إبن غنيم المروا ني ا لجهني

    اهلا وسهلا ومرحبا بين اخوانك ومحبيك في مجالسنا الينبعاوية
    معلومات ومجهود رائعين
    بارك الله فيك نتمنى منكم المزيد .
    تقبلوا خالص تحيتي
    [/grade]
    إستمع إلى القرآن الكريم وأنت تتصفح الإنترنت

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    السيح
    المشاركات
    105
    معدل تقييم المستوى
    20

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    أخي العزيز /إبن غنيم المروا ني ا لجهني


    معلومات ومجهود رائعين


    بارك الله فيك ومبروك عليك الشهر الكريم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    18

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    بسم الله الرحمن الرحيم :
    الأستاذ المعلم قد أزددت شرفنا والله بمرورك علينا وعليكم جميعا مبارك - شهر الرحمة والغفران - .
    أخي الفاضل بشير نسعد بمرورك وتعليقك وزدت شرفا بمرورك .
    أستاذ شاهين رحمك الله - لا تكسر ظهري - أنا أخي الكريم لست سوى ( طويلب ) علم لا أكثر من ذلك .
    وأنا لم أضعها في منتداكم الكريم إلا لعلمي بأن في هذا المنتدى خصوصا رجال لها أثر وإهتمام بالتاريخ والأثار فلا تحرمونا من تعقيباتكم إن حصل خطأ في ما سنوردة من تاريخ عن ( بلاد الينبعين ) فأنتم هل الدار وأهل مكة أدرى بشعابها .
    أستاذ دايم السعد نسعد بمروركم وتعليقكم .
    أخي الكريم عين السيح سعدت بمرورك وتعليقك الجميل .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    18

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    [DCI]
    ( باب : أخبار موضع مسجد ذي المروة )

    قال ابن حجر في " الإصابة في تمييز الصحابة " :
    وروى عن أحمد بن محمد بن عروة الجهني سمعت جدي عروة بن الوليد يحدث بن أبيه عن جده عن عوسجة بن حرملة الجهني أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ينزل بالمروة وكان يقعد في أصلها الشرقي ويرجع نصف النهار إلى الدومة التي بني عليها المسجد فكان يدور بين هذين الموضعين وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين رآه أعجب به ورأى من قيامه ما لم ير من أحد غيره من بطون العرب يا عوسجة سلني أعطك وقال بن الكلبي عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألف يوم الفتح وأقطعه ذا مر .

    " قلت " الصحيح أن ذلك تصحيف وقد ورد ذكر تلك المواضع الشيخ الباحث حمد الجاسر في كتابه " بلاد ينبع " في قسم - بلاد جهينة ومنازلها القديمة – وذكر عدة مواضع هي : ( أمر – ذو أمر ــ ذا أمر – مر ) ونقل الأقوال أنه يقع في بطن إضم ( وادي الحمض ) وقد أكثر في تفصيل البحث في اختلاف تلك الأسماء , والحقيقة أن تلك الأسماء إنما هي جميعها – تصحيف – أو خطأ في النقل وسوف نؤجل البحث في هذا الموضع إلى موضع سنفرده للبحث في تاريخ وأخبار - إضم - المسمى اليوم ( واد الحمض ) بعون الله .

    وروى الطبراني في " المعجم الكبير " فقال :
    حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر، وحدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، قال: حدثنا أبي، قالا: حدثنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، قال: حدثني عبد الحكم بن يوسف، وغيره من أهل ذي المروة وقدمائهم، عن ابن لعبد الله بن سلام، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر بالحليحة في سفره إلى تبوك، قال له أصحابه: المنزل يا رسول الله، الظل والماء، وكان فيها دوم وماء، فقال:"إنها أرض زرع وبقر، دعوها فإنها مأمورة". يعني: ناقته، فأقبلت حتى نزلت تحت الدومة التي كانت في مسجد ذي المروة .

    وروى أبو نعيم الأصبهاني في " معرفة الصحابة : فقال :
    عوسجة بن حرملة الجهني سكن فلسطين ، ذكره البخاري في الصحابة .
    أخبرناه أحمد بن عبد الله بن صفوان ، كتابة ، ثنا إبراهيم بن دحيم ، ثنا إسحاق بن سويد الرملي ، عن أحمد بن محمد بن عروة الجهني ، قال : سمعت جدي عروة بن الوليد يحدث عن أبيه ، عن جده ، عن عوسجة بن حرملة الجهني ، قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ينزل بالمروة ، وكان يقعد في أصل المروة الشرقي ، ويرجع نصف النهار إلى الدومة التي بني عليها المسجد ، وكان يدور بين هذين الموضعين ، فسمعت جدي عروة بن الوليد يحدث عن أبيه ، عن جده ، عن عوسجة بن حرملة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي حين رآه وأعجب به ، ورأى من قيامه ما لم ير من غيره من بطون العرب : « يا عوسجة ، سلني أعطك » حدثنا محمد عنه

    وقال ابن زبالة في " أخبار المدينة " :
    مسجد بذي خشب :
    ولفظ رواية ابن زبالة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى تحت الدومة التي على حائط عبيد الله بن مروان بذي خشب، فهنالك يجتمعون .

    وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " :
    ( خشب ) : على مرحلة من المدينة تحت الدومة التي في حائط عبد الله بن مروان ولأبن زبالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بنخل تحت أثلة بمزرعة لرجل من أشجع وسط نخيل وصلى تحتها ثم أصعد في بطن نخل حتى جاوز الكديد بميل فنزل تحت سرحه وصلى فموضع مسجده اليوم معروف .

    وقال المراغي في " تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة " :
    وذكر ابن زبالة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل حين وصل إلى خيبر بين أهل الشق وأهل النطاة وصلى إلى عوسجة هنالك ، وجعل حول مصلاه أحجارا يعرف بها ، وانه عليه الصلاة والسلام صلى على رأس جبل بخيبر يقال له شمران فهنالك مسجده من ناحية سهم بني النزار ، ويعرف هذا الجبل اليوم ( بمسمران ) بالسين المهملة , وروي انه صلى الله عليه وسلم قال : (ميلان في ميلين من خيبر مقدس ) ، وانه صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم القرية في سنيات المسيح خيبر ) يعني الدجال , وروي أيضاً عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خيبر مقدسة والسوارقية مؤتفكة ) .

    وقال الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة " :

    وروى الزبير عن إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، ودليله رجل من أشجع ، فسلك بهم طريق صدور الأودية فأدركته الصلاة بالقرقرة فلم يصل حتى خرج منها ، فنزل بين أهل الشق وأهل النطاة وصلى إلى عوسجةٍ هنالك وجعل حوله أحجار .

    وروى البيهقي في " السنن الصغرى " ( نسخة الأعظمي ) :
    وفي حديث سبرة بن عبد العزيز بن الربيع عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بني رفاعة ذا المروة فمنهم من باع ومنهم من أمسك .

    " قلت " في الروايات والأخبار السابقة ذكر أنه صلى ( بذي المروة ) تحت دومة هناك عند دار عوسجة بن حرملة , وذكروا كذلك فقالوا صلى ( بذي خشب ) تحت دومة هناك عند حائط لعوسجة بن حرملة , وقالوا صلى بين الشق والنطاة القريبة من خيبر عند عوسجة بن حرملة وجعل حول مصلاه أحجار !! , فمن يقرأ تلك الأخبار قد يظن للوهلة الأولى أن ذلك إنما هو تضارب في الروايات وأخطاء في الأخبار ولكن الحقيقة غير ذلك فإن عوسجة بن حرملة الذي سوف نذكر شي من ترجمته بعون الله كانت جميع تلك المواضع والديار من منازله هو وقومه من جهينة ويظهر أنه كان كبير قومة وزعيمهم ولذلك عندما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعجب به ) وذلك مما رأى فيه مما لم يره برجل أخر من العرب فراء من قيامة وهيبته وكرمة وعظمته الشيء الكثير ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يوقره ويعظمه في نفسه فقال له عند ذلك : ( يا عوسجة سلني أعطك ) وهذا إن دل على شي إنما يدل على أنه كان رجل كبير في قومة معظما عندهم محترما من صغار القوم وأكابرهم ويبدوا أنه كان لدية عدد من المنازل في تلك المواضع والديار ولذلك عندما مر النبي صلى الله عليه وسلم حول مواضع دياره هو وقومه عندما كان في طريقة لغزوة تبوك كان ملازما لنبي صلى الله عليه وسلم مكرما له ولأصحابه ولذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله لرجل أخر من العرب

    وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " :
    رواه الطبراني وفيه راو لم يسم .

    وقال ابن حبان في " الثقات " في باب المساجد التي صلى فيها من تبوك إلى المدينة فقال ومنها : ومسجد بذي مروة .

    وقال ابن هشام في " السيرة النبوية " في باب مساجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين المدينة إلى تبوك فقال ومنها :
    ومسجد بذي المروة .

    وقال البكري في " معجم ما استعجم " في باب مساجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين المدينة إلى تبوك فقال ومنها :

    ومسجد بذي المروة .

    وقال المراغي في " تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة "
    وذكر محمد بن إسحاق وابن زبالة والحافظ عبد الغني المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتبوك فمنها :
    ( ومسجد بذي المروة) : على ثمانية برد من المدينة ، كان بها عيون ومزارع وبساتين ، وأثرها باق إلى اليوم وكانت من أعمال المدينة .

    وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " في باب مساجد غزوة تبوك :
    الثامن عشر ( بذي المروة ) على ثمانية برد من المدينة .

    وروى ابن زباله المتوفى سنة 199 هـ في " أخبار المدينة " :
    ( مسجد بذي خشب ) : أن النبي صلى الله علية وسلم صلى تحت الدومة التي على حائط عبيد الله بن مروان بذي خشب فهناك يجتمعون .

    " قلت " ونقل هذا القول السمهودي في الوفاء .

    وروى ابن زباله في " أخبار المدينة " :
    ( ذو المروة ) : قرية بوادي القرى على ثمان برد من المدينة وقيل بين ذي خشب ووادي القرى وروى الزبير بن خارجة بن مصعب عن أبي وقاص عن أبي أوفى قال نزل النبي صلى الله علية وسلم ذا المروة ونحن معه فلما صلى الفجر مكث لا يكلمنا حتى تعالى النهار ثم كلمنا ثم تنفس صعدا فقلنا : يا رسول الله أخبرنا ؟ قال : نزل علي ( لإيلاف قريش ) إلى أخرها .

    " قلت " روى هذا الحديث ذكره السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " والعباسي في " عمدة الأخبار في مدينة المصطفى المختار " .

    وروى ابن زباله في " أخبار المدينة " فقال :
    ( ذو المروة ) : أن النبي صلى الله علية وسلم نزل بذي المروة وصلى الفجر , ومكث لا يكلمهم حتى تعالى النهار , ثم خرج حتى أتى المروة فأسند إليها ظهره ملصقا , ثم دعا حتى ذر قرن الشمس شرقا يدعو , ويقول في أخر دعائه : ( اللهم بارك فيها من بلاد وأصرف عنهم الوباء , وأطعمهم من الجنى , اللهم اسقهم الغيث , واللهم سلمهم من الحاج , وسلم الحاج منهم )

    " قلت " وروى ذلك أيضا السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " .

    وقال الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة " :
    ( ذو المروة ) : قرية بوادي القرى , وقيل : هي بين خشب ووادي القرى , وكان بذي المروة عين قد أجراها الحسين بن زيد وقد ذكرتها في ترجمة العيون .
    وروى الزبير عن خارجه بن مصعب عن ابن أبي أوفى قال : نزل النبي صلى الله عليه وسلم ( ذا المروة ) ونحن معه، فلما صلى الفجر مكث لا يكلمنا حتى تعالى النهار، ثم كلمنا , ثم تنفس صُعداً , فقلنا : يا رسول الله أخبرنا ؟؟ , قال صلى الله عليه وسلم : ( نزل علي " لإيلاف قريش " إلى آخرها ) .

    وإن رجلا من الأنصار يقال له : عمرو بن سويد سرق درعاً لأسيد بن حضير فدفعها الأنصاري إلى سراقة اليهودي فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أعطاك الدرع ؟؟ , فقال : ما أدري !! فقال للأنصاري : أسرقتها ؟؟ , قال : لا! ! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى ( ذا المروة ) فأسند إليها ظهره ملصقاً , ثم دعا حتى ذر قَرن الشمس شرقاً ، يدعو ويقول في أخر دعائه : ( اللهم بارك فيها من بلاد ، واصرف عنهم الوباء , وأطعمهم من الجنان ، اللهم أسقهـم الغيث، اللهم سلمهم من الحاج وسلم الحاج منهم ) , ثم قال : ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ( .

    وعن نفيع بن إبراهيم قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بذي المروة ) , فاجتمعت إليه ( جهينة ) من السهل والجبل , فشكوا إليه نزول الناس بهم , وقهر الناس لهم عند المياه , فدعا أقواماً فأقطعهم , وأشهد بعضهم على بعض : ( بأني أقطعتهم , وأمرت أن لا يضاموا ودعوت لكم وأمرني حبيبي جبريل عليه السلام أن ( أعدكم حلفاء ) .

    " قلت " وقد زعم أقوام فضائل ليس لهم وعدوها أنها قد قيلت بأرضهم ومن ذلك بعض ( المثقفين والكتاب !! ) الذين ألفوا مؤلفات عن ( تاريخ مدينة العلا ) حيث أن بعضهم حرف بعض النصوص ووضعها في غير مواضعها ومن ذلك تلك الدعوات المباركة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقبيلة جهينة ) وبخاصة لأهل ( ذي المروة ) وهي المساه اليوم ( المارامية ) فقد دعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم لتلك الأرض وأهلها بالبركة , فلم يجد بعضهم إلا أن استخدام الخيانة العلمية فقام ببتر النصوص وتحريف الكلم عن مواضعه وذلك لخداع القارئ وإيهامه بأن تلك الدعوات إنما قيلت بتلك الأرض !! , وهي مدينة العلا والحقيقة هي عكس ذلك تماما !!

    حيث أنه في غزوة تبوك عندما مر النبي صلى الله عليه وسلم على العلا وتحديدا بجوار ( مدائن قوم صالح ) فقال لا تدخلوها إلا وانتم باكين , فلا أدري أين الأمانة العلمية لذلك ( المؤلف أو المثقف ) الذي كتب هذا الحديث أين علمه بهذا ؟؟ , والحجر هي المسماة اليوم ( مدائن صالح ) الواقعة بالعلا وهي مساكن قوم ثمود الذي قال الله عنهم في كتابه الكريم : ( وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ) , ومن العجيب أنهم يستدلون بالحديث الذي رواه سبرة بن معبد الجهني أو عوسجة وكلاهما واحد في أن الحديث الذي قيل في فضل ( ذي المروة ) أنه إنما قيل بمدينة العلا !! ونسوا أو تناسوا هذا الحديث الذي رواة البخاري في صحيحة والراوي هو عينة سبرة بن معبد الذي روى دعاء النبي بالبركة والغيث ( لذي المروة ) وأهلها !!

    أين أنتم يا جهابذة الكتابة !! يا من كتبتم عن تاريخ مدينة العلا من الأحاديث الصحيحة مثل ما رواه البخاري في صحيحة عن ابن عمر – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين , أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) وفي رواية أخرى كما عند البخاري : ( ثم تقنع بردائه وهو على الرحل !! ) , وروى البخاري أيضا في صحيحة أيضا عن ابن عمر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين , أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) والأحاديث في ذلك كثيرة وفي هذا القدر كفاية ونحن إنما نبهنا على غلط من جعل هذا الحديث هو في مدينة العلا وإنما هو قيل ( بذي المروة ) ولذلك وجب التنويه على ذلك هذا والله أعلم وأحكم .
    [/DCI]

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    18

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    ( باب : ذي المروة موقعها وتحديد رسمها من مواضع الحجاز )

    قال المراغي في " تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة "
    وذكر محمد بن إسحاق وابن زبالة والحافظ عبد الغني المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتبوك فمنها : ( ومسجد بذي المروة) : على ثمانية برد من المدينة ، كان بها عيون ومزارع وبساتين ، وأثرها باق إلى اليوم وكانت من أعمال المدينة .

    وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " في باب مساجد غزوة تبوك :
    الثامن عشر ( بذي المروة ) على ثمانية برد من المدينة .

    وروى ابن زباله في " أخبار المدينة " :
    ( ذو المروة ) : قرية بوادي القرى على ثمان برد من المدينة وقيل بين ذي خشب ووادي القرى وروى الزبير بن خارجة بن مصعب عن أبي وقاص عن أبي أوفى قال نزل النبي صلى الله علية وسلم ذا المروة ونحن معه فلما صلى الفجر مكث لا يكلمنا حتى تعالى النهار ثم كلمنا ثم تنفس صعدا فقلنا : يا رسول الله أخبرنا ؟ قال : نزل علي ( لإيلاف قريش ) إلى أخرها .

    وقال الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة " :
    ( ذو المروة ) : قرية بوادي القرى , وقيل : هي بين خشب ووادي القرى , وكان بذي المروة عين قد أجراها الحسين بن زيد وقد ذكرتها في ترجمة العيون .

    وقال الزبيدي في " تاج العروس " :
    ( مروة ) : مدينة بالحجاز نحو وادي القرى , منها أبو غسان محمد بن عبد الله المروي , قاله ابن الأثير ,
    ( وذو المروة ) : من أعراض المدينة كان سكن أبي بصير عتبة بن أسيد الصحابي
    وقرية أخرى من أعمال مكة منها حرملة بن عبد العزيز الجهني .

    " قلت " يبدوا أن الزبيدي قد فرق بينهما ولم يصب في ذلك حيث أنه لا اختلاف بين الأسمين إلا زيادة حرف ( ذو ) ومعلوم أن حروف ( ذو , ذا , ذي ) وأمثالها زيادات ليست من أصل الاسم إنما زيدت عليه , ولا نعلم في الحجاز منطقة تسمى المروة ( قديما ) غير هذه المذكورة التي نؤرخ لشيء من تاريخها .

    وقال الفيروز أبادي في " المغانم المطابة " :
    ( وذي المروة ) : ببطن إضم .

    وقال البكري في " معجم ما استعجم " :
    ( وذو المروة ) : من أعمال المدينة قرى واسعة وهي لجهينة كان بها سبرة بن معبد الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وولده إلى اليوم فيها بينها وبين المدينة ثمانية برد .

    وقال البكري في " معجم ما استعجم " :
    ( وذو المروة ) : بين ذو خشب ووادي القرى .

    وقال البكري في " معجم ما استعجم " :
    ( وذو المرو ) : قرية بوادي القرى وقيل بين خشب ووادي القرى نسبوا إليها أبا غسان محمد بن عبد الله بن محمد المروي .

    وقال ياقوت في " معجم البلدان " في رسم ذا العشيرة :
    قال أبو زيد : العشيرة حصن صغير بين ينبع ( وذي المروة ) .

    وقال ياقوت في " معجم البلدان " في رسم ذا العشيرة :
    ( طيخ ) : بالفتح موضع بأسفل ( ذي المروة ) وذو المروة بين خشب ووادي القرى .

    وقال الأصمعي في " جزيرة العرب " :
    الحجاز اثنتا عشرة دارا : ( المدينة , وخيبر , وفدك , ( وذو المروة ) , ودار بلي , ودار أشجع , ودار مزينة , ودار جهينة , ونفر من هوازن , وجل سليم , وجل هلال , وظهر حرة ليلى , ومما يلي الشام شغب وبدا ) .

    " قلت " وفي قوله هذا جعلها من الديار الكبيرة في الحجاز التي لها موضع ومكانه وهي كذلك .

    وقال العظيم أبادي في " عون المعبود شرح سنن أبي داود " :
    ( في موضع المسجد ) : أي من بلاد جهينة .
    ( تحت دومة ) : قال في القاموس ( الدوم ) شجر المقل والنبق وضخام الشجر .
    ( بالرحبة ) : أي الأرض الواسعة .
    والحديث سكت عنه المنذري .

    وقال المقدسي في " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " :
    ( بئر عثمان ) : على طريق الشام ,عند العرج جبل قالوا : أن جبريل شق فيه للنبي صلى الله عليه وسلم وقت هجرته طريقا إلى المدينة , ( وقعت نار بين المروة والحوراء فكان يقد كما يقد الفحم ) .

    " قلت " لم أجد هذا الخبر إلا عند المقدسي في هذا الموضع وما شاهدناه وعرفناه أن في منطقة العيص وهي الواقعة بين ذي المروة والحوراء هناك موضع يسمى الفرع ورسم موضعه تحديدا بعد السد المقام في منطقة العيص والمسمى سد الفرع وجدنا هناك أرض بركانية يبلغ مداها حوالي عشرة إلى خمسة عشر كيلوا مترا ويستغرب وجودها في تلك المنطقة حيث أنه لا توجد في تلك النواحي والديار مواضع للبراكين إلا في تلك البقعة المذكورة ,
    وقد تحدث عنها الدكتور معتاد السناني في كتابه " العيص " نقلا عن أحد أعداد مجلة أطلال : أن ذلك بسبب تعرض المنطقة لنشاطات بركانية خلال الزمن الثالث الجيولوجي وخاصة في الفترة ما بين الأوليجوسين والميوسين حوالي 10 – 35 مليون سنة خلت !! , حيث انبثقت على سطح الأرض سيول من الحمم , من البازلت والأنديسيت والربوليت , تاركة وراءها سهولا مرتفعة من الجلاميد الحممية في تلك الجبال !! ... وقد يبلغ طولها من الحصين إلى ريع ايعبري المطل على أملج حوالي 40 كم , أما طولها من الجنوب إلى الشمال فقد يصل إلى 7 – 12 كم .

    " قلت " تلك الأقوال التي تتحدث أن هذه البراكين إنما حدث قبل ملايين السنين !! إنما هي كذب وهرطقة , وتلك النظريات إنما جاءتنا من الكتاب والعلماء الغربيين وما أدراهم بما قبل ملايين السنين ؟؟ , هذه النظرية ليست ببعيدة عن نظرية داروين الإلحادية التي تتحدث عن تطور الكائن البشري !! .

    وقال اليعقوبي في " البلدان " :
    ومن أراد أن يسلك على طريق مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ من مدين إلى منزل يقال له أغراء ، ثم إلى قالس ، ثم إلى شغب ، ثم إلى بدا ، ثم إلى السقيا ، ثم إلى ( ذي المروة ) ، ثم إلى ذي خشب ، ثم إلى المدينة , فهذه المنازل من مصر إلى مكة والمدينة .

    وقال ابن خرداذبه في " المسالك والممالك " :
    الطريق من مصر إلى مكة :
    من الفسطاط إلى الجب ، ثم إلى البويب ، ثم إلى منزل ابن بندقة ، ثم إلى عجرود ، ثم إلى الذنبة ، ثم إلى الكرسي ، ثم إلى الحفر ، ثم إلى منزل ، ثم إلى أيلة ، ثم إلى حقل ، ثم إلى مدين ، ثم إلى الإغراء ، ثم إلى منزل ، ثم إلى الكلابة ، ثم إلى شغب ، ثم إلى بدا ، ثم إلى السرحتين ، ثم إلى البيضاء ، ثم إلى وادي القرى ، ثم إلى الرحيبة ، ثم إلى ( ذي المروة ) ، ثم إلى المر ، ثم إلى السويداء ، ثم إلى ذي خشب ، ثم إلى المدينة .

    وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " :
    ( ووادي الجزل ) : الذي به السقيا والرحبة في نخل ذي المروة .

    " قلت " ذكر ذلك في التعقيب على ما ذكره ابن شبة في أخبار المدينة عن اجتماع الأودية ومصابها في المدينة .

    وقال السمهودي في " الوفا بأخبار دار المصطفى " :
    ( أضم ) : كعنب تقدم آخر الفصل الثاني إنه الوادي المعروف اليوم بالضيقة وأن أعلاه مجتمع الأسيال وكان به أموال زعاب على عيون والجبل الذي بالوادي يسمى باضم أيضا وروى البيهقي إن مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم لركانة أشد أهل زمانه كانت بوادي أضم وبطن أضم كما في طبقات أبن سعد ما بين ذي خشب ( وذي المروة ) على ثلاثة برد من المدينة .

    " قلت " وادي أضم هو وادي فحل عظيم من أكبر أودية الحجاز سمي بـ ( إضم ) لانضمام سيول الأودية إليه من كل حدب وصوب , وهو المسمى اليوم بـ ( وادي الحمض ) سمي بذلك لكثرة ما ينبت فيه من أشجار الحمض , وهو من أودية قبيلة جهينة سمي بذلك لأنه على طول مجراه يمر بديار قبيلة جهينة وسنفرد له بحثا خاصا بعون الله إن أتسع لنا الوقت .

    وقال الهمداني في " صفة جزيرة العرب " :
    ومن المروة إلى المدينة مرحلتان .

    وقال العباسي في " عمدة الأخبار في مدينة المختار " :
    عيون الحسين بن يزيد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه وكان للحسين بن زيد ثلاثة عيون من أعمال المدينة أجراها من خالص ماله , إحداها كانت بالمضيق , والأخرى ( بذي المروة ) والثالثة بالسقيا .

    " قلت " وذكرها كذلك الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة "

    وقال الحميري في " الروض المعطار في خبر الأقطار" :
    ( وذو المروة ) : من أعمال المدينة قرى واسعة لجهينة .

    وقال الزمخشري في " الجبال و الأمكنة و المياه " :
    ( ذو المروة ) : في ديار الحجاز .

    وقال الأستاذ معتاد بن عبيد السناني في كتابه " العيص " :
    ومدينة ذو المروة ( أم زرب ) لها ذكر في مسير النبي صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى .

    وقال الأستاذ معتاد السناني الجهني في كتابه " العيص " باب : الآثار في منطقة العيص :كما أن هناك آثار منجم في أم لهب , على حافة وادي الحمض , جهة الزبائر بين الضليعة والسليلة , بها رحى كبيرة لطحن ( المرو ) وحسب تحديد موقع ( ذي المروة ) هو تابع لها لأن تحديدها قرب الضليعة تطل على وادي الحمض , وقد ذكر أستاذنا الجاسر أن ( ذا المروة ) هي ( أم زرب ) , كما توجد آثار كتابات قديمة في أودية العقوقفي قرب الفشغات وخذوه وعلى الأصح بينهما وهذا المنجم عبارة عن قرية صناعات .
    ( وفي الهامش يقول عن القسم الأخير من الموضوع ) : أخذت هذه المعلومات من الأستاذ : / محمد بن نايف العرفي , المشرف على الآثار في منطقة العيص .

    " قلت "
    القول إن ( ذي المروة ) هي أم زرب هو إتباع لقول الباحث حمد الجاسر في كتابة بلاد ينبع وسنبين أن هذا القول وهم وخطأ في السطور القادمة .

    وقال الباحث حمد الجارسر – رحمة الله – في كتابه " بلاد ينبع " :
    ( المروة ) : ويقال : ( ذو المروة ) , مدينة لها شهرة تاريخية , نقل السمهودي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بها حينما ذهب إلى غزوة تبوك فقال فيما نقل عن ابن زبالة , خرج صلى الله عليه وسلم : حتى أتى المروة فأسند ظهره إليها ملصقا ثم دعا قائلا : ( اللهم أسقهم الغيث , اللهم سلمهم من الحاج , وسلم الحاج منهم , ثم اجتمعت إليه جهينة من السهل والجبل , يشكون إليه نزول الناس بهم , وقهر الناس لهم عند المياه , فدعا أقواما فأقطعهم , وأشهد بعضهم على بعض " بأني قد أقطعتهم وأمرت ألا يضاموا , ودعوت لكم . وأمرني حبيبي جبريل أن أعدكم حلفاء )
    ولحقته جهينة في الرحبة , فقال لهم : ( من أهل ذي المروة ؟؟ ) , قالوا : بنو رفاعة من جهينة , فقال : ( قد قطعتها لبني رفاعة ) , فاقتسموها فمنهم من باع , ومنهم من أمسك فعمل .
    وازدادت شهرة تلك المدينة بعدما أصبحت محطة للحجاج يقدمون من الشام , وللقوافل التي تتجه من المدينة , ومن ينبع إلى بلاد الشام , وإلى سواحل البحر الأحمر الشمالية .
    ثم ضعفت في العصور المتأخرة بضعف الحكم في البلاد وانتشار الفوضى , وانقطاع الحجاج من ذلك الطريق , وهي معدودة من وادي القرى .

    وقد وصفها البشاري في القرن الرابع الهجري فقال : ( والمروة بلد حصين , كثيرة النخل , جيدة التمور , سقياهم من قناة غزيرة , عليها خندق وأبواب حديد , وهي معدن المقل والبردي , حارة في الصيف , الغالب عليها بنو جعفر ,
    وعدها هي والحوراء من مدن خيبر , وحدد المسافة بينها وبين ينبع فقال : من ينبع إلى رأس العين مرحلة , ثم إلى المعدن مرحلة , ثم إلى المروة مرحلتين , وذكر أن بينها وبين ينبع معادن ذهب .
    وقال ياقوت : ( ذو المروة ) : قرية بوادي القرى , وقيل بين خشب ووادي القرى , نسبوا غليها أبا غسان محمد بن عبد الله المروي .
    وذكرها عرضا فقال في تحديد المواضع الأتي ذكرها :
    ( طيخ ) : موضع بأسفل ذي المروة , وذو المروة بين خشب ووادي القرى .
    ( بلاكث ) : قارة من ذى المروة بينة وبين ذي خشب ببطن أضم .
    ( ذهبان ) : جبل أسفل ذي المروة .
    ( ظبية ) : أورد حديث أقطاع حرملة بن عوسجة المروة ,
    وقال البكري : ( ذو المروة ) : من أعمال المدينة , قرى واسعة , وهي لجهينة , كان بها سبرة بن معبد الجهني , صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وولده إلى اليوم فيها , بينها وبين المدينة ثمانية برد : ( البرد = 4 فراسخ , الفرسخ = 3 أميال = 8x 4 = 32 x 3 = 96 ميلا ) , والحوراء من وراء ذي المروة على ليلتين .
    وذكر البكري : أن مدينة ( ذي المروة ) بين ذي خشب ووادي القرى , وكان ذو المروة يقع في طريق حجاج الشام , ولهذا حدد المتقدمون المراحل بينه وبين المدينة بأربع هي :
    المدينة , ذو خشب , السويداء , المر , ذو المروة .

    وقال البشاري ( في أحسن التقاسيم ) :
    تأخذ الطريق من يثرب إلى السويدية أو إلى بطن نخل مرحلتين مرحلتين , ومن السويدية إلى ذي المروة مثلها فإن أردت جادة مصر , فخذ من المروة إلى السقيا ( سقيا زيد ) , هي أحسن مدن هذه الناحية والبساتين والنخيل متصلة من قرح إليها , ثم إلى بدا يعقوب ثلاثا , ثم إلى العونيد مرحلة , وإن أردت الشام , فخذ من السقيا إلى وادي القرى مرحلة , ثم إلى الحجر مرحلة , ثم إلى تيماء ثلاث مراحل .
    ويفهم من كلام السمهودي ( في الوفاء ) : ( كان بها عيون ومزارع وبساتين , أثرها باق إلى اليوم ) , ويبدوا أنها درست قبل القرن العاشر .

    كما يفهم من القول الذي نقله عن الزبير في وصف وادي إضم أن ( ذي المروة ) تقع في مجتمع وادي إضم بوادي الجزل من الغرب , ووادي العيص من القبلة , يفهم من هذا أن الأطلال التي تعرف الآن في متسع التقاء تلك الأودية , والتي أطلق عليها في الخارطة أسم : ( أم ذرب ) وتقع ... شمال خط الأستواء تلك الأطلال هي أطلال بلدة ( ذي المروة ) , لا نطباق أكثر ما ذكره المتقدمون على ذلك الموضع .
    ولشهرة ( المروة ) أو ( ذي المروة ) وهو الأكثر عند متقدمي العلماء , كانوا يحددون كثيرا من المواضع بالنسبة إليها فيقولون مثلا :
    ( عشمان ) : جبل بين المدينة , وبين ذي المروة , في طريق الشام من المدينة .
    ( العشيرة ) : حصن بين ينبع وبين ( ذي المروة ) في كتب السيرة النبوية .
    ( العيص ) : من ناحية ذي المروة .
    وقد أقطع النبي صلى الله عليه وسلم عوسجة بن حرملة الجهني من ( ذي المروة ) فقد روى ابن سعد في الطبقات كتب ..... الخ .

    " قلت " في كتاب الباحث حمد الجاسر ( بلاد ينبع ) - الطبعة الأولى - كثير من التصحيف والأخطاء الإملائية فلينتبه الباحث لها وسوف ننبه على ما ورد من تلك الأخطاء في ما نقلناه منه هنا في رسم ( ذي المروة ) .

    1- فمنها قوله في النقل عن البشري في كتابه " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " فقال : ( من يثرب إلى السويدية أو إلى بطن نخل مرحلتين مرحلتين ) ,
    ( قلت ) : في النسخة التي لدي : ( إلى بطن النخل مرحلتين مرحلتين ) النخل بالألف واللام .
    2- قوله : ( ظبية ) : أورد حديث أقطاع حرملة بن عوسجة المروة ,
    ( قلت ) : هنا حدث إقلاب في الاسم فالصحيح هو - عوسجة بن حرملة - وليس العكس حرملة بن عوسجة .
    3- قوله : ( عشمان ) : جبل بين المدينة , وبين ذي المروة , في طريق الشام من المدينة .
    ( قلت ) : الصحيح هو ( عثمان ) بالثاء وليست بالشين فليعلم .

    " قلت " هذا القول إن ( ذي المروة ) هي أم زرب حقيقة لم يوفق فيه باحثنا الكبير حمد الجاسر – رحمة الله تعالى – فإن أم زرب لا زالت تعرف بهذا الإسم إلى اليوم وإنما حدث بعض التحريف البسيط لأسمها القديم المعروف فكانت قديما تسمى بـ ( الزراب ) والتحريف هو بزيادة الألف التي في المنتصف , وهي موضع صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم خلال طريقة إلى غزوة تبوك وقد قد نشرت بحثا في هذا الموضوع قبل عدة أشهر وذكرت فيه أن ( ذي المروة ) هي المسماة في الوقت الحاضر ( المارامية ) وحينها لم أكن أعلم أن الأستاذ الباحث عاتق البلادي - رحمة الله – قد وافقنا على هذا القول فعندما وقع نظري على موافقة البلادي لقولنا في هذا الموضع لم نزدد بذلك إلا تمسكا بهذا بصحة هذا القول والحمد لله على ذلك وإليكم ما قاله الباحث عاتق البلادي فهو مؤلف كتاب " معالم الحجاز " وهو بمنطقة الحجاز أعلم من الشيخ الباحث حمد الجاسر بمراحل فليعلم ذلك .

    قال الأستاذ الباحث عاتق البلادي في " المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية " :
    ( المروة ) : باسم الحصاة البيضاء المورية نارا , جاءت في النص كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان والي المدينة منازعة في مال كان بينهما بذي المروة , ( وذو المروة ) : له ذكر كثير في كتب التاريخ والجغرافيا ، وهو منسوب إلى حصاة بيضاء بارزة من نوع المرو ، يقع عند مفيض وادي الجزل إذا دفع في إضم ، شمال المدينة على قرابة ثلاث مائة كيل ، ( وما زالت معروفة بهذا الاسم ) .

    وقال الأستاذ الباحث عاتق البلادي في " المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية " :
    ( ذو المروة ) : مكان ما زال معروفا قرب مصب وادي الجزل في وادي الحمض .

    " قلت " وعلى هذا تبين أن عاتق البلادي يقول في رسم موضع ( ذي المروة ) وما زالت معروفة بهذا الاسم , فأي مروة أخرى في الحجاز غير هذه المروة التي نبحث في تاريخها في هذا الموضع ؟؟ , أما ( ذي المروة ) فهي الأخرى قد حافظت على أسمها ولم يتغير منه إلا الشي البسيط فبدل ( المروة ) سميت اليوم ( المارامية ) وعلها سميت بذلك لكثرة حجر المرو الموجود فيها فهي أرض بيضاء اللون , أما صفة ( ذي المروة ) أو ( المارامية ) اليوم فهي كالتالي :
    ( المارمية ) : هي من الهجر التابعة لمنطقة العيص , أنظر معتاد السناني في " العيص " وحمد الجاسر في " بلاد ينبع " , والطريق اليوم من المرامية إلى طيبة الطيبة طريق معبد يبلغ مداه تحديدا 285 كيلوا متر , وللمتجه من المدينة إليها يسلك الطريق المسمى طريق " واد الحمض " فيبدأ بـ , المندسة , والمليليح , وشجوى , والسليلة , والبوير , والمربع , وأميره , فالمارمية , ويقع في شمالها الشرقي عدد من المزارع والبساتين وهي مقسمة إلى ثلاث مناطق الرئيسية في الوسط وتقع بين جبلين كبيرين يحدانها من الشرق والغرب والمنطقتين الأخيرتين تقعان في الجنوب الأولى من الشرق والأخرى من الغرب ويحدها من الشمال ممر وادي الحمض وفي ويقطع الوادي سد ترابي ويمر في منتصف هجرة المرمية طريق من جنوبها إلى شمالها وهو طريق صحراوي يعمل على تعبيده ويمر بهجرة العنبجة إلى أن يتصل بالطريق المعبد الواقع في هجرة البديعات التي تبعد عنها حوالي 40 كيلوا متر , ويوجد فيها اليوم خدمات عامة من ماء وكهرباء ومركز صحي وشرطة وأمارة وهي تابعة لمحافظة ينبع وأميرها هو الشيخ : / عايد بن صياح بن سعد بن غنيم المرواني الجهني , وهو أبن الشيخ صياح بن غنيم شيخ قبائل جهينة .

    وفي الساحل الغربي من متسع البرية الواقعة بين أملج والمنجور يقع ( أبو زريبات ) وهي من الديار الجهنية وموقعه تحديدا بجوار هجرتي البديعات والمدقة وهي تتبع لمحافظة تبوك تبعا لمنطقة أملج أو ( أمج ) يسكنها بعض من قبائل بلي وجهينة وغيرهما , وهناك ( أبو زريبة ) يقع في حوطة بني تميم , وفي شرق المدينة تقع جبال تسمى جبال أبو زريبة , وفي المدينة طيبة الطيبة مواضع وأماكن كانت تسمى قديما " زرب " " ذكرها الباحثين حمد الجاسر وعاتق البلادي .

    أما ( أم زراب ) التي كانت تسمى به قديما والمسماة اليوم ( أم زرب ) فسنذكر ما قالها أهل السير والتاريخ موقعها ومسجدها الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم خلال ذهابة إلى غزوة تبوك :

    قال البكري في " معجم ما استعجم " باب مساجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين المدينة وتبوك :
    ( ومسجد بذات الزراب ) : بكسر الزاي المعجمة بعدها راء مهملة .

    قال البكري في " معجم ما استعجم " :
    ( ذات الزراب ) : بكسر أوله وفتح ثانيه موضع على مرحلتين من تبوك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه مسجد .

    وقال الفيروز أبادي في " القاموس المحيط " :
    ( وذات الزراب ) : بالكسر من مساجد النبي صلى الله عليه وسلم .

    وقال ابن سيدة في " المحكم والمحيط الأعظم " :
    ( وذات الزراب ) : من مساجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتبوك .

    وقال ابن منظور في " لسان العرب " :
    ( وذات الزراب ) : من مساجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة .

    وقال ياقوت في " معجم البلدان " :

    ( الزراب ) : موضع فيه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بناه في مسيره إلى تبوك من المدينة .

    وقال الزبيدي في " تاج العروس " :
    ( وذات الزراب ) : بالكسر من مساجد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بين مكة والمدينة شرفهما الله تعالى .

    وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " :
    ( الزراب ) : ككتاب ويقال ذات الزراب في مساجد تبوك .

    وقال ابن حبان في " السيرة النبوية " :
    و مسجد بذات الزراب .

    وقال ابن حبان في " الثقات " :
    ومسجد بذات الزراب .

    وقال الواقدي في " المغازي " :
    و مسجد بذات الزراب .

    وقال السمهودي في مساجد غزوة تبوك في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " :الثالث ( بذات الزراب ) على مرحلتين من تبوك .

    " قلت " وبعد كل تلك النقول تبين بما لا يدع مجالا لشك أن قول الشيخ الباحث حمد الجاسر أن ( ذي المروة ) هي : ( أم زرب ) قول ليس بصائب البتة والصحيح هو ما أثبتناه ووافقنا عليه الباحث عاتق البلادي والله أعلم وأحكم .

    ,,, ولأخبار وتاريخ ذي المروة بقيه ,,,
    التعديل الأخير تم بواسطة أبن غنيم المرواني ; 10-09-2007 الساعة 11:06 PM

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مآزر الإيمان
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    18

    رد : تعطير الصفحتين بشي من تاريخ الينبعين

    [DCI]
    ( استدراك على ما فات أستاذنا صالح في تاريخه : ( ملامح من تاريخ ينبع ) :

    قال : أستاذنا صالح بن عبد اللطيف عليان .
    في كتابه : ( ملامح من تاريخ ينبع ) , ج3 , قسم : أضواء على الشعر والأدب في ينبع
    ( أدب الفصحى ) :


    أحمد بن محمد الحجازي الينبعي :

    أصل هذا الشاعر من ينبع , إلا أنه ولد ومات في صنعاء باليمن , لم نقف على ما يدل على متى ارتحلت أسرة الشاعر من ينبع , إلا أنه احتفظ بنسبته إلى موطنه حتى أصبح لا يعرف إلا به .
    يقول عنه الشوكاني ( في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ) : الشاعر المشهور وهو من مشاهير الشعراء وله قصائد طنانة ومعاني رائقة , لو لم يكن له منها إلا ما وقع من تشبيه الهلال , الذي فاق من قبله ولم يلحق به من بعده وهو قوله :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    ننظر في الغرب الهلال كأنه=من العاج مشط غاص في أخر الفرع[/poem]

    وهو ابن أخت الشاعر إبراهيم اليافعي الصنعاني , وقد سررت أيما سرور عندما وقفت على ترجمة خاله الشاعر إبراهيم المذكور حين قال ابن زبارة : وفد المترجم له وابن أخته الأديب ( أحمد بن محمد الحجازي الينبعي ) الآتية ترجمته على سيف الإسلام جمال الهدى علي بن المتوكل على الله إسماعيل بن قاسم الحسيني إلى اليمن الأسفل فامتدحاه بقصيدتين فأكرمهما واستحسن شعرهما وأبطأ عليهما بالجائزة فكتب إليه اليافعي :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    جمال الهدى إنا نظمنا قصائدا=حكمت لنا فيها وأنت المقلد
    وعندك للنقدين ذهن وراحة=فذا ناقد شعرا وهاتيك تنقد
    وهل نحن إلا عصبة أدبية=نقيم الثناء فيمن نشاء ونعقد
    ولو هجت البدر المنير لأوضحت=به وضحا وهو الرفيع المسود
    فإياك والشح المطاع فإنه= لشر أب منه الهجا يتولد[/poem]

    وبدأت أتصفح الكتاب مبتهجا بهذه المعلومة التي قضيت في طلبها الأوقات من خلال البحث في كتب التراجم والرجال علي أجد ما أقدمه للقارئ , وأتيت على الثلاثة مجلدات من نشر العرف , ( إلا أني لم أعثر على ما وعد به المؤلف من ترجمة لشاعرنا ) , وأعدت الكرة مرات ومرات دون فائدة , وبدوري أبدي أسفي للقارئ لعدم تقديم إضافة جديدة لذا الينبعي .

    ولم أعثر على أي ترجمة إلا ما أورده الشوكاني , وهكذا اختفت ثروة أدبية لا ندري ما كنهها إلا تمجيد الشوكاني لما وقف عليه منها , وهذا يدل على تمكن الشاعر حيث أنه نعته بالمشهور , إلا أني وحسب المراجع المتاحة لي لم أقف على شعره .
    وقد يكون لا يزال مخطوطا في مكان ما , وعسى أن يرى النور على يد أحد الباحثين لنرى نتاج ( شاعر يرجع أصله من هذا البلد ) .
    توفي بصنعاء سنة 1095 هـ تقريبا .


    " يقول ابن غنيم المرواني "
    أولا أرجوا أن تصل هذه الأسطر لأستاذنا القدير وكاتبنا المفضال صالح عبد اللطيف , عله يستدركها في طبعاته القادمة فجزاه الله خيرا على ما قدم حقا قد سررنا والله بصدور هذا التاريخ الكبير المسمى : ( ملامح من تاريخ ينبع ) الواقع في أربعة مجلدات , فهذا مجهود ضخم وعمل مقدر نشكر عليه أستاذنا صالح من أعماق قلوبنا , ونرجوا من أستاذنا القدير أن يتقبل منا هذا الاستدراك البسيط على ما فاته من ترجمة هذا العلم وإن كان استدراكنا هو الأخر لا يشبع الرغبة ولم يفي بالمطلوب ولكن حسبك أنه يعطيك شيئا بسيط من أبياته الشعرية التي قالها .

    فقد ذكره المؤرخ المحبي الحموي المتوفى سنة 1111 هـ في : ( نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة ) بقسم : لطائف لطفا اليمن . تحقيق : عبد الفتاح محمد الحلو ، طبعة : - دار إحياء الكتب العربية – القاهرة , ط 1 , سنة النشر : 1969م .
    يقول :


    أحمد الينبعي :

    شهاب في سماء الفضل قد وقد ، تنفث أقلامه في عقود لا عقد , وضح في طريق المعارف وضوح النور الساطع ، ومضى في تحصيل شواردها مضاء السيف القاطع , وله بديهة لم تتعب في ميدان سبق بتخلف ، وأشعار سلمت من وصمة تعقيد وتكلف .

    فمنها قوله :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    سبى فؤادي ومن حاز الجمال سبى=ظبي من الترك ألهى حسنه العربا[/poem]

    منها :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    والليل مشتمل بالغيم متشح=بالبرق قد وضعوا تاجاً له الشهبا
    والبرق مستعر الإيماض متصل=كأنه قلب صب للنوى وجبا
    أو أنه ضوء مصباح يمثله=ضحضاح ماء ولكن عندما إضطربا[/poem]

    وله من أخرى مطلعها :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    سلوا عن فؤادي إن مررتم على سلع=فعهدي به لما التقى الركب بالجزع[/poem]

    " قلت " هذا المطلع من القصيدة وجدت أن الإمام العلامة إمام اليمن الصنعاني قد أقتبسه في قصيدة له تبلغ ثلاث وثلاثين بيتا ومطلعها والدليل على أنه قد أقتبسها منه أن أحمد الينبعي هذا متقدم عن الصنعاني وذلك أن الصنعاني متوفى سنة 1182 هـ :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    سلا إن مررتم عن فؤادي على سلع=وقولا له طال الوقوف بذا الربع[/poem]

    منها :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    كأن حروف العيس في فاحم الدجى=أحاديث سر أودعت جيد السمع
    كأن سهيلا غرة فوق أدهم=يجاذبه رب العنان عن الرفع
    وتنظر في الغرب الهلال كأنه=من العاج مشط غاص في آخر الفرع[/poem]

    هذا التشبيه محل نظر .
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    إلى أن تجلى عن دجى الليل صبحه=تجلى أمير المؤمنين عن النفع[/poem]

    " قلت " هذا قول باطل وغلو في المدح والنفع والضر بيد المولى سبحانه عز وجل ولا يشاركه فيه أحد من الخلق ولا يستغرب هذا من المترجم له فإنه زيدي من الزيديه وهي إحدى فرق الروافض .

    وله :
    [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    شكئ إلى آسيه من رأسه=من قده يهزأ بالأس
    قلت كلانا والهوى قد رسا=في القلب نشكو ألم الرأس[/poem]

    " قلت " وبحثت عن ترجمة له في تاريخ المحبي المسمى : (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر) , فلم أظفر بأي ترجمة له مع أنه قد ترجم له في كتابه هذا : ( نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة ) , وبما أن العلم المراد البحث عنه من أعيان القرن العاشر فلينظر في كتب التراجم التي عنيت بترجمة أهل ذلك القرن والله أعلم .
    [/DCI]
    التعديل الأخير تم بواسطة أبن غنيم المرواني ; 12-09-2007 الساعة 10:59 PM

صفحة 1 من 7 123456 ... الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •