هذه مرثيه عن موت صديقي مروان راشد السناني رحمه الله في حادث مؤلم وكان يرافقه صديقنا زياد الذي سلم ولله الحمد من الحادث وأسال الله أن يتغمد صديقنا مروان بواسع رحمته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنه وأن يجمعه مع الصديقين والشهداء
عزيزي مروان
ها أنا اليوم بعد رحيلك، أربت على كتف ذاكرتك المتخمة بحزن سنينك الثّكلى عليك.
أعلم، لن أرَ بريق الموت المستتر في عينيك بعد اليوم…… لن أراك، لن تنعم نواظري بتسلّق تضاريس هيبتك الشّاهقة على امتداد جسدك الغائب.
أعلم، لن أسمع أجراس الموت تدقّ في شفتيك بعد اليوم……. لن أسمعك، لن تتّسع مسامعي لدويّ لحن رجوعك الأجشّ .
أعلم، مذ احتضنك القبر تحت أجنحة التراب، غدوت طاعن في الغياب كشيئ،
كذاكرة تقف على شفير النّسيان، أعلم، ستمنحك أفواه المتملّقين الواقفين على أرجل الخطيئة في أرض انطلت عليها خدعة الحياة المقحلة نياشين السّلام، والمحبة ، والصدق،والطّهر والوفاء، سيقولون: عظيم اغتاله الموت في غلس الشّباب.
لا عليك…..
عزيزي مروان:
(( أنت ميّت، إذن أنت لست موجود))
لذا…..
سأبعث برسالتي هذه إلى ما يشي بوجود……
إلى أشياءك…..
قمصانك الخاوية
عطرك….اشتاق رائحتك
فراشك المستيقظ بعدك أبداً……
فراشك ….. لم تعد تقاسمه وحشة الليل، لم يعد يقاسمك الأرق.
الشوارع….. تبكي خطى قدميك
الأمكنة….. تعبق بوقار حضورك
أحلامك المتجمدة
أمنياتك الواهنة
سنينك….. تلبس ثوب عزائك
إلى تلك المحترقة بصقيع رحيلك، تلك التي حملتك مأساةً في أحشائها، وهدهدت فجيعة عمرها بأكفّ لهفتها إليك، وسقت بدمعها أرض القدر، لتنبت موتاً، أطفأ ألق الأمل في أحداقها، فباتت سليبة دهر، تقتعد أنقاض صوتك الشّجي، تحتسي لوعة الفراق، وفتات الحزن في أدراجك الصّامتة…… إلى المنكوبة ( أمّك).
الى الذي رفض ان يلقى عليك التراب ..باتت اطرافه تأن في اشتياق الـيك (ابيك))...
الى ...من..رفض ان يتركك وحـيد في القبر بقي يناديك بصوت غير مسموع
واخذ الدلو وبدا برش الماء على قبرك...اخيك(ذياب)
الى صديقك الصدووق
زياد ...مازال طريح الفراش من بعد ان قررت الرحـيل
ها قد تحرّرت أخيراً من سلاسل جسد عقيم، كنت طريد روحك المحتبسة خلف قضبانه مذ أبصرت شقاء وجودك في دنيا الموت الصّاخب هذه.
طوبى لك يا رفيق الرّوح أنت، فلتتلقفك أكف الرّحمة في ديار الرّحمة، أخلد إلى خلودك،اظفر بلقاء ربّك ذو المغفرة، الأزلي الأبدي، ، دع لنا شقاء الحياة وامض إلى رحابة السّماء، إلى نعيم إله الخلق، واهب الحياة وواهب الموت في سواء.
امض…. فلك رحيق الحياة ولنا إكسير الموت
وأخيراً ، سأقول لك : أيها الموت…..هزمتك الرّوح
إلى كل من يتعثّر بصرهم بهذه الكلمات الخرساء: أستجديكم أن تدعوا له وأن تسألوا الله له المغفرة والرّحمة ،وأن تكون الجنّة من مناله،
رحمك الله يا أبا راشد
ستبقى خالدا في قلوبنا ولن ننساك أيها الفقيد
المفضلات