استطلاع: 79 % من الدنماركيين لا يؤيدون اعتذار حكومتهم ولا وسائل إعلامهم
المقاطعة الشعبية تضرب منتجات دنماركية بـ 1.3مليار ريال
"الاقتصادية" - الرياض - 29/12/1426هـ
واصلت الشركات والمؤسسات السعودية انسحاباتها الواحدة تلو الأخرى، من الاتفاقات والعقود المبرمة بينها وبين شركات دنماركية ونرويجية، وذلك بعد أقل من 48 ساعة من استدعاء السفير السعودي في "كوبنهاجن"، احتجاجاً على الموقف السلبي لحكومة الدنمارك من قضية الاستهزاء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وشهد العديد من الأسواق التجارية في كافة أرجاء المملكة مقاطعة جماعية للمنتجات الدنماركية التي لاقت عزوفا كبيرا من قبل المستهلكين، لعدم رضاهم عن الموقف السلبي الذي نهجته الحكومة الدنماركية، معتبرين أن مقاطعة منتجات من استهزأوا برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أقل ما يمكن عمله، ورحب عدد من الزبائن بمباردة الأسواق التجارية المتمثلة في منع بيع المنتجات الدنماركية.
وأعلنت مجموعة اتحاد الشرقية أمس قرارها الذي يقضي بسلسلة من الإجراءات، جميعها تهدف إلى مقاطعة التعاملات التجارية مع الشركات والمؤسسات الدنماركية. ودعت في بيان لها أمس مجلس الغرف التجارية بإصدار قرار سريع يقضي بتجميد الزيارات التجارية بين البلدين بجميع أشكالها.
وتتمثل الخطوة الجريئة من مرشحي "اتحاد الشرقية" في مجموعة من الخطوات العملية التي أقرتها المجموعة أمس وبدأت في تنفيذها فورا، ومن أهم هذه الخطوات: إيقاف بيع المنتجات الدنمركية بكافة أنواعها في مجموعة التميمي التجارية المتخصصة في بيع المواد الغذائية في جميع فروعها في المملكة، والتي تعتبر الأشهر على مستوى البلاد، حيث شرع العاملون في الأسواق بإزالة كافة المنتجات الدنماركية من الأدراج. عدم استيراد أي معدات أو آلات أو قطع غيار أو مواد خام مصنعة في الدنمارك للمصانع والمنشآت التي يمتلكها مرشحون "اتحاد الشرقية" واستبدال منتجات من دول أخرى بها، التوقف عن المشاركة في أي مشاريع مشتركة مع أي شركات أو رجال أعمال دنماركيين، مقاطعة أي تعاملات تجارية وغيرها مع الوفود التجارية الدنمركية. حث العاملين في كافة الشركات والمنشآت التابعة للمرشحين بضرورة التفاعل مع القضية ومقاطعة المنتجات الدنماركية.
ودعا البيان مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، كونه المظلة الرسمية لرجال ألأعمال في المملكة، إلى اتخاذ قرار سريع بتجميد أي لقاءات بين الوفود التجارية السعودية والدنماركية، وكذلك تجميد أي زيارات مرتقبة للوفود الدنماركية أو حتى الوفود الأوروبية التي يشارك فيها رجال الأعمال الدنماركيين، وطالب البيان بأن يكون للتجار السعوديين موقفا إيجابيا لرد الإساءة التي تعرض لها سيد البشرية عليه الصلاة والسلام.
كما طالب البيان جميع المنشآت التجارية في المنطقة الشرقية بمقاطعة أي تعاملات تجارية مع الشركات والمؤسسات الدنماركية والتوقف عن استيراد أو بيع المنتجات الدنماركية.
ويرى مرشحو "اتحاد الشرقية" أن بإمكان تجار المنطقة أن يمارسوا ضغطا باتجاه المنتجات الدنماركية التي يعتبر "اتحاد الشرقية" أن مقاطعتها لا بد سيكون لها دور إيجابي في التأثير على مراجعة المجتمع الدنماركي عامة لما تعرضت له الأمة الإسلامية من إساءة جسيمة من خلال ما تعرض له رسولنا صلى الله عليه وسلم.
واعتبر البيان أن مرشحي "اتحاد الشرقية" سيلتزمون بموقفهم الحازم غيرة على نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، "وينبغي أن يوقفوا كل التعاملات التجارية مع الدنمارك، حتى يتم الاعتذار وبشكل علني ورسمي من ذلك العمل الذي أقدمت عليه صحيفة "Jyllands-Posten"، ووصف بيان اتحاد الشرقية ادعاء الصحيفة حرية التعبير في نشرها تلك الرسوم الساخرة من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ادعاءٌ غير مسلَّم ولا مقنع، لأن جميع دساتير العالم ومنظماته تؤكد على احترام الرسل، وعلى احترام الشرائع السماوية، واحترام الآخرين وعدم الطعن فيهم.
كما اعتبر البيان أن المقاطعة للمنتجات الدنماركية ستكون مجدية من الناحية الاقتصادية باعتبار أن السوق السعودية تعتبر سوقا كبيرة لهذه المنتجات، إضافة إلى أن السوق السعودية مستهدفة من قبل الشركات الكبرى في الدنمارك، ووفقا للبيان "فإنه حتى ولو فرضنا جدلا أن هذه المقاطعة غير مجدية اقتصاديا على الاقتصاد الدنماركي لكن تبقى لها آثار إيجابية منها تربية للأمة"، كما أن المقاطعة هي إعلان صادق وصريح عن المحبة للنبي العظيم صلى الله عليه وسلم.
من جهة أخرى، تفاعلت جميع مراكز بيع المواد الغذائية في بيشة، مع حملة المقاطعة ضد المنتجات الدنماركية لما تعرض له رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم في الصحف الدنماركية.
وقال فالح بن ظافر بن حمد مالك أحد المتاجر الكبرى في بيشة، أنه تم منع بيع المنتجات الدنماركية وإخراجها من المستودعات، كما تم إرجاع الشاحنات التي توزع المنتجات الدنماركية.
وقال بن حمد الذي بدا متحمسا تجاه القضية "كلنا فداء لرسولنا صلى الله عليه وسلم بل ندفع الغالي والنفيس من أجل الدفاع عنه عليه الصلاة والسلام، وما فعلناه هو أقل واجب نفعله للدفاع عنه عليه السلام، بل هو مقدم على ما نملك من نفس ومال وولد، ولا بد أن يثبت جميع المسلمين أن كل شيء قد يتجاوز عنه الشخص إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
من جانبه، أصدر مستثمر سعودي عدة قرارات صارمة تتعلق بوقف كافة التعاملات الخاصة بالمجموعة التي يترأس مجلس إدارتها مع كل من الدنمارك والنرويج , احتجاجا على ما تم نشره من هجمة عنصرية بغيضة ضد الإسلام والمسلمين.
ووجه الدكتور هلال بن حسين الطويرقي رئيس مجلس إدارة شركات الطويرقي للحديد والصلب في تعميم مهم وعاجل تلقت "الاقتصادية" نسخة منه, بوقف التعامل بكافة أشكاله مع كل من الدنمارك والنرويج ووقف استيراد احتياجات كافة الشركات مهما وصلت الإغراءات المتعلقة بالسعر والجودة والتسهيلات من الدول المذكورة.
كما تم إلغاء جميع التعاقدات التي تمت ترسيتها على أي جهة في الدنمارك أو النرويج واستبدالها بالتعاقد مع جهات أخرى, وتم إخطار المصانع والشركات هناك بأن أسباب اتخاذ هذه الإجراءات احتجاجا على التطاول على رسول الله, مع إشعارهم بوقف التعامل معهم مستقبلا وعدم تلبية أي دعوة وإلغاء كافة الاتفاقيات ما لم يتم تصحيح المسببات.
وأبلغ الدكتور الطويرقي خلال تعميمه أعضاء مجلس الإدارة المديرين التنفيذيين بالتوقف الفوري عن التعامل مع كل من يسيء إلى الدين الحنيف والرسول الكريم تحت أي ذريعة, وشدد على أن التعاون معهم يعد من الممنوعات التي قد تؤدي إلى الاستغناء عن خدمات من يخالف هذه التعلميات مهما كان.
من جهته، أكدت "ثلاجات المنجم" أن قرارها بوقف استيراد البضائع الدنماركية الذي كانت قد اتخذته في وقت مبكر احتجاجاً على ما تناولته الصحافة الدنماركية من رسومات كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، سيبقى سارياً إلى حين صدور موقف رسمي دنماركي واضح يرد على تلك التجاوزات التي تحث على العنصرية والكراهية للإسلام والمسلمين.
وكانت "ثلاجات المنجم" إحدى كبريات شركات استيراد المواد الغذائية في السعودية قد اتخذت منذ صدور الرسومات الكاريكاتيرية التي تعرّضت لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، قراراً حاسماً يقضي بوقف استيراد البضائع الدنماركية، بل طالبت مصدري المنتجات والبضائع الدنماركية إلى ضرورة الضغط على حكومتهم للاعتذار رسمياً عن تلك الإساءات المتعمدة والتي لا يمكن قبولها تحت أي ذريعة أو اسم، واتخاذ إجراءات حاسمة تجاه كل من يحاول النيل من شخص رسول الله عليه السلام.
وأكد صالح المنجم نائب المدير العام أن حجم البضائع الدنماركية يقل عن نسبة 10 في المائة من حجم تجارة الشركة، وأن قرار الشركة بوقف استيراد أو التعامل مع الشركات الدنماركية سيستمر إلى حين صدور ردٍ ملائم من قبل الدنمارك على تلك التجاوزات غير المسبوقة.
وقال المنجم إن شركة "أرلا" وهي من كبار مصدري البضائع الدنماركية تبذل جهوداً مكثفة للضغط على الجهات المعنية في الدنمارك لاتخاذ ما هو لازم تجاه الصحف التي تناولت الرسومات الجارحة لشخص النبي محمد، والتي لا تنسجم إطلاقاً مع مبادئ حرية التعبير والفكر، التي تنص أساساً على احترام معتقدات الآخرين وعدم المسّ أو التجريح بها.
إلى ذلك، ناشدت رابطة العالم الإسلامي الأمم المتحدة بإصدار قوانين تجرم المؤسسات والأفراد ووسائل الإعلام التي تسيء إلى رسالات الله وأنبيائه، وطالبت الهيئات الدولية بتطبيق نصوص القانون الدولي الذي يمنع التطاول على الأنبياء.
وكشف الدكتور عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أن الرابطة تطالب باسم الشعوب والمنظمات الإسلامية كوفي عنان الأمين العام للأمانة العامة لهيئة الأمم المتحدة بمتابعة الحملات الإعلامية التي انحرفت عن الأخلاق الإنسانية وتجاهلت القانون الدولي في عدوانها على الإسلام وعلى حامل رسالة الخير والمحبة والرحمة والعدل والسلام، والاتصال العاجل بحكومات البلدان التي أساءت وسائل الإعلام فيها ومطالبتها بمنع الوسائل الإعلامية المسيئة من الاستمرار في شن حملاتها على الإسلام ورسوله وتشويه مبادئه وإلصاق التهم به ومن أشنعها تهمة الإرهاب الذي كان الإسلام أول من حاربه وعالج أسبابه.
وأضاف التركي أن رابطة العالم الإسلامي تطالب هيئة الأمم المتحدة وفي مقدمتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية (اليونسكو) بسعي إيجابي وفاعل لمنع الحملات الإعلامية على الإسلام ومطالبة حكومتي الدنمارك والنرويج بضمانات أكيدة لمنع تكرار الإساءة في وسائل إعلام البلدين إلى الإسلام، وحمل أصحاب الصحف التي نشرت الإساءات على تقديم الاعتذار الصريح للمسلمين والتعهد بعدم تكرار ذلك في المستقبل وذلك لما تثيره من الكراهية والتمييز ضد الشعوب الإسلامية وهيئة الأمم المتحدة تحرص على عدم حدوثه لأنه يشعل فتيل الصراع بين الحضارات وبين اتباع الديانات المختلفة.
إلى ذلك، أكدت لـ "الاقتصادية" مصادر تعمل في شركات كبرى لإنتاج الألبان الطازجة ومشتقاتها عن توقعاتها لتوجه المستهلكين للبحث عن المنتجات المحلية من الأجبان البيضاء والزبدة في ظل العزوف عن شراء المنتج المستورد من الدنمارك عقب وقف التعامل معها من قبل عدد من المؤسسات والشركات التجارية التي تبيع المواد الاستهلاكية في منافذها.
وتوقعت المصادر أن يزيد الطلب المتوقع على الإنتاج المحلي من الجبنة البيضاء والزبدة خلال المرحلة المقبلة وربما يستمر، مما يعني توجه شركات الألبان نحو إعادة استراتيجية خطوط الإنتاج في مصانعها لرفع معدل إنتاج الأجبان والزبدة بكميات كبيرة طوال العام، إضافة إلى زيادة الطلب على الحليب الطازج وطويل الأجل بدلا من الحليب البودرة المستورد، وفيما رأت شركات فرصة استثمار الوضع الحالي لرفع الكميات المنتجة من الزبدة والحليب الخام، رفضت مصادر أخرى إمكانية استثمار الوضع الحالي نحو زيادة إنتاج الزبدة والجبنة البيضاء رغم أن منتجات الألبان والحليب الطازج وطويل الأجل والأجبان الوطنية تغطي نحو 60 في المائة من أسواق المملكة، معيدة السبب إلى تعذر توفير كميات كبيرة من الحليب الخام التي من خلالها يمكن إنتاج كميات من الزبدة والجبن الأبيض، رغم إمكانية ذلك في فصل الشتاء ولكن بشكل محدود أيضا.
وعادت المصادر الرافضة لإمكانية رفع الإنتاج لتغطية أي عجز متوقع في الزبدة والجبن البيضاء إلى وجود مصادر أخرى مثل أستراليا، هولندا، فرنسا، يمكن من خلالها سد أي نقص متوقع في ظل استمرار منع التعامل مع المنتجات الدنماركية في الأسواق التي تبيع المواد الاستهلاكية، مستدركة أن الوضع الحالي سيسهم بدون شك في إعادة النظر في الإنتاج الطازج في الحليب بديلا للحليب البودرة وهذا سينعكس نحو زيادة استهلاك المنتج المحلي من الحليب الطازج ورفع معدل الإنتاج.
المفضلات