رحلتنا من ينبع إلى العلا ومدائن صالح خلال ثلاثة أيام
نحن مجموعة من الأصدقاء والزملاء عددنا 12 فردا غادرنا ينبع صباح الأربعاء 1/ جمادى الآخرة/1432هـ في سيارتين وكانت وجهتنا زيارة محافظة العلا ؛ وذلك بالترتيب والتنسيق وفي ضيافة الأخ العزيز / أحمد النجدي الذي هو أصلا من أهل العلا ، وقد غمرنا هو وإخوانه وأقاربه بكرمهم وحسن استقبالهم ورافقونا في كل مراحل الزيارة لحظة بلحظة ،، كان الهدف من الزيارة التعرف على آثار العلا وبالأخص آثار منطقة ( الحجر) أو ما يعرف حاليا (بمدائن صالح ) التي تبعد عن المحافظة في حدود20 كم شمالا ،، والهدف من طرح هذا الموضوع هنا في المجالس إعطاء فكرة وتعريف بهذه المنطقة العزيزة وزيادة معلومات لمن يريد زيارتها مستقبلا ..
المسافة من ينبع إلى العلا 352كم بحسب عداد السيارة وكنا حريصين على معرفة المسافة حيث أننا شككنا في لوحة وضعت عند مخرج ينبع شرقا تقول إن المسافة 452كم ،..الطريق بطبيعة الحال يمر بينبع النخل ومنها إلى مدخل العيص ثم ينحرف شرقا مرورا بالقراصة والمربع والبديـّع وسليلة جهينة وغيرها من القرى ثم يأتي مفرق الطريق الزراعي الواصل بين المدينة والعلا ومنه إما إلى المدينة وإما شمالا إلى قرية الجديدة فالعلا ..وإلى هذا الحد نكون قد قطعنا مسافة 222 كم من ينبع البحر لهذا المفرق
ومن نهاية قرية الجديدة يتحسن الخط الزراعي حيث يبقى عن العلا130كم ، وبالمناسبة يمكن الوصول للعلا بعدة طرق غير هذا الطريق ومنها المدينة العلا 320كم مرورا بخيبر وهو الطريق القديم ، أو المدينة العلا مرورا بالمليليح وشجوى 280 كم أو الوجه العلا 200كم ، أو حائل العلا حوالي400 كم ، وقريبا ستصلها وصلة من الطريق السريع المدينة تبوك ..وعما قريب سيتم افتتاح مطار العلا مما يسهل على الزائرين عناء ومشقة هذه الطرق وحوادثها وكثرة ما يرتع فيها من الجمال السائبة ..
وعند دخولنا لأحضان وادي القرى ومن ثم عروس الجبال( العلا ) كما يطلقون عليها ؛؛ ومع أنفاس طلع النخيل الذي تظهر عذوقه بين سعفات الجريد ويلوح اخضراره ينافس أزهار الرمان والليمون والبرتقال والمانجو وكأننا جئنا في الوقت العاجل قبل أن تبدو الثمار وتثمر الأشجار ومع ذلك فقد كان المنظر جميلا والرحلة ماتعة والجو معتدل .. في هذه المنطقة المعروفة بكرم أهلها وترحيبهم بكل زائر .
العلا مدينة زراعية هادئة ومحافظة تابعة لمنطقة المدينة المنورة يجذبك منظر نخيلها الذي يختلط بمنازلها وشوارعها .. وقد توسعت ونشأت بها أحياء ومخططات جديدة.. وأكثر ما يلفت النظر هناك التكتلات الجبلية المتباينة الحجم والمنتشرة، في كل مكان وبعضها يطل على البيوت ويلاصقها فيتأمل الزائر برؤية واجهات بعض زوايا هذه الجبال العملاقة وهذا مما دعاهم بتسمية العلا ( عروس الجبال ) ويطلق على واديها الممتد جنوبا بوادي القرى .
وبعد وصولنا للعلا الساعة الثانية ظهر الأربعاء تناولنا الغداء في منزل مضيفنا أحمد النجدي غير أن مكان الإقامة كان في استراحة مزرعة الأستاذ / أحمد لويفي ـ يحفظه الله ـ في أطراف العلا
مزرعة واستراحة الأستاذ / أحمد لويفي
بعد العصر كان برنامجنا زيارة ( الديرة) وهي منطقة البلدة القديمة التي أعادت تأهيلها الهيئة العامة للسياحة والآثار ، بنيت منازل البلدة القديمة من اللبن والحجارة وتخترقها أزقة ضيقة ومتعرجة وفيها ساحة عـُمل فيها مدرج للاحتفالات خلفيته أحد الجبال ، ويطل على الموقع الحصن أو القلعة وهي على جبل مرتفع وتنسب لفاتح الأندلس التابعي موسى بن نصير وتم ترميم الدرج الذي يوصلك لقمة القلعة ضمن مشروع تأهيل منطقة الديرة بكل محتوياتها الاجتماعية
جولتنا في منطقة العلا القديمة
الأستاذ / أحمد النجدي يشرح لنا مكونات البلدة القديمة
الطنطورة ) أو ( الساعة الشمسية ) التي يتم على ظلها تحديد موعد حصص أصحاب الماء من العيون ، كما يتعرف أيضاً من ظلها على مواعيد دخول مواسم الزراعة .
قلعة موسى بن نصير المطلة على البلدة القديمة
مقبل ـ عواد ـ عقيل //وهكذا تبدو العلا من أعلى قلعة موسى بن نصير
البعض يستريح في منتصف سلم القلعة
ثم ذهبنا شمالا لمشاهدة مجموعة من المناظر الجبلية الغريبة الشكل وهناك كانت الجلسة البرية ممتعة والمناظر جميلة والجو رائع جدا
جبل الفيل كما يسمى بناء على شكله الطبيعي الذي يشبه الفيل
وهذا الفراغ بين جبلين كون هذا الشكل الذي يشبه الشربة أو أتخيلها كأداة لعبة البولينج
جلسة برية في مساحة جميلة بين تشكيلات الجبال
وقبيل الغروب كانت وجهتنا لجبل ( حرة عويرض ) وهي حرة مرتفعة جدا ومنبسطة من أعلاها بمساحة شاسعة ، والطريق إليها مزفت يشبه طريق الهدى بالطائف في تعرجاته .
ومن قمة حرة عويرض كان هذا المنظر الجميل للعلا
المفضلات