هو محمد عبده عثمان مرزوق آل دهل العسيري من مواليد 12 /6 /1949 م ولد في مدينة الدرب وهي مدينة تابعة لمنطقة جازان التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي للمملكة العربية السعوديه توفي والده وعمره ثلاث سنوات فنشأ يتيما حيث عاش طفولته بدار الأيتام التحق بعدها بالمعهد الصناعي الثانوي بجده حصل لى دبلوم في صناعة السفن عمل في بداية حياته بالبريد .
حياته الفنية بدات في برنامج للهواه في التلفزيون السعودي حتى اكتشف موهبته في بداية الستينات وتبناه الملحن عمر كدرس وكانت أغنية أعلل قلبي هي أغنية البدايه بالاضافة إلى أغنية سكبت دموع عيني وكذلك أغنية لنا الله التي قدمته للجمهور عام 1967
منحه خادم الحرمين الشرفين وسام وميدالية الإستحقاق من الدرجه الثانيه عام 1405 هجريه منحه الرئيس التونسي الحبيب أبورقيبه وسام بورقيبه للثقافة من الدرجة الثانية عام 1402 هجريه /1982 ميلادية بمناسبة اختتامه للحفلات التي قدمها آنذاك وأيضا بمناسبة احتفال بورقيبه بعيد ميلاده الذي استقبله وسلمه الوسام تقديرا لفنه الرفيع ولقبه ( فنان العرب ) ـ
متزوج وله من الأولاد سبعة وهم (نوره ، ود ، هيفاء ، ريم ، عبد الرحمن ، بدر ، دلال ) ـ
تعاون مع أسماء كبيره في الشعر ولحن له ملحنين كبار ، كما أن له الحان مميزه عربيا يعتبر محمد عبده حاليا من قمم الفن في العالم العربي
فنان العرب محمد عبده من البدايات إلى نهاية السبعينيات
بدأ فنان العرب محمـــد عبده رحلتــــــه الفنية منذ وقت مـــبكر جدا مع بداية الســــتينات الميلادية , وربمــــا يكون عام 1961م هو العام الذي شهد بداية محـــمد عبده مع عالم الغناء كان وقتــها في سن مبكرة جــــدا , حيث لم يبلغ من العمـر اربعة عشر عاما وهو طالب في المعــهد الصــــناعي بجدة , وبعد ان تخرج منه عام 1963م جاء اسم محمد عبده ضمن أفراد بعــثة سعودية متجهة الى ايطاليا لدراسة السفن , حينها دخل إلى الغناء من أوسـع الأبواب بعد طرقه باب الاذاعة السعودية بجدة آنذاك , لذلك تحولت الرحلة من رومـــا إلى بيروت , أي من بناء الســـفن إلى الفن الغنائي , وذلك بواسطة مدير الاذاعة الســـعودية في جدة آنذاك عـــــــباس فائق غزاوي حيـث أنه كـان من ضــــمن مكتـشفي صوت محـــــــمد عبده عندما غنى في الاذاعة في برنامــــــج ( بابا عباس ) عام 1960م , وبارك هذا الاكتشــــاف الشاعر الســـــــــعودي المعروف ( طاهر زمخشري) , حيث ســــــــافر محمد عبده من جـــــده إلى بيروت برفقة الغــــزاوي وزمخشري , وهــــــناك تم التعرف على الملحن الســــوري ( محمد محسن ) الذي أخذ من الزمخـــشري كلمات ( خاصمت عيني من سنين ) ليغـــــني محمد عبده أغنية خـاصة به بعد أن غنى الكثير من أغاني من سبقوه ومنــــــها أغنية ( قالوها في الحارة .. الدنيا غدارة ) , وعند العودة دخل محمد عبده إلى الغناء بقوه وتعــــرف على العديد من الشعراء امثال الاستاذ الكبير ابراهيم خفــــــاجي الذي كان له تأثيرا واضـــحا على حياة محمد عبده الفنية , وهناك من الملحنين الموسيقار طارق عبدالحــــكيم الذي أبدى اعجابه بصوت محمد عبده , وقدم له لحنا رائعا من كــــلمات الشاعر المعــــــروف ( ناصر بن جريد ) بعنوان ( ســـــكة التايهين ) التي قدمها محــــــمد عبده عام 1966م , ونزلت الى اســـواق الاسطوانات.
ووجد محمد عبـــــده نفسه في حاجة الى القيام بالتلحين لنفســـه , رغم الحــــــان طارق عبدالحكيم وعــمر كدرس التى صقــــلت موهبته لكنه خـــاض التجربة وكانت اغنية ( خلاص ضاعت أمانينا .. مدام الحلو ناسينا ) قدمها محـمد عبده على العود والايقــــاع دون أي توزيع موسيقي , وكان نجاح هذا اللحن تشجــــيعا لمحمد عبده على خوض التلحين الذاتي أكثر وأكثر , قام بتلحين كلمات صديق العمر ( ابراهيم خفاجي ) وهي اغــنية ( الرمش الطويل ) عام 1967م , يومها وزعت هذه الاسطوانة بعدد ثلاثين ألف نسـخة , معنى ذلك نجاح محمد عبده وانتشاره فنيا في جميع ارجاء السعودية كلها بمختلف مناطـــقها , وفي دول الخـليج المجـــاورة , ووصل صــــدى هذه الأغنية الى لبنان , حتى أن مســــــارح بيروت والمناطق السيـــاحية بها أصبحت تقدم هذه الأغنية بمختلف الاصوات في صيف عام 1968 و1969م , لذلك جـــــاء نجاح محمد عبده الأول له بألحانه , بعد الرمش الطويل جـــــاءت رائعة ( طارق عبدالحكيم ) وهي ( لنا الله ) من كـــــــلمات الشاعر الكبير ( ابراهيم خفاجي ) عام 1967م بعد نجاح الرمش الطويل.
وكان مســــرح التلفزيون في جدة والرياض هو المــكان اللائق لتـقديم الجديد بعد مســــرح الاذاعة قبل بدء الارسال التلفـــزيوني عام 1965م , حيث تم تعــــــاون محمد عبده مع الأمير عبدالله الفيصل فـي رائعتهم التي بعــــــــنوان ( هلا يبو شعر ثاير ) من الحان محمد عبده , وما كادت تبدأ فترة الســـــبعينات الا ومحمد عبده ينهي بكل نجاح المرحلة الأولى في تاريخ الأغنية السعودية الحديثة المرتبطة بمــــحمد عبده , كما ارتبطت بعدد آخر من الأســـــــماء مثل ( طارق عبدالحكيم ) و ( عبدالله محمد ) و ( فوزي محسون ) و ( طلال مداح ) لقيامهم بتطوير الفن السعودي , ومحـــمد عبده تخرج من هذه المدرسة استاذا ليصـــبح مثلهم أحد رواد الأغنية السعودية , حيث شهـــــدت فترة السبعينات العــديد من النجاحات في مسارح عدد من البلاد مثل ( الكويت , قطر , لبنان , الامارات , مصر ) حــــيث الانطلاقة الاكبر ليصبح محمد عبده سفيرا للأغنية السعودية , وتطور الحال إلى أن أصبح سفيرا للأغـــنية الخليجية ثم للجزيرة العربية كلها , بعد تطـــــرقه ألوانا غنائية من مختلف مناطـــق الممـــلكة والخليج العربي والجزيرة العربية ككل , حتى أصبح يلقب محمد عبده باسـم ( مطرب الجزيرة العربية ) أو ( فنان الجزيرة العربية ) , هذا اللقب لم يأت من فــــراغ مطلقا كون محمد عبده تعرف أولا على الأمــــــير الشاعر ( خالد الفيصل ) وقدم له قصــــــائد نبطية قوية مثل ( يا صاح , أيوه , سافر وترجع , وغيرها ) , دخــــــــل محمد عبده معها ألوانا أخرى مثل السامري في ايقاعات رائعة جدا , هذه الألوان الصعبة من كلــــمات ايضا انتشرت في كل مكان خارج نطاق الجزيرة العربية بعد أن انتشرت داخلها.
بعد ذلك جاءت رائعة ( ابعاد ) , وتعاون مع الشاعر الكويتي الكبير ( فائق عبدالجليل – فك الله أسره ) والحان كويتية ايضا من الملحن الكبير ( يوسف المهنا ) , لتخرج محمد عبده من نطاق العالم العربي , فقام مطرب ايراني بترجمة معاني هذه الأغنية بنفس اللحن وقدمها بصوته, وقـــــام آخر هندي بترجمتها ايضا , بالاضافة الى فرفة عربية قامت بغناء هـــــذه الأغنية مثل عائلة البندري , ناهـــــيك عن الفرق الغربية في اليونان وتركــــيا وعدد من دول اوروبا الـــذين قاموا بغناء اغنية ( ابعاد )ـ
نعم , ابعاد اغنية عالمية , وفوق ذلك كافة الجاليات غير العربية المقـــــــيمة في الخليج قد تعرفت على محمد عبده بهذه الأغــــنية وأخذت بعد ذلك كافة الاشرطة الخــــاصة به , ليتم نشــــرها في بلادها رغم عدم معرفتها للغة العربية , لكن أغـــاني محمد عبده انتشرت في كثير من البلاد في المشرق والمغرب.
وهناك حـــــــادثة أخرى حدثت في اليمن عام 1976م , حين سافر محمد عبده إلى صـنعاء للمشاركة مع جمهوره في اليمن في احـــتفالات اليوم الوطني , حيث قدم الفنان اليــمني المعــــــروف ( محمد مرشد ناجي ) لحـــــنا للأغنية الرائعة ( ضناني الشوق ) , ومن كلمات الشاعر ( مهدي حمدون ) , حينها قام محمد عبده بتوزيع هذه الأغنية موسيــــــقيا بمختلف الآلات الحـــديثة , عندها نصحه محمد مرشــــــد ناجي بعدم المخاطرة , حيـــث أن الجمهور اليمني لا يتقبل الادوات الموســــيقية الأخرى , فقط العود والايقاع في لحن مثل هذا , لكن محمد عبده أصر على دخول هذه التجربة وتكللت بالنجاح الكبير , حــتى أن أحد المسؤولين في اليمن أوضح بأنه لم يكن يعتقد أن يأتي فنا من خــارج اليمن , يُقنـع الجـــــمهور اليمني بهذه الآلات الحديثة , وخاصة أن الجمهور اليمني جمهور متذوق للفن العربي بدرجة أولى , ولكن محمد عبده غنى هذا اللحن الصعب فعلا.
وفي مناسبة جديرة بالذكر أيضا , كانت هناك حفلة في صيف القاهرة , وكــان من المفترض أن يغني محمد عبده قبل فقرة الفنانة الكبيرة ( وردة الجزائرية ) , وقد قـــــــام متعهد الحفل آنذاك ( جلال معوّض ) بتقديم النصائح للفنانة وردة بالغناء قبل محمد عبده , لكنها لم تستمع إلى تلك النصــــيحة , وقالت بأن لها جمهورها وعشاقها , وبعد انتهاء فقرة محمد عبده , همّ الناس بالخروج وغادرت الجـــــــماهير بكثافة , ودخلت الفنانة وردة على المسرح واستـقبلها جمهور ضئيل , لذلك لم تغن وردة ســـــوى أغنية واحدة , غادرت بعدها مكان الحـــــفل , ثم سافرت إلى اوروبا , وقطعت عــــلاقتها فورا بالمتعهد ( جلال معوّض ) , رغم أنه قام بتقـــديم النصح لها.
لذلك استــــــحق محمد عبده لقب مطـــــرب وفنان الجزيرة العربية , وهـــــــكذا انتهت فترة السبعينات بكل هذه النجاحات المتواصلة , في وقت كان العمالقة في مصر يقدمون روائعهم مثل ( أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ )
يتبع،،،
المفضلات