المعرفة البحرية في القرون الوسطى

[المرشد البحري]

[ALIGN=CENTER]
أولاً ـ الـمعـرفـــة الإســلامــيـــة :[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]بينما كانت أوروبا تعيش عصرها المظلم خلال القرون الوسطى ( ويقصد بهذه القرون
الفترة الواقعة بين سقوط الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي وبداية عصر النهضة الأوربية في القرن الخامس عشر ) ، كان العرب يتقدمون بسرعة في كل العلوم
وكانت سفنهم التجارية تعمل بانتظام بين سواحل شبة الجزيرة العربية وسواحل شرق أفريقيا وجنوب أسيا وشرقها . وكانوا لذلك على معرفة جيدة بطبيعة البحار التي تسلكها سفنهم
إلى هذه المناطق ، وبأحوالها المناخية ، ونظام التيارات البحرية ، والمد والجزر بها ،
ومن الحقائق الثابتة أن الأوربيين عرفوا منهم نظام " الرياح الموسمية " الذي كان الرحالة اليوناني " هيبا لوس " قد عرفه منهم أثناء سفره على السفن العربية في المحيط الهندي ، والتقى ببعض الملاحيين العرب ونقل عنهم كثيراً من المعلومات عن المحيط الهندي وعن الرياح الموسمية
التي لم تكن معروفة للأوربيين من قبل ، وليست الكلمة الإنجليزية ( MONSOONS ) إلا تحريفاً للكلمة العربية " موسمية " .
والواقع أن الرحلات العربية البحرية كانت نشطة حتى قبل ظهور الإسلام ، إلا أن هذا النشاط
تزايد بسرعة منذ ظهور الإسلام وبدء انتشاره خارج شبة الجزيرة العربية .
ويعتبر أحمد بن ماجد من أعظم الملاحيين العرب الذين قاموا برحلات بحرية واسعة في المحيط الهندي والخليج العربي والبحر الأحمر خلال النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي ، وقد سجل ملاحظاته ومعلوماته في حوالي أربعين كتاباً بينها كتاب عن أصول علم البحر وقواعده .
ولقد كان التقدم العلمي للعرب مساعداً لهم على تحسين الأجهزة الملاحية واختراع غيرها ، ومن أهم الأجهزة التي قاموا بتحسينها جهاز " الإسطرلاب " الذي كان اليونانيون يستخدمونه قبل ذلك لقياس ارتفاع النجوم والكواكب حيث أدخل عليه العرب عدة تحسينات جعلته أسهل استخداماً
وأكثر دقة . وقد أشتهر العرب بصناعته ، وظل جهاز " الإسطرلاب " مستخدماً في الملاحة
حتى القرن السابع عشر ، وكان واحداً من الأجهزة الهامة التي أستعملها ( كولومبس ) في رحلاته عبر المحيط الأطلنطي . ومن الثابت أن الملاحيين العرب كانوا يستخدمونه ، كما كانوا يستخدمون أجهزة أخرى أهمها ، جهاز "التيودوليت " ، وآلة السدس . أما البوصلة فلا يعرف التاريخ الأول لصناعتها أو استخدامها حيث لم يعثر على ذكر لها في كتابات المسلمين إلا في عهد " الإدريسي " الذي كان أول من تكلم عنها وكان ذلك في القرن الثاني عشر الميلادي وبعد ذلك بدأ الأوربيون يتكلمون عنها .
ومنذ ظهور الإسلام كثرت أوصاف البحار في كتابات الجغرافيين والرحالة المسلمين .
*** وإلى لقاء مع المعرفة الأوربية [/ALIGN]

[أبو رامي]

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]