( باب : ذي المروة موقعها وتحديد رسمها من مواضع الحجاز )
قال المراغي في " تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة "
وذكر محمد بن إسحاق وابن زبالة والحافظ عبد الغني المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتبوك فمنها : ( ومسجد بذي المروة) : على ثمانية برد من المدينة ، كان بها عيون ومزارع وبساتين ، وأثرها باق إلى اليوم وكانت من أعمال المدينة .
وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " في باب مساجد غزوة تبوك :
الثامن عشر ( بذي المروة ) على ثمانية برد من المدينة .
وروى ابن زباله في " أخبار المدينة " :
( ذو المروة ) : قرية بوادي القرى على ثمان برد من المدينة وقيل بين ذي خشب ووادي القرى وروى الزبير بن خارجة بن مصعب عن أبي وقاص عن أبي أوفى قال نزل النبي صلى الله علية وسلم ذا المروة ونحن معه فلما صلى الفجر مكث لا يكلمنا حتى تعالى النهار ثم كلمنا ثم تنفس صعدا فقلنا : يا رسول الله أخبرنا ؟ قال : نزل علي ( لإيلاف قريش ) إلى أخرها .
وقال الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة " :
( ذو المروة ) : قرية بوادي القرى , وقيل : هي بين خشب ووادي القرى , وكان بذي المروة عين قد أجراها الحسين بن زيد وقد ذكرتها في ترجمة العيون .
وقال الزبيدي في " تاج العروس " :
( مروة ) : مدينة بالحجاز نحو وادي القرى , منها أبو غسان محمد بن عبد الله المروي , قاله ابن الأثير ,
( وذو المروة ) : من أعراض المدينة كان سكن أبي بصير عتبة بن أسيد الصحابي
وقرية أخرى من أعمال مكة منها حرملة بن عبد العزيز الجهني .
" قلت " يبدوا أن الزبيدي قد فرق بينهما ولم يصب في ذلك حيث أنه لا اختلاف بين الأسمين إلا زيادة حرف ( ذو ) ومعلوم أن حروف ( ذو , ذا , ذي ) وأمثالها زيادات ليست من أصل الاسم إنما زيدت عليه , ولا نعلم في الحجاز منطقة تسمى المروة ( قديما ) غير هذه المذكورة التي نؤرخ لشيء من تاريخها .
وقال الفيروز أبادي في " المغانم المطابة " :
( وذي المروة ) : ببطن إضم .
وقال البكري في " معجم ما استعجم " :
( وذو المروة ) : من أعمال المدينة قرى واسعة وهي لجهينة كان بها سبرة بن معبد الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وولده إلى اليوم فيها بينها وبين المدينة ثمانية برد .
وقال البكري في " معجم ما استعجم " :
( وذو المروة ) : بين ذو خشب ووادي القرى .
وقال البكري في " معجم ما استعجم " :
( وذو المرو ) : قرية بوادي القرى وقيل بين خشب ووادي القرى نسبوا إليها أبا غسان محمد بن عبد الله بن محمد المروي .
وقال ياقوت في " معجم البلدان " في رسم ذا العشيرة :
قال أبو زيد : العشيرة حصن صغير بين ينبع ( وذي المروة ) .
وقال ياقوت في " معجم البلدان " في رسم ذا العشيرة :
( طيخ ) : بالفتح موضع بأسفل ( ذي المروة ) وذو المروة بين خشب ووادي القرى .
وقال الأصمعي في " جزيرة العرب " :
الحجاز اثنتا عشرة دارا : ( المدينة , وخيبر , وفدك , ( وذو المروة ) , ودار بلي , ودار أشجع , ودار مزينة , ودار جهينة , ونفر من هوازن , وجل سليم , وجل هلال , وظهر حرة ليلى , ومما يلي الشام شغب وبدا ) .
" قلت " وفي قوله هذا جعلها من الديار الكبيرة في الحجاز التي لها موضع ومكانه وهي كذلك .
وقال العظيم أبادي في " عون المعبود شرح سنن أبي داود " :
( في موضع المسجد ) : أي من بلاد جهينة .
( تحت دومة ) : قال في القاموس ( الدوم ) شجر المقل والنبق وضخام الشجر .
( بالرحبة ) : أي الأرض الواسعة .
والحديث سكت عنه المنذري .
وقال المقدسي في " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " :
( بئر عثمان ) : على طريق الشام ,عند العرج جبل قالوا : أن جبريل شق فيه للنبي صلى الله عليه وسلم وقت هجرته طريقا إلى المدينة , ( وقعت نار بين المروة والحوراء فكان يقد كما يقد الفحم ) .
" قلت " لم أجد هذا الخبر إلا عند المقدسي في هذا الموضع وما شاهدناه وعرفناه أن في منطقة العيص وهي الواقعة بين ذي المروة والحوراء هناك موضع يسمى الفرع ورسم موضعه تحديدا بعد السد المقام في منطقة العيص والمسمى سد الفرع وجدنا هناك أرض بركانية يبلغ مداها حوالي عشرة إلى خمسة عشر كيلوا مترا ويستغرب وجودها في تلك المنطقة حيث أنه لا توجد في تلك النواحي والديار مواضع للبراكين إلا في تلك البقعة المذكورة ,
وقد تحدث عنها الدكتور معتاد السناني في كتابه " العيص " نقلا عن أحد أعداد مجلة أطلال : أن ذلك بسبب تعرض المنطقة لنشاطات بركانية خلال الزمن الثالث الجيولوجي وخاصة في الفترة ما بين الأوليجوسين والميوسين حوالي 10 – 35 مليون سنة خلت !! , حيث انبثقت على سطح الأرض سيول من الحمم , من البازلت والأنديسيت والربوليت , تاركة وراءها سهولا مرتفعة من الجلاميد الحممية في تلك الجبال !! ... وقد يبلغ طولها من الحصين إلى ريع ايعبري المطل على أملج حوالي 40 كم , أما طولها من الجنوب إلى الشمال فقد يصل إلى 7 – 12 كم .
" قلت " تلك الأقوال التي تتحدث أن هذه البراكين إنما حدث قبل ملايين السنين !! إنما هي كذب وهرطقة , وتلك النظريات إنما جاءتنا من الكتاب والعلماء الغربيين وما أدراهم بما قبل ملايين السنين ؟؟ , هذه النظرية ليست ببعيدة عن نظرية داروين الإلحادية التي تتحدث عن تطور الكائن البشري !! .
وقال اليعقوبي في " البلدان " :
ومن أراد أن يسلك على طريق مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ من مدين إلى منزل يقال له أغراء ، ثم إلى قالس ، ثم إلى شغب ، ثم إلى بدا ، ثم إلى السقيا ، ثم إلى ( ذي المروة ) ، ثم إلى ذي خشب ، ثم إلى المدينة , فهذه المنازل من مصر إلى مكة والمدينة .
وقال ابن خرداذبه في " المسالك والممالك " :
الطريق من مصر إلى مكة :
من الفسطاط إلى الجب ، ثم إلى البويب ، ثم إلى منزل ابن بندقة ، ثم إلى عجرود ، ثم إلى الذنبة ، ثم إلى الكرسي ، ثم إلى الحفر ، ثم إلى منزل ، ثم إلى أيلة ، ثم إلى حقل ، ثم إلى مدين ، ثم إلى الإغراء ، ثم إلى منزل ، ثم إلى الكلابة ، ثم إلى شغب ، ثم إلى بدا ، ثم إلى السرحتين ، ثم إلى البيضاء ، ثم إلى وادي القرى ، ثم إلى الرحيبة ، ثم إلى ( ذي المروة ) ، ثم إلى المر ، ثم إلى السويداء ، ثم إلى ذي خشب ، ثم إلى المدينة .
وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " :
( ووادي الجزل ) : الذي به السقيا والرحبة في نخل ذي المروة .
" قلت " ذكر ذلك في التعقيب على ما ذكره ابن شبة في أخبار المدينة عن اجتماع الأودية ومصابها في المدينة .
وقال السمهودي في " الوفا بأخبار دار المصطفى " :
( أضم ) : كعنب تقدم آخر الفصل الثاني إنه الوادي المعروف اليوم بالضيقة وأن أعلاه مجتمع الأسيال وكان به أموال زعاب على عيون والجبل الذي بالوادي يسمى باضم أيضا وروى البيهقي إن مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم لركانة أشد أهل زمانه كانت بوادي أضم وبطن أضم كما في طبقات أبن سعد ما بين ذي خشب ( وذي المروة ) على ثلاثة برد من المدينة .
" قلت " وادي أضم هو وادي فحل عظيم من أكبر أودية الحجاز سمي بـ ( إضم ) لانضمام سيول الأودية إليه من كل حدب وصوب , وهو المسمى اليوم بـ ( وادي الحمض ) سمي بذلك لكثرة ما ينبت فيه من أشجار الحمض , وهو من أودية قبيلة جهينة سمي بذلك لأنه على طول مجراه يمر بديار قبيلة جهينة وسنفرد له بحثا خاصا بعون الله إن أتسع لنا الوقت .
وقال الهمداني في " صفة جزيرة العرب " :
ومن المروة إلى المدينة مرحلتان .
وقال العباسي في " عمدة الأخبار في مدينة المختار " :
عيون الحسين بن يزيد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه وكان للحسين بن زيد ثلاثة عيون من أعمال المدينة أجراها من خالص ماله , إحداها كانت بالمضيق , والأخرى ( بذي المروة ) والثالثة بالسقيا .
" قلت " وذكرها كذلك الفيروز أبادي في " المغانم المطابة في معالم طابة "
وقال الحميري في " الروض المعطار في خبر الأقطار" :
( وذو المروة ) : من أعمال المدينة قرى واسعة لجهينة .
وقال الزمخشري في " الجبال و الأمكنة و المياه " :
( ذو المروة ) : في ديار الحجاز .
وقال الأستاذ معتاد بن عبيد السناني في كتابه " العيص " :
ومدينة ذو المروة ( أم زرب ) لها ذكر في مسير النبي صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى .
وقال الأستاذ معتاد السناني الجهني في كتابه " العيص " باب : الآثار في منطقة العيص :كما أن هناك آثار منجم في أم لهب , على حافة وادي الحمض , جهة الزبائر بين الضليعة والسليلة , بها رحى كبيرة لطحن ( المرو ) وحسب تحديد موقع ( ذي المروة ) هو تابع لها لأن تحديدها قرب الضليعة تطل على وادي الحمض , وقد ذكر أستاذنا الجاسر أن ( ذا المروة ) هي ( أم زرب ) , كما توجد آثار كتابات قديمة في أودية العقوقفي قرب الفشغات وخذوه وعلى الأصح بينهما وهذا المنجم عبارة عن قرية صناعات .
( وفي الهامش يقول عن القسم الأخير من الموضوع ) : أخذت هذه المعلومات من الأستاذ : / محمد بن نايف العرفي , المشرف على الآثار في منطقة العيص .
" قلت " القول إن ( ذي المروة ) هي أم زرب هو إتباع لقول الباحث حمد الجاسر في كتابة بلاد ينبع وسنبين أن هذا القول وهم وخطأ في السطور القادمة .
وقال الباحث حمد الجارسر – رحمة الله – في كتابه " بلاد ينبع " :
( المروة ) : ويقال : ( ذو المروة ) , مدينة لها شهرة تاريخية , نقل السمهودي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بها حينما ذهب إلى غزوة تبوك فقال فيما نقل عن ابن زبالة , خرج صلى الله عليه وسلم : حتى أتى المروة فأسند ظهره إليها ملصقا ثم دعا قائلا : ( اللهم أسقهم الغيث , اللهم سلمهم من الحاج , وسلم الحاج منهم , ثم اجتمعت إليه جهينة من السهل والجبل , يشكون إليه نزول الناس بهم , وقهر الناس لهم عند المياه , فدعا أقواما فأقطعهم , وأشهد بعضهم على بعض " بأني قد أقطعتهم وأمرت ألا يضاموا , ودعوت لكم . وأمرني حبيبي جبريل أن أعدكم حلفاء )
ولحقته جهينة في الرحبة , فقال لهم : ( من أهل ذي المروة ؟؟ ) , قالوا : بنو رفاعة من جهينة , فقال : ( قد قطعتها لبني رفاعة ) , فاقتسموها فمنهم من باع , ومنهم من أمسك فعمل .
وازدادت شهرة تلك المدينة بعدما أصبحت محطة للحجاج يقدمون من الشام , وللقوافل التي تتجه من المدينة , ومن ينبع إلى بلاد الشام , وإلى سواحل البحر الأحمر الشمالية .
ثم ضعفت في العصور المتأخرة بضعف الحكم في البلاد وانتشار الفوضى , وانقطاع الحجاج من ذلك الطريق , وهي معدودة من وادي القرى .
وقد وصفها البشاري في القرن الرابع الهجري فقال : ( والمروة بلد حصين , كثيرة النخل , جيدة التمور , سقياهم من قناة غزيرة , عليها خندق وأبواب حديد , وهي معدن المقل والبردي , حارة في الصيف , الغالب عليها بنو جعفر ,
وعدها هي والحوراء من مدن خيبر , وحدد المسافة بينها وبين ينبع فقال : من ينبع إلى رأس العين مرحلة , ثم إلى المعدن مرحلة , ثم إلى المروة مرحلتين , وذكر أن بينها وبين ينبع معادن ذهب .
وقال ياقوت : ( ذو المروة ) : قرية بوادي القرى , وقيل بين خشب ووادي القرى , نسبوا غليها أبا غسان محمد بن عبد الله المروي .
وذكرها عرضا فقال في تحديد المواضع الأتي ذكرها :
( طيخ ) : موضع بأسفل ذي المروة , وذو المروة بين خشب ووادي القرى .
( بلاكث ) : قارة من ذى المروة بينة وبين ذي خشب ببطن أضم .
( ذهبان ) : جبل أسفل ذي المروة .
( ظبية ) : أورد حديث أقطاع حرملة بن عوسجة المروة ,
وقال البكري : ( ذو المروة ) : من أعمال المدينة , قرى واسعة , وهي لجهينة , كان بها سبرة بن معبد الجهني , صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وولده إلى اليوم فيها , بينها وبين المدينة ثمانية برد : ( البرد = 4 فراسخ , الفرسخ = 3 أميال = 8x 4 = 32 x 3 = 96 ميلا ) , والحوراء من وراء ذي المروة على ليلتين .
وذكر البكري : أن مدينة ( ذي المروة ) بين ذي خشب ووادي القرى , وكان ذو المروة يقع في طريق حجاج الشام , ولهذا حدد المتقدمون المراحل بينه وبين المدينة بأربع هي :
المدينة , ذو خشب , السويداء , المر , ذو المروة .
وقال البشاري ( في أحسن التقاسيم ) :
تأخذ الطريق من يثرب إلى السويدية أو إلى بطن نخل مرحلتين مرحلتين , ومن السويدية إلى ذي المروة مثلها فإن أردت جادة مصر , فخذ من المروة إلى السقيا ( سقيا زيد ) , هي أحسن مدن هذه الناحية والبساتين والنخيل متصلة من قرح إليها , ثم إلى بدا يعقوب ثلاثا , ثم إلى العونيد مرحلة , وإن أردت الشام , فخذ من السقيا إلى وادي القرى مرحلة , ثم إلى الحجر مرحلة , ثم إلى تيماء ثلاث مراحل .
ويفهم من كلام السمهودي ( في الوفاء ) : ( كان بها عيون ومزارع وبساتين , أثرها باق إلى اليوم ) , ويبدوا أنها درست قبل القرن العاشر .
كما يفهم من القول الذي نقله عن الزبير في وصف وادي إضم أن ( ذي المروة ) تقع في مجتمع وادي إضم بوادي الجزل من الغرب , ووادي العيص من القبلة , يفهم من هذا أن الأطلال التي تعرف الآن في متسع التقاء تلك الأودية , والتي أطلق عليها في الخارطة أسم : ( أم ذرب ) وتقع ... شمال خط الأستواء تلك الأطلال هي أطلال بلدة ( ذي المروة ) , لا نطباق أكثر ما ذكره المتقدمون على ذلك الموضع .
ولشهرة ( المروة ) أو ( ذي المروة ) وهو الأكثر عند متقدمي العلماء , كانوا يحددون كثيرا من المواضع بالنسبة إليها فيقولون مثلا :
( عشمان ) : جبل بين المدينة , وبين ذي المروة , في طريق الشام من المدينة .
( العشيرة ) : حصن بين ينبع وبين ( ذي المروة ) في كتب السيرة النبوية .
( العيص ) : من ناحية ذي المروة .
وقد أقطع النبي صلى الله عليه وسلم عوسجة بن حرملة الجهني من ( ذي المروة ) فقد روى ابن سعد في الطبقات كتب ..... الخ .
" قلت " في كتاب الباحث حمد الجاسر ( بلاد ينبع ) - الطبعة الأولى - كثير من التصحيف والأخطاء الإملائية فلينتبه الباحث لها وسوف ننبه على ما ورد من تلك الأخطاء في ما نقلناه منه هنا في رسم ( ذي المروة ) .
1- فمنها قوله في النقل عن البشري في كتابه " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " فقال : ( من يثرب إلى السويدية أو إلى بطن نخل مرحلتين مرحلتين ) ,
( قلت ) : في النسخة التي لدي : ( إلى بطن النخل مرحلتين مرحلتين ) النخل بالألف واللام .
2- قوله : ( ظبية ) : أورد حديث أقطاع حرملة بن عوسجة المروة ,
( قلت ) : هنا حدث إقلاب في الاسم فالصحيح هو - عوسجة بن حرملة - وليس العكس حرملة بن عوسجة .
3- قوله : ( عشمان ) : جبل بين المدينة , وبين ذي المروة , في طريق الشام من المدينة .
( قلت ) : الصحيح هو ( عثمان ) بالثاء وليست بالشين فليعلم .
" قلت " هذا القول إن ( ذي المروة ) هي أم زرب حقيقة لم يوفق فيه باحثنا الكبير حمد الجاسر – رحمة الله تعالى – فإن أم زرب لا زالت تعرف بهذا الإسم إلى اليوم وإنما حدث بعض التحريف البسيط لأسمها القديم المعروف فكانت قديما تسمى بـ ( الزراب ) والتحريف هو بزيادة الألف التي في المنتصف , وهي موضع صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم خلال طريقة إلى غزوة تبوك وقد قد نشرت بحثا في هذا الموضوع قبل عدة أشهر وذكرت فيه أن ( ذي المروة ) هي المسماة في الوقت الحاضر ( المارامية ) وحينها لم أكن أعلم أن الأستاذ الباحث عاتق البلادي - رحمة الله – قد وافقنا على هذا القول فعندما وقع نظري على موافقة البلادي لقولنا في هذا الموضع لم نزدد بذلك إلا تمسكا بهذا بصحة هذا القول والحمد لله على ذلك وإليكم ما قاله الباحث عاتق البلادي فهو مؤلف كتاب " معالم الحجاز " وهو بمنطقة الحجاز أعلم من الشيخ الباحث حمد الجاسر بمراحل فليعلم ذلك .
قال الأستاذ الباحث عاتق البلادي في " المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية " :
( المروة ) : باسم الحصاة البيضاء المورية نارا , جاءت في النص كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان والي المدينة منازعة في مال كان بينهما بذي المروة , ( وذو المروة ) : له ذكر كثير في كتب التاريخ والجغرافيا ، وهو منسوب إلى حصاة بيضاء بارزة من نوع المرو ، يقع عند مفيض وادي الجزل إذا دفع في إضم ، شمال المدينة على قرابة ثلاث مائة كيل ، ( وما زالت معروفة بهذا الاسم ) .
وقال الأستاذ الباحث عاتق البلادي في " المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية " :
( ذو المروة ) : مكان ما زال معروفا قرب مصب وادي الجزل في وادي الحمض .
" قلت " وعلى هذا تبين أن عاتق البلادي يقول في رسم موضع ( ذي المروة ) وما زالت معروفة بهذا الاسم , فأي مروة أخرى في الحجاز غير هذه المروة التي نبحث في تاريخها في هذا الموضع ؟؟ , أما ( ذي المروة ) فهي الأخرى قد حافظت على أسمها ولم يتغير منه إلا الشي البسيط فبدل ( المروة ) سميت اليوم ( المارامية ) وعلها سميت بذلك لكثرة حجر المرو الموجود فيها فهي أرض بيضاء اللون , أما صفة ( ذي المروة ) أو ( المارامية ) اليوم فهي كالتالي :
( المارمية ) : هي من الهجر التابعة لمنطقة العيص , أنظر معتاد السناني في " العيص " وحمد الجاسر في " بلاد ينبع " , والطريق اليوم من المرامية إلى طيبة الطيبة طريق معبد يبلغ مداه تحديدا 285 كيلوا متر , وللمتجه من المدينة إليها يسلك الطريق المسمى طريق " واد الحمض " فيبدأ بـ , المندسة , والمليليح , وشجوى , والسليلة , والبوير , والمربع , وأميره , فالمارمية , ويقع في شمالها الشرقي عدد من المزارع والبساتين وهي مقسمة إلى ثلاث مناطق الرئيسية في الوسط وتقع بين جبلين كبيرين يحدانها من الشرق والغرب والمنطقتين الأخيرتين تقعان في الجنوب الأولى من الشرق والأخرى من الغرب ويحدها من الشمال ممر وادي الحمض وفي ويقطع الوادي سد ترابي ويمر في منتصف هجرة المرمية طريق من جنوبها إلى شمالها وهو طريق صحراوي يعمل على تعبيده ويمر بهجرة العنبجة إلى أن يتصل بالطريق المعبد الواقع في هجرة البديعات التي تبعد عنها حوالي 40 كيلوا متر , ويوجد فيها اليوم خدمات عامة من ماء وكهرباء ومركز صحي وشرطة وأمارة وهي تابعة لمحافظة ينبع وأميرها هو الشيخ : / عايد بن صياح بن سعد بن غنيم المرواني الجهني , وهو أبن الشيخ صياح بن غنيم شيخ قبائل جهينة .
وفي الساحل الغربي من متسع البرية الواقعة بين أملج والمنجور يقع ( أبو زريبات ) وهي من الديار الجهنية وموقعه تحديدا بجوار هجرتي البديعات والمدقة وهي تتبع لمحافظة تبوك تبعا لمنطقة أملج أو ( أمج ) يسكنها بعض من قبائل بلي وجهينة وغيرهما , وهناك ( أبو زريبة ) يقع في حوطة بني تميم , وفي شرق المدينة تقع جبال تسمى جبال أبو زريبة , وفي المدينة طيبة الطيبة مواضع وأماكن كانت تسمى قديما " زرب " " ذكرها الباحثين حمد الجاسر وعاتق البلادي .
أما ( أم زراب ) التي كانت تسمى به قديما والمسماة اليوم ( أم زرب ) فسنذكر ما قالها أهل السير والتاريخ موقعها ومسجدها الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم خلال ذهابة إلى غزوة تبوك :
قال البكري في " معجم ما استعجم " باب مساجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين المدينة وتبوك :
( ومسجد بذات الزراب ) : بكسر الزاي المعجمة بعدها راء مهملة .
قال البكري في " معجم ما استعجم " :
( ذات الزراب ) : بكسر أوله وفتح ثانيه موضع على مرحلتين من تبوك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه مسجد .
وقال الفيروز أبادي في " القاموس المحيط " :
( وذات الزراب ) : بالكسر من مساجد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن سيدة في " المحكم والمحيط الأعظم " :
( وذات الزراب ) : من مساجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتبوك .
وقال ابن منظور في " لسان العرب " :
( وذات الزراب ) : من مساجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة .
وقال ياقوت في " معجم البلدان " :
( الزراب ) : موضع فيه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بناه في مسيره إلى تبوك من المدينة .
وقال الزبيدي في " تاج العروس " :
( وذات الزراب ) : بالكسر من مساجد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بين مكة والمدينة شرفهما الله تعالى .
وقال السمهودي في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " :
( الزراب ) : ككتاب ويقال ذات الزراب في مساجد تبوك .
وقال ابن حبان في " السيرة النبوية " :
و مسجد بذات الزراب .
وقال ابن حبان في " الثقات " :
ومسجد بذات الزراب .
وقال الواقدي في " المغازي " :
و مسجد بذات الزراب .
وقال السمهودي في مساجد غزوة تبوك في " الوفاء بأخبار دار المصطفى " :الثالث ( بذات الزراب ) على مرحلتين من تبوك .
" قلت " وبعد كل تلك النقول تبين بما لا يدع مجالا لشك أن قول الشيخ الباحث حمد الجاسر أن ( ذي المروة ) هي : ( أم زرب ) قول ليس بصائب البتة والصحيح هو ما أثبتناه ووافقنا عليه الباحث عاتق البلادي والله أعلم وأحكم .
,,, ولأخبار وتاريخ ذي المروة بقيه ,,,
المفضلات