رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
الإولى ثمر مريم الثانية سحرة فرعون وبطلان سحرهم مع موسى
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
... لكل إنسان قرين .واعلم بانه لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشئ أو يضروك بشئ لن ينفعوك أو يضروك إلا بماكتبه الله لك سنفرغ لكما أيها الثقلان هما الإنس والجان ماسمع مؤمن منهم أيات سورة الرحمن إلا وقالوا بعد قول الله تعالى( فبأي آلاء ربكما تكذبان) ما بأي من ألاءك ربنا نكذب وهم خلق من خلق الله خلقهم من مارج من نار السموم من قبل أن يخلق الإنس أسكنهم الله الأرض قبل أن يسكنها الإنسان ففسدوا فيها وسفكوا الدماء وهم بالنسبة للإنسان غيب وعالم مخفي عن البشر يستدل على وجودهم بأفعلهم ولايروا يجرون من ابن آدم مجرى الدم في العروق منهم العفريت من الحن إي الشاطر والذي عنده علم من الكتاب أقوى منهم وهم لايعلمون الغيب سخرهم الله لنبيه سليمان عليه السلام يعملون له مايشاء من تماثيل ومحاريب وجفان وقدور لما خر سليمان ميتا وهم مسخرون أمامه مادلهم على موته سوى دابة الأرض تأكل منسأته فلم خر تبينت الجن أن لوكانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
الأولى
عامر بن فهيرة رضى الله عنه
حدثني محمد بن عبد الله وعبد الرحمن بن عبد العزيز ومعمر بن راشد وأفلح بن سعيد وابن أبي سبرة وأبو معشر وعبد الله بن جعفر ، وكل قد حدثني بطائفة من هذا الحديث وبعض القوم كان أوعى له من بعض وغير هؤلاء المسمين وقد جمعت كل الذي حدثوني ، قالوا : قدم عامر بن مالك بن جعفر أبو البراء ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرسين وراحلتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أقبل هدية مشرك فعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد وقال يا محمد إني أرى أمرك هذا أمرا حسنا شريفا ; وقومي خلفي ، فلو أنك بعثت نفرا من أصحابك معي لرجوت أن يجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك ، فإن هم اتبعوك فما أعز أمرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أخاف عليهم أهل نجد . فقال عامر لا تخف عليهم أنا لهم جار أن يعرض لهم أحد من أهل نجد .
وكان من الأنصار سبعون رجلا شببة يسمون القراء كانوا إذا أمسوا أتوا ناحية من المدينة فتدارسوا وصلوا ، حتى إذا كان وجاه الصبح استعذبوا من الماء وحطبوا من الحطب فجاءوا به إلى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أهلوهم يظنون أنهم في المسجد وكان أهل المسجد يظنون أنهم في أهليهم . فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجوا فأصيبوا في بئر معونة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلتهم خمس عشرة ليلة .
وقال أبو سعيد الخدري : كانوا سبعين ويقال إنهم كانوا أربعين ورأيت الثبت على أنهم أربعون . فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم كتابا ، وأمر على أصحابه المنذر بن عمرو الساعدي ، فخرجوا حتى كانوا على بئر معونة ، وهو ماء من مياه بني سليم ، وهو بين أرض بني عامر وبني سليم وكلا البلدين يعد منه .
فحدثني مصعب بن ثابت ، عن أبي الأسود عن عروة قال خرج المنذر بدليل من بني سليم يقال له المطلب فلما نزلوا عليها عسكروا بها وسرحوا ظهرهم وبعثوا في سرحهم الحارث بن الصمة وعمرو بن أمية . وقدموا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل في رجال من بني عامر ، فلما انتهى حرام إليهم لم يقرءوا الكتاب ووثب عامر بن الطفيل على حرام فقتله واستصرخ عليهم بني عامر فأبوا . وقد كان عامر بن مالك أبو براء خرج قبل القوم إلى ناحية نجد فأخبرهم أنه قد أجار أصحاب محمد فلا يعرضوا لهم فقالوا : لن يخفر جوار أبي براء . وأبت عامر أن تنفر مع عامر بن الطفيل ، فلما أبت عليه بنو عامر استصرخ عليهم قبائل من سليم - عصية ورعلا - فنفروا معه ورأسوه فقال عامر بن الطفيل : أحلف بالله ما أقبل هذا وحده فاتبعوا إثره حتى وجدوا القوم قد استبطئوا صاحبهم فأقبلوا في إثره فلقيهم القوم والمنذر معهم فأحاطت بنو عامر بالقوم وكاثروهم فقاتل القوم حتى قتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبقي المنذر بن عمرو ، فقالوا له إن شئت آمناك . فقال لن أعطي بيدي ولن أقبل لكم أمانا حتى آتي مقتل حرام ثم برئ مني جواركم . فآمنوه حتى أتى مصرع حرام ثم برئوا إليه من جوارهم ثم قاتلهم حتى قتل فذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنق ليموت . وأقبل الحارث بن الصمة وعمرو بن أمية بالسرح وقد ارتابا بعكوف الطير على منزلهم أو قريب من منزلهم فجعلا يقولان قتل والله أصحابنا ; والله ما قتل أصحابنا إلا أهل نجد فأوفى على نشز من الأرض فإذا أصحابهم مقتولون وإذا الخيل واقفة فقال الحارث بن الصمة لعمرو بن أمية ما ترى ؟ قال أرى أن ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر .
فقال الحارث ما كنت لأتأخر عن موطن قتل فيه المنذر . فأقبلا للقوم فقاتلهم الحارث حتى قتل منهم اثنين ثم أخذوه فأسروه وأسروا عمرو بن أمية . وقالوا للحارث ما تحب أن نصنع بك ، فإنا لا نحب قتلك ؟ قال أبلغوني مصرع المنذر وحرام ثم برئت مني ذمتكم . قالوا : نفعل . فبلغوا به ثم أرسلوه فقاتلهم فقتل منهم اثنين ثم قتل فما قتلوه حتى شرعوا له الرماح فنظموه فيها . وقال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية وهو أسير في أيديهم ولم يقاتل إنه قد كانت على أمي نسمة فأنت حر عنها وجز ناصيته .
وقال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية هل تعرف أصحابك ؟ قال قلت : نعم . قال فطاف فيهم وجعل يسأله عن أنسابهم فقال هل تفقد منهم عن أحد ؟ قال أفقد مولى لأبي بكر يقال له عامر بن فهيرة . فقال كيف كان فيكم ؟ قال قلت : كان من أفضلنا ومن أول أصحاب نبينا . قال ألا أخبرك خبره ؟ وأشار إلى رجل فقال هذا طعنه برمحه ثم انتزع رمحه فذهب بالرجل علوا في السماء حتى والله ما أراه . قال عمرو ، فقلت : ذلك عامر بن فهيرة وكان الذي قتله رجل من بني كلاب يقال له جبار بن سلمى ، ذكر أنه لما طعنه قال سمعته يقول " فزت والله " . قال فقلت في نفسي : ما قوله " فزت " ؟ قال فأتيت الضحاك بن سفيان الكلابي فأخبرته بما كان وسألته عن قوله " فزت " ، فقال الجنة .
قال وعرض علي الإسلام . قال فأسلمت ، ودعاني إلى الإسلام ما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علوا . قال وكتب الضحاك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بإسلامي وما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين .
فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر بئر معونة ، جاء معها في ليلة واحدة مصابهم ومصاب مرثد بن أبي مرثد ، وبعث محمد بن مسلمة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا عمل أبي براء ، قد كنت لهذا كارها ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلتهم بعد الركعة من الصبح في صبح تلك الليلة التي جاءه الخبر ، فلما قال سمع الله لمن حمده قال اللهم اشدد وطأتك على مضرا ; اللهم عليك ببني لحيان وزعب ورعل وذكوان وعصية ، فإنهم عصوا الله ورسوله اللهم عليك ببني لحيان وعضل والقارة; اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن ابن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله ثم سجد فقال ذلك خمس عشرة ويقال أربعين يوما ، حتى نزلت هذه الآية ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم الآية .
وكان أنس بن مالك يقول يا رب سبعين من الأنصار يوم بئر معونة وكان أبو سعيد الخدري يقول قتلت من الأنصار في مواطن سبعين سبعين - يومأحدسبعون ويوم بئر معونة سبعون ويوم اليمامة سبعون ويوم جسر أبي عبيد سبعون . ولم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى ما وجد على قتلى بئر معونة .
وكان أنس بن مالك يقول أنزل الله فيهم قرآنا قرأناه حتى نسخ ( بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه ) .
قالوا : وأقبل أبو براء سائرا ، وهو شيخ كبير هم ، فبعث من العيص ابن أخيه لبيد بن ربيعة بهدية فرس فرده النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا أقبل هدية مشرك فقال لبيد ما كنت أظن أن أحدا من مضر يرد هدية أبي براء . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو قبلت هدية مشرك لقبلت هدية أبي براء .
قال فإنه قد بعث يستشفيك من وجع به - وكانت به الدبيلة . فتناول النبي صلى الله عليه وسلم جبوبة من الأرض فتفل فيها ، ثم ناوله وقال دفها بماء ثم اسقها إياه . ففعل فبرئ . ويقال إنه بعث إليه بعكة عسلا فلم يزل يلعقها حتى برئ . فكان أبو براء يومئذ سائرا في قومه يريد أرض بلي ، فمر بالعيص فبعث ابنه ربيعة مع لبيد يحملان طعاما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لربيعة ما فعلت ذمة أبيك ؟ قال ربيعة : نقضتها ضربة بسيف أو طعنة برمح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم . فخرج ابن أبي براء فخبر أباه فشق عليه ما فعل عامر بن الطفيل وما صنع بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا حركة به من الكبر والضعف فقال أخفرني ابن أخي من بين بني عامر . وسار حتى كانوا على ماء من مياه بلي يقال له الهدم ، فيركب ربيعة فرسا له ويلحق عامرا وهو على جمل له فطعنه بالرمح فأخطأ مقاتله . وتصايح الناس فقال عامر بن الطفيل : إنها لم تضرني إنها لم تضرني وقال قضيت ذمة أبي براء . وقال عامر بن الطفيل : قد عفوت عن عمي ، هذا فعله وقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهد بني عامر واطلب خفرتي من عامر بن الطفيل .
وأقبل عمرو بن أمية حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سار على رجليه أربعا ; فلما كان بصدور قناة لقي رجلين من بني كلاب ، قد كانا قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكساهما ، ولهما منه أمان . ولم يعلم بذلك عمرو ، فقايلهما فلما ناما وثب عليهما فقتلهما للذي أصابت بنو عامر من أصحاب بئر معونة . ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقتل أصحاب بئر معونة ، فقال أنت من بينهم ويقال إن سعد بن أبي وقاص رجع مع عمرو بن أمية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بعثتك قط إلا رجعت إلي من بين أصحابك ويقال إنه لم يكن معهم ولم يكن في السرية إلا أنصاري ، وهذا الثبت عندنا . وأخبر عمرو النبي صلى الله عليه وسلم بمقتل العامريين فقال بئس ما صنعت ، قتلت رجلين كان لهما مني أمان وجوار لأدينهما فكتب إليه عامر بن الطفيل وبعث نفرا من أصحابه يخبره إن رجلا من أصحابك قتل رجلين من أصحابنا ولهما منك أمان وجوار . فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ديتهما ، دية حرين مسلمين فبعث بها إليهم .
حدثني مصعب عن أبي أسود عن عروة قال حرص المشركون بعروة بن الصلت أن يؤمنوه فأبى - وكان ذا خلة بعامر - مع أن قومه بني سليم حرصوا على ذلك فأبى وقال لا أقبل لكم أمانا ولا أرغب بنفسي عن مصرع أصحابي . وقالوا حين أحيط بهم اللهم إنا لا نجد من يبلغ رسولك السلام غيرك ، فاقرأ عليه السلام - فأخبره جبريل عليه السلام بذلك .
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
المحاولة الأولى
أصحاب الأيكة وعذاب يوم الظلة
عن ابن عباس أيضا وغيره: إن الله تعالى فتح عليهم بابا من أبواب جهنم، وأرسل عليهم هدة وحرا شديدا فأخذ بأنفاسهم، فدخلوا بيوتهم فلم ينفعهم ظل ولا ماء فأنضجهم الحر، فخرجوا هربا إلى البرية، فبعث الله عز وجل سحابة فأظلتهم فوجدوا لها بردا وروحا وريحا طيبة، فنادى بعضهم بعضا، فلما اجتمعوا تحت السحابة ألهبها الله تعالى عليهم نارا، ورجفت بهم الأرض، فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى، فصاروا رمادا؛ فذلك قوله: "فأصبحوا في ديارهم جاثمين. كأن لم يغنوا فيها" [هود: 68] وقوله: "فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم".
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
1- المصلي الخاشع إذا سجد زالت همومه ( أرحنا بها يا بلال)
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
الثالثة
قصة المتألي على الله
عن جندب بن عبد الله البلجي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدث " أن رجلا قال : و الله لا يغفر الله لفلان ، و أن الله تعالى قال : من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ، فإني قد غفرت لفلان و أحبطت عملك "
أخرجه مسلم
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
2- السيل وما يحمله قال تعالى ( أما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى
المحاولة الأولى
أصحاب الأيكة وعذاب يوم الظلة
عن ابن عباس أيضا وغيره: إن الله تعالى فتح عليهم بابا من أبواب جهنم، وأرسل عليهم هدة وحرا شديدا فأخذ بأنفاسهم، فدخلوا بيوتهم فلم ينفعهم ظل ولا ماء فأنضجهم الحر، فخرجوا هربا إلى البرية، فبعث الله عز وجل سحابة فأظلتهم فوجدوا لها بردا وروحا وريحا طيبة، فنادى بعضهم بعضا، فلما اجتمعوا تحت السحابة ألهبها الله تعالى عليهم نارا، ورجفت بهم الأرض، فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى، فصاروا رمادا؛ فذلك قوله: "فأصبحوا في ديارهم جاثمين. كأن لم يغنوا فيها" [هود: 68] وقوله: "فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم".
رمية في غاية الروعة 00اتمنى لها التوفيق
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
المحاولة الثانية
كان الله عز وجل قد وعد رسوله وهو صادق الوعد أنه إذا فتح مكة ، دخل الناس في دينه أفواجا ، ودانت له العرب بأسرها ، فلما تم له الفتح المبين اقتضت حكمته تعالى أن أمسك قلوب هوازن ومن تبعها عن الإسلام وأن يجمعوا ويتألبوا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ليظهر أمر الله وتمام إعزازه لرسوله ونصره لدينه ولتكون غنائمهم شكرانا لأهل الفتح وليظهر الله - سبحانه - رسوله وعباده وقهره لهذه الشوكة العظيمة التي لم يلق المسلمون مثلها ، فلا يقاومهم بعد أحد من العرب ، ولغير ذلك من الحكم الباهرة التي تلوح للمتأملين وتبدو للمتوسمين .
واقتضت حكمته سبحانه أن أذاق المسلمين أولا مرارة الهزيمة والكسرة مع كثرة عددهم وعددهم وقوة شوكتهم ليطامن رءوسا رفعت بالفتح ولم تدخل بلده وحرمه كما دخله رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا رأسه منحنيا على فرسه حتى إن ذقنه تكاد تمس سرجه تواضعا لربه وخضوعا لعظمته واستكانة لعزته أن أحل له حرمه وبلده ولم يحل لأحد قبله ولا لأحد بعده وليبين سبحانه لمن قال لن نغلب اليوم عن قلة أن النصر إنما هو من عنده وأنه من ينصره فلا غالب له ومن يخذله فلا ناصر له غيره وأنه سبحانه هو الذي تولى نصر رسوله ودينه لا كثرتكم التي أعجبتكم فإنها لم تغن عنكم شيئا ، فوليتم مدبرين فلما انكسرت قلوبهم أرسلت إليها خلع الجبر مع بريد النصر ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وقد اقتضت حكمته أن خلع النصر وجوائزه إنما تفيض على أهل الانكسار ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
الرمعة الاولى ... داود عليه السلام والخصمان .
قال تعالى :{ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ.. ))
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
المحاولة الثانية
ساعة العسرة في غزوة تبوك
عن ابن عباس. أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثنا من شأن ساعة العسرة. فقال "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلا فأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستقطع، حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا. فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأهطلت، ثم سكبت فملأوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر".
الدر المنثور في التفسير بالمأثور. الإصدار 1,38 للإمام جلال الدين السيوطي
رد: غبوة الليلة السادسة عشرة من رمضان 1430( غبوة السوبر ) لمحمد جميل الريفي
الرمعة الأولى : قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً) [ الإسراء: 56] يقول الزمخشري: "أي : ادعوهم فهم لا يستطيعون أن يكشفوا عنكم الضر من مرض أو فقر أو عذاب". ([5])
ويقول الإمام البغوي: " ذلك أن المشركين أصابهم قحط شديد حتى أكلوا الكلاب والجيف، فاستغاثوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو لهم." ([6])
وسبب النزول الذي ذكره البغوي ذكره كذلك القرطبي : " لما ابتليت قريش بالقحط وشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية: أي ادعوا الذين تعبدون من دون الله وزعمتم أنهم آلة".(