محافظ ينبع لـ «الشرق الأوسط»: 400 فرصة استثمارية ستحول «مدينتنا» إلى واجهة سياحية
المهندس مساعد السليم أكد أن للأمير فيصل بن سلمان رؤية مستقبلية لتكون ينبع أهم مدينة اقتصادية سعودية
محافظ ينبع المهندس مساعد السليم («الشرق الأوسط»)
عائلات تقضي أوقاتها شواطئ ينبع
ينبع: سعيد الأبيض
كشف المهندس مساعد السليم، محافظ ينبع، عن إطلاق منتدى يضم المستثمرين السعوديين والعرب في المحافظة لعرض الفرص الاستثمارية في ينبع، والذي سيكون تحت رعاية أمير المنطقة، لافتا إلى أن المنتدى يأتي ضمن ثلاثة مسارات أطلقتها المحافظة لجلب الاستثمار، تتمثل في استقطاب رجال الأعمال، والوصول إلى المستثمر في المدن السعودية كافة.
وقال مساعد السليم في حوار مع «الشرق الأوسط» إن للأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، رؤية في وضع ينبع على قائمة أهم المدن الاقتصادية والسياحية في البلاد، وأن لديه أيضا خطة محورية لدعم الأسر المنتجة، تتمثل في إنشاء مدينة صناعية نسائية مصغرة تتوافر فيها ملامح البيئة الإسلامية كافة، وتستقطب الصناعات غير التقليدية.
ولفت محافظ ينبع إلى أن المحافظة بصدد تأمين لقاء مجموعة من أهالي المحافظة مع عدد من الوزراء لنقل الاحتياجات الفعلية للمحافظة مباشرة مع الوزارات المختصة، موضحا أن هناك احتياجات في الكهرباء والماء وزيادة أعداد المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظة والقرى التابعة لها. وأكد أن المحافظة شهدت في الآونة الأخيرة تدفق أعداد كبيرة من السياح والزائرين، امتلأ بهم أكثر من 254 فندقا ومنتجعا سياحيا، بحسب المسح الميداني قبل دخول شهر رمضان، معتبرا أن ما تفتقده ينبع هو وضع برامج تقنية تخدم السياح وتوفر لهم الخيارات كافة، مؤكدا أن ذلك سيكون قريبا.
«الشرق الأوسط» التقت محافظ ينبع فكان الحوار على النحو التالي:
* ما أبرز المشاريع المزمع تنفيذها؟
- نحن في ينبع نعمل على ثلاثة محاور مهمة، وهذه المحاور هي رؤية الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، الذي وجدنا منه كل الدعم والتشجيع، كما وفر للعاملين البيئة المناسبة للنهوض بينبع كما يتمنى ويحلم.
أما المحور الأول فيتمثل في تطوير المستوى المعيشي للمواطن، ووضعنا هدفا كبيرا وهو أن تكون مدينة ينبع بلا عاطل أو عاطلة، وسوف نحتاج إلى وقت يتراوح ما بين عامين وثلاثة أعوام لتوفير فرص العمل اللازمة لجميع أبناء ينبع.. وأما المحور الثاني فيهتم بالسياحة، والمدينة القديمة التراثية وهي إرث مهم للمدينة، إضافة إلى ينبع النخل، وذلك حسب الترتيب والتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة بجهود الأمير سلطان بن سلمان.. وأما المحور الثالث فهو جذب الاستثمار إلى مدينة ينبع، ونحن نرى أن مدينة ينبع مدينة تتوافر فيها الظروف المناخية الملائمة والموقع الجغرافي المتميز، ولدينا خطة بدأنا فيها بتأسيس لجنة لتنمية الاستثمار، لكي نعيد لينبع البريق الاستثماري بجذب المستثمرين السعوديين إلى مجال السياحة، والاقتصاد والموانئ.
* هل هناك دراسة حول عدد العاطلين في المحافظة؟
- من خلال برنامج حافز، نقوم برصد الأعداد والأسماء المحددة العاطلة، وهذا منطلق جيد لنا لرصد الشباب الذي يحتاج إلى فرصة عمل، وقد بدأنا العمل والتنسيق مع الكثير من الشركات الموجودة في الهيئة الملكية بينبع، ومن تلك الشركات التي تم التواصل معها شركة «أرامكو»، وتناقشنا مع شركة «سابك» وعدد كبير من الشركات، وطرحنا عليهم عدة أسئلة، منها ما هي احتياجاتهم من الشباب والتخصصات، وبحسب ما يردنا من وظائف نعمل مع الموارد البشرية لتدريب وتوفير الاحتياجات الفعلية للمستفيدين من الشباب في ينبع، إضافة إلى الأعمال التي يمكن توفيرها من القطاع السياحي.
* هل تم وضع برامج وخطط للمساعدة بالنسبة للأسر المنتجة؟
- نحن نعمل على تشغيل الأسر المنتجة، وللأمير فيصل بن سلمان خطة محورية في هذا الصدد، وذلك من خلال إيجاد موقع مخصص لإنشاء مدينة صناعية نسائية مصغرة، تتوافر بها مقومات البيئة الإسلامية، وهو حيز لا يدخله الرجال، ونقوم على تجهيز هذه الخطة، لنقل عدد كبير من الصناعات النسائية غير التقليدية، وإدخال النساء في صناعات البتروكيماويات البسيطة التي توفر فرص عمل كبيرة.
* ما أبرز ملامح تطوير السياحة في ينبع؟
- هناك محوران أساسيان نركز عليهما، أولهما أن تكون ينبع أنموذجا في التعريف عن المدينة ومقوماتها الصناعية والسياحية والتراثية، ونعمل مع مجموعة من الشباب لكي يكون لدينا موقع ممثل لما هو موجود في النموذج الإلكتروني للمسافرين العرب «البوكينغ»، بحيث يتوافر للسائح المتجه إلى ينبع كافة المعلومات اللازمة، وهي المشكلة التي نواجهها حاليا مع المقبلين للمحافظة، الذين لا يعرفون المواقع السياحة والفنادق وغيرها من الاحتياجات الأساسية التي لا بد أن تتوافر للسياح، وذلك من خلال استخدام التقنية التي ستساعد كثيرا في حل هذه المعضلة، إضافة إلى العمل القائم على تجميع الوحدات السكنية الموجودة في الفنادق، والشقق المفروشة والمنتجعات السياحية، وذلك بهدف رصد العدد وتوضيح الأسعار، هذا فيما يتعلق بالسكن، وهناك لجنة تم تشكيلها تحت مسمى «لجنة تنمية السياحة»، الهدف منها توحيد الجهود لتكون هناك سياحة غير تقليدية، تتوافر فيها كل متطلبات السياح.
* ما آلية دعم المستثمرين؟
- أولا، نحن بصدد أن يكون هناك مركز متخصص، يخدم المستثمرين في كافة القطاعات، وهذا المركز يوجد به خارطة متاح فيها كل الفرص الاستثمارية، سواء كانت تلك الموجودة لدى البلديات، أو الفرص الاستثمارية للمواطنين، أو الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال، وكل هذه الفرص مبعثرة، ونعمل على تجميعها تحت سقف واحد، وتم تشكيل لجنة برئاسة أحد رجال الأعمال في المحافظة، وعدد من الإدارات الحكومية، التي تعمل جميعها في خدمة المستثمر منذ لحظة وصوله للمحافظة، مع توفير كافة الإمكانات وعرض جميع الفرص، ونسعى إلى أن تتم كل معاملات المستثمر وإنهاء طلبه في القطاع الذي يرغبه في مكان واحد، خصوصا أن الأمير فيصل بن سلمان دعمنا بشكل كبير في هذا الصدد.
* هل هناك تعاون مع الهيئة الملكية حول الفرص الاستثمارية؟
- نعم هناك تنسيق كبير بين المحافظة والهيئة الملكية في ينبع، التي تمتلك فرصا استثمارية في الواجهة البحرية بقيمة ملياري ريال، ولديها ما لا يقل عن 400 فرصة استثمارية، وقد تم إنشاء فريق يسمى «فريق ينبع» للترويج لهذه الفرص داخل الهيئة.
* هل هناك نية لإقامة منتدى لعرض
الفرص الاستثمارية في ينبع؟
- بالطبع، ونحن نسير في عدة مسارات، تتمثل في الاستقطاب، ومسار الذهاب للمستثمر في كافة المدن السعودية، وسنعرض عليهم ما لدينا من فرص استثمارية، والمسار الثالث عقد منتدى
اقتصادي لعرض الفرص الاستثمارية في ينبع، وسيكون على شرف أمير المنطقة، ونعمل على أن يكون هذا الملتقى متميزا، وذلك بعد تجميع وتحديد الفرص المتاحة في ينبع، وأتوقع مع بداية العام المقبل سيكون الملتقى جاهزا، وسيتم دعوة رجال الأعمال من داخل المملكة وخارجها، وهذا يأتي تماشيا مع الشعار الذي تم إطلاقه «نحن في خدمة المستثمر».
* هل سيشهد مطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز مزيدا من التوسع؟
- يعد مطار ينبع من المطارات المتميزة، ويستقبل عددا من الرحلات الدولية، مثل الخطوط التركية والمصرية، بمعدل ثلاث رحلات يوميا، بالإضافة إلى الرحلات المقبلة من دبي وقطر، ونحن بصدد إطلاق مشروع صالة مجاورة للصالة الرئيسة المخصصة للرحلات الدولية، وهذا عامل مهم تجاه استقطاب المزيد من السياح والمستثمرين للمحافظة.
* هل هناك إحصاءات لزوار ينبع على مدار العام؟
- ليس هناك أرقام أو إحصاءات في الوقت الراهن، وهذا ناتج عن عدم وجود رصد دقيق للأرقام الوافدة للمحافظة، سواء كانوا سياحا أو زائرين، بيد أنه توجد 254 وحدة سكنية ما بين شقق مفروشة وفنادق ومنتجعات، وبحسب الرصد الميداني، كانت شاغرة قبل دخول رمضان بعدة أيام، وهي الآن مليئة بالنزلاء، وهذا دليل على توافد أعداد كبيرة لمحافظة ينبع، خاصة من المناطق القريبة منها، ومن الأشياء التي نعمل عليها في الفترة المقبلة أن يكون هناك رصد دقيق للأعداد التي تفد إلى ينبع.
* هل تعتمد فكرة جذب السياح للمحافظة على نظام المجموعات؟
- في الحقيقة، إن الأمير فيصل بن سلمان أبدى اهتماما كبيرا عندما زار المنطقة التاريخية في ينبع قبل عدة أسابيع، فيما صدر توجيه الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار باستقطاع الأرض في
المنطقة التاريخية للمحافظة عليها وإعادة بنائها، إضافة إلى تاريخ ينبع النخل، وهناك جبل رضوى الذي يعد من المعالم السياحة في ينبع، وقد نسقنا مع رؤساء المناطق حول تسويق المرافق السياحية كافة، والعمل ضمن منظومة واحدة، وقريبا سيعود سوق «الاثنين» و«السويق»، وهي من الأسواق القديمة في ينبع، وكل هذه تعتبر من المحطات المهمة للمجموعات التي نشأت من خلال شركات السياحة في المملكة.
* هل تتوافر بنية تحتية متكاملة في ينبع؟
- البنية التحتية لمدينة ينبع غير مكتملة، على سبيل المثال، لا يوجد فيها صرف في عدد من الأحياء، كما أن بعض الأحياء لا توجد بها شبكة
مياه، وهناك احتياج للكهرباء، وينبع بحاجة لتفاعل كبير من الوزارات والإدارات العامة على مستوى المملكة، فينبع تحتاج إلى جهود غير عادية، لتوفير عدد من الاحتياجات، ومنها
الطرق، ولا نستطيع نحن في ينبع عمل أي شيء ما لم تلتفت الوزارات إلى المدينة التي يبلغ عدد سكانها 420 ألف نسمة، وتحتوي أجمل وأكبر مدينة صناعية، بعد الجبيل، ولها تاريخ وموقع جغرافي متميز، يبقى دعم الوزارات وإن كان لدينا الحماس.
* هل أحاطت الوزارات المعنية بالخدمات باحتياجات المحافظة؟
- بالفعل تم إحاطة كل الوزارات المعنية بما تحتاج إليه المدينة، وهناك حاجة للمياه وتوسيع خارطة المستشفيات وزيادة عدد الأسرّة لتستوعب أبناء المحافظة كافة، ولدينا خطة في الشهر المقبل تعتمد على زيارة الوزارات مع مجموعة كبيرة من الأهالي لنقل احتياجات المدينة شفاهيا، ونعرض ما لدينا من نقص واحتياج.
* هل هناك نية لتجميع الإدارات الحكومية في موقع واحد؟
- نحن بحاجة إلى إدارات حكومية فاعلة، ومحافظة ينبع ليست مدينة مترامية الأطراف
يواجه فيها مراجع الإدارات الحكومية مشقة، إلا أن أولوياتنا تكمن في تخطيط الأحياء العشوائية، وحل مشكلات المواطنين في الصكوك والأراضي، وحقيقة رغم هذه الصعاب نجد من المواطنين كل
التفاعل والمثابرة لحل كل المعضلات.
* ما احتياجات المراكز التابعة لينبع؟
- هناك احتياج كبير للماء والكهرباء، إضافة إلى المراكز الصحية التي تخلو من الأطباء
المتخصصين الذين يقدمون العون للمواطنين في تلك المراكز، حيث يوجد في كل مركز طبيب عام وممرض لا يفيان باحتياجات المركز، كما أن مدينة ينبع تفتقد إلى مستشفى متخصص لعلاج المصابين بالأمراض النفسية، الذين ينتشرون في
شوارع ينبع لعدم وجود المستشفى.
المفضلات