أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 40

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10

    انطباعاتي عن الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    [dci]

    مقدمة

    [align=justify]في عام 1383 هـ أعارني الصديق تنيضب عوادة الفايدي ( دكتور في التربية الآن ) كتابا اسمه ( أدب من رضوى ) تأليف الأستاذ عبد الكريم محمود الخطيب .. في هذا العام وما قبله وقليل من الأعوام بعده كانت ينبع تعيش في سبات ثقافي عميق ولم تكن تصلنا أية مطبوعة سوى الصحف التي تصل إلى بعض الإدارات الحكومية أو بعض المشتركين وتأتينا متأخرة عن وقت صدورها ثلاثة أيام على الأقل وكنا لا نعدم الوسيلة في الحصول على بعضها وقراءته .. أما أخبار ينبع أو حتى ذكر اسمها فقلّ أن نجد له أثرا في أية مطبوعة وإن وجدناه نفرح به أيما فرح حتى لو كان في عبارة لا تخص ينبع كعبارة ( ينبع نهر النيل من أواسط أفريقيا ) .

    في هذه الأجواء وقع في يدي كتاب ( أدب من رضوى ) وأثار فضولي واستغرابي وإعجابي أنه يتحدث عن ينبع في معظم موضوعاته وكان أشد ما أعجبني في الكتاب قصيدة تتحدث عن ينبع وتباهي بحبها وتذكر حاراتها لشاعر مصري استوطنها وشغف بها ذلكم هو الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي .. فاشتد تعلقي بالكتاب وبالكاتب وتنامى إعجابي بالقصيدة حتى أنني حفظتها عن ظهر قلب ولكنني لم أعثر له عن غيرها لا قبلها ولا بعدها حتى بعد أن توفرت مصادر البحث وتعددت سبل استدعاء المعلومة

    إلى أن زرت الصديق الأستاذ صالح عبد اللطيف السيد ذات مساء وأنا عادة ماأزوره في منزله أحيانا للاستفادة من مجالسته والاستماع إلى طيب حديثه والاستزادة من غزارة معلوماته ودقة توثيقه .. وهو اسم لا يمكن إغفاله إن ذكرت الثقافة أو عد المثقفون في ينبع هو و عبد الرحيم الزلباني و عواد الصبحي و سعد سعيد الرفاعي و إبراهيم الوافي وطه بخيت وعبد الرحمن الذبياني وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم

    أما الأستاذ صالح السيد مدار الحديث فقد أهدى المكتبة العربية سلسلة ( ملامح من تاريخ ينبع ) في أربعة أجزاء جامعة مانعة ولديه مكتبة عامرة زاخرة بالكتب النفيسة مفتوحة لكل من أراد الاطلاع والبحث وكانت أكثر زياراتي له بهدف الاطلاع على ما في هذه المكتبة من كنوز ..
    وقع بصري على كتاب ( شاعر من ينبع ) للأستاذ عبد الكريم الخطيب وما أن تصفحته حتى أدركت أنه ما كنت أبحث عنه من أمر الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي . أنهمكت في قراءته وعقدت العزم على أن اعود في مرات قادمة للاستزادة من قراءته وإذا بالأستاذ صالح ( على غير العادة ) يقول لي وكأنه قرأ ما في نفسي : خذه معك ورده بعد أن تنتهي من قراءته .. لم أصدق ما سمعت فخرجت من عنده أحمل الكتاب وطفقت أسابق عجلات سيارتي وأسترق النظر إلى الكتاب كلما توقفت عند إشارة مرور .. ثم حولت وجهتي إلى أحد محلات النسخ وطلبت أن تصور لي نسخة منه لآحتفظ بها وأعدت الكتاب إلى صاحبه

    الكتاب يحوي الكثير من القصائد الجميله التي تصف حنين الشاعر إلى ينبع ولهفته إلى العودة إليها ورغبته في العيش فوق ثراها وقضاء بقية العمر فيها .. وليت شعري ما الذي حال بينه وبين ذلك

    سأحاول إن شاء الله في هذه الانطباعات أن أعرض لكم ما خرجت به من هذا الكتاب وما عرفته عن الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي مع شكري لابن ينبع البار الأستاذ عبد الكريم الخطيب الذي تابع البحث والتنقيب وعانى مشقة السفر والوصول إلى مسقط رأٍس الشاعر يمصر والتقاء حفيده والعثور على نسخة من ديوانه ليخرج لنا هذه الصفحات المطويات من تاريخ ينبع فله منا كل الشكر والتقدير [/align]


    الحلقة الأولى

    حسن عبد الرحيم القفطي
    شاعر من ينبع


    [align=justify]الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي ولد ببلدة القصير في مصر علم 1252 هـ وكان والده من كبار تجارها وله تجارة واسعة في ميناء ينبع فأرسل ولده ليساعد أخاه في أعمال التجارة ، فأحب ينبع واستوطنها وانعقدت هناك صداقة بين الشاعر وابن والي ينبع زارع ابراهيم باشا عواد حاكم ينبع في ذلك الزمان ، وهو من عائلة لا تزال موجودة في ينبع تسمى عائلة القاضي ، وتعلم وصاحبه العروض على يد رجل يسمى سالم باسودان ، وما زالت عائلة باسودان موجودة في ينبع ، وأصبحا شاعرين ، وعين الشاعر القفطي مساعدا لولاية ينبع زهاء عشر سنوات ، وفي عام 1288 هـ قصد الشاعر زيارة أهله الذين هجروا القصير لفقدان أهميتها بعد فتح قناة السويس ، وفي تلك الظروف توفي والد الشاعر فرفض إخوانه أن يعودوا إلى ينبع فعاش بقية حياته معهم في قفط في الصعيد المصري وفي مساء الثلاثاء الثامن من شعبان من عام 1321 هـ توفاه الله . ولكن حنينه لينبع لم يتوقف فقد أحبها حبا لا يعادله حب . له ديوان شعر يكاد يكون مفقودا في عصرنا الحاضر يقع في مائتي صفحة من القطع المتوسط طبع بمطبعة الشافعي حسن بالفيوم عام 1357 هـ . طبعه ابنه محمد .[/align]

    نماذج من شعره

    السفينة

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    إلى الفلك فانهض واغنم السير في البحر= إذا فزت بالإمكان من فرصة الدهر
    وكن بالجواري المنشآت وسيرها =خبيرًا متى هبت رياح السـرى فاسر
    وبادر لهاتيك السفينة واغتنم= سرى الليل أو فاستغنم السير في الفجر
    ويمم بها نحو الحجاز وعج بها =على مـنبع الخيرات في "ينبع البحر "
    هي البلدة المشتاق قلبي لمن بها= ويحلو لسمعي ذكرها طيب النشر
    أميل لمن فيها بقلب تقلبت= حشاشته من لوعة الشـوق في الجمر
    وإن ذكرت يومًا أهيم بذكرها= وأسقى وهاد الأرض بالأدمع الحمر
    وقد لامني قومي إذا قمت في الدجى= أئـن كما أنّ الأسيرُ من الأسر
    يقولون أقطار الحجاز بعيدة = فإن شئت فاستبدل بها قطرنا المصري
    فقلت أما تستغفرون إلهكم = أمن بعد إيماني أميل إلى الكفر؟
    فكيف أبيع الجوهر الحر بالردي = وأستعوض الأحجار يالكوكب الدري
    وأسلو هوى واد تراءت قبابه = على أرضه أزهى من الأنجم الزهر
    وكم فيه من خود ضياء جبينها = إذا ما بدا بالليل يغني عن البدر
    أيا عرب وادي " ينبع البحر " إنني = على عهدكم باق مدى العمر والدهر
    ملكتم فؤادي مذ سكنتم ببيته = وأدخلتم وجدي وأخرجتم صبري
    نأيتم ولا زلتم مقيمين في الحشا= وبنتم وما بنتم عن البال والفكر
    أما وظباء في رياض دياركم = يميسون كالأغصان في الحلل الخضر
    لقد سبقت لله فيكم محبة = فصار " ابن عواد " لكم والي الأمر
    كثير الندا رب الصنيعة في العدا = طويل المدا وافي الجدا واحد العصر
    كريم حوى في بطن راح يمينه = سبيلا بها الأرزاق تنساب كالتبر
    سخي إذا ما الغيث سح بودقه = يسيح لنا من جوده وابل القطر
    على المال بذلا سلط الله كفه = فلم يبق منه في الديار سوى الذكر
    وإن جئت تبغي منه أية حاجة = رأيت محياه تهلل بالدر
    فمن وجهه تبدو السماحة للورى = ومن كفه للناس أمن من الفقر
    مضت لي أويقات بها كنت أجتني = ثمار الهنا من روض أيامه الغر
    وكنت أنا الأوفى لتحرير نطقه = وكنت أمين القول في السر والجهر
    أروح أجر الذيل تيها بعزة = وأغدو قرير الطرف منشرح الصدر
    أما لو وهبت الروح شكرا لفضله = لما قمت بالمعشار من واجب الشكر
    ولن أنسى طول الدهر حسن صنيعه = إذا عشت أو إن ضمني اللحد في القبر
    فكم غمرتني بالنوال يمينه = وكم توجتني بالمهابة والبر
    فنذرا إذا جاد الزمان بعودتي = ونوديت بالترحيب من جانب القصر
    لأدخل من أبواب ساحة جوده = وأملأ من أصناف أمواله حجري
    وأرفل بعد الفقر في حلل الغنى= وأغمد سيف اليسر في هامة العسر
    ألا أن " عوادا " تعود كلما = تجلى له وجه السعادة في الدهر
    تمنى على الرحمن نسلا مباركا = فجاء بـ " إبراهيم " في ليلة القدر
    فطين بما يأتي بصير بما أتى = خبير بما يجريه في النهي والأمر
    رؤوف على المسكين يبدي بشاشة = ويعظم في عين الذي تاه بالكبر
    ويعفو عن الجاني المسئ تكرما = ويقبل أعذار الذي جاء بالعذر
    إذا رام أمرا هم فيه بهمة = وعزم قوي جل عن قوة الصخر
    لقد حاز بالإجمال كل فضيلة = وفصل في أحكامه حسبما يدري
    فلولاه ما كانت " جهينة " تهتدي = إلى الحكم والأحكام في البر والبحر
    ولولا أناة فيه عزت لأوقدت = " قبائل حرب " زفرة الحرب بالجمر
    يقود زمام العرب باللين والسخا = ومن لم يقد باللين ينقاد بالجبر
    ومن يستحق البر أولاه بره = ومن يستحق الزجر وافاه بالزجر
    ألا إن " إبراهيم " ساس أمورهم = وألف بين الشاة والذئب في البر
    وقدم إنصاف الضعيف على القوي = وقام بنصر العبد رغما من الحر
    وقد جد في إصلاح كل قبيلة= وكف أكف المعتدين عن الشر
    فأمست به عين الزمان قريرة = كما دهره أضحى به باسم الثغر
    ألم تر أن الله ثبت قوله = ونجاه ممن كاد يرميه بالغدر
    مضى كهلال الأفق من أرض " ينبع " = وقد جاء من " أم القرى " وهو كالبدر
    وما راح إلا كارها شر فتنة = وما عاد إلا بالثناء وبالنصر
    ولم يلتفت بالبغض يوما لمبغض = ولم يخف مكرا للمصر على المكر
    ولم ينتقم ممن تفوه بالأسى = ولم يدر عمن مات بالغيظ والقهر
    على أنه كالطود لم يكترث لما = يراه من الأهوال في مدة العمر
    تعلمت نظن الشعر قصدا لمدحه = ففقت جريرا وامرأ القيس في شعري
    فإن رمت فيه المدح جادت قريحتي = بما تزدري بالدر في النظم والنثر
    أما آن لي وقت أرى فيه موقفي = تجاهك في ناد به مصدر الأمر
    فما ضر " إبراهيم " يوما لو أنه = بمجلسه أجرى على فمه ذكري
    ليعلم من في الشرق والغرب أنني=لشاعره أزداد فخرا على فخري
    وخذ بنت فكر في مديحك أقبلت = يفوق عبير المسك منها شذا العطر
    نسجت لها بالمدح فيك ملابسا = وقلدتها بالوصف من جوهر الفكر
    فقدم لها مهر القبول تكرما = فما ثم من بكر تفض بلا مهر
    وما مهرها إلا لديك قبولها = إذا ما بدت تختال كالناهد البكر
    تقول وقد وافتك بالمدح والثنا = وقد أقبلت تسعى على قدم الشكر
    لمدحك أوقات السعادة أرخت = بدا سعد " إبراهيم " في ليلة القدر[/poem]


    في الحلقة القادمة
    نقدم لكم إن شاء الله القطيرة والمجاديف


    [/dci]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    الغردقة
    المشاركات
    353
    معدل تقييم المستوى
    16

    رد: الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    [dci]
    تحياتي استاذنا
    واهدي اليك قصدة لشاعرنا بعد عودة ينبع مرة ثانية
    الشاعر حسن عبدالرحيم القفطاوي

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    أحب أهل المنجارة =من أهل ينبع وأهل القاد
    وأحب حتى الحمارة =وأحب بياع المجلاد
    أكل الدشيشة بالتمرة =وصلب حوته مشوية
    ألذ من شرب المية= على الدجاج المشوية
    حلفت إن ربي عدل لي= وعدت في ينبع ثاني
    لا عدس على الحوت المقلي= وامشي عليه من غير عاني
    واحالف الحوت الفارس= واغزي على صفحة معدوس
    لو كان عليها ألفين فارس= وإلا عليها قطع الروس
    واغمس بكمي فيها غمس= ولقمتي كبر الحلة
    واشبع وسكن حلة عبس= واعمل أنا شيخ الحلة
    واصبح بها وأمس فرحان =واشرب على طيب العيشة
    في قهوة الشامي فنجان =قهوة وتعميرة شيشة
    قهوة وتعميرة دخان= وأقول لحامد ولع لي
    وإن خس مصروفي يا فلان= زارع أفندي يدفع لي[/poem]
    [/dci]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    [dci]
    الحلقة الثانية

    القطيرة

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    أمن تذكر أكل الحوت بالرطب = أعرضت عن لذة العناب والعنب
    أم شوق نفسك " للمعدوس" أورثها =كراهة التين والرمان والقصب
    أما ترى النيل في تلك البطاح جرى = فجاء من رؤية الأزهار بالعجب
    فكيف تحزن بالأرياف من أسف = على ديار شراء الماء والحطب
    نعم أميل لهاتيك الديار ولو = أصبحت فيها عديم المال والنسب
    أحبها وأحب القاطنين بها = وإن جفوني بلا ذنب ولا سبب
    أما وحرمة ما في البحر من سمك = وما حوى الحوت من رأس ومن ذنب
    ما النيل عندي سوى نيل الترشف من = ماء " العصيلي " إذا ما صب في القرب
    شوقي إلى "القاد " في الأحشاء يوقد من = نار اشتياقي إلى " منجارة " العرب
    ومهجتي في رصيف " البنط " ما برحت = رهينة لم تحل عنه ولم تغب
    وصورة " الصور " في الأحشاء صورها = قلبي و " حلة عبس " غاية الطلب
    وفي " الخريق " فؤادي ضاع وآسفي =على الخريق بذاك الحي في لهب
    قد شاب رأسي ولو إني نظرت إلى = " باب الشبيبي " لكان الرأس لم يشب
    أهوى الوقوف لدى " باب الحديد " لكي = أرى مصابيح " سوق الليل " كالشهب
    في " رقعة السمن " لي قصد ولي غرض= وعند "سوق الفواتي " منتهى أربي
    يا فوز من كان موجودا هناك إذا = قام الحراج وصار البيع في الرطب
    والمشترون له حازوه وانقلبوا = بنعمة في الفواتي خير منقلب
    ياأهل ذاك الحمى كيف السبيل إلى= قلبي الذي نشأ في حبكم وربي
    ناديته يوم ترحالي أحدثه = بإنني راحل عنه فلم يجب
    من ذا يلوم على شوقي إلى بلد =العيش في غيره للقلب لم يطب
    ما عاقني عن رجوعي في أماكنها= إلا تراكم أحزاني بموت أبي
    ما بال دهري إذا ما رمت نجدته = في مطلب ساءني بالعكس في طلبي
    من لي برد أويقات لنا سلفت = في ينبع الخير والآمال والأدب
    خير البلاد وأرجاها وأقربها = نفعا وأرجحها كسبا لمكتسب
    وكيف لا وهي من دون البلاد غدت = بابا لبلدة طه المصطفى العربي
    أرجو وآمل أن الله يجعلني = فيها مقيما مدى الأيام والحقب[/poem]

    [align=right]العصيلي ماء خارج ينبع أما الآن فإنه من أكبرأحياء ينبع
    القاد ، والمنجارة ، الصور ، حلة عبس ، الخريق كلها أحياء قديمة في ينبع
    رصيف البنط : الميناء
    باب الشبيبي : صهريج قديم لخزن مياه المطر في ينبع
    باب الحديد : شارع قديم بينبع
    رقعة السمن : موضع في السوق يباع فيه السمن والعسل
    سوق الفواتي : موضع في السوق يباع فيه الرطب[/align]

    المجاديف

    المجداف الأول
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

    لي بجرعاء " ينبع البحر " قلب = فارق الجسم يوم حان الرحيل
    اسألوا أهل " ينبع البحر " عنه= هو حي بأرضهم أم قتيل[/poem]

    المجداف الثاني
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

    لا رعى الله مركبا حملتني = من ربا " ينبع " لأرض الصعيد
    لو تملكتها لقلت ذروها = إنها مستحقة للوقود[/poem]

    المجداف الثالث
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

    ياغزالا بات يوقدني = في لظى هجري وإبعادي
    كيف تسعى في هلاك فتى = وهو محسوب " ابن عواد "[/poem]

    المجداف الرابع
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    مد من أرض الصعيد يدا = تبتغي من " ينبع " رطبا
    فاجتنى من حيث ما طلبت = نفسه واستدرك الطلبا[/poem]

    المجداف الخامس
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    خرجنا نبتغي التمرة = بذاك الحي والوادي
    ولما أن نظرناها = أكلنا ألف مجلاد[/poem]

    المجداف السادس
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    من عاش في كنف " ابن عواد " رقى = أوج الكمال وعاش في عيش الهنا
    ما في الورى شخص فقير أمه = إلا وبعد الفقر أصبح في غنى [/poem]


    [align=right]ابن عواد : هو إبراهيم عواد باشا والي ينبع في عهد العثمانيين[/align]


    [align=justify]هذه القصائد (السفينة والقطيرة والمجاديف ) تعمدت أن أضعها في المقدمة لأن لها قصة سيأتي ذكرها لاحقا ولكن الملاحظ أن الشوق إلى ينبع والرغبة في العودة إليها هي المشاعر المسيطرة على هذه القصائد ويظهر الشوق جارفا يهز كيان الشاعر في كل أبيات القصائد تقريبا وهو يصف ويتذكر ويتحسر ويقول بحرارة وصدق :[/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    هي البلدة المشتاق قلبي لمن بها= ويحلو لسمعي ذكرها طيب النشر
    أميل لمن فيها بقلب تقلبت= حشاشته من لوعة الشـوق في الجمر
    وإن ذكرت يومًا أهيم بذكرها= وأسقى وهاد الأرض بالأدمع الحمر
    وقد لامني قومي إذا قمت في الدجى= أئـن كما أنّ الأسيرُ من الأسر[/poem]

    [align=justify]و حتى عندما يرد على من يقول له استبدل بينبع مصر بلد العناب والعنب والتين والرمان والقصب .. تصل به المبالغة في الحب مداها ويدعوهم إلى الاستغفار وكأنهم يدعونه إلى الكفر !![/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    يقولون أقطار الحجاز بعيدة = فإن شئت فاستبدل بها قطرنا المصري
    فقلت أما تستغفرون إلهكم = أمن بعد إيماني أميل إلى الكفر؟[/poem]

    [align=justify]بل أنه في المجداف الثاني بدا حانقا على المركب التي حملته من ينبع إلى مصر وتمنى أن تحترق قبل أن تغادر أرض ينبع[/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    لا رعى الله مركبا حملتني = من ربا " ينبع " لأرض الصعيد
    لو تملكتها لقلت ذروها = إنها مستحقة للوقود[/poem]


    [align=justify]أخي مهندس شكري حجازي / شكرا لك على التفاعل والإثراء .. ولكن الشاعر لم يعد إلى ينبع بعد خروجه منها وسيأتي تفصيل ذلك لاحقا [/align]



    في الحلقة القادمة نماذج أخرى
    [/dci]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    الوطن العربي
    المشاركات
    38
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    القطيرة

    فعلا هذه القصيدة تعتبر فيلم كامل عن تاريخ ينبع في ذلك الزمان

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    أمن تذكر أكل الحوت بالرطب = أعرضت عن لذة العناب والعنب
    أم شوق نفسك " للمعدوس" أورثها =كراهة التين والرمان والقصب
    أما ترى النيل في تلك البطاح جرى = فجاء من رؤية الأزهار بالعجب
    فكيف تحزن بالأرياف من أسف = على ديار شراء الماء والحطب
    نعم أميل لهاتيك الديار ولو = أصبحت فيها عديم المال والنسب
    أحبها وأحب القاطنين بها = وإن جفوني بلا ذنب ولا سبب
    أما وحرمة ما في البحر من سمك = وما حوى الحوت من رأس ومن ذنب
    ما النيل عندي سوى نيل الترشف من = ماء " العصيلي " إذا ما صب في القرب
    شوقي إلى "القاد " في الأحشاء يوقد من = نار اشتياقي إلى " منجارة " العرب
    ومهجتي في رصيف " البنط " ما برحت = رهينة لم تحل عنه ولم تغب
    وصورة " الصور " في الأحشاء صورها = قلبي و " حلة عبس " غاية الطلب
    وفي " الخريق " فؤادي ضاع وآسفي =على الخريق بذاك الحي في لهب
    قد شاب رأسي ولو إني نظرت إلى = " باب الشبيبي " لكان الرأس لم يشب
    أهوى الوقوف لدى " باب الحديد " لكي = أرى مصابيح " سوق الليل " كالشهب
    في " رقعة السمن " لي قصد ولي غرض= وعند "سوق الفواتي " منتهى أربي
    يا فوز من كان موجودا هناك إذا = قام الحراج وصار البيع في الرطب
    والمشترون له حازوه وانقلبوا = بنعمة في الفواتي خير منقلب
    ياأهل ذاك الحمى كيف السبيل إلى= قلبي الذي نشأ في حبكم وربي
    ناديته يوم ترحالي أحدثه = بإنني راحل عنه فلم يجب
    من ذا يلوم على شوقي إلى بلد =العيش في غيره للقلب لم يطب
    ما عاقني عن رجوعي في أماكنها= إلا تراكم أحزاني بموت أبي
    ما بال دهري إذا ما رمت نجدته = في مطلب ساءني بالعكس في طلبي
    من لي برد أويقات لنا سلفت = في ينبع الخير والآمال والأدب
    خير البلاد وأرجاها وأقربها = نفعا وأرجحها كسبا لمكتسب
    وكيف لا وهي من دون البلاد غدت = بابا لبلدة طه المصطفى العربي
    أرجو وآمل أن الله يجعلني = فيها مقيما مدى الأيام والحقب[/poem]
    التعديل الأخير تم بواسطة الكاشف ; 07-06-2010 الساعة 04:02 PM
    [ALIGN=CENTER]سبحانك ربي[/ALIGN]

    [ALIGN=CENTER][/ALIGN]


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    717
    معدل تقييم المستوى
    19
    شكراً مشرفنا القدير على هذا الجهد المميز في التعريف بأحد الشعراء الأوفياء لينبع ، وليس ذلك بغريب فأنت دائماً المعطاء وليس غريباً كذلك على شاعرنا هذا الحس ، فمن أستنشق عبير ينبع وتنفس هوائها لن يرضى بغيره بديلا .
    شكراً للأوفياء.
    حامد سعيد عابد الحبيشي
    [align=center]بعض الناس يرون الأشياء كما هي عليه في الواقع ويقولون : لماذا ؟ أما أنا ، فأحلم بأشياء لم تحدث قط وأقول : لم لا. ( جورج برنارد شو )[/align]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    [dci]
    الحلقة الثالثة

    أخي أبا عمرو / شكرا لمداخلتك ولا شك أن شاعرنا القدير يستحق الاهتمام والدراسة فقد ترك لينبع تراثا خالدا


    نماذج من شعر حسن عبد الرحيم القفطي

    ياقلب دعني

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    يا قلب دعني في الذي أنا فيه=إن كان لي عيش به أو فـيه
    والحق بأهلك بالحجاز وخلني=أبدي لأهلي السر أو أخفيه
    واختر من البلدان فيه" ينبعًا "=فملاعب الغـزلان في واديه
    بلد إذا ما رمت وصف ملاحه=حدث بما قد شئت عن أهليه
    إذ لو توارت عنه شمس نهاره=أضحـت وجوه مـلاحه تغنيه
    كم فيه من ظبي كحيل نافر=أحـوى حوى الدر الثمين بفيه
    أو شمس حسن بالهلال تدملجت=وبدت كـبرد في سماء التيه
    وغدت تجر ذيول حلة أطلس = حمرا كوجنتها لدى التشبيه
    رقت لطافة جسمها حتى ولو = مر النسيم بخدها يدميه
    يهوى زيارتها مناما صبها = فيرى عقارب صدغها تؤذيه
    ولكم محب فيه أمسى حائرا = لم يلق مأوى في الحمى يأويه
    إن لم يصب فيه بطعنة فارس = فلرب طعنة مقلة ترميه
    أمسى بها طورا هناك تميته = نار الغرام وتارة تحييه
    حتى إذا لم يسقه ماء الحيا = فدموع أرباب الهوى تسقيه
    يهوى المحب بأن يباع لأهله = بالبخس لكن أين من يشريه
    حرم به حجت قلوب ذوي الهوى = ولديه أحرم كل من يأتيه
    ما حل فيه محرم بصبابة = إلا وطاف بكل بيت فيه
    ثغر حوى بجوار طه المصطفى = شرفا على شرف بلا تمويه
    أولم تر الرحمن أولى أهله = عز الجوار كرامة لبنيه
    فأعاد صولة " آل عواد " له = وأقام فيه " زارعا " كأبيه
    مولى أقر العدل فيه بعدما = كادت مظالم غيره تفنيه
    مرآة والده وبهجة أهله = وسراج عترته وبدر ذويه
    حبر إذا لهج اليراع بوصفه = وافته ألسنة الثنا تمليه
    يقضي بحق عدوه وصديقه = حتى لو إن الحق عند أخيه
    ما في الأفاضل منه أشرف رتبة = كلا ولا في الفضل من يحكيه
    لو أن للشمس المنيرة ماله = من رفعة لتخطرت بالتيه
    أو لو أتت في كفه يوم الندى = لم يعتبرها درهما يعطيه
    أو لو تزوجت الثريا ليلة = بالبدر ما حملت له بشبيه
    فطن حوى من كل فن لبه = وروى العلوم وفاق كل بنيه
    ما عطر النادي بطيب حديثه = إلا وفاح المسك من ناديه
    أو لو سرى في الليل حادثة يرى = نورا بدا من نوره يهديه
    فالفضل يعرفه ويشهد أنه = هو عز دولته وفخر ذويه
    يا حبر هذا العصر يا مفضاله = يا " زارع " المعروف في أهليه
    إذ أنتم كلفتم فكري به = = فغدا بطيب مديحكم ينشيه
    الله حسبك حيث قد أنقذتني = من لوعة الشوق الذي أنا فيه
    برسالة تشفي العليل كأنها = ريح القميص أتى به ملقيه
    ونثرت لي ذكرا علا من بعدما = كاد الحسود بزعمه يطويه
    فالشعر فني غير أني قاصر = عما إليك قريحتي تهديه
    دمع اعترافي بالقصور وما أنا = فيه من الخجل الذي أبديه
    هذي رسول لي إليك وليتني = كنت الرسول لها لمن تأتيه
    فاستجلها بكرا أتى تاريخها = البأس صار لـ " زارع " وأخيه[/poem]

    عودوا لينبع

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    عودوا بنا لنواحي ينبع عودوا=فعيشها قد صفا والعود محمود
    وزودوا القلب من ذكر الرحيل لها=فكم له غرض فيها ومقـصود
    خير البلاد الذي ما اختاره وطنًا=إلا فتى بجـنان الحسن مـوعود
    أعظم به بلدًا ناهيك من بلد=أمضى الصوارم فيه الأعين السـود
    تشكو الأسود الضواري فيه مظلمة=من الظبا وأمير الحسن موجود[/poem]

    طال شوق المتيم

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    طال شوق المتيم الولهان = وهو ما بين ربما وعساني
    وانقضى العمر في الرجا والتمني = عل يوما يكون فيه التداني
    يا أهيل الحجاز هل من سبيل = لاجتماعي بكم ونيل الأماني
    عظم الله أجركم في اصطباري = وأدام انشراحكم في التهاني
    قسما سادتي بحفظ هواكم = وخضوعي لعزكم وهواني
    ما تسليت عنكم بسواكم = لا ولا غاب ذكركم عن لساني
    يا رعى الله سادة لي بواد = كنت في حبهم أسير افتتان
    بين حور يزلن أستار نور= عن بدور من الوجوه الحسان
    أرغد العيش في الحجاز ولكن= دونه الفــتك من عيون الغواني
    صاح قم للسرى على بنت ريح= هي مــثل الطيور في الطـــــيران
    حيث تجري بمن بها فوق موج = كاد يعلو الجبال كالطوفان
    كلما صفقت لها الريح غنت = لها على الرقص آلة " الفرمان "
    وتوسط بها " الفجوج " وحاذر = من " ظهار " " الجدير " و " الحساني "
    سم باسم الإله في مجريها= من مرسي "القصيـر" قبل الأذان
    ريثما تشرق الغزالة أو في =" ينبع البحر" مــرتع الغــــــــــــزلان
    وافش مني تحية وسلاما = ثم عرض بذكر ما قد دهاني
    قل محب لكم على نيل مصر = باع في نيل وصلكم كل دان [/poem]


    زمان يابن لافي

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    زمان يا " ابن لافي " غير وافـي=ووقت ليس فيه العيـش صافـي
    وأيـام تـمـر بـنـا ولـكـن=مـآل الأمـر فيـه غيـر خافـي
    أتذكر حيـن نرتـع فـي سـرور=ونمـرح فـي مياديـن القوافـي
    مع الخل الصديق " ابن النقادي "=حليف المكرمات اخـي العفـاف
    قضى ذاك الفتى ومضـى وولـى=وبالفـردوس حـل بـلا خـلاف
    وصرت أنـا بـواد بيـن قومـي=على أسف يطول بـه انشغافـي
    وأنت " بينبع " لـم تبـك يومـا=لبعـد أخ وفـقـد أخ مـوافـي
    فقدت الصاحبين وعشـت فيهـا=كفاقد ساعديـه لـدى الزحـاف
    تمر علـى ربـوع الحـي ليـلا=فلم تدر الحجاب مـن السجـاف
    ولا الربع المنيـر بنـور حسـن=من الربـع المزخـرف للزفـاف
    أمـا والنـازلات بـه قـصـورا=لها في الفلـب نازلـة ارتجـاف
    وما فوق " الجوادر " مـن ظبـاء=وما تحـت المحابـس واللحـاف
    لئن أنت بـه "جرسـان حقـو "=لأسمعهـا علـى بعـد الفيافـي
    وأكلي صفحة " المعدوس " فيـه=أحب إلـي مـن أكـل الخشـاف
    وشربي فيه من ماء " العصيلي "=ألذ إلـي مـن رشـف السـلاف
    فإن عاد الزمـان وعـدت فيـه=كما قد كنت فـي زمـن ائتلافـي
    فلا أنعـي هنـاك علـى شيـوخ=سواك من المشائخ يا " ابن لافي "
    فأنت الشيخ مقري الضيف مجري=سيـول دم الذبائـح للصـحـاف
    عهدتـك حافظـا ودي ولـكـن=أراك أخذت عنـي فـي انحـراف
    لقد أنسـاك أكـل الحـوت ودي=وأكـل التمـر علمـك التجافـي
    بحقـك إن دعـوت القـوم ليـلا=لشرب الشاي في حرم التصافـي
    لأني قـد مرضـت إليـه شوقـا=وشرب الشاي للأمـراض شافـي
    أميل لـ" زارع " المعروف حتـى=ولو زرع الجمائـل فـي خلافـي
    فسلـم لـي عليـه سـلام عبـد=إليـه يقـاد منتعـلا وحـافـي
    أود لـقـاءه أبــدا ولـكــن=زمان يا " ابن لافي " غير وافـي [/poem]

    [align=right]أبن لافي : هو الأستاذ محمود لافي أحد شيوخ ينبع في تلك الفترة كان شهما كريما
    ابن النقادي أحد الأ علام المعروفين في ينبع
    السجاف : الستائر
    الجوادر بلغة أهل ينبع القديمة : المراتب
    المحابس : أغطية الوجه للنساء
    جرسان الحقو : الحقو حلية قديمة يضعها النساء في ينبع قديما على خصورهن .تارة تكون بأجراس وتارة بغيرها
    المعدوس : وجبة مفضلة في ينبع قديما
    العصيلي : بئر ماء في ينبع قديما أصبح الآن حيا من أشهر أحياءها بعد أن اندثر البئر[/align]


    إلى كم أقاسي

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    إلى كم أقاسي بأرض الصعيد=من البعد أهوال يوم الوعيـد
    ولسـت أريـد بهـا موطنـا=ولكن فـي ينبـع مـا أريـد
    ألا من سبيـل إلـى عـودة=لـ"باب الشبيبي "و"بـاب الحديـد "
    و"حلة عبس" وما قـد حـوت=بذاك الحمى من غوان وغيـد
    وأنظر إلى كـل خـود بهـا=كما للظبا من عيـون وجيـد
    وفي كل ظبـي حـوى وردة=على صفحة الخد في يوم عيد
    وإن مت فـي ينبـع مغرمـا=أموت بحب شريـف شهيـد
    وكيـف أمـوت قتيـلا بهـا=ولي عزوة من خيار الصعيد
    رجال إذا احتزمـوا للوغـى=أداروا رحاها بحرب شديـد
    وسلوا سيوفـا إذا أومضـت=يراها لدى ومضها ابن الرشيد
    أيا سعد إن جئت فـي حيهـم=بسوق تـراه تجـاه "المسيـد "
    وقام الحراج بـه وانقضـى=وبان الشقـي بـه والسعيـد
    وسيق الذيـن اتقـوا ربهـم=لـ"سوق الفواتي" لأكل الحريـد
    وقد قيل هـلا اكتفيتـم بمـا=رزقتم فقالوا وهل من مزيـد
    فلا غـرو أن أكلـوا نخلـة=ومالوا لأكل النوى والجريـد
    أؤلئـك قـوم إذا أبـصـروا=صحافا من الرز أومن ثريـد
    ترى كلبهم عندهـا باسطـا=ذراعيه حرصا بباب الوصيد
    أما لو تمكنـت مـن حيهـم=وجـاد إلهـي بعمـر جديـد
    لأخطـف مـن بينهـم صفحة =وأمضي بها نحـو واد بعيـد
    وإن نازعوني لـدى خطفهـا=فسيف ابن لافي يقد الحديـد
    فتى بـاع كل الغنـى واشتـرى=به للثنـا كـل ذكـر حميـد
    ففاق على أهل ذلـك الحمـى=بسيف صقيـل ورأي سديـد
    فإن طال فـي ينبـع عمـره=فمنه الهدايا ومنـي القصيـد[/poem]

    [align=right]المسيد / المسجد بلهجة أهل ينبع وأظن أنه يقصد مسجد ابن عطاء[/align]

    أخا الندمان

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    أخا الندمان إن رمت التصافي = فحاذر في زمانك من تصافي
    ولا تصفو لمن في الناس يبدي = له ودا بقلب غير صاف
    ألم تر كلما استخلصت خلا = لمحض الود قابل بالتجافي
    وإن تصحب فصاحب كل حر = أخا همم " كمحمود بن لافي "
    فتى في المهد أرضع ثدي عزم = وظل عن المراضع في انحراف
    وحالفه السلاح فكان منه = بمنزلة الحسام من الغلاف
    ولازمه الكمال فشب فيه = على التقوى وشاب على العفاف
    وقد دام الوقار له ولفت = عمامته عليه بلا خلاف
    وأليس ثوبه " المحرود "تيها = على ثوب من الإجلال صاف
    وجر إذا مشى في الأرض ذيلا = من " الفيلان " مسبول الحوافي
    فتاه على الشيوخ وراح يبغي = مسامرة الضيوف على الصحاف
    وإن يشكو الضعيف إليه ظلما = من الأعدا تعهد بالكفاف
    فصفه بالكمال ولا تغالي = على ما فيه من حسن اتصاف
    أيا من فاق ذكرا عن " بدين " = وشبه في سماحته " بلافي "
    وجرد سيفه في الحي ليلا = فأومض برقه بين الفيافي
    وهز الريح في اليمنى فأضحت = به أركان " رضوى " في ارتجاف
    فلا برحت تروح لنا وتغدو = هداياه من التحف الطراف
    لقد أوليتني نعما وإني = ببعض حقوق شكرك غير واف
    كثير ما بعثت به إلأينا = وبعض الشئ من جدواك شاف
    فمن لي أن أقوم ببعض جزء = يوازي بعض صنعك أو يكافي
    ومن لي أن أعود إلى حماكم = ولو أني أعيش بلا احتراف
    ومن " باب الحديد" وما يليه = إلى " باب الشبيبي " أمر حافي
    ودونك يا " ابن لافي " بنت فكر = تهز إلأيك أرداف القوافي
    لها وجب الصداق عليك خمس = من الحاجات حيث الدفع واف
    " قزاز " و " الدمالج " ثم " حقو " = يساق مع الخزانة واللحاف
    فلا تملك عليها عند قاض = كقاضي ينبع كنز العفاف
    يراودها وإن لم يحظ منها = فضى حتما بتحريم الزفاف
    فقابلها بوجه الصفو دوما = أخا الندمان إن رمت التصافي [/poem]

    لا ومن أنشأ الجواري

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    لا ومن أنشأ الجواري المنشآت = وقضى فيه لنوح بالنجاة
    واصطفاها سفنا تجري بنا = فوق موج كالجبال الراسيات
    ما تسابقنا إلى واد بها = مثل وادي " ينبع" خير الجهات
    بلد إذا لم أعش فيه فلا = عيش لي يهنو وإن طالت حياتي
    قد تغانى عن سما شمس الضحى = بضياء من وجوه الغانيات
    فيه قوم حالفوا سمر القنا = منذ كانوا في بطون الأمهات
    فتية قد طال ما شادوا البنا = فوق أطراف القنا للفتيات
    وأباحوا دونه سفك الدما = وحموا ذاك الحمى بالمرهفات
    ما نحوا عن نار حرب أو قرى = برهة إلا لأوقات الصلاة
    بيد أني كنت فيهم آمنا = لم أخف إلا العيون الناعسات
    من غوان بين جرعاء الحمى = مسلمات مؤمنات قانتات
    كم به من شمس حسن قلدت = جيدها شهب النجوم النيرات
    ذي عيون بحشا مضنى الهوى = فاعلات فاعلات فاعلات
    لي فؤاد فيه قد غادرته = ضاع مني بين أيدي الظبيات
    يا أهيل " الصور " و" القاد " ويا = عرب وادي " ينبع " وادي المهاة
    من لقلب ضاع في ينبعكم = منبع الحسن ودار الحسنات
    قد أخذتم نحوكم قلبي فما = ضر لو ألحقتموه الكليات
    ويح قلبي هل له في حيكم = ملجأ يرجو به ماء الحياة
    حل في " حلة عبس " أم غدا = في بيوت " الصور " مأسور البنات
    أو لنحو " القاد " من جور الظبا = راح منقادا لأسباب الوفاة
    ليت شعري هو حي لم يزل = أو قضى الحب عليه بالممات
    ما لأبناء الصعيد احتجبوا = عن دمي حتى أضاعوا واجبات
    يا بني عمي وقومي ويا = عزوتي من كل ماض لي وآت
    ما عهدت الجبن في أخلاقكم = بل ولا التسويف عند الأزمات
    ما عليكم لو أخذتم بدمي = من ذوات الحسن حمر الوجنات
    لو بذلتم نقد دمعي رشوة = لقضاة الحب من جور الولاة
    أو ثبتم يا لقومي قتلتي = في الهوى شرعا لدى قاضي القضاة
    " زارع " المعروف في روض الندى = كافل الحاجات وافي الضمنات
    بدر أفق الشرع مصباح القضا = منهج التقوى ومنهاج التقاة
    لج بحر الفضل صافي دره = تاج هام الفخر قاموس اللغات
    آمر ناه مطاع أمره = نافذ الأحكام ماضي الكلمات
    خير قاض ولي الأحكام في عصره أو في العصور الماضيات[/poem]


    [align=justify]وبعد فهذه القصائد ليست كل ما قاله شاعرنا حسن عبد الرحيم القفطي رحمه الله ولكنها نماذج نستبين من خلالها المنحى الذي يسير علبه .. فهو شاعر مجيد خلد اسم ينبع وكانت قصائده وثائق تاريخية للأماكن والرجال والملابس والثقافة السائدة وكان تأثره بأهل ينبع كبيرا وكل متتبع لشعره يدرك ذلك
    فالعصيلي والقاد ، والمنجارة ورصيف البنط والصور وحلة عبس والخريق وباب الشبيبي وباب الحديد ورقعة السمن وسوق الفواتي كلها أسماء أماكن في ينبع
    والسفينة والقطيرة والمجاديف والفرمان مصطلحات بحرية لوسائط النقل في ينبع
    والفجوج والظهار والجدير والحساني أسماء مراسي
    وزارع وابراهيم عواد ومحمود لافي وابن النقادي شخصيات ينبعية معروفة
    والدشيشة والتمرة والمجلاد والمعدوس أنواع من الأكل
    والمحرود والفيلان والمحابس أنواع من اللباس
    والقزاز والحقو والدمالج حلية
    والسجاف والجوادر والخزانة واللحاف أثاث للعروس

    إذن هو تراث ينبعي لو لم يضمنه قصائده لما خلد في أذهان الناس .. وشاعر مثله حري بأن نحتفي به وأن ندرس شعره وأن نغوص في أعماق شخصيته لنصل إلى سر هذا الحب الذي كان يكنه لينبع
    ولقد دفعني إعجابي به أن أتوجه لرئيس بلدية ينبع قبل ثماني سنوات بطلب تكريمه إما بتسمية أحد شوارع ينبع باسمه أو بالبحث عن ديوانه وطباعته أو بأي صفة يكون فيها التكريم .. كان ذلك على الرابط [/align]

    http://www.alhejaz.net/vb/showthread.php?t=7094

    وأتمنى أن يتحقق ذلك في القريب العاجل





    في الحلقة القادمة هل كان القفطي تاجرا ؟
    [/dci]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    [dci]الحلقة الرابعة

    [align=justify]قلت في الحلقة السابقة أن هذا الشاعر قدم لينبع يدا لا تنسى من الفضل فقد تغنى بها وتشوق إليها وأحب أهلها وتمنى أن يعيش فوق أرضها وأن يدفن في ثراها .. وإنني عرضت اقتراحا بتكريمه

    وقد تلقيت رسالة من أحد أقرباء الشاعر من مصر هو الأستاذ أحمد زين الدين يشكرني على مطالبتي بتكريمه واسمه الكامل أحمد زين الدين حامد محمود عمر أحمد زين الدين يلتقي مع الشاعر القفطي في الجد زين الدين .. فرحت برسالته وتبادلنا الرسائل بعدها وكنت أريد أن أعرف أي شئ عن هذا الشاعر الذي شغفني حبا وقد عرفت منه أن للشاعر ديوانا في دار الكتب المصرية غير موجود في الأسواق اسمه ديوان القفطي .. هذا الديوان أعرفه فهو الذي تحصل الأستاذ عبد الكريم الخطيب على نسخة منه من حفيده محمد

    أما عائلة الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي فهم موجودون في مدينة قفط بمحافظة قنا وبمدينة القصير بمحافظة البحر الاحمر وفي مدينة القصير كان يوجد منهم الاستاذ كمال الدين حسين الشهير بهمام رحمه الله عضو مجلس الشعب وهو ابن أخ الشاعر الراحل و من الشخصيات المرموقه في محافظة البحر الاحمر وله كثير من المؤلفات منها بونابرت والقصير وكتاب عن القطب وأبو الحسن الشاذلي يجيد من اللغات ستة وعمل مديرا بشركة الفوسفات بالبحر الاحمر.

    أما احفاد الشاعر الراحل فيوجد منهم الاستاذ عبده محمد حسن عبد الرحيم علي زين الدين بقفط وهم من الانصار وينتمون الي المدينه بأراضي الحجاز وبالتحديد قبيلة الخزرج ويطلق عليهم في قفط ال الخطيب ويتكون ال الخطيب من عدة عائلات علي رأسها آل أبو علي وآل عبد النور وآل عمر وال الاقرع

    وعندما سألته عن حفيد الشاعر محمد محمد حسن عبد الرحيم ناظر مدرسة قفط الذي قابله الأستاذ عبد الكريم الخطيب وأخذ منه نسخة من ديوان جده قال أنه هو نفسه عبده ولكنه الآن مريض وقد تفاقم مرضه بعد وفاة ابنه نسأل الله له الشفاء والعافية

    وبدا لي أن الأستاذ أحمد زين الدين لا يعلم عن الفترة التي قضاها جدهم في ينبع شيئا ولكنه أوعدني أن يجمع المعلومات حول حياة جده وعمله في ينبع وأن يوافيني بها وأنا في انتظار ذلك

    أما الآن فلا يوجد عندنا لسبر أغوار هذه الشخصية إلا ما كتبه الأستاذ عبد الكريم الخطيب عنه وقصائده التي أثبتها ولذلك سيكون اعتمادنا عليها في تتبع سيرته

    تقول السيرة أن والد الشاعر كان من كبار تجار القصير وله تجارة واسعة في ميناء ينبع فأرسل ولده ليساعد أخاه في أعمال التجارة فأحب ينبع واستوطنها ..وهذا القول محل نظر من عدة نواح

    1ـ السيرة تذكر أن هناك صداقة قد انعقدت بين الشاعر وابن والي ينبع زارع ابراهيم باشا عواد حاكم ينبع في ذلك الزمان وتعلم وصاحبه العروض على يد رجل يسمى سالم باسودان . والانشغال بالتجارة لا يتيح وقتا لتلقي التعليم هذا أولا

    2ـ الشاعر عين مساعدا لولاية ينبع زهاء عشر سنوات وهو يذكر هذا في بعض قصائده التي يمدح بها والي ينبع[/align]
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    مضت لي أويقات بها كنت أجتني = ثمار الهنا من روض أيامه الغر
    وكنت أنا الأوفى لتحرير نطقه = وكنت أمين القول في السر والجهر
    أروح أجر الذيل تيها بعزة = وأغدو قرير الطرف منشرح الصدر[/poem]

    [align=justify]إذن هو موظف حكومي أمين سر وليس تاجرا وأنا لا أقصد عدم نظامية الجمع بين التجارة والوظيفة وإنما كيف يوفق بين عمله في الدولة وتجارته الخاصة وهما ضدان لا يجتمعان

    3ـ القصير ليست بلد تجارة ولا تقوم بنفسها فضلا عن التصدير إلى ينبع وإنشاء تجارة واسعة بها بشهادة الشاعر [/align][poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

    كل النواحي والبلدان = صارت مداين معمورة
    إلا القصير فاضل خربان = وأغلب بيوته مهجورة
    ما في القصير غير أكل الحوت = للأغنياء والفقرية
    وشرب قهوة أبو نبوت = شرب الجماعة البحرية
    ناس القصير ناس المعدوس = والرز والحوت الناشف
    لكن على الواحد ملبوس = تقول عليه ملبوس كاشف
    من كل واحد صاحب حوش= نصب على صاحب دكان
    وخذ وفصل خالي بوش = وجر في كم القفطان
    من كل واحد في دكان = من الجماعة صاحب بيت
    ما يمتلك غير الميزان = وأربع " صفاري " فيهم زيت
    من كل واحد جاي مدكوم = وكان مسافر في جدة
    والأصل فيه بحري معدوم = وصنعته جر " المدة "
    وعند قهوة أبو نبوت = يقعد ويشخط في " البوري"[/poem]

    [align=justify]ويقول فيها أيضا

    [/align][poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    مافي القصير بلح ولا رطب = وليس فيه قصب ولا عنب
    مافيه غير الفحم زاخرا والحطب= وماؤه المأسون من دبغ القرب
    يسعى إليه من طلوع الفجر=
    مهدم الأركان والبيوت = وليس في أسواقه من قوت
    سوى " الصرنباق" ولحم الحوت = وقهوة عند " أبي نبوت "
    يشربها الجوعان بعد العصر =
    تجارة القصير في الحلافي = وماله في البخس والإتلاف
    وكيله يا صاح غير وافي= وأهله من شدة التجافي
    قد عاملوا سواهم بالضر =
    إن القصير بلد التكاسل = وملجأ للفتية التنابل
    وهل رأيت في الورى من عاقل = يبدل الأرياف بالسواحل
    ويرتجي بسكنه في القفر =[/poem]


    [align=justify]إذن ما التجارة التي تصدرها القصير إلى ينبع في ذلك الوقت وهي كما وصفها الشاعر ؟ فالفحم والحطب موجودان في ينبع وكانت تصدرهما إلى مصر وكذلك الصرنباق والحوت ووصف الشاعر للقصير في تلك الأيام بهذا الوصف الدقيق لا يؤهلها لأن تصدر شيئا لأي بلد في الدنيا

    ولقد تتبعت قصائد الشاعر فلم أجد فيها بيتا واحدا يشير إلى التجارة لا من قريب ولا من بعيد وهذا أمر لا يعقل من شاعر تحدث عن كل شئ في ينبع إلا العمل الذي يمارسه .. بينما هو قد تطرق إلى عمله في أمانة سر الولاية

    هذه الاستنتاجات تنفي أنه كان يعمل بالتجارة إضافة إلى ما سوف يأتي من حزنه على الرحيل عن ينبع وإصراره على العيش فيها واشتياقه إلى الشاهي الذي كان يشربه في بيت " ابن لافي "
    وهذا ما سوف نواصل البحث فيه إن شاء الله [/align]



    في الحلقة القادمة هل كان القفطي يحب ينبع حقا ؟[/dci]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    جزاك الله خير يا ابو رامي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: انطباعاتي عن الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    [dci]شكرا على التفاعل .. يا أغلى من الألماس

    الحلقة الخامسة


    [align=justify]المتتبع لإنتاج الشاعر يلاحظ دون عناء أن كل قصائد الشاعر التي يذكر فيها ينبع ويصور فيها حرارة الشوق ولواعج الاشتياق والتحسر على أيامه الماضية فيها وحنينه إلى العودة إليها ماهي إلا مدخل لمدح أمير ينبع إبراهيم باشا عواد أو نجله زارع أو أديبها الكبير محمود لافي
    هذا الملحظ موجود في كل القصائد دون استثناء ففي قصيدة السفينة بعد أن مر على ذكر ينبع والشوق إليها خلص إلى المديح والإطراء لوالي ينبع[/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    لقد سبقت لله فيكم محبة = فصار " ابن عواد " لكم والي الأمر
    كثير الندا رب الصنيعة في العدا = طويل المدا وافي الجدا واحد العصر
    كريم حوى في بطن راح يمينه = سبيلا بها الأرزاق تنساب كالتبر
    سخي إذا ما الغيث سح بودقه = يسيح لنا من جوده وابل القطر
    على المال بذلا سلط الله كفه = فلم يبق منه في الديار سوى الذكر
    وإن جئت تبغي منه أية حاجة = رأيت محياه تهلل بالدر
    فمن وجهه تبدو السماحة للورى = ومن كفه للناس أمن من الفقر
    مضت لي أويقات بها كنت أجتني = ثمار الهنا من روض أيامه الغر
    وكنت أنا الأوفى لتحرير نطقه = وكنت أمين القول في السر والجهر
    أروح أجر الذيل تيها بعزة = وأغدو قرير الطرف منشرح الصدر
    أما لو وهبت الروح شكرا لفضله = لما قمت بالمعشار من واجب الشكر
    ولن أنسى طول الدهر حسن صنيعه = إذا عشت أو إن ضمني اللحد في القبر
    فكم غمرتني بالنوال يمينه = وكم توجتني بالمهابة والبر
    فنذرا إذا جاد الزمان بعودتي = ونوديت بالترحيب من جانب القصر
    لأدخل من أبواب ساحة جوده = وأملأ من أصناف أمواله حجري
    وأرفل بعد الفقر في حلل الغنى= وأغمد سيف اليسر في هامة العسر
    ألا أن " عوادا " تعود كلما = تجلى له وجه السعادة في الدهر
    تمنى على الرحمن نسلا مباركا = فجاء بـ " إبراهيم " في ليلة القدر
    فطين بما يأتي بصير بما أتى = خبير بما يجريه في النهي والأمر
    رؤوف على المسكين يبدي بشاشة = ويعظم في عين الذي تاه بالكبر
    ويعفو عن الجاني المسئ تكرما = ويقبل أعذار الذي جاء بالعذر
    إذا رام أمرا هم فيه بهمة = وعزم قوي جل عن قوة الصخر
    لقد حاز بالإجمال كل فضيلة = وفصل في أحكامه حسبما يدري
    فلولاه ما كانت " جهينة " تهتدي = إلى الحكم والأحكام في البر والبحر
    ولولا أناة فيه عزت لأوقدت = " قبائل حرب " زفرة الحرب بالجمر
    يقود زمام العرب باللين والسخا = ومن لم يقد باللين ينقاد بالجبر
    ومن يستحق البر أولاه بره = ومن يستحق الزجر وافاه بالزجر
    ألا إن " إبراهيم " ساس أمورهم = وألف بين الشاة والذئب في البر
    وقدم إنصاف الضعيف على القوي = وقام بنصر العبد رغما من الحر
    وقد جد في إصلاح كل قبيلة= وكف أكف المعتدين عن الشر
    فأمست به عين الزمان قريرة = كما دهره أضحى به باسم الثغر[/poem]

    [align=justify]وبعد أن فرغ من ذكر ينبع في قصيدة " يا قلب دعني " خلص إلى مدح "زارع " أبن إبراهيم عواد[/align]
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

    أولم تر الرحمن أولى أهله = عز الجوار كرامة لبنيه
    فأعاد صولة " آل عواد " له = وأقام فيه " زارعا " كأبيه
    مولى أقر العدل فيه بعدما = كادت مظالم غيره تفنيه
    مرآة والده وبهجة أهله = وسراج عترته وبدر ذويه
    حبر إذا لهج اليراع بوصفه = وافته ألسنة الثنا تمليه
    يقضي بحق عدوه وصديقه = حتى لو إن الحق عند أخيه
    ما في الأفاضل منه أشرف رتبة = كلا ولا في الفضل من يحكيه
    لو أن للشمس المنيرة ماله = من رفعة لتخطرت بالتيه
    أو لو أتت في كفه يوم الندى = لم يعتبرها درهما يعطيه
    أو لو تزوجت الثريا ليلة = بالبدر ما حملت له بشبيه
    فطن حوى من كل فن لبه = وروى العلوم وفاق كل بنيه
    ما عطر النادي بطيب حديثه = إلا وفاح المسك من ناديه
    أو لو سرى في الليل حادثة يرى = نورا بدا من نوره يهديه
    فالفضل يعرفه ويشهد أنه = هو عز دولته وفخر ذويه
    يا حبر هذا العصر يا مفضاله = يا " زارع " المعروف في أهليه
    إذ أنتم كلفتم فكري به = = فغدا بطيب مديحكم ينشيه
    الله حسبك حيث قد أنقذتني = من لوعة الشوق الذي أنا فيه
    برسالة تشفي العليل كأنها = ريح القميص أتى به ملقيه
    ونثرت لي ذكرا علا من بعدما = كان الحسود بزعمه يطويه
    فالشعر فني غير أني قاصر = عما إليك قريحتي تهديه
    دمع اعترافي بالقصور وما أنا = فيه من الخجل الذي أبديه
    هذي رسول لي إليك وليتني = كنت الرسول لها لمن تأتيه
    فاستجلها بكرا أتى تاريخها = البأس صار لـ " زارع " وأخيه[/poem]

    [align=justify]وفي قصيدة " زمان يابن لافي " يمدح محمود لافي بعد وصف حنينه إلى ينبع طبعا[/align]
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

    فإن عاد الزمـان وعـدت فيـه=كما قد كنت فـي زمـن ائتلافـي
    فلا أنعـي هنـاك علـى شيـوخ=سواك من المشائخ يا " ابن لافي "
    فأنت الشيخ مقري الضيف مجري=سيـول دم الذبائـح للصـحـاف [/poem]

    [align=justify]وفي القصيدة الأخرى " أخا الندمان " كذلك[/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

    وإن تصحب فصاحب كل حر = أخا همم " كمحمود بن لافي "
    فتى في المهد أرضع ثدي عزم = وظل عن المراضع في انحراف
    وحالفه السلاح فكان منه = بمنزلة الحسام من الغلاف
    ولازمه الكمال فشب فيه = على التقوى وشاب على العفاف
    وقد دام الوقار له ولفت = عمامته عليه بلا خلاف
    وأليس ثوبه " المحرود "تيها = على ثوب من الإجلال صاف
    وجر إذا مشى في الأرض ذيلا = من " الفيلان " مسبول الحوافي
    فتاه على الشيوخ وراح يبغي = مسامرة الضيوف على الصحاف
    وإن يشكو الضعيف إليه ظلما = من الأعدا تعهد بالكفاف
    فصفه بالكمال ولا تغالي = على ما فيه من حسن اتصاف
    أيا من فاق ذكرا عن " بدين " = وشبه في سماحته " بلافي "
    وجرد سيفه في الحي ليلا = فأومض برقه بين الفيافي
    وهز الريح في اليمنى فأضحت = به أركان " رضوى " في ارتجاف[/poem]

    [align=justify]وهكذا في كل القصائد الخاصة بينبع وتكاد هي أكثر ماأثبته الأستاذ عبد الكريم الخطيب من قصائده

    وقد يقول قائل : وما العيب في هذا ؟ فالمدح باب كبير من أبواب الشعر العربي وطرقه كثير من الشعراء العظام ولولاه لما عرفنا حياة أكثر الشخصيات الممدوحة
    وهذا القول صحيح بالنظر إلى هدف الممدوح فإن كان القصد منه الثناء على أرباب الفضل وأصحاب المعالي دون النظر إلى مكسب شخصي فلا بأس به بل أنه مطلوب كما كان يفعل زهير بن أبي سلمى في مدح هرم بن سنان والإشادة بدوره في الصلح بين عبس وذبيان حتى لو ناله شيئ من العطاء بعد ذلك فإنه لم يطلبه ولم يكن هو هدفه

    "قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن هرم بن سنان: أنشدنى ما قال فيكم زهير: فانشده فقال: لقد كان يقول فيكم فيحسن! قال: يأميرالمؤمنين و كنا نعطيه فنجزل قال: ذهب ما أعطيتموه و بقى ما أعطاكم"

    وهذا كلام حق وينطبق على شاعرنا القفطي فقد خلد ينبع في قصائده وبقي مدحه لإبراهيم وزارع ومحمود لافي ,, وذهب ما وهبوه له من الأموال

    نحن لا نتحدث عن هذا ولكن نتحدث عن التكسب بالشعر والاتجاه إلى المدح طمعا في المال والأستاذ الرائد محمد حسن عواد كان يصف شعراء المدح بحملة المباخر وأن شعرهم لا يعبر عن أهداف الشعر وإنما يلبس لكل حالة لبوسا .. وهذا ما كان يعاب على شاعر العربية الكبير المتنبي .. لايعيب الشاعر فنيا ولكنه يقدح في مروءته وينقص من كرامته الشخصية أما فنيا فقد يتقمص الحالة ويكسبها صدق العاطفة وحرارة المشاعر تبعا للقدرة والتمكن الشعري وهو ما كنا نلحظه في مدائح المتنبي وفي مدائح شاعرنا القفطي
    ولو قارناها بمدائح زهير لهرم بن سنان وهي مدائح صادقة لا تهدف إلى التكسب كما ذكرنا لوجدنا أن مدائح المتنبي ومدائح شاعرنا القفطي تفوقها بمراحل رغم أنها ليست صادقة

    أقول ليست صادقة لأن كل مديح ينتهي باستجداء صريح دون تردد فإنما يعبر عن حالة ليست صادقة حتى لو استطاع الشاعر ببراعته أن يلبسها صدق العاطفة وحرارة المشاعر
    أنظر في " السفينة " بعد الفراغ من المدح ماذا قال [/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    فنذرا إذا جاد الزمان بعودتي = ونوديت بالترحيب من جانب القصر
    لأدخل من أبواب ساحة جوده = وأملأ من أصناف أمواله حجري
    وأرفل بعد الفقر في حلل الغنى= وأغمد سيف اليسر في هامة العسر[/poem]

    وقد بدا الهدف من المدح جليا (أملأ من أصناف أمواله حجري ) ولفظة أمواله هنا تحدد الهدف تماما فهو لم يقل أفضاله أو كرمه أو ما شابهها
    وفي المجداف السادس يقول :
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

    من عاش في كنف " ابن عواد " رقى = أوج الكمال وعاش في عيش الهنا
    ما في الورى شخص فقير أمه = إلا وبعد الفقر أصبح في غنى [/poem]

    [align=justify]ومن قصيدة طويلة يمدح فيها زارع إبراهيم عواد ويطلب منه أن يتوسط له عند والده يختمها بما يلي :[/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    فاذكره با " زارع "الخيرات فيه لدى = أعتاب والدك السامي على الرتب
    وقل لناظمها الراجي مكارمكم = أقبل وأرخ تجد ما شئت عند أبي
    [/poem]

    [align=justify]وقصيدة إلى كم أقاسي التي يمدح فيها محمود لافي يختمها بهذا البيت الذي يدل على أنه لا يقدم القصائد دون ثمن [/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    فإن طال فـي ينبـع عمـره=فمنه الهدايا ومنـي القصيـد[/poem]

    [align=justify]وقصيدة أخا الندمان يشبهها بالعروس التي تحتاج إلى صداق ويحدد الصداق ( خذ وهات ) وذلك بعد أن يفرغ من مدح ابن لافي [/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    ودونك يا " ابن لافي " بنت فكر = تهز إليك أرداف القوافي
    لها وجب الصداق عليك خمس = من الحاجات حيث الدفع واف
    " قزاز " و " الدمالج " ثم " حقو " = يساق مع الخزانة واللحاف
    فلا تملك عليها عند قاض = كقاضي ينبع كنز العفاف
    يراودها وإن لم يحظ منها = فضى حتما بتحريم الزفاف
    فقابلها بوجه الصفو دوما = أخا الندمان إن رمت التصافي [/poem]

    [align=justify]والقصيدة الزجلية التي أوردها أخونا المهندس شكري حجازي يختمها بهذه الأبيات التي يصف فيها جلوسه في قهوة الشامي والطلب على حساب زارع أفندي [/align]
    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    قهوة وتعميرة ودخان = وأقول لـ " حامد " ولع لي
    وإن خس مصروفي يا فلان = " زارع " أفندي يدفع لي[/poem]

    [align=justify]وهو يطلب أي شئ حتى الشاهي إذا اشتهاه[/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    بحقـك إن دعـوت القـوم ليـلا=لشرب الشاي في حرم التصافـي
    لأني قـد مرضـت إليـه شوقـا=وشرب الشاي للأمـراض شافـي [/poem]

    [align=justify]هذا مالا حظته في كل قصائده التي تبدأ بذكر ينبع ثم تفضي إلى المدح ثم تنتهي بالسؤال وهو يفرط أحيانا في السؤال فيحدد ما يريد بالضبط دون أن يضع اعتبارا لشخصيته أو كرامته وتأمل معي الخضوع المذل في آخر قصيدة زمان يابن لافي وهو يطلب منه أن يبلغ السلام إلى زارع[/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    فسلـم لـي عليـه سـلام عبـد=إليـه يقـاد منتعـلا وحـافـي [/poem]

    [align=justify]وهذه النماذج من الاستجداء المتواصل تؤيد ما توصلنا إليه في الحلقة الماضية بأن القفطي لم يكن تاجرا وإنما كان يتكسب من الشعر أليس هو القائل:[/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    تعلمت نظم الشعر قصدا لمدحه = ففقت جريرا وامرأ القيس في شعري
    فإن رمت فيه المدح جادت قريحتي = بما تزدري بالدر في النظم والنثر[/poem]




    في الحلقة القادمة هل غادر الشاعر ينبع بطوعه واختياره ؟
    وما الذي منعه من العودة
    [/dci]

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ج 0506343655
    المشاركات
    6,753
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: انطباعاتي عن الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    [dci]
    الحلقة السادسة

    [align=justify]تذكر السيرة أن الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي غادر ينبع في عام 1288هـ بقصد زيارة أهله وأنه ترك في ينبع ابنتيه ( خديجة وربيعة ). ومعنى هذا أنه غادر ينبع بطوعه واختياره وأنه عازم على العودة إليها عما قريب فما الذي منعه من العودة ؟ يقال أن السبب كان وفاة والده في هذه الظروف كما ذكر في قصيدة القطيرة [/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    ما عاقني عن رجوعي في أماكنها= إلا تراكم أحزاني بموت أبي[/poem]

    ولكن هذا القول لا يستقيم بالنظر إلى عاطفة الأبوة التي ستدفعه حتما إلى الإسراع بالعودة إلى ابنتيه اللتين تركهما وحيدتين في ينبع ومهما كان من أمر حزنه على أبيه فإنه سوف يسلاه بعد حين والأمر الأخر أنه كان يتحسر ويتمنى رد أوقاته التي سلفت في ينبع ويسأل عن السبيل للعودة إليها

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

    ياأهل ذاك الحمى كيف السبيل إلى= قلبي الذي نشأ في حبكم وربي
    ناديته يوم ترحالي أحدثه = بإنني راحل عنه فلم يجب
    من ذا يلوم على شوقي إلى بلد =العيش في غيره للقلب لم يطب
    ما عاقني عن رجوعي في أماكنها= إلا تراكم أحزاني بموت أبي
    ما بال دهري إذا ما رمت نجدته = في مطلب ساءني بالعكس في طلبي
    من لي برد أويقات لنا سلفت = في ينبع الخير والآمال والأدب[/poem]

    [align=justify]المسألة يسيرة يقطع أحزانه ويحزم حقائبه ويعود حيث لا توجد في ذلك الزمن عوائق بين البلدان ولاتأشيرات خروج ولا عودة .. وكما غادر بطوعه واختياره يعود بطوعه واختياره وليس هناك ما يوجب الحسرة أو السؤال عن سبل العودة ولكن يبدو أن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك فهناك من يقف حائلا أمام رغبته في العودة .. وهذا يدفعنا إلى أن تظن أن خروجه من ينبع لم يكن باختياره ويؤيد هذا الظن قول الشاعر [/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    أحبها وأحب القاطنين بها = وإن جفوني بلا ذنب ولا سبب
    ياأهل ذاك الحمى كيف السبيل إلى= قلبي الذي نشأ في حبكم وربي
    ناديته يوم ترحالي أحدثه = بإنني راحل عنه فلم يجب
    [/poem]

    [align=justify]إذن هناك جفوة من أهل ينبع لايجد لها سببا فهم لم يردوا على ندائه عندما قال لهم أنه راحل .. وهذا يعني أنه خرج منها مكرها .. بل أنه تمنى أن تحترق المركب التي حملته من ينبع كما قال في المجداف الثاني[/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    لا رعى الله مركبا حملتني = من ربا " ينبع " لأرض الصعيد
    لو تملكتها لقلت ذروها = إنها مستحقة للوقود[/poem]

    [align=justify]وأمر آخر يؤكد أن الجفاء متبادل بين الشاعر وبين أهل ينبع وليس كما قال لايجد له سببا فهو قد غادر ينبع في عام 1288 هـ وانقطعت أخباره تماما إلى أن جاء عام 1299هـ عند ذلك تذكر ينبع وهاجه الشوق إليها وأرسل أول رسالة إلى والي ينبع إبراهيم عواد وهي الرسالة التي حملت السفينة والقطيرة والمجاديف ثم توالت الرسائل بعدها ولكن بعد مرور أحد عشر عاما وهي مدة ليست باليسرة على أب يعاني لوعة فراق ابنتيه ولم نجد طوال هذه الفترة قصيدة واحدة تشير إلى ينبع أو من يسكن ينبع فما الذي جعله يتذكرها بعد كل هذه الفترة هذا ما سوف نعود له في المبحث القادم .. أما الآن فسأعرض عليكم ما كتبه في رسالته بعد هذا الانقطاع بعد أن قدم القصيدة بما يلي

    " يقول راجي عفوه الكريم حسن بن عبد الرحيم أنه قد سبق لي الإقامة في ينبع البحر وقطعت بها مدة من الدهر وكنت إذ ذاك سابحا في بحر جود من شملني بنعمته الوافية وألبسني من ملابس العز ما يفضل ثوب العافية وهو والي هاتيك البلدة ومشيرها ومدير إدارة أحكامها وخبيرها . والجامع بين فضيلتي الشرع والسياسة الأجدر بما يفوق هاتيك الرئاسة المؤيد بتأييد الدولة العلمية والقائم بحقوق الأمارة الجليلة الملكية عين أعيان الأمجاد صاحب السعادة إبراهيم باشا عواد فأقمت ببابه أياما هنية في عيشة راضية مرضية ثم تشوقت لزيارة والدي والإخوان فالتمست إذنه في ذاك الأوان
    واتجهت إليهم بقطار الصعيد وأقمت بينهم ولم أكن على نعمته ببعيد بل أني لم أفتر عن ذكر طيب عيشه السالف ولم أزل أستنشق الأخبار عنه من كل خبير وعارف ولما طال شوقي للثم يديه ولم يساعد الوقت على ترحالي لسدة ناديه تلطفت بنظم قصيدة مادحا بها حضرته الفخيمة وشاكرا بها أياديه العميمة وأسميتها السفينة الينبعية وقد أردفتها بقطيرة تجري من خلفها مشتملة على ذكر الديار ووصفها وجعلت للقطيرة ستة مجاديف فصارت من أبدع كل شئ لطيف وبعثت بها لحضرة المومأ إليه راجيا إكرامها بالقبول لديه
    "

    ثم كتب في الرسالة

    "المعروض لسعادتكم أنه مرسل به لحضرتكم السفينة الينبعية وقطيرتها ومجاديف القطيرة أما السفينة فهي لبنتين في ينبع البحر إحداهما صبية والأخرى رضيعة وهما إبنتاي "خديجة " و "ربيعة" فأردت أن أستودعهما عندك إدخارا لهما وكسبا لئلا يتناولهما من يأخذ كل سفينة غصبا وأما قطيرتها فلو تأملتها بعين فطنتك الشهيرة لقلت يا ويلتي ما لصاحيها لا يغادر صغيرة ولا كبيرة
    فأسألك بحق نجليك ( زارع وياسين ) ومن يليهما من البنات والبنين ألا تدع قبل الراحة وتشوقي لتقبيل عتبات الساحة كيف لا وأنا أناديك وأتمنى وقوفي بسدة ناديك ....
    فليت شعري متى أعود كما كنت مقيما وأشكر فضل أياديك حادثا وقديما وأحظى برؤية خديجة وربيعة وأشكر الله وإياك على هذه الصنيعة إذ هما في مدينتك التي لا زلت ترعاها بعين الإنصاف وأنا لا زلت أكابد شوقي لهما بأودية الأرياف فأسألك الله السميع المجيب أن تجمعني بهما في ظل نعمتك عن قريب
    "[/align]

    [align=justify]والرسالة موجهة لوالي ينبع إبراهيم عواد فهل نفهم منها أنه هو الذي يقف في طريق عودته إلى ينبع ؟ أو لربما أنه هو من أمر بإبعاده . ذلك أمر واضح فكل التوسلات ورسائل الاسترحام وطلب الوساطات موجهة إلى إبراهيم عواد .. تابع معي من أشعاره [/align]


    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    أما آن لي وقت أرى فيه موقفي = تجاهك في ناد به مصدر الأمر
    فما ضر " إبراهيم " يوما لو أنه = بمجلسه أجرى على فمه ذكري[/poem]


    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    ألست يا "آل عواد" بعثت لكم = مدحا ولكنه من أعجب العجب
    عهدي بكم لم أغب عن ظل نعمتكم = إلا بعثتم رسول الجود في طلبي
    فما لكم قد نسيتم عهد مرتكزي = ببابكم وصرمتم حبل مغتربي
    فتى مقيم بأودية الصعيد لكم = على الدعاء مدى الأيام والحقب
    عزيز قوم به لكن معيشته = في غير ساحة " إبراهيم " لم تطب
    حتى متى أتمنى أن يعود إلى = أعتاب أبوابكم سيري ومنقلبي [/poem]


    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    طال شوق المتيم الولهان = وهو ما بين ربما وعساني
    وانقضى العمر في الرجا والتمني = عل يوما يكون فيه التداني
    يا أهيل الحجاز هل من سبيل = لاجتماعي بكم ونيل الأماني
    عظم الله أجركم في اصطباري = وأدام انشراحكم في التهاني
    قسما سادتي بحفظ هواكم = وخضوعي لعزكم وهواني[/poem]


    [poem=font="Simplified Arabic,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    إلى كم أقاسي بأرض الصعيد=من البعد أهوال يوم الوعيـد
    ولسـت أريـد بهـا موطنـا=ولكن فـي ينبـع مـا أريـد
    ألا من سبيـل إلـى عـودة=لـ"باب الشبيبي "و"بـاب الحديـد "
    و"حلة عبس" وما قـد حـوت=بذاك الحمى من غوان وغيـد [/poem]

    [align=justify]نخرج من ذلك إلى أن أمر عودته مرهون بموافقة والي ينبع إبراهيم باشا عواد وإنه أبعد عن ينبع قسرا والشاعر نفسه ذكر ذلك في هذا الموال الجميل الذي أتمنى أن يصدح به فنان ينبع صاحب الصوت الشجي عبد الله الهومي [/align]

    [poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=3 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    جرحي اتسع في حشايا واتساعه زاد=
    أصبحت من لوعتي صايم ما اذوق الزاد=
    يا ناس ياللي سكنتم في "الخريق والقاد"=
    أنا عملت أيه يا اسيادي بواديكم ؟=
    يوجب لطردي وبعدي عن أراضيكم=
    إن كان غيابي وطول البعد يرضيكم=
    أمري لمولاي ومسير الغريب ينعاد =[/poem]

    إذن هو مطرود ! ولكن العجيب أن هذه الاسترحامات والاستعطافات والشكوى والفراق والشوق إلى موطن الأحباب ووصف الديار وأماكنها وأهلها لم تشب في فؤاد الشاعر إلا بعد مرور أحد عشر عاما من رحيله عن ينبع فهل هناك من سبب ؟ نعم !!



    في الحلقة القادمة نواصل البحث في سبب إبعاد
    الشاعر القفطي عن ينبع

    [/dci]

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الدولة
    ينبع
    المشاركات
    1,344
    معدل تقييم المستوى
    24

    رد: انطباعاتي عن الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    يا سلام
    إما كذا مواضيع وإلا فلا
    موضوع جميل تقرأه ولا تشبع منه

    نعم بمثل هذه المواضع يسطع وهج المجالس

    موضوع متعوب عليه ويظهر فيه جهد أبو رامي
    ننتظر الحلقة القادمة
    دمتم بخير

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    الغردقة
    المشاركات
    353
    معدل تقييم المستوى
    16

    رد: انطباعاتي عن الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ينبع مشاهدة المشاركة
    يا سلام
    إما كذا مواضيع وإلا فلا
    موضوع جميل تقرأه ولا تشبع منه

    نعم بمثل هذه المواضع يسطع وهج المجالس

    موضوع متعوب عليه ويظهر فيه جهد أبو رامي
    ننتظر الحلقة القادمة
    دمتم بخير
    صدقت اخي

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •