نفى موظفون تأثير شهر رمضان على العمل أو الإنتاجية، لافتين إلى أن العمل فى رمضان له مذاقه الخاص لا يختلف عن بقية الشهور، كما يعتقد البعض، فيقول بهاء المقيد موظف حكومي:
إن نمط الحياة الاجتماعية والعملية تتغير في شهر رمضان بشكل عام فسلوكيات الأفراد والجماعات تكون أقل إنتاجًا وتؤثر سلبًا على مسارات العمل وأنشطته اليومية نتيجة الصيام والنوم متأخرًا على غير العادة، مما يكون فيه إعياء وإجهاد للموظف في إنجاز مهامه الوظيفية.
قلة الإنتاجية
الموظف أحمد الحربي يقول: إن العمل هو العمل ولا يختلف حسب الأشهر أو الفصول، التي يمر بها
وأضاف: إن على الموظف أن يعمل مهما كانت ظروفه وفي حال كان الموظف مهملا بطبعه ولا يرغب في العمل فإن ذلك لن يكون بشهر رمضان، بل سيتبعه الكسل والإهمال في العمل كامل السنة، وأشار إلى أن الموظف يمكن أن تقل إنتاجيته حسب طبيعة عمله، وأما بالنسبة للموظفين الذين يعملون داخل المكاتب والذين يتوافر لهم مستوى معينًا من الرفاهية فليس لشهر رمضان أو الصيام تغيير على مسيرة عملهم في المغاير فإن العمال الذين يعملون في المساحات المفتوحة، وتحت أشعة الشمس هم من يعانون أكثر من العمل، وقد تتغير إنتاجيتهم بالفعل مع تجمع ظروف الطقس والصيام في الوقت نفسه.
رمضان والكسل
فهد الرفاعي، مواطن، يقول إنه ينبغي أن نمحي العلاقة بين شهر رمضان المبارك والخمول وتدني الإنتاج والكسل، لما يتميز به هذا الشهر الكريم من فضل كبير وعظيم ينتظرها كل مسلم في كل عام، وأفضل دلالة على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم سيد الشهور شهر رمضان، فالواجب على المسلم عدم قبول مثل هذه العلاقة السلبية المتكونة لدى بعض فئات من الناس.. حيث إن عبادة الصيام التي فرضها الله على المؤمنين من أكبر المحفزات على العمل والإخلاص فيه.
ودليل ذلك أن معظم الغزوات الإسلامية كانت في شهر رمضان، والمؤمن الصائم يسعى إلى قبول صومه من خلال الأعمال، التي يمارسها، وليس بصحيح ما يزعمه بعض الناس أن الصيام يدعو إلى القعود وعدم العمل، بحجة أن الصائم بحاجة إلى الطعام والشراب حتى يستمر في عمله، ولقد شرع الله السحور من أجل أن يتقوى المسلم به على عمل اليوم، وليس له أن يتوانى عن أداء المهام الموكولة إليه بمثل هذه الحجج الواهية.
اضطرابات سلوكية
فيصل الميلبي موظف يقول: إن تغيّر الظروف المحيطة بالإنسان؛ تؤدي إلى حدوث بعض الاضطرابات السلوكية التي يصاحبها انفعال مع عدم القدرة على التركيز والانتباه، ويتمثل التغير في العادات والتقاليد، وتغير نظام تناول الطعام، وحدوث اختلاف في ترتيب اليوم، إلى جانب الأزمات المادية وغيرها؛ مما يساعد على حالة من عدم الاستقرار.. وأضاف قد يزلف اللسان بما لا يتقبل أو تحدث حالة من اللامبالاة أو الانفعال الشديد لأتفه الأسباب، وقد يصل الأمر إلى شجار أو مناقشات غير حميدة، وهذا يصاحب الشخصية غير المستقرة والانفعالية وغير المتماسكة؛ فيسقط ما عنده على الشهر الكريم في حين أن شهر رمضان فرصة لاكتساب الذات من الاعتلال.
الغضب والانفعال
وأضاف أن بعض الدوائر الحكومة نجد أن الموظفين لا يتحملون أي كلام أو توجيه، وكأن ثائرة الغضب تحف غليهم، وهذه الظاهرة ليست مصدرها الصيام وليست من توابع الصيام ومن يحمل الصيام بمثل هذه الأعمال هو مخطئ.. ولكن الحقيقة المنطقية أن هناك لدى البعض قصورًا في فهم حقيقة الصيام وعدم التمكن من الفهم الصحيح لجوهره
المفضلات