[SIZE="4"][U][COLOR="Navy"]للبحر جمال وسحر لايعرفه غير اهله ,حباً بحب يبادلوه ,وانا اشاهد ان البحر يتساوى به الحب والموت معاً .والسبب انني عاشق من بُعد .ولم اذق طعم وصاله ووده ابدا.وللبحر رجاله وهذا صنع الخالق سبحانه وتعالى كلا ميسر لما خلق له.
ولاكن للفلاحة عندي طعم ولون مختلف ,للقرية في حياتي قصة عشق عشتها وتعايشتها واحلم بها .انها حياة منظمه هادئه,لاتعرف الكسل او الملل.
من النظام تتعلم وتتطلع .
ومن الهدوء تتأمل وتفكر .
ومن النشاط تتوفر الصحة والعافيه .
ومن المثابرة والجد تتعلم الصبر .وفي الصبر خير كثير .
تفتحت عيناي على بساتين النخل والليمون والحنا والورد والفل والقائمة طويله ...ودار الزمان وتوالت الليالي والايام .واصبح البستان اثر لايوجد به غير جثث الباسقات وهياكل الاموات ومجاري المياه الجافة والمتشققه .ومع هذا لاينقطع الود او الوصال فالعشق للاحياء والاموات .
ومن يفقد العشق يتصنعه احيانا ,هذه حياة الحب والوصال من عاشه لايفارقه حتى في الصحوة والمنام .
ثلاثة او اربعة ايام من قبل يومنا هذا كنت في فسحة من وقتي عند عودتي من طيبة الطيبة على ساكنها افضل الصلاة والسلام في طريقي الى عاصمة مملكتنا التجارية جدة وعادتي ان لااسلك طريق الهجرة وانما اتجه لطريق المدينة ينبع وعند مفرق بدر اتوجه الى جده .(على فكرة المسافة نفسها قرابة 400كم ) هذه المرة اخذت الطريق القديم عبر قرى وادي الصفراء .وعند قرية خيف الحزامي توقفت وأممت نحو المنازل المتراصة في الجبل والتي اخذت شكل الطوق فوقه من الجنوب والغرب والشمال .اخذت صور كثيره .وكان تركيزي على فن وتخطيط الدور وازقتها. وبقايا الخيف مجرى العين والشريعه .وكان الصمت والسكون يخيم على المكان لااسمع سواء صوت مغلاق الكاميرا وفتحها.صمت من شدته سمعته همسا بين تلك الدور صغيرها والكبير يقول :اين انتم يابني البشر مااسرع تنكركم وجحودكم .اين من يهتم في بقايا اجسادنا بعد ان كنا سترا لاجسادكم ودفئً لها ,اين انتم وردكم بعض من الجميل .تباَ لكم لاتستطيعون وضع سياج حولنا نرتاح به باقي عمرنا وتنوهون عنا بقليل مماتعلمتم من حروف تكتبونها عنا وعن تاريخنا ! او انكم لاتعرفونه ! او تخشونه وتستعيرون منه ! ان كان لا اذا لماذا كل هذا الجحود ؟
هرولت مسرعاً اسابق قرص الشمس قبل الغروب صوب قرية الحمراء وهي بلا شك خضراء تسر الناضرين بارك الله لهم في زرعهم ومائهم .ودلفت مزرعة غير مستأذن او طالب تصريح وعلى بوابتها رميت كل مافي الرأس من همس الاشباح وكأبة المنظر .
للنخلة عزف مع الريح لايعرفه سواء من عاش معها ومنها ,وهنا عاد الماضي لقلبي بدون رحمة او تحفظ تاه وتهت معه ,هنا بين النخيل كنت أَضع كتبي اراجع درسي بجد ولعب .اسمع غناء الطير واطرب معه واتركه تبطرا لاستقبال منظر اجمل واحسن ,اقفز من نخلة لاختها اعبث في شعرها واقبل خدها .هنا أنسى الدنيا وهمها ومشاكلها .استلقي لاسترق نظرة للسماء بين اغصان الليمون وجريد وسعف النخيل والذي طفق وكوَن ظلاً وظلال عليك تشابك وترابط بشكل بديع لايحسن عمله سواء من خلقه سبحانه وتعالى .
المفضلات