يقفن بشموخ في مهرجان الزهور والحدائق الحادي عشر بينبع الصناعية بحديقة المناسبات، الذي افتُتح 14 مارس، ويستمر 26 يومًا، وفي عيونهن تقرأ فرحة الانتصار للذات، وتحقيق الأهداف في مشروعهن التجاري الصغير الذي يقارعن به المنتجات المستوردة من مختلف أنواع الصابون، ويبعن القطعة بثلاثين ريالاً، ومع ذلك نجحن في جذب الزبائن ولفت الأنظار بمنتجات طبيعية آمنة من صنع أيديهن.
ضربت عزة الجهني ورفيقتها تهاني الحربي أروع الأمثلة والنماذج المشرّفة للفتيات السعوديات في اقتحام سوق العمل بأفكار، أصبحت تدر لهن الكثير من الأموال التي أغنتهن عن السعي وراء أي وظيفة.
تقول عزة: لم نكمل دراستنا الجامعية، لكننا توجهنا للسوق قبل ثلاث سنوات فقط. كنا نبيع الأطعمة والصابون في المهرجانات التي نشارك فيها في المدينة المنورة، ووجدنا الإقبال أكثر على منتجات الصابون؛ فاستخدمنا مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا "انستقرام" في التسويق لمنتجاتنا من الصابون. وبفضل الله وجدنا إقبالاً رائعًا، وشجعنا الطلب المتزايد على الصابون على التخصص فيه، والتركيز على المنتجات الطبيعية التي وجدت رواجًا كبيرًا واهتمامًا من مختلف أفراد المجتمع، خاصة أن الصابون طبيعي وآمن على الجلد والبشرة.
وأضافت: نصنع الصابون من زيت الزيتون وبعض المواد الطبيعية الأخرى، التي تمنح الجسم النعومة دون أي آثار سلبية أخرى تؤثر عليه. مضيفة بأن معظم الزبائن الذين يشترون منا يعودون مرة أخرى لشراء كميات كبيرة منه، والحمد لله بعنا أكثر من 3000 قطعة صابون بقيمة 45 ألف ريال، وكان مهرجان الزهور له فضل كبير علينا - بعد الله - في هذا النجاح الذي لم نحققه في مهرجان الجنادرية وغيره من المهرجانات التي شاركنا فيها.
وقالت تهاني: المنتجات الطبيعية للصابون أكثر أمانًا وإقبالاً من الناس، وهي محدودة؛ إذ تعمل شركتان فقط تقريبًا في هذا المجال، واقتحامنا التصنيع المنزلي حفزنا لبذل المزيد من الجهد، وقريبًا سنفتتح محلاً لنا في المدينة لبيع الصابون، وندعو الفتيات للتفكير في اقتحام السوق بأي فكرة؛ فالسوق واعد، ويتقبل أي فكرة جديدة.
وأكدت قدرتهن على تحدي المستورد، الذي يقل سعره بكثير عن سعر الطبيعي، إلا "أننا نلحظ إقبال الناس على الطبيعي، على الرغم من أن قيمة الواحدة منه قد تشتري دستة كاملة من الصابون المستورد أيًّا كان نوعه". وقدمت شكرها للجنة التنظيمية للمهرجان "لدعمها الأسر المنتجة، وتخصيص مواقع لهم مجانية، إضافة لتعاملهم الراقي جدًّا معنا.. وحقيقة، لم أكن أتوقع أن نجد هذا الاهتمام من قبل اللجنة المنظمة؛ وذلك لما نشاهده في المهرجانات من اهتمام أكبر بالشركات، إلا أن هذا المهرجان غيَّر مفهومنا في أول مرة نشارك فيها، وسنشارك مرارًا وتكرارًا".
وأضافت: أخذت عنوان الانستقرام المعروض في المحل، وفوجئت عندما دخلت الصفحة بكل الأصناف معروضة ومصورة بشكل احترافي، يعكس رؤية تجارية وترويجية مذهلة لهؤلاء الفتيات اللاتي يؤكدن أن سوق العمل متاح لأي صنعة وحرفة.
وأوضح رئيس مهرجان الزهور والحدائق، المهندس صالح الزهراني، أن التسجيل الإلكتروني للراغبات من الأسر المنتجة مفتوح للمشاركة في المهرجان "وهذا توجُّه الهيئة الملكية بينبع الصناعية بدعم الأسر المنتجة، وتشجيعهم بإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المهرجان، وتطوير أعمالهم ومنتجاتهم دعمًا منا لهذه الشريحة الغالية في مجتمعنا، ولتشجيع الشباب والشابات على العمل، وتنفيذ مشروعاتهم الصغيرة وتطويرها".
المفضلات