أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0

    تطور مفهوم التربية

    بسْـمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيــمِ
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات إعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا …ونصلي ونسلم علي سيد العالمين محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه أجمعين … وبعد :
    يسرني أن أتقدم بموضوع شيق ومهم… كان ولازال محور الحديث اليومي بين أولياء الأمور وبين المربيين وبين المعلمين… بحيث نتناقش هذا الموضوع في المحور التالية:
    -تطور مفهوم التربية:
    -تطور مفهوم التربية في العصور الوسطي.
    -التربية العربية: كيف كانت التربية عند العرب الجاهلية؟
    -التربية الإسلامية : ما ملامح التربية الإسلامية؟
    -التربية بين الماضي والحاضر: خصائص التربية في الماضي؟
    -ما التحولات التي نتوقعها للتربية؟
    -التربية بين الحاضر والمستقبل:
    -فما مسؤولية التربية اتجاه هذه التغيرات الجديدة؟
    -أوجه التشابه والاختلاف بين التربية في الماضي ،والحاضر:
    -العوامل التي تؤثر في تربية الفرد:
    -أهمية التربية:
    -أنواع التربية :
    -أهم المبادئ التي قامت عليها التربية الحديثة في مطلع القرن العشرين:
    -مرحلة التفكير المجرد(المراهقة):
    -العوامل المؤثرة في المراهقة (البلوغ):
    -خصائص التغيرات النمائية التي تطرأ علي المراهق:
    1-النمو الجسمي:(اثر التغيرات الفيزيولوجية على نفسية المراهق )
    2- النمو العقلي المعرفي(العوامل التي تعيق النمو العقلي) 3- النمو الانفعالي:
    4-النمو الاجتماعي:
    أ-الأسرة:(أساليب المعاملة الوالدية،حجم العائلة،ترتيب الطفل الميلادي، حوادث الفراق، الخلاف الأبوي،المرض الأبوي، الطبقة الاجتماعية)
    ب- العلاقة مع جماعة الرفاق: ج- العلاقة داخل المدرسة :
    – أهم المشكلات التربوية ) الخجل،العنف والعدوان ، القلق،)
    – بعض المقترحات التربوية والنفسية للمربين:
    - ماهية التربية:
    ظهرت التربية مع ظهور الإنسان على وجه الأرض وشعوره بكيانه باعتباره فرداً في جماعة من الجماعات كالأسرة والقبيلة.وبدأت في وسط مليء بالكائنات الحية المختلفة،وكان لابد له من الدخول في تنافس مع مختلف هذه الكائنات من أجل الحفاظ على بقائه مستغلاً قواه الجسدية للتغلب على كل ما يواجهه من مشاكل، وقد أدرك انه متميز عن باقي المخلوقات الحية ،وانه متفوق عليها وان عليه أن يستغل التميز والتفوق بعقله لتحسين ظروف حياته وكان أول شيء سخر له عقله وأفكاره هو القدرة على ملاحظة الظواهر الطبيعية المحيطة به للعمل على الإفادة منها في حياته، وبذلك بدأت تتكون لديه المعارف والمعلومات والخبرات المختلفة التي أخذت توفر له مع مرور الزمن كيفيات جديدة.
    ومن هذا المنطلق يمكن القول بان تفاعل الإنسان كان مستمرا مع بيئته حيث يكتسب ويتعلم مهامه ويمارسها ،وهذا التفاعل المستمر بينه وبين بيئته هو ما نسميه(التربية)التي هي الحياة نفسها.
    وقد تطورت أساليب التربية وطرقها مع تطور الإنسان ،وأخذت أشكالا مختلفة من حيث أغراضها وعواملها ووسائلها المقصودة منها وغير المقصودة، ومن حيث استجابة الإنسان في أطواره المختلفة للعوامل المؤثرة فيه،ومن حيث ما وجه من عناية واهتمام لجانب معين من جوانب حياته أكثر من غيره.
    تطور مفهوم التربية: ما التطورات التي مرت بها التربية؟
    للإجابة على هذا السؤال علينا استعراض المجتمعات البشرية عبر العصور:
    لقد أدركت المجتمعات البشرية منذ بدء الخليقة أهمية التربية، فكانت تمارس في المجتمعات البدائية بطريقة عفوية تلقائية،عن طريق التلقين والمشاركة في أنشطة الكبار ، سواء في مجال الأسرة أو مع الأقران ، وأثناء الشعائر الدينية، وحفلات التدشين، وفي مجالات المهن والألعاب.
    فقد كانت التربية في المجتمعات البدائية تهدف إلي تحقيق التوافق والانسجام بين الفرد وبيئته المادية والروحية.
    ونتج عن ذلك خبرات تناقلها الأجيال، وبذلك كانت الأسرة والقبيلة والبيئة الطبيعية(يتعلم منها تقلبات الجو،وتعاقب الفصول،ومعايشة الحيوانات) معاهد الطفل البدائي في التربية والتعليم.
    ركزت التربية البدائية على الحاجات المباشرة للإنسان والتي تتعلق بإشباع جوعه وحماية نفسه وتفادي الضرر.وهكذا ارتبطت بالحاضر وحاجاته العاجلة ارتباطا أساسياً.
    ولقد كانت التربية البدائية تتم بطريقة عشوائية عرضية ،ولكن وفق لخطوات منظمة تتمثل في الاحتفالات الهامة والخاصة بالتدشين والتي ينتقل عن طريقها الشاب المراهق إلى حياة الرجولة الكاملة والعضوية القبيلة.
    ويتعلم الشاب من خلال هذه الممارسات والاحتفالات ، طاعة أوامر الكبار والعلاقات الصحيحة بين الجنسين ، وعادات ضبط النفس والصلابة ،وكل التدريبات العملية والنظرية الضرورية لصالح الجماعة .
    استمر الحال كذلك حتى تم اختراع الكتابة والأرقام الحسابية ، وبدأ تسجيل خبرات المجتمع في شكل رموز وأرقام، وبدأت تتلاشي صورة الرجل العجوز الذي كان يختزن تاريخ القبيلة وحكمتها في رأسه لينقلها إلى الأجيال الناشئة،وحل محله الكاهن الذي ينقل التاريخ والخبرات والمعتقدات عن طريق الكتابة والحساب، في مكان يقصده إليه نخبة من أبناء المجتمع الذين في مقدور آبائهم الاستغناء عنهم في مجال العمل.
    ولم يقتصر التطور على المعلومات والخبرات،بل شمل أيضا المهن والمهارات ،حيث اتسعت معارف المجتمع ،وبرعت فئات أفراده في المهن المختلفة،وكان يقصدهم فئات أخرى من أبناء المجتمع ليتعلموا على أيديهم هذه المهن، وقد تعارف المجتمع على هذا النظام(بالصبينة).وهكذا ظهرت المدرسة على أيدي الكهنة ورجال الدين، وصارت تمارس على الناشئة عملية تربوية تختلف في شكلها ومضمونه تبعا للظروف الإيديولوجية والسياسية للمجتمع.
    ومن أهم التطورات التي طرأت على التربية بعد اكتشاف الكتابة هي انه صار للتربية فلسفات لها تصوراته متكاملة عن الإنسان والكون والحياة، كما هو عند اليونان، حيث استهدفت التربية عندهم تنمية القوي العقل،والجوانب الفنية والبصيرة الدينية والمشاركة المدنية.
    كيف تطور مفهوم التربية في العصور الوسطي؟
    من أبز النماذج التربوية في القرون الوسطي التربية المسحية،وارتبطت هذه التربية ارتباط يكاد يكون كليا بالكنيسة، وبالتالي كانت منسجمة مع التعاليم الدينية فاهتمت بتهذيب الروح وتصفيتها،وتنمية الروح العقلية عن طريق الدعوة إلى حب الله،والحياة النقية،والتمرس بالطقوس الكنسية،وكبح الشهوات، وإخضاع الجسم لنظام قاس من التقشف والزهد والحرمان من ملذات الحياة.
    وقد تأثر لمسيحيون بفلسفة أرسطو وخصوصا بفكرة الشكل والمادة،وصاروا يعتقدون أن الإنسان يتكون من شكل ومادة،فالجسم يمثل مادة ،والعقل يمثل الشكل أو الصورة.
    إلا إن السمة العامة للتربية في هذه الفترة هو التركيز على الثقافة الدينية المسحية،لان الهدف الأسمى لها هم إعانة الفرد على التخلص من خطيئته الأولى وإخضاع شهوات الجسد،وإعداد الإنسان لحياة أخرى بعيدة عن الحياة الحاضرة.
    التربية العربية: كيف كانت التربية عند العرب الجاهلية؟
    لقد كانت تركز على إعداد النشء للحياة في البيئة البدوية،وما تمليه على المرء من تبعات والتزامات حول نفسه، وأهله،وقبيلته،واكتساب ما تنطوي عليه هذه البيئة من خبرات.
    وأهم ما كان يتعلمه البدوي الصيد والرماية وتربية الماشية…وكانت وسيلة التربية هي المحاكاة والتقليد والنصح والإرشاد والتوجيه من كبار السن أو الوالدين والأقارب،وفي البيئة الحضرية ركزت التربية على إعداد النشء لحياتهم الحضرية وما فيها من مهن وصناعات،كالهندسة والطب والنقش والتجارة.
    ألا إن هدف التربية العربية كان بث روح الفضيلة وغرس الصفات الخلقية كالشجاعة والإخلاص والوفاء وكرم الضيافة،كما كانت تهتم بأخلاق القبيلة وتنمية القوي الجسدية للأفراد وإعداد المحاربين.
    التربية الإسلامية : ما ملامح التربية الإسلامية؟
    عندما جاء الإسلام أخذ مفهوم التربية أبعاد جديدة، فإذا كانت التربية قي السابق تعني مجرد إعداد للنشء في مرحلة عمرية معينة، فقد أصبحت في الإسلام عملية إعداد للإنسان في مراحل عمره المختلفة،فهي عملية مستمرة من المهد إلى اللحد.
    ومن جوانبها الهامة الإعداد المتكامل المتوازن لحياة الدنيا والآخرة (إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً،وإعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)،وجعلت العلم فريضة على كل مسام ومسلة، كما جعل الإسلام للعلم والعلماء مكانه رفيعة(قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون).
    التربية بين الماضي والحاضر:
    خصائص التربية في الماضي؟
    إن المتتبع للمفاهيم التربوية التي سادت في الماضيـة، والتي لازال البعض منها مستمر معنا في الحاضر، يجد أن التركيز كان في بعض الأحيان على المعرفة،وبالتالي اتجه الاهتمام إلى عقل الطفل،أي حشو العقول بالمعلومات والخبرات عن طريق التلقين والتسميع.وفي مراحل أخرى انصب اهتمام المربين على اهتمام المربين على تهذيب السلوك، وتكوين الخلق ،مما أدي إلى التركيز على وسائل العقاب والتأديب الصارمة.
    ونتيجة لذلك كان ينظر إلى الطفل على انه مجرد مستقبل سلبي للمعرفة، و عليه أن يستوعب المعلومات والخبرات التي ستفيده في حياته المستقبلية..
    ما التحولات التي نتوقعها للتربية؟
    إن التحول الرئيسي هو الانتقال من مفهوم العملية التربوية إلى الإستراتيجية التربوية(مجموعة من الأفكار والمبادئ التي تأخذ في الاعتبار ميادين النشاط التربوي بصورة شاملة متكاملة،وتوجيه أساليب لعمل الدائرة فيها،بقصد إحداث تغييرات من أجل الوصول إلى أهداف محددة، كما أن الإستراتيجية تهتم بالمستقبل واحتمالاته المتعددة،ومن ثم فإنها قابلة للتعديل وفق مقتضياته)فهي تستوعب خبرات الماضي،وخصائص الحاضر واحتمالات المستقبل ،على اعتبار إن التربية عمل استقصائي مستمر يستوعب حياة الإنسان من المهد إلى اللحد.ومن سماتها المهمة مايلي:
    1.أن يتجاوز العمل التربوي نطاق المدرسة إلى المجتمع ومؤسساته،في ارتباط تكاملي يجمع الأسرة والمدرسة والنوادي والمؤسسات الثقافية والإعلامية والترفيهية ،لان التفاعل بينها يساهم في بناء الشخصية المتكاملة التي يمكن الاعتماد عليها في المجتمع.
    2.أن يكتسب جيل الغد القدرات والكفاءات التي تمكنه من استيعاب تجارب الماضي وما فيها من ايجابيات وسلبيات،والتعامل المباشر مع الحاضر ومشكلاته.
    3.أن يأخذ العمل التربوي في اعتباره السمات الأساسية الإنسان وهي كما يلي:
    – أنه كائن يتذكر ،والتذكر يشده إلى الماضي، وهو كائن يتأمل والتأمل يربطه بواقعه المعاش،وما ينطوي عليه من حاجات ومشكلات،كما أنه كائن يتخيل،والتخيل يجعله يتطلع إلى المستقبل وما ينطوي عليه من احتمالات ومفآجات.
    – أن يتسم العمل التربوي بالتكامل والشمول ،فالتكامل هو استيعاب الإستراتيجية التربوية لجوانب الشخصية الإنسانية المختلفة،أما الشمول فهو استيعاب للماضي والحاضر والمستقبل.
    -التربية تمكن الطبيعة البشرية من التغير، وتمكن كل جيل من نقل الحكمة التي اكتسبها،والتجربة التي مر به للجيل الذي يليه،وتحرر الإمكانيات الخلاقة الكامنة والموجودة بدرجات متفاوتة عند كل البشر.
    التربية بين الحاضر والمستقبل:
    بناء على ما سبق نستطيع أن نقول بأن موضوع التربية هو الإنسان، وما ينطوي علية من خصائص وإمكانيات؛والمجتمع وما يحتويه من ثقافة وحضارة، وما يتطلع إليه في المستقبل من مطامح وآمال.
    إي أن موضوع التربية الأساسي هو المجتمع بأفراده وأنظمته ومؤسساته،فهي تتعلق بالأسرة والمدرسة وباقي مؤسسات المجتمع.
    فالتربية إذن نظام أنساني، وبناء قومي له وظائفه الفكرية،والثقافية،والخلقية، والسياسية، والاقتصادية .فمن الناحية الفكرية تعني إعداد الفرد إعدادا يمكنه من التفكير الجيد في شئؤون الحياة وتنمية مهاراته واستعداداته. أما من الناحية الخلقية تعني تعهد قيم الجماعة بالتطوير والتعميق.أما السياسية تعني إعداد الفرد ليشارك مشاركة فعاله في القضايا العامة على أساس واع مدروس.أما الاقتصادية تهدف إلى تنمية الموارد البشرية المدربة ذوي كفاءة،التي يمكن الاعتماد عليه في بناء الكيان الاقتصادي للدولة.أما الثقافية تعمل على تحليل الثقافة ونفدها،و وتطويرها على أساس من الوعي بالتطورات والتغيرات المختلفة.
    ونلاحظ من السابق بان التركيز كان منصبا على الماضي،في حين أن الآية انقلبت الآن ،وصار الاهتمام منصبا على الحاضر والمستقبل دون إغفال للماضي.حيث أصبحت التربية تعمل من أجل تهيئة رجال الغد،لكي ينهضوا بمسؤولياتهم في مجتمعات ستختلف اختلافا جذريا عن مجتمعات اليوم.
    إن هذا العمل المنوط بالمؤسسات التربوية يعتبر جديداً،لان وظيفة التربية في الماضي انحصرت على وجه العموم في ربط ماضي المجتمع بحاضره،وفي المحافظة على معتقداته،وعاداته،وتقاليده،وخبراته، وما بني عليها من علاقات اجتماعية.
    ويمكن أن ندرك سر هذا التحول،إذا قارنا بين الاستقرار النسبي للمجتمعات في الماضي،وبين التطور المتسارع للمجتمع المعاصر.
    فما مسؤولية التربية اتجاه هذه التغيرات الجديدة؟
    إن مسؤولية التربية الأساسية اليوم تتمثل في إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع سيختلف اختلافاً جوهرياً عن المجتمع الحاضر،باتجاهات ومفاهيم وأفكار سيكون لها آثارها البعيدة المدى من حيث تقرير مستقبل الثقافة ونوعية الحياة.
    فلم يعد دور التربية مجرد الاقتصار على نقل المعرفة العلمية والتكنولوجية،ولكن أيضا تنمية الاتجاهات التي تمكن الإنسان من تنظيم تلك المعرفة واستخدمها، حيث إن على التربية في المستقبل أن تتعامل تعاملا مباشراً مع المشكلات الحقيقة التي تواجه الإنسان في واقعه اليومي مستخدمة في ذلك أنواع التحليل والشرح الموجود في مختلف مجالات المعرفة العلمية.
    إلا أن التعامل الحكيم مع المعرفة العلمية والتكنولوجية في المستقبل، لن يتم إلا إذا ركزنا على التنمية الروحية للإنسان،وتعميق مشاعره الوجدانية والأخلاقية والجمالية، ففي ديننا الإسلامي مجال رحب لتنمية وتعميق هذه الجوانب في الإنسان.
    فنستخلص مما سبق أن التربية اليوم أصبحت تتبع تطور المجتمع،وتطور المعرفة، ومن ثم لابد أن تكون مجددة،وتنظر نظرة تقدمية.لان مفهوم المعرفة تتحول من مفهوم المعرفة الكونية الثابتة الكاملة إلى مفهوم المعرفة اللآ محدودة التي تمكن فيها قابلية الإمتداد اللانهائي.
    كما أن التربية لم تعد مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة داخل أسوار المدرسة،بل أصبحت اليوم تشتمل على العملية الثقافية الحضارية التي تتفق بها إمكانيات الفرد وتنمو طوال الحياة داخل المدرسة وخارجها،حتى إن بعض المفكرين اقترحوا تسميه جديدة للتربية(أندراغوجيا,Andragogy)أي فن تعليم الإنسان،لكي يتميز عن(البيداغوجيا,Pedagogy)أي فن تعليم الطفل.لان هدف التربية لم يعد كما في السابق مقتصراً على تعليم الطفل والمراهق،بل أصبح يعني تعليم الإنسان طوال حياته.
    أوجه التشابه والاختلاف بين التربية في الماضي ،والحاضر:
    هدف التربية القديمة غير مقصود ومخطط له مسبقا ،وهو تمكين الفرد من التأقلم مع الحياة في مجتمعه ويتكيف معه،عن طريق التطبيع من قبل الأسرة،والقبيلة.
    أما التربية الحديثة مخططة وهي بناء الإنسان المتكيف مع مجتمعه،وهو هدف مقصود يتحقق من خلال الوسائل التربوية الحديثة،واستخدم الأنشطة داخل المؤسسة التربوية وخارجها.
    كما مارست التربية القديمة عناصر ثقافية مستمدة من طبيعة الحياة البسيطة،وهي عبارة عن طقوس دينية وعادات وقيم،ورثتها ونقلتها الأسرة لأبنائها،بوسائل تربوية كالتقليد والمحاكاة.
    أما التربية الحديثة فتستمد مفردات محتوى المنهج الدراسي من مشكلات الحياة الاجتماعية،والسياسية ،والصناعية،وغيرها،فهي تتشابه مع الممارسات القديمة من حيث استخدمها للحياة لبناء المنهج،وان اختلفت عنها من حيث أن بناء المنهج له معايير علمية، وفنية معينة.
    ومارست كلتا التربيتين القديمة والحديثة أساليب حفظ النظام،وهي الثواب والعقاب،وإن اختلفت طبيعة الممارسة في التربية الحديثة نتيجة للتطورات العلمية في مفهوم الطبيعة البشرية.
    مما سبق يتضح بان التربية عملية نمو معقدة ومستمرة، ،وعملية تكيف وانسجام تفاعل الفرد مع بيئته المحيطة به، وهي عملية نقل التراث الثقافي من جيل إلى آخر،وهي عملية إعداد الفرد للحياة، إذا فهي عملية تنمية متكاملة لجميع جوانب الشخصية الإنسانية(الجسمية والعقلية والانفعالية والأخلاقية والاجتماعية)، لأن أهدافها متعددة وطرقها متنوعة ووسائلها شتى.
    العوامل التي تؤثر في تربية الفرد:
    1-مجموعة الظروف والمناسبات التي يمر بها الفرد(الوسائط الغير مقصودة الرفاق ،دور العبادة ،وسائل الأعلام).
    2-المؤثرات المنظمة (الوسائط المقصودة)من تربية المدرسة والمعلم.
    3-مجموعة الظروف المحيطة بالفرد من البيئة الأسرية.
    4-البيئة الطبيعية التي تحيط بالفرد من جبال وسهول وأمطار.
    5-قابليات واستعدادات الفرد التي ورثها عن أبوية، والتي تختلف من فرد لآخر.
    6-الدوافع التي يحملها أفراد النوع الإنساني عامة،وتدفعهم للأنشطة المختلفة.
    أهمية التربية:
    للتربية دور رئيسي هام في حياة الشعوب .وقد برزت أهميته التربية وتقنيتها في تطوير الشعوب ، وتنميتها الاجتماعية، والاقتصادية، وفي زيادة قدرتها الذاتية على مواجهة التحديات:
    1-أصبحت التربية إستراتيجية قومية كبرى لكل شعوب العالم ،وذلك لان رقي الشعوب وتقدمها وحضارتها تعتمد على نوعية الأفراد وليس عددهم.
    2-انها عامل هام في التنمية الاقتصادية للشعوب، لما تملكه من دور هام في تنشيط المؤسسات الصناعية والإنتاجية.
    3-انها عامل هام في التنمية الاجتماعية، كونهم أفراد تربطهم علاقات اجتماعية تفرض عليهم أدوارهم بالمجتمع ،وتبين لهم حقوقهم،وواجباتهم القومية ،والاجتماعية.
    4-انها ضرورية لإرساء الديمقراطية الصحيحة،فكلما تعلم الإنسان زادت حريته وهذا يعني ارتباط الحرية بالتعليم.
    5-أنها ضرورية للتماسك الاجتماعي والوحدة القومية والوطنية،فهي تعمل على توحيد الاتجاهات الدينية والفكرية والثقافية لدى أفراد المجتمع.
    6-أنها عامل هام في إحداث الحراك أو التنقل الاجتماعي، أي ترقي الأفراد وتقدمهم في السلم الاجتماعي.
    7-أنها ضرورية لبناء الدولة العصرية التي يتمتع أفرادها بالحياة الحرة الكريمة، ويسودها العدالة والمساواة.
    كما أن احد مؤشرات حضارة الأمم وارتقائها تتضح في مدى عنايتها بتربية الأجيال بمختلف فئاتها، ويتجلى ذلك بوضوح فيما تولية للأطفال من عناية واهتمام وتوفير أمكانية النمو الشامل لهم من كافة الجوانب مما يساعد في إعدادهم لحياة شخصية واجتماعية ناجحة.
    أنواع التربية :
    1-التربية التلقائية أو العرضية:
    وهي التي يكتسبها الفرد من معلومات ومعتقدات واتجاهات وعادات نتيجة لتفاعله المباشر مع البيئة الطبيعية بإمكاناتها المادية وتقلباتها الجوية،وما تشمل عليه كائنات حية.
    2-التربية غير مقصودة:
    وهي أن يكتسب الفرد المعارف والخبرات بشكل تلقائي وغير متخصص في مجال التربية والتعليم في المؤسسات الاجتماعية المختلفة مثل(الأسرة ،وسائل الأعلام ،النوادي الرياضية ودور العرض والمتاحف ودور العبادة)
    3-التربية المقصودة النظامية:
    وتتمثل في التربية التي تشرف عليها مؤسسات تعليمية وتربوية أقيمت لغرض التربية والتعليم ،وبنيت بطريقة هرمية ،وبتدرج عمري يبدأ برياض الأطفال والمدارس الابتدائية ويستمر إلى الدراسة الجامعية والدراسات العليا.
    التربية العقلية:
    التربية)
    أهم المبادئ التي قامت عليها التربية الحديثة في مطلع القرن العشرين:
    1-تقديم التربية عن التعليم،أي تكوين الطفل تكوينا متكاملا وشاملا من جميع النواحي الفكرية والجسدية والجمالية والخلقية والمهنية.
    2-الاهتمام بتنمية ميول واهتمامات الفرد وفق لاستعداداتهم وقدراتهم.
    3-جعل المتعلم محور العملية التربوية.
    4-الاستقلال والحرية للأفراد والجماعات في المدارس الحديثة عن طريق تشجيع الفعاليات الفردية والجماعية.
    5-توفير البيئة الطبيعية المناسبة.
    6-تنمية التربية الفردية وسط روح الجماعة.
    مرحلة التفكير المجرد(المراهقة):
    لقد تأخرت الدراسات التي تناولت المراهقة في علم النفس وسبقتها في ذلك دراسات الطفولة،ولكن اليوم تعرف المراهقة اهتماما كبيرا ،وذلك لانها الفترة الأطوال التي تفصل الطفولة عن الرشد، ونستطيع القول بعدم وجود مراهقة حقيقة في كل المجتمعات حيث توجد في مجتمع وتختفي في آخر ،فالمجتمعات البدائية لا توجد فيها المراهقة بمعناها الحالي، ذلك لان المرور من المراهقة إلي البلوغ والرشد يتم من خلال طقوس والأعمال التي يبدأ المراهق بممارستها ويقلد بها الراشدين ،ثم يتم اندماجه في مجتمع الكبار فيشارك الكبار في كل نشاطاتهم.
    ولكن اليوم يتأخر دخول المراهقين إلي ميدان العمل فتصل فترة مهمة بين النضج وبين الانخراط في الحياة وهذا ما يشكل أزمة المراهقة بحسب قول (اقنزيني Avanzini) ذالك إن فترة الدراسة طالت ،بسبب التعليم الإلزامي في بعض الأحيان، وفي أحيان أخري أن الدخول إلى ميدان العمل يتطلب إعداداً طويلا بالإضافة إلى إن الآباء يعمرون طويلا مما يمكنهم من القيام بواجباتهم المادية اتجاه أبنائهم، بالإضافة إلى عدم حاجة سوق العمل إلى أيدي عاملة.
    كما فسر عالم النفس(ستانلي هول،1904) المراهقة على أساس أنها مرحلة انتقالية من المراهقة إلى الرشد يحمل معه ما يشبه الأزمة ،ومن بعده درسها عدد كبير من علماء النفس مسميا إياها (مرحلة العاصفة)ولكن علماء النفس المعاصرين بتأثير من الدراسات الحضارية لم يعد لديهم إيمان بهذا القول.
    كما تناولت دراسة (مرجريت ميد) عن أزمة المراهقة عند الفتيات في إحدى القبائل البدائية (لاحظ بان المراهقة لم تكن أزمة وانعصاب بل كانت مرحلة ارتقاء منتظما لمجموعة من الاهتمامات وضروب النشاط الآخذة في النضج على مهل ،فلم تكن تقلق أذهان الفتيات الصراعات المتعلقة بالجانب الفلسفي أو العلمي، ولم تكن لديها مطامح سوى أن تتزوج في قريتها وان تنجب أطفالا كثيرين).
    ولاشك إذا أن المراهقة ليست بالضرورة أزمة عاصفة ، قد تتحول إلى أزمة وشدة إذا أراد لها المجتمع ذلك ،فإذا كان المجتمع هادئا في تقبله لمرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة ،فان خصائص الأزمة بالإمكان أن تتضاءل إلى حد بعيد.
    إن النظريات والدراسات التي تناولت المراهقة كثيرة ومتنوعة ومختلفة في نظرتها وتفسيرها ،ولا تزال التساؤلات قائمة حتى الآن: هل توجد بالفعل أزمة للمراهقة؟ وهل هذه الأزمة ترتبط بطبيعة النمو البيولوجي والجنسي، وأم إنها ترتبط بالعوامل الاجتماعية والنفسية؟
    كما لا يوجد في الواقع تعريف موحد للمراهقة يرضى عنه الجميع، فعرفه(كارل روجرز) بأنها فترة النمو الجسدي وظاهرة اجتماعية ومرحلة زمنية وفترة تحولات نفسية عميقة ،وهذه الفترة تمتد من سن البلوغ إلى سن العشرين.
    فالمراهقة فترة من النمو معروفة بصعوباتها؛ فالطفولة معروفة بخصائصها ومميزاتها ولها وضعيها الخاصة بها،والمراهقة في بدايتها كأنها ترمي عالم الطفولة،ولكن المراهق لم يدخل بعد عالم الراشدين،فهو في موقف محرج كمن يقف بين بابين ،وهو ينتظر ليعرف من هو، ماذا سيفعل،من يحبه ،ولكي يهرب من هذا الانتظار ،فانه يلجأ إلى عالم الأحلام،أو عالم الأفكار حيث يمكنه أن يجد لنفسه مكانا.
    العوامل المؤثرة في المراهقة (البلوغ):
    1-العوامل المناخية (الحر،الشمس، الضوء)لها تأثير كبير على تبكير المراهقة أو تأخيرها.
    2-ظروف الحياة والمستوى الاجتماعي، فعادة تتأخر سن البلوغ لدي الطبقات الفقيرة عن تلك السن لدي الطبقات الغنية.
    3-العرق ،فقد أظهرت الدراسات المقارنة بان البلوغ يحدث في سن متأخرة عند اليابانيين والصينيين مهما كان المناخ.
    4-الوارثة من أهم العوامل المؤثرة في البلوغ ، فهناك عائلات يحصل فيها البلوغ في سن مبكرة ،وعائلات أخري يتأخر فيها البلوغ.
    5-المنبهات الجنسية في وسائل الإعلام والدعاية(صحف،ومجالات،وتلفزيون،وسينما)،لها تأثير كبير علي البلوغ .
    خصائص التغيرات النمائية التي تطرأ علي المراهق:
    1-النمو الجسمي:
    يسبق النمو الجسمي النمو الجنسي، وهو يتأثر بالهرمونات التي تعرف(الهرمونات الجسمية) ،وهي مرحلة تتزايد وتسرع فيها حركة النمو الجسمي،فقد بينت الدراسات بأن النمو الجسمي مابين12-20سنة ،يرتفع ارتفاعا بسيطا ويحدث بسرعة طفيفة مؤقتة.
    وينتهي النمو الجسمي في العادة مابين20-25 سنة تقريبا،فقد بينت الدراسات المقارنة الفرق بين الذكور والإناث في النمو الجسمي ، حيث لاحظ بان النمو لدى الإناث يتزايد في سن الحادية عشرة تقريبا ويتوقف قبل سن العشرين، أما الذكور يتأخرون قليلاً ،ولكنهم يستمرون في النمو الجسمي حتى سن الخامسة والعشرين.
    اثر التغيرات الفيزيولوجية على نفسية المراهق :
    تترك التغيرات الجسمية النمائية لمرحلة المراهقة آثار سلبية على نفسية المراهق، فالنمو السريع في الطول والوزن تحدث تغيرات جسمية عضوية حركية غير مألوفة، فينشأ عن ذلك فقدان التوازن والاتزان،ويتعثر المراهق في أعماله أحيانا،ويبدو واضحا في حركات يديه وأصابعه وغيرهما.
    وكذلك يصحب هذه التغيرات الكسل والخمول والتراخي،كما يبدو المراهق قلقا مضطربا،ولهذا أطلق عليها علماء النفس بفترة الارتباك والقلق.
    وترتب على هذا النمو اضطرابات نفسية وانفعالية متقلبة ،قد تؤدي عند بعضهم إلى الخجل والانطواء والى اضطرابات سلوكية يظنها البعض مرضاً أو شذوذاً، وقد تؤدي بالبعض الآخر إلى تفكير خيالي وأحلام اليقظة.
    وقد يتطور كل ذلك إلى تركيز المراهق اهتمامه حول جسمه ،مما يدفعه إلى الاهتمام بمظهره الخارجي ليظهر أمام الآخرين بالمظهر الأنيق و،يؤدي ذلك إلى صراعه مع القيم السائدة في المجتمع ،ويتطلب هذا التوجيه النفسي والتربوي من الكبار بقصد تحسين عملية التكيف والتوافق .
    2-النمو العقلي المعرفي:
    أن التطور في النمو الجسمي يصاحبه نمو هائل عقلي بنفس القدر،وان كان اقل وضوحا في القدرات المعرفية والعقلية ،أي ينتقل من العمليات الحسية في الطفولة إلى العمليات الشكلية المجردة في المراهقة أي استخدام التعميمات والرموز المجردة التي يكتسبها من خلال احتكاكه وتفاعله مع البيئة المحيطة به، وتتزايد المرونة والضبط في العمليات العقلية في السن12-14سنة.
    العوامل التي تعيق النمو العقلي:
    إن النمو العقلي يتأثر بالتعلم، وهو متلازم مع درجة الثقافة والصلة بالحضارة،مما يتيح فرص للاكتساب. ولكن ظروف الحياة قد توجد مواقف من شانها أن تعيق النمو الطبيعي للذكاء.فإلى جانب النقص العضوي أو التخلف الوراثي ،فهناك عوامل عديدة تجعل الوصول إلى البناء العقلي أمرا صعباً ومستحيلاً، منها:
    1-الحرمان الثقافي .
    2-الاتجاهات السلبية ،لان القدرات العقلية لا تنمو إلا أذا توفرت الدوافع القوية والاتجاهات السليمة.
    3-الإهمال وسوء الرعاية يؤثر علي التعلم والنمو العقلي للفرد .
    3- النمو الانفعالي:
    يمثل النمو الانفعالي جانب رئيسيا من جوانب شخصية المراهق،ومحورا رئيسيا لتوافقه أو عدمه. فتغير المعالم الإدراكية للبيئة المحيطة به من جهة،والتغيرات النمائية الجسمية المتسارعة من جهة أخري، تترك آثارا انفعالية كبيرة في الشدة والعمق،وما يصاحبها من استثارة للدوافع والميول والرغبات تؤثر في شخصيته وسلوكه ،وتتضح مظاهر النمو الانفعالي لمرحلة المراهقة في المشكلات التربوية التي سيتم عرضها لاحقا .
    4-النمو الاجتماعي:
    ويتمثل في علاقة المراهق مع بيئته الاجتماعية أي مع أسرته وجماعة الرفاق والمؤسسات التربوية.
    1-الأسرة:(أساليب المعاملة الوالدية،حجم العائلة،ترتيب الطفل الميلادي، حوادث الفراق، الخلاف الأبوي،المرض الأبوي)
    أولا : أساليب المعاملة الوالدية
    أن أساليب المعاملة الوالدية أثراً كبيراً في سلوك أبنائهم،إذ هي تشكل المناخ الأسري الذي يعد العنصر الأساسي قي تكوين شخصية الطفل.فمثلا يشير(ليفي،1943) إن الأطفال الذين يعاملون من قبل أمهاتهم معاملة تتسم بالتدليل والحماية الزائدة.فإن سلوكهم يتسم بالعصيان ونوبات الغضب وكثرة المطالب ،ومحاولة السيطرة على الأطفال الذين يعاملون بمعاملة تتسم بالتسلط،فإنه أكثر طاعة وإذعاناً للسلطة،وجبناء مع أقرانهم.أضف إلي ذلك فإن كلتا المجموعتين يعانون من القلق وعدم الشعور بالأمن،ولا يحسنون تكوين علاقات اجتماعية.
    أما دراسة (والكرورفاقه،1989)فتشير إلى أن سوء معاملة الطفل من قبل الوالدين ترتبط بشكل دال على المشكلات السلوكية وبشكل خاص العدوانية،والجنوح ،والانسحاب،والأنطواء.
    من أساليب المعاملة الوالدية:
    1-اتجاه التحكم:وهي معاملة قاسية وصارمة،وتحمل الأطفال مسؤوليات أكثر من طاقاتهم،إذ هي تعتمد على الأمر والرفض، والعقاب،والحرمان،فيكون الطفل تابعا،وفاقداً لإرادته ويمتثل لما يؤمر به، والآباء هم الذين يحددون أسلوب حياتهم المتعلق بأنشطتهم ودروسهم،جميع هذه الأساليب تغرس في نفوس الأطفال الخوف والتردد.
    2-اتجاه الحماية الزائدة: حيث يقوم الأب أو الأم أو كلاهما بالواجبات والأمور التي يفترض أن يقوم بها الطفل، مما تحدد حرية الطفل في تحقيق رغباته.ويصبح بمرور الزمن معتمداً على غيره،كما قد يتعرض للمشاكل والمتاعب،لأنه لا يقوى على تحمل المسؤولية،ومواجهة الصعاب التي تواجهه ،كل ذلك يؤثر في علاقاته الاجتماعية فقد يحدث سوء التوافق الذي يسبب انسحابه من المجموعة أو شعوره بأنه أقل من أقرانه مما يولد لديه الشعور بالخجل والخوف.
    3-اتجاه الإهمال:إن بعض الآباء قد يهملون أبنائهم بشكل صريح أو غير صريح من خلال عدم اكتراثهم بنظافتهم ورغباتهم وحاجاتهم الضرورية الفسيولوجية والنفسية.كما إنهم يعزفون عن التعزيز لسلوكياتهم المرغوبة،أن ذلك قد يخلق عند الأبناء شعورا بالذنب والقلق وعدم الانتماء للأسرة،مما يفتح الآفاق أمام الطفل إلى الانحراف من خلال الرفض الداخلي لهذه المعاملة والتي قد تأخذ شكلاً من أشكال العدوان.
    4-اتجاه التقبل والتدليل:وهو التراخي والتهاون في معاملة الطفل إذ لا يتحمل مسؤوليات وأعباء تتناسب مع مستواه العمري.فكل حاجاته مجابة أيا كانت هذه الحاجات سواء وفق السياق المقبول أو غير المقبول ،وآثاره السلبية وهي أن يكون الطفل معتمداً على غيره،كما يؤدي هذا الإشباع إلى أن يكون ذاتيا لا يؤثر غيره ،مما يسبب عدم النضج الانفعالي والاجتماعي.
    5-اتجاه التذبذب: إن عدم الاستقرار في معاملة الأبناء وفق منهجية ثابتة،قد تخلق القلق والخوف عند الأطفال،إذ يستخدم أسلوب العقاب والثواب بشكل عشوائي بعيداً عن العلمية والموضوعية ،فقد لا يعرف الآباء متى يكافأ الطفل،ومتى يعاقب ،مما يجعل الطفل في حيرة وقلق ،ويتسبب في خلق شخصية غير مستقرة.
    6-اتجاه التفرقة:إن المعاملة التي تتسم بعدم المساواة بين الأبناء نتيجة لأسباب مختلفة كالجنس(ذكر،أنثى)،أو العمر الزمني،أو الترتيب الميلادي أو الصحة أو الشكل لها تأثيرها في بناء الشخصية السوية، سواء كان من الأب أو الأم أو كلاهما،وهذا الاتجاه يفرز في النفوس الحقد والرفض الذي قد يعبر عنه بسلوكيات عدوانية مواجهة نحو الذات أو نحو الآخرين بأساليب متعددة.
    7-الاتجاه الديمقراطي:لأن العلاقة بينه بين والديه مبنية على التفاهم والصراحة في التعبير عن الآراء دون خوف،لذلك يستطيع الطفل وفق هذه المعاملة أن يبني صورة حقيقة عن نفسه ويحقق النمو الشامل لشخصيته.
    ثانيا: حجم الأسرة
    يؤثر حجم الأسرة في أساليب الرعاية الوالدية المقدمة للأبناء ،حيث أن كثرة الأبناء يجعل الآباء يميلون إلى أسلوب السيطرة في تحقيق المطالب،وإن قلة الأبناء يتيح للآباء الفرصة لإتباع أسلوب آخر يعتمد على الإقناع.
    وتوصلت دراسة(عبد القادر،1973) التي هدفت إلى التعرف على أساليب تربية الطفل وشخصيته،إلى أن هناك علاقة سلبية بين زيادة حجم الأسرة وبين مستوي الرعاية الوالدية المقدمة للأبناء.
    وقد تحدد نوعية المشكلة المسببات ،فمثلا الأطفال ذوي الاضطرابات النفسية غالبا يأتون من أسر صغيرة،بينما الأطفال الذين يتميزون بسلوك غير اجتماعي يأتون من أسر كبيرة.
    – ترتيب الطفل الميلادي: يعد ترتيب الطفل الميلادي من العوامل المهمة في تكيفه أو عدم تكيفه في الأسرة،فقد لا تكون البيئات النفسية هي واحدة لكل الأطفال ،حيث تكون لكل منهم بيئته الخاصة من خلال الدور الذي يلعبه في الأسرة المرتبط بتفاعله مع الأبوين،فمثلا الطفل الأول يعطي الرعاية والعناية والاهتمام ،ممل يشعر الطفل الرابع والخامس والسادس بالإهمال.
    وتوصلت دراسة(توكمان وريكن،1976) من خلال دراسة تهدف إلي التعرف على علاقة ترتيب الطفل والمشكلات السلوكية،إلي أن الطفل الأول هو الممثل الأكبر للأسرة قياسا بطفل الأصغر الذي يعد أقل تمثيلا،ووضح بأن الانحراف السلوكي يكون فقط عند الطفل الأصغر أو الأكبر،ويؤيده في ذلك (كروك والسون،1977)الذي توصل إلي أن الطفل الأول أكثر انحرافاً.
    ويلعب الطفل الصغير واحد من نمطين من السلوك فهو قد يتصرف مثل الطفل المدلل الذي يهرع والده وأخواته إلى إشباع حاجاته، وأما أن يختار التعويض عن حجمه الصغير،وذلك بقيامه بالأعمال التي يقوم بها من هم أكثر من سنا،وبالتالي يصبح معتمدا عن نفسه بدرجة كبيرة ويرفض كل محاولة لتدليله او معاملته كطفل صغير.
    ويمكن عند المقارنة بين الطفل الأول والخير،فان الأول والأكبر يميل إلى أن يكون المنتقد والموجه والقائد لأخوته،فهو محط أنظار والديه والممثل الأول لتحقيق آمالهما.أما الطفل الأخير المدلل من الجميع ،مستجابة طلباته ،معتمد على غيره الأمر الذي يجعله يغرس في نفسه شعوراً بعدم الكفاية،ويخلق العديد من السلوكيات الغير مرغوبة كالخجل أو الانطواء أو الخوف.
    -حوادث الفراق:فهي من العوامل المؤثر على الجانب العاطفي والشعوري من شخصية الطفل ،فقد توصلت دراسة (اوبتن،1983)إلى إن الفراق الطويل بين الطفل وأمه أو أبيه، تعد من أهم العوامل المسببة لجنوح الأحداث ،كما يؤثر بشكل سلبي في التطور النفسي والسلوكي،أي قد يكون أبناء الأمهات العاملات أقل سعادة من أبناء الأمهات الغير عاملات،وقد يعود ذلك إلى الحالة الانفعالية للام العاملة ،وما ينتظرها من متطلبات داخل الأسرة،ولكي تفي بالتزاماتها المتعددة في وقت ضيق،قد يجعله ذلك في حالة من التوتر،وتلجأ بذلك إلى نظام صارم يتقيدون به ،بدلاً من أن يسير نظامهم اليومي بهدوء واسترخاء ،ويشعرون بالأمن والطمأنينة.وفي هذا السياق يمكن القول بان غياب الأمومة لا يؤثر على تكيف الطفل فحسب ،وإنما تترك آثار لا تمحى على نموهم العقلي والانفعالي في المراحل اللاحقة.
    -الخلاف الأبوي: دلت العديد من الدراسات إلى إن المشاكل بين الأب وألام بشكل مستمر يؤثر وبشكل سلبي في نفسية الطفل وتطوره.
    كما إن العلاقة بين الأب وألام لها تأثير كبير على النمو الانفعالي والاجتماعي للأطفال،فالعلاقة التي تسودها الخصام والشجار ،تجعل الأبناء يشعرون بعد الاستقرار والقلق والخوف ،وقد ينعكس ذلك من خلال تفاعلهم مع البيئة المدرسية .
    – المرض الأبوي:إن الظروف غير الصحية للآباء تنعكس بشكل سلبي على تنشئة الأطفال.فالآباء الذين يعانون من أمراض وخاصة العقلية تؤثر بشكل أو بأخر في تكيف الطفل.
    - الطبقة الاجتماعية:
    مما لاشك فيه أن كل طبقة اجتماعية داخل المجتمع تشكل بعض القيم والتقاليد والثقافة الخاصة بها. وهي تلعب دورا هاما في تشكيل وتحديد أساليب المعاملة الوالدية ،وأساليب أفرادها نحو تنشئة الطفل وفقاً للقيم الثقافية التي تتسم بها الطبقة.
    توصلت العديد من الدراسات إلي أن هناك علاقة بين الطبقة الاجتماعية ومشاكل السلوك،فالأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية يأتون من أسر يكون الأب فيها عاملا غير ماهر.
    حيث وضحت دراسة(بايلي وشيفر،1960) إلي إن الآباء الذين ينتمون إلي مستويات اجتماعية واقتصادية دنيا، يلجأون في العادة إلى العقاب البدني في تنشئتهم لأطفالهم.،في حين الآباء الذين ينتمون إلي مستويات اجتماعية واقتصادية متوسطة لا يعاقبون أطفالهم ،بل يحاولون معرفة دوافع سلوكهم وأسبابها.
    كما إن عدم الكفاية المادية والثقافية لها الأثر الكبير في عدم توفر الفرص والظروف الطبيعية للتطور والنمو كما تتطلبها التربية الحديثة. حيث إن الأسرة الفقيرة لا تستطيع تأمين الحاجات الأساسية من أجل نمو أطفالهم نمواً سليماً.
    بعض المقترحات التربوية والنفسية للمربين:
    1-توفير جو نفسي اجتماعي خالي من الضغط والكف،وذلك عن طريق إتاحة الفرصة لهم لممارسة الأنشطة التي يرغبونها.
    2-تدريب الأبناء على الاكتشاف ما يحيط بهم عن طريق المحاولة والخطأ،والتفكير الاستقصائي والحدسي.
    3-مساعدتهم على تقييم أفكارهم وتجاربهم دون الشعور بالذنب أو خيبة الأمل.
    4-توفير قاعدة نفسية آمنة يمكن للبناء من خلالها الانطلاق للاكتشاف والمحاولة والتجريب،فينبغي أن يشعر المراهق بأنه محل حب وتقبل من والديه.
    5-تقبل الأفكار الجديد للأبناء ،واحترام حب الاستطلاع والتساؤلات المستمرة والإجابة عليها،ومساعدتهم على جعل أفكارهم أكثر واقعية.
    6-ألا يبالغوا في مساعدة الأبناء إلى الحد الذي يحول بين الأبناء وبين الاستقلال.
    7-أن يوفروا الفرص المتنوعة والمتعددة ،للأهداف والغايات لكي تلاءم ميولهم وقدراتهم .
    8-أن يزودوا الأبناء بالحقائق والخبرات الثقافية والاجتماعية لكي تضيف إليهم حقائق جديدة تشكل لهم نوعاً من التحدي لقدراتهم العقلية.
    9-مساعدتهم لكي يصبحوا أكثر حساسية حيال المثيرات البيئية.
    10-توفير وسائل ثقافية مختلفة داخل الأسرة ، وتوجيههم إلى حسن استخدام هذه الوسائل.
    العلاقة مع جماعة الرفاق:
    يؤثر جماعة الرفاق في سلوك المراهق، وتعتبر وسيلة لتحقيق رغباته وآماله وتطلعاته المستقبلية، فعن طريقها يمكن تغيير سلوكه واتجاهاته، ويمكن أن يعرف نفسه، ويشبع حاجاته الذاتية ،والاجتماعية التي تتعلق بالمركز والمكانة ،ويكتسب الميراث الثقافي والاجتماعي الذي يمكنه من التفاعل الايجابي بين أفراد مجتمعه.
    ولكن الجماعة التي ينظم إليها المراهق ذات أشكال متنوعة، وتختلف كل منا عن الأخرى حسب طبيعة العلاقات التي تربطهم كجماعة الصحبة، وجماعة الأصدقاء والشلة، وجماعة العصابة..
    ويختار المراهقون أصدقاء لهم لأسباب مختلفة، فمنهم من يختار رفاق تبهجهم رفقتهم ،والآخر من يختار أصدقاء ذوي الأفكار الناضجة والميول المتفقة مع ميولهم،والبعض الآخر يختار أصدقاء يخضعون لزعامته ويتخذون أفكاره وآراءه ،والبعض الآخر لا يهتم من المسيطر يفضل من يرسم له الخطط، ويضع له الأفكار.
    ويري علماء النفس والاجتماع أن لجماعة الأقران جاذبيتها الخاصة لدى أعضائها،وان الاختلاف مع الآخرين في وجهات النظر لا يعتبر شذوذا أو ضعفا،وإنما العزلة الاجتماعية،وعدم القدرة على الاندماج والاختلاط بالآخرين قد يكون سبب رئيسيا للمشكلات والاضطرابات النفسية، وقد يشعر العضو بالفخر والاهتزاز لانتمائه إلى هذه الجماعة خصوصا إذا كان له موقع ومنزلة داخل هذه الجماعة،لان ذلك يساعد على علاج الكثير من المشكلات النفسية التي يعاني منها كالخجل والانطواء والعزلة.
    العلاقة داخل المدرسة :
    إذا كانت الأسرة الخلية الأولى في حياة المراهق، فان المدرسة تحتل المرتبة الثانية ولكنها تختلف عن الأسرة في إنها أكثر اتساعا وتعقيدا،إلا أن العلاقات فيها ليست بنفس الدفء والعمق والاستمرارية.
    وتلعب العملية التعليمية دورا ًمهماً وبارزا في تشكيل جوانب شخصية المراهق وسلوكه ،فالمناهج الدراسية وطرق التدريس والأساليب والتقنيات التربوية قد تساعد على نمو شخصية المراهق أو تعيق هذا النمو.
    الأسس التربوية السليمة التي يجب إتباعها:
    – الحرية،التفكير الاستقلالي، الاعتماد على النفس،إشباع الحاجات والميول والدوافع،والتوافق الاجتماعي،الخبرة المشتركة،التدريب على حل المشكلات أهمية النشاط بالنسبة للمراهق،الاهتمام بفرديته،التعبير عن الذات ، التعلم الهادف، التعامل الديمقراطي ، التغيير والتجديد، احترام الفروق الفردية بين الطلاب، مراجعة مستمرة لأهداف العملية التعليمية،التفكير في أن التربية هي إعادة بناء المجتمع.
    – ويرى الاختصاصيون في التربية والتعليم بان إدارة الصف يجب تتم بطريقة يلعب فيها الطالب الدور الرئيسي في التعليم ،بحيث يتم عن طريق النقاش والاكتشاف ومشاركة كل فرد في الصف، فيشترك في التخطيط والتنظيم والتنسيق والتنفيذ والمتابعة وأخيرا في التقويم، وإذا أسهم كل فرد في ذلك كان دافعه على العمل والمثابرة قوياً.
    – ويلعب المعلم في الصف دوراً مهماً فهو يؤثر في المراهقين بأقواله وأفعاله ومظهره وسائر تصرفاته التي يمتصها المراهقون بصورة شعورية واعية أو غير شعورية.
    – أهم المشكلات التربوية )الكذب، مشكلة وقت الفراغ، ،ضعف وتشتت الانتباه ،الخجل، العنف والعدوان ، القلق، الخوف )
    أولا :الخجل
    يعرف الخجل بأنه ميل الشخص الخجول إلى تجنب التفاعل الاجتماعي والمشاركة في المواقف الاجتماعية بصورة غير مقبولة ويصحب ذلك سلوكيات معينة مثل عدم الارتياح والضيق والشعور بالقلق أو اللجوء إلى الصمت والانسحاب من المواقف الاجتماعية .
    مظاهر القلق:
    1- مظاهر فسيولوجية:
    ( تصبب العرق ، ارتجاف الجسم، ارتفاع معدل ضربات القلب، احمرار الوجه).
    2-مظاهر معرفية:
    (الشعور بالوحدة النفسية، نقص الوعي بالنفس، التفسيرات الغير الواقعية للمواقف والأحداث،ووجود مجموعة من الأفكار الخاطئة والمعتقدات غير منطقية لدي الشخص الخجول).
    3-مظاهر سلوكية:
    (العزلة عن الآخرين وتحاشي التواجد معهم، صعوبة في الحديث مع الآخرين ،صعوبة مقابلة الغرباء، الصمت وقلة الكلام،التلعثم،صعوبة التعبير عن الذات عند مواجهة الآخرين ،قلة المشاركة في الأنشطة ،افتقاد مهارة الاتصال بالآخرين، تجنب الالتقاء البصري في مواقف الاتصال الاجتماعي)
    أسباب الخجل:
    1-أسباب جسمية:وجود بعض العاهات الجسمية تجعل البعض يشعر بالنقص أو عدم الثقة بالنفس وتجنب التفاعل مع الآخرين.
    2-الحساسية الزائدة:صاحب الحساسية الزائدة هو ذلك الشخص الذي يتأثر أكثر من اللازم بالعوامل الخارجة عنه،فيبالغ مبالغة لا أساس لها في تلقي الأحداث والتأثر بها ثم الرد عليها بمظاهر الخجل.ير
    3-المعاملة السيئة من الوالدين أو المحيطين به في المنزل وعدم الاهتمام به والتحدث معه ،بسبب انشغالهم الدائم.
    4-الفشل المتكرر في انجاز ما يوكل إليه من مهام تجعله يميل إلى العزلة.
    5-الخوف من النقد إذا أبدى رأيه في موضوع ما.
    6-أساليب التنشئة الأسرية القائمة على الحماية الزائدة التي تحرم الطفل من الثقة بنفسه في مواجهة المواقف المختلفة.
    7-تقليد النماذج الوالدية الخجولة.
    علاج الخجل:
    1-إشعار الأسرة لأبنائها بأنهم مرغوب فيهم، وتشجيعهم على أبدء آرائهم.
    2-البعد عن التوبيخ والاستهزاء والانتقاد غير الهادف.
    3-تدريبهم على مواجهة الفشل بشجاعة دون إضعاف الثقة بأنفسهم.
    4-التدريب على المهارات الاجتماعية، وذلك بتدريبهم على السلوكيات الاجتماعية،وعلى التفاعل مع الآخرين،وإكسابهم مهارات بدء الكلام وإنهائه،واستخدام الإيماءات، ومهارات الإدراك الاجتماعي .
    5-تدريبهم على الثقة بالنفس وحسن التصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة.
    6-التحصين التدريجي ضد الخجل ،وذلك بتعريضهم بصورة متدرجة لمواقف الخجل حتى يتمكنوا من كف القلق الناتج عن المواقف الاجتماعية المثيرة للخجل.
    ثانيا: العنف والعدوان
    يعتبر السلوك العدواني استجابة غير سوية تهدف إلى إيذاء الآخرين وإلحاق الأذى بهم،وقد يكون جسميا كالعض أو الضرب أو نفسيا كالإهانة،وينطوي العدوان على رغبة في التفوق والتسلط على الآخرين، أو انه مظهر للقوة، أو استجابة للإحباط وتعبير عن الحرمان.
    مظاهر العدوان:
    1-العدوان اللفظي:ويتمثل في القول البذيء من سباب وشتائم ومنابزة بالقاب ووصف الآخرين بالعيوب أو التهديد.
    2-العدوان بالشارة :كاستخدام بعض الإشارات مثل اخراج اللسان.
    3-إتلاف الأشياء: كتعبير عن العدوانية يقوم الطفل بإتلاف الأشياء وتحطيمها مهما كانت فائدتها أو قيمتها.
    4-الإغاظة للآخرين أيضا شكل من أشكال العدوان.
    5-العدوان البدني: كاعتداء بعض الأطفال على الآخرين بالضرب مستخدما أظافره أو أسنانه أو يديه أو رجليه أو رأسه على زملائه مستغلا قوته البدنية.
    أسباب العدوان:
    1-أسباب بيولوجية: فقد وضحت العديد من الدراسات بان الذكور أكثر ميل للعدوان من الإناث ،وذلك يرجع إلى الهرمون الذكري عند الذكور.
    2-الحماية الزائدة: تظهر المشاعر العدوانية عند الطفل المدلل أكثر من الأطفال الآخرين ،فهو أوامره مطاعة ،وعند أبسط حرمان تظهر سلوكياته العدوانية.
    3-تمجيد العدوان باعتباره مظهرا ورمزا للرجولة والفتوة في بعض الثقافات.
    4-الغيرة، التي تحدث بين الأطفال بسبب الأفعال أو النجاح أو أخ جديد.
    5-التسامح الشديد من قبل الوالدين إزاء الاتجاهات العدوانية ،لأبنائهم من شأنه أن يزيدها وينميها.
    6-أسباب نفسية ترجع للطفل في ميوله العدوانية اتجاه الآخرين، وعدم إشباع الاحتياجات النفسية لديه يولد العدوان اتجاه الآخرين.
    7-ما يعرض في وسائل الإعلام من أفلام ومسلسلات، بها مشاهد عنف ،وخاصة إذا كان لديهم قابلية للعنف.
    علاج العنف والعدوان:
    1-تربية الأبناء على مبادئ الدين الإسلامي الذي يدعو للتسامح ونبذ العنف.
    2-إشباع الحاجات النفسية للأطفال داخل الأسرة والمدرسة مثل الشعور بالحب والطمأنينة .
    3-العناية بتنشئة الأبناء على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين بعيدا عن العدوانية.
    4-إشعار الطفل بتقدير المحيطين له،والبعد عن الاستهزاء به.
    5-وجود نظم تردع الأطفال الذين يسلكون السلوك العدواني.
    6-تربية الطفل على تحمل مسئولية تصرفاته في المنزل أو المدرسة.
    7-إشباع طاقات الأطفال وانفعالاتهم في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية.
    8-تعليم الطفل كيف يتحمل الإحباط على الأقل للدرجة التي تجعله لا يضار من الإحباطات التي تحدث في الحياة اليومية.
    9-إبداء الاهتمام بالشخص الذي وقع عليه العدوان.
    10-العلاج العقلاني،ويقوم على استبصار الطفل بخطورة الفعل العدواني وما يجره من متاعب.
    11-تنمية الانضباط الداخلي في الطفل،ويتحقق ذلك من خلال تنمية اتجاهات وأنماط السلوك المرغوب فيه وممارسته واستخدام الثواب والعقاب وتقويم تصرفاته.
    12-التصحيح الزائد،أي تصحيح السلوك الخاطئ ،ثم تكرار السلوك الصحيح لعدة مرات .
    13-الإطفاء والتجاهل بعد التعرف على الدوافع خلف السلوك العدواني،إذا تم إيقاف المعززات للسلوك فانه يضعف ويتلاشى.
    قياس السلوك العدواني:
    1-الملاحظة المباشرة.
    2-التقارير الذاتية.
    3- المقابلة.
    4- قوائم التقدير.
    5- المراقبة الذاتية.
    6-الطرق الاسقاطية.
    7-تقدير الأقران.
    ثالثا :القلق
    عرف القلق بأنه نوع من عدم الراحة الذهنية ،او نوع من الخوف من شر مرتقب، أو انه ظاهرة توحي بعدم الاستقرار أو نوع من الهواجس التي يتعرض لها الإنسان بين حين وآخر، أو نوع من الكرب ينبع من الاضطرابات من داخل الإنسان.
    قد يبرز القلق حتى في حالة عدم وجود خطر خارجي(وجود تهديد واضح) ،كما يحدث عندما ينتاب التلميذ الرعب أثناء الامتحان.
    كما وصف القلق بأنه حالة تنبع من الأفكار والأحاسيس والنزوات التي لا تنسجم مع ما يتوقعه الإنسان في نفسه ،وقد ينبع القلق نتيجة للشكوك والريب،وتتميز فترة المراهقة بهذا السيل من الشكوك والريب.
    ———————–
    الكاتب:أ. شوق سويسي

    حملة السكينة
    رابط الموضوع : تطور مفهوم التربية - السكينة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    23,067
    معدل تقييم المستوى
    44
    جزاكم الله خيرا



    لمشاهدة جميع مشاركاتي الشعريه (( كسرات ومعلقات ))

    http://www.alhejaz.net/vb/showthread...831#post254831

    ولتصفح مدونتي الشعريه والمشاركه اليكم هذا الرابط:
    http://almoallem2007.ahlablog.com/

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    الدولة
    ينبع البحر
    المشاركات
    2,442
    معدل تقييم المستوى
    23
    اخي الكريم طرحك لمثل هذا الموضوع جميل جداً ولكن الاترى ان ما يمارس اليوم بعيد كل البعد عن التربية ولنا منج حياة سواء ماورد من نصوص او أفعال اجزم ان مافعله الرسول مع ابن بنته من اعظم الدلائل على التربية الناجحة عندما دخل ذلك الطفل المسجد والرسول يخطب كيف نزل الرسول من على المنبر وداعب الطفل الا ترى لو فعل ذلك امام كم من التلقيحات والكلام وهذا هو مربط الفرس في حياتنا شكرًا لك اخي
    السكوت في بعض المواضع حكمة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •