عصفت بنا في الآونة الأخيرة موجات متتالية من الأمراض التي تنتقل للإنسان عن طريق الحيوانات ابتداء من جنون البقر مروراً بحمى الوادي المتصدع و الحمى القلاعية و أخيرا أنفلونزا الطيور .
و لكن و للأسف فلبعدنا عن الله وغياب الاطلاع و تصديق الشائعات بالإضافة إلى الهالة الإعلامية لهذه الأمراض أدى إلى ظهور حالات من الهلع فاقت في أعراضها أعراض هذه الأمراض ، كما ظهرت حالات من ردود الأفعال لبعض المواطنين دلت على عدم الاهتمام بالبحث عن الحقيقة و للأسف ترى بعض المتعلمين من ذوي الشهادات العليا وقد غمرتهم هذه الموجات مما يدل أنهم حصلوا على هذه الشهادات فقط للحصول على وظيفة مرموقة ذات دخل ممتاز دون الاستفادة من علمهم في حياتهم العملية ، فالبحث عن الحقيقة و الاطلاع لا يعتمد على تخصص أو مجال عمل
فلو وقفنا عند كل مرض من هذه الأمراض بموضوعية أكثر لعلمنا أنه لا داعي لكل هذا الهلع من هذه الأمراض . ولو اطلعنا على الأمراض المشتركة بين الإنسان و الحيوان لعلمنا أننا في بحر متلاطم من الأمواج فهل سنضل هكذا مع كل موجة .؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!.
واليكم بعض الوقفات السريعة مع هذه الأمراض والتي أرجو أن تجدون فيها ما يريح بالكم :
أولا: حمى الوادي المتصدع :ــ
فلم يثبت حالة واحدة أنتقل فيها المرض لمصاب عن طريق استهلاك لحوم حيوانات مصابة حيث يحتاج الفيروس إلى نوع معين من البعوض يتحول في امعائه إلى الطور المعدي .
ثانياً: الحمى القلاعية : ــ
فهو مرض بسيط جداً وموجود في بلادنا منذ زمن بعيد وهولا يؤثر إلا على إنتاجية الحيوان ولفترة محدودة ولا ينتقل إلى الإنسان عن طريق استهلاك اللحم ، وما حدث في الدول الغربية من إعدام للحيوانات المصابة ما كان إلا من ناحية اقتصادية حيث أن التخلص من الحيوانات المصابة وحرق الفيروس يكون اقل تكلفة من علاج الحيوانات المصابة والتي يمكن أن تنقل المرض لحيوانات سليمة في وقت العلاج .
ثالثاً: أنفلونزا الطيور : ــ
فهو مرض ينتقل بين الطيور بصورة كبيرة وجميع الحالات التي انتقل فيها المرض إلى الإنسان كان بسبب المخالطة الشديدة للطيور المصابة و اعني بالمخالطة الشديدة بحيث يكون الشخص ملازم لهذه الطيور المصابة ، كما يحدث في دول جنوب شرق أسيا حيث بدأ ظهور المرض لأنهم يستخدمون حظائر ضيقة ذات أسقف قصيرة لتربية الطيور وذلك لتقليل تكلفة الحظيرة ، و في جميع الحالات التي ظهرت في الدول الأخرى اتضح أن المصاب كان مخالطاً للطيور التي تعرضت للعدوى من طيور أخرى . ولم تظهر حالات من استهلاك لحوم الدواجن .
ولو كان هذا المرض موجود في بلادنا لأصاب مربي الدواجن . أما استهلاك لحوم الدواجن من مزارعنا المعتمدة و التي يعمل بها فرق متخصصة و تراقب من قبل جهات متخصصة فلا خوف منها أن شاء الله .
و جميع هذه الفيروسات المسببة لهذه الأمراض تموت عند درجة 70 درجة مئوية وللعلم أن درجة غليان الماء هي 100 درجة مئوية فالطهي الجيد كفيل بالقضاء على الفيروس إذا كان موجود.
وأخيرا لو جمعنا كل حالات الوفاة التي حدثت من هذه الأمراض لوجدنا أن العدد لا يذكر إذا علمنا أن التدخين و السل و الايدز و حوادث السيارات تحصد سنوياً ملايين الأرواح البشرية ولم يصاحبها هالات إعلامية أو تحرك لتخفيفها .
(( غريبين نحن نحب الله و نعصيه ونكره الشيطان و نطيعه ونخاف من المجهول ولم نراه ونقلق من المستقبل ونعلم أن إله المستقبل هو إله الماضي و الحاضر )).
المفضلات