اهلا بحبيبنا وأديبنا المميز الشاعر / مصطفى زقزوق
وهذه نبذة عن الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر المكي (مصطفى زقزوق)
اختصرها من موقع الاثنينية تتضمن التقديم الذي سطره صاحب الاثنينية الأديب الكبير / عبد المقصود خوجة
إذ يقول فيه:
هذه إبداعات قلم تنبعث إشراقاته من أرض النور، ويشع ألقه من مهبط الوحي وموئل ((اقرأ))، فالشاعر مصطفى زقزوق يتميز برقة الحاشية، ورهافة الإحساس، وأناقة الصور المنتقاة من واقع الحياة.. يثري وجداننا بقصائده التي تذوب جمالاً وروعة حتى تكاد تلامس شغاف القلب، ولا عجب فمصدرها صادق الإحساس، موفور المشاعر، غزير المعاني.
ومع أن شاعرنا مصطفى زقزوق، لا يحمل الشهادات الأكاديمية الرفيعة، ولم يطرق أبواب المعاهد العليا، ولم يغادر مكة لطلب العلم ـ أو كما يقول عبد المقصود خوجه ـ إلا أنه نشأ على الفطرة السليمة، وتشرب حب اللغة العربية من حصاوي الحرم المكي الشريف، حيث التصق جسمه بأديمه الطيب، واختلطت روحه بذرات ترابه الزكي، وتنفس عشق الكلمة باكراً مع أنفاس علمائه الأفاضل.نعم.. إن الأحاسيس الذاتية التي اكتنفت بعض نتاج شاعرنا الكبير لم تفرغ مضامينه أبداً من انتمائها الوطني وتأثره بالأحداث التي تدور حوله، فقد وظف بعض شعره لتناول جوانب وطنية وإقليمية أثارت فيه نزعات وطموحات مشروعة نحو غد أفضل، فجاء صوته منسجماً مع الحس الإسلامي الذي ينشد الوسطية، والتسامح، والتسامي فوق الصغائر والدنايا.وإن كان ـ شاعرنا مصطفى زقزوق ـ مقلاً في نتاجه الإبداعي، فإن الذي يشفع له الجودة والمهارة الفنية، فليست المسألة بالكم أو بالعدد، إنما بالكيفية ومدى التأثير الذي تتركه لدى المتلقي، فكم من الشعراء الفحول الذين لم يتركوا لنا سوى قصائد معدودة، بل إن هناك شاعر ((القصيدة اليتيمة))، فلم يخرجه من دائرة الشعر قلة نتاجه، بل صارت قصيدته علماً عليه وسط قبيلة الشعراء.وإن المتأمل في شاعرية مصطفى زقزوق يلمح من أول وهلة خشوع الألفاظ، وأنين القوافي، وجراح المعاني التي تقطر دماً، والتي تسيل على ضفاف أشعاره، فكثيراً من عناوين قصائده حملت هذه المعاني مثل: معاناة مزهرة، عتاب، في زحام الاضطراب، ويئن في جفن الصباح، ويعيد تذكار الجراح، أواه للماضي الأليم، يا قصة العمر السقيم، فعلى ضلوعي ألف جرح، وعلى جبين الوهن آثار حزينة، وعلى خطوط الصمت أصناف الدموع المستكينة، وتذكري صمتي المنون، نزف الجراح، صرخة القدس، مواجع الروح، حيرة الصمت، وجدان مرتعش، قبل موتي، وغيرها من المصطلحات والألفاظ التي تحمل الكثير من المعاني ذات الألم الحزين.. فلربما يرجع ذلك إلى طفولة شاعرنا القاسية التي عانى فيها ألواناً شتى من المعاناة صارت ذكريات بعيدة، وتركت بدورها بصماتها على خريطته الشعرية، ونقشت دماء حروفها على صخرته الإبداعية التي يمكنها الصمود في وجه طوفان المذاهب الأدبية الوافدة، والمدارس الشعرية الشاذة التي ملأت الأرض صخباً وضجيجاً، حتى أننا ما عدنا نميّز بين الشعر والنثر، أو بين الشعراء والمتشاعرين في هذا الزمان!.
المفضلات