-
من بديع ماقيل في العتاب
[poet font="Simplified Arabic,4,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أقلل عتابك فالبقاء قليلُ=والدهر يعدل تارة ً ويميلُ
لم أبك من زمن ذممت صُروفهُ=إلا بكيتُ عليه حين يزولُ
ولكل نائبةٍ ألمَّتْ مُدّةٌ=ولكل حالٍ أقبلتْ تحْويلُ
ولعل أيام الحياةقليلةٌ=فعَلامَ يكثر عَتْبُنَا ويطُولُ
[/poet]
الأهدل
-
اخى الفاضل ..
عندما انشأت هذا الموضوع ( بستان الشعر )
قلت فى التقديم له :
الأخوة والأخوات
دعونا نجلب الأشجار الوارفة , والنخيل المفارق ارض التصحر .
دعونا نجلب زهرات السوسن وضحكات الياسمين ودموع البنفسج
لنصنع بستانا ظليلا من الشعر العربي
لنصعد سويا الروابى ونمرح
ولنقبع عند الغروب ونبكى
ولنطلق العصافير الملونة بين الأغصان
نعالوا نخلق واحة
دعوة لاختيار اجمل ماقرأنا واحب ماقرأنا
لا تتركونى زهرة وحيدة
فلنطلق الأريج .. نعم فلنطلق الأريج .
------------------------------------
فما رأيك لكيلا يتضخم الموضوع بالمناقشات المختلفة والمتنوعة ان تنشئ موضوعا باسمك.. مثلا (نظرات فى الشعر العربي ) أو اي عنوان تختاره ليختص بالمناقشات النظرية , ولندع البستان لنماذج الشعر ؟
هل توافق ؟
تقبل تحياتى ..
اخى صالح .. احييك
-
رسالة الرجل الصغير
بلند الحيدرى
وأمسِ يا أماه
مررتُ قرب دارنا
وكدت أن أُقتل قرب دارنا
ولم أخف
وما ارتجف
صغيرُك الصغيرُ يا أماه
لأننى عرفت ان الموت قرب دارنا حياة
لا تضحكى
كونى ولو لمرةٍ
امى كما اريدها أن تكون
تبصر فى عينيّ ظل والدى الكبير
وقلبه الحنون
وصوته الجهير
فلم أعد _ والله _ مذ مررت قرب دارنا
صغيرك الصغير
لأننى عرفت أن الموت يا أماه
عرفت أن الموت قرب دارنا حياة
لاتيكى يا أماه
كونى ولو لمرةٍ
أمى كما اريدها أن تكون
اكبر من حالمة
تخاف ان يُقتل قرب دارها
صغيرها الصغير
تخاف أن يصلب فى السجون
صغيرها الصغير
تخاف أن احمل فى عيني ظل والدى الكبير
تخاف أن اصير
اكبرَِ من صغيرها الصغير
لا تضحكى
لا تبكى يا أماه
فأمس قرب دارنا عرفت ان الموت لايخيف كالحياة
ولم يخف
وما ارتجف
صغيرك الصغير
لأننى حملت فى عينيّ ظل والدى الكبير
-
الحب .. حد السيف
محمدابراهيم ابوسنة
رأيت فى المنام
حبيبتى هتيكة الأزار
تجرها خيول قيصرٌ صغير
وتلمع السيوف فوق رأسها
انا الذى اجن لو يبتل شعرها
بغير ماء الورد
رأيتها تساق فى الإماء
مهانة كسيرة الجناح
بكيت عند صانع الأسرار
عسى الرقى تصونها
لكن نظرة احتقار
من عينه التى تشق باطن الأحجار
تلف حول جسمى السياط
يقول لى :
كذبت ؛ لاتحبها
الحب لايعيش بالصلاة
الحب لحظة اختيار
وأن تمر عاريا
من فوق حد السيف
أن تسقط الأمطار فى نهار الصيف
أن تشعل الكواكب الزرقاء
بنار شوقك العظيم
أن تبنى المدن
على سواعد الأمواج
أن تحكم اليدين
على إناء السم فى الشباب
وتوقف العواصف الرعناء
على جناح زهرة حمراء
أن تدفع الحياة
لقاء نظرة الى الحبيب
الحب ليس مخدعا
ولا إناء طيب
ولامنصة تقال فوقها القصائد الحزينة الخضراء
قد تدفن الأبناء فى سبيله
وترحل العيون من وجوهنا
وتذبل الأعضاء
قد نهجر المخادع الكسولة الأضواء
والنوم فى الأريكة الحمراء
من اجل ان تبتل بالندى
شفاهه
الحب لايذوق طعمه
نزيل سجن الخوف
الحب فى السلام وردةٌ
وفى الحروب حد سيف
-
غزل بوليسي
احمد مطر
شِعـرُكَ هذا .. شِعْـرٌ أَعـوَرْ !
ليسَ يرى إلاّ ما يُحـذَرْ :
فَهُنـا مَنفى، وَهُنـا سِجـنٌ
وَهُنـا قَبْـرٌ، وَهُنـا مَنْحَـرْ .
وَهُنَـا قَيْـدٌ، وَهُنـا حَبْـلٌ
وَهُنـا لُغـمٌ، وََهُنـا عَسْكـرْ !
ما هـذا ؟
هَـلْ خَلَـتِ الدُّنيـا
إلاَّ مِـنْ كَـرٍّ يَتكـرَّرْ ؟
خُـذْ نَفَسَـاً ..
إسـألْ عن لَيلـى ..
رُدَّ على دَقَّـةِ مِسكـينٍ
يَسكُـنُ في جانبِكَ الأيسَـرْ .
حتّى الحَـربُ إذا ما تَعِبَتْ
تَضَـعُ المِئـزَرْ !
قَبْلَكَ فرسـانٌ قـد عَدَلـوا
في مـا حَمَلـوا
فَهُنـا أَلَـمٌ .. وهُنـا أَمَـلُ .
خُـذْ مَثَـلاً صاحِبَنا (عَنتَـرْ)
في يُمنـاهُ يئِـنُّ السّـيفُ
وفي يُسـراهُ يُغنّي المِزهَـرْ !
ذاكَ قَضيّتُـهُ لا تُذكَـرْ :
لَـونٌ أسمَـرْ
وَابنَـةُ عَـمٍّ
وأَبٌ قاسٍ .
والحَلُّ يَسـيرٌ .. والعُـدّةُ أيْسَـرْ :
سَـيفٌ بَتّـارٌ
وحِصـانٌ أَبتَـرْ .
أَمّـا مأسـاتي .. فَتَصَــوَّرْ:
قَدَمــايَ على الأَرضِ
وقلـبي
يَتَقَلّـبُ في يـومِ المحشَـرْ !
مَـعَ هـذا .. مثلُكَ لا يُعـذَرْ
لمْ نَطلُـبْ مِنـكَ مُعَلَّقَـةً ..
غازِلْ ليلاكَ بما استَيْـسَرْ
ضَعْـها في حاشِيـةِ الدّفتَـرْ
صِـفْ عَيْنيهـا
صِـفْ شَفَتيهـا
قُـلْ فيهـا بَيتـاً واتركْهـا ..
ماذا تَخسَـرْ ؟
هَـلْ قَلْبُكَ قُـدَّ مِـنَ المَرمَـرْ ؟!
حَسَـناً .. حَسَـناً ..
سَـاُغازِلُها :
عَيْناها .. كظـلامِ المخفَـرْ .
شَفَتاها .. كالشَّمـعِ الأحمـرْ .
نَهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي
قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ .
قامَتُهـا .. كَعَصـا جَـلاّدٍ ،
وَضَفيرتُها .. مِشنَقَـةٌ ،
والحاجِـبُ .. خِنجَـرْ !
لَيْـلايَ هواهـا استعمارٌ
وفـؤادي بَلَـدٌ مُستَعْمَـرْ .
فالوعـدُ لَديْها معـروفٌ
والإنجـازُ لديهـا مُنكَـرْ .
كالحاكِـمِ .. تهجُرني ليـلى .
كالمُخبرِ .. تدهَمُـني ليلا !
كمشـاريـعِ الدّولـةِ تَغفـو
كالأسطـولِ السّادسِ أسهَـرْ .
مالي منها غـيرُ خَيـالٍ
يَتَبَـدّدُ سـاعةَ أن يَظهَـرْ
كشِعـارِ الوحـدةِ .. لا أكثـرْ !
ليلـى غامِضَـةٌ .. كحقـوقي،
وَلَعُـــوبٌ .. كَكِتـابٍ أخضَـرْ !
يكفـي يا شاعِرَنا ..
تُشكَـرْ !
قَلَّبتَ زبالتَنا حـتّى
لمْ يبـقَ لمزبلـةٍ إلاّ
أنْ تخجـلَ مِـنْ هذا المنظَـرْ !
هـل هذا غَـزَلٌ يا أغبَــرْ ؟!
قُلتُ لكـم .
أَعـذَرَ مَـنْ أَنـذَرْ .
هـذا ما عِنـدي ..
عَقْـرَبـةٌ
تُلهمُـني شِعـري .. لا عبقَـرْ!
مُـرٌّ بدمـي طَعْـمُ الدُّنيـا
مُـرٌّ بفَمـي حتّى السُّكّـرْ !
لَسـتُ أرى إلاّ ما يُحـذَرْ .
عَيْنـايَ صـدى ما في نَفْسـي
وبِنَفسـي قَهْـرٌ لا يُقهَـرْ .
كيفَ أُحـرِّرُ ما في نفسـي
وأَنـا نفسـي .. لم أَتحَـرّرْ ؟!
أحمد مطر
-
الشاب الظريف
لاتخف مافعلت بك الأشواق
لا تُـخفِ ما فَعلَتْ بكَ الأشواقُ
واشـرحْ هـواكَ فَـكُلُّنا عُشاقُ
فعسى يُعينُكَ منْ شَكَوْتَ له الهوى
فـي حـمـلِهِ ، فالعاشقونَ رِفاقُ
لا تَـجْـزَعَنَّ ، فلستَ أولَ مُغْرَمٍ
فَـتَـكَتْ بِهِ الوجَناتُ والأحْداقُ
واصـبِرْ على هَجْرِ الحبيبِ فَرُبَّما
عَـادَ الـوِصالُ ولِلهوى أخلاقُ
كـمْ لَـيلةٍ أسْهَرْتُ أحداقي بها
َوجْـداً ولـلأفـكارِ بي إحْداقُ
يـاربِّ قَـدْ بَـعُدَ الذينَ أُحِبُّهُمْ
عـنـي وقـدْ ألِفَ الفِرَاقَ فِراقُ
واسْـودَّ حَـظِّي عِنْدَهُمْ لما سَرَى
فـيـهِ بـنـارِ صَـبَابتي إحراقُ
عُـرْبٌ رأيـتُ أصَحَّ مِيثاقٍ لهم
ألاَّ يَـصِـحَّ لَـدَيـهـمُ مِيثاقُ
وعلى النياقِ ، وفي الأكِلَّةِ مُعْرِضٌ
فـيـهِ نِـفـارٌ دائـمٌ ونِـفاقُ
تـرنـو الـعُيونُ إليه في إطراقِهِ
فـإذا رَنـا فَـلِـكُـلِّها إطراقُ
-
المساء
لشاعر الحب والجمال فى الأدب الفرنسي
لا مارتين
ترجمة العملاق الراحل احمد حسن الزيات
اقبل المساء وهمدت الأصوات
وأنا جالس على الصخور الجرداء
اتابع بنظرى مركبة الليل , وهى تتقدم فى معامى الفضاء ..
لاحت "الزهرة" فى حاشية الأفق
وارسل الكوكب العاشق على الأرض ضوءه الخفيّ
فشعشع تحت قدمي خضرة الروض ..
من دوحة الزان ذات الورق الفينان واللون الأحوى
اسمع اختلاج الأغصان
كما يُسمع خفقان الأشباح بين أجداث الموتى ..
وعلى حين فجأة
انفصل من كوكب الليل شعاع تسلل الى جبهتى الساهمة
ومشى الى عينى الحالمة ..
ايهذا الإنعكاس اللطيف للكرة الملتهبة
ايها الشعاع الباهر
ماذا تبتغى منى ؟
أجئت تحمل الى احشائى المضطربة قبس النور الى نفسى وعينى ؟ ,,
إن قلبى يشتعل فى ضوئك
وشعورى يتملكه مرحٌ مجهول
وفكرى منصرفٌ الى اولئك الذين غاب ظلهم عن الحياة
فهل أنت ايها الضوء اللألاء أرواح اولئك الأحباء ؟ ..
أنا أشعر بأنى أقرب ماأكون اليهم ,
فلعل أرواحهم السعيدة قد لبست صورهم البعيدة
ثم عادت تطوف بهذه الربوع
وتجوس خلال هذه الغيْضة ..
فإذا كنت أيتها الأشعة أشباح الأحبة
فعودى اليّ فى كل مساء
بعيدة عن الغوغاء والضوضاء
لتمتزجى بأفكارى واحلامى
وتنيرى ظلام لياليّ وأيامى ..
أعيدى السلام الى صدرى المضطرب
والحب الى قلبى الملتهب
واسقطى على كبدى كما تسقط انداء الليل على قيظ النهار ولفحة الهاجرة ..
بيد أن ابخرة محزنة تصاعدت من جنبات الأفق
فحجبت ذلك الشعاع اللطيف
ثم غابت هى وهو فى ظلام كثيف
-
قراءة فى كتاب العمدة لابن رشيق
من فنون الشعر – الرثاء
يرى ابن رشيق مع قدامة ان ليس بين الرثاء والمدح فرق الا ان يخلط به شئ يدل علن ان المقصود به ميت .
الا ان الكثير من اروع قصائد الرثاء لاتتصدر بكان ولا تتضمن عدمنا ولا شيئا من هذا القبيل , كقصيدة "أوس" :
ايتها النفس اجملى جزعا *** ان الذى تحذرين قد وقعا
وقصائد الخنساء من مثل :
يذكّرنى طلوع الشمس صخرا *** واذكره لكل غروب شمسِ
وقصيدة المعرّى "
غير مجدٍ فى ملتى واعتقادى *** نوح باكٍ ولا ترنّم شادِ
فالرثاء هو الفن الذى يظهر فيه شعور الشاعر نحو المصاب , وقد يكون هذا الشعور شعور الجزع , أو الحزن , أو الرضا بما وقع والإستسلام له , والنظر فى فلسفة الموت والحياة .
ويرى ابن رشيق ان النساء اشجى الناس قلوبا عند المصاب وأشدهم جزعا عند هلك عزيز . ويعلل هذا بما ركب الله فى طبعهن من الخوَر وضعف العزيمة .
قالوا قتل "ديك الجن" جاريته , لسبب ما . ثم قال يرثيها :
يامهجة جثم الحمام عليها *** وجنى لها ثمر الردى بيديها
روّيتُ من دمها التراب وربما *** روّى الهوى شفتيّّ من شفتيها
حكّمت سيفى فى مجال خناقها *** ومدامعى تجرى على خديها
فوَحق نعليها لما وطئ الحصى *** شئ اعز علي من نعليها
ماكان قتليها لأنى لم أكن *** أخشى اذا سقط الغبار عليها
لكن بخلتُ على الأنام بحسنها *** وانِفتُ من نظر العيون اليها
وينكر النقاد ان تفتتح المرثية بغزل . ولكن يعتذرون عن قصيدة "دريد بن الصمة" فى رثاء اخيه والتى مطلعها "
ارثّ جديد البين من أم معبد *** بعافية واخلفت كل موعدِ
بأن ذلك كان بعد قتل اخيه بسنة وبعد ان اخذ ثأره وادرك طلبته . ومعروف ان "الكميت" كان يتغزل فى مطلع مرثياته .
اما "جليلة بنت مرة" التى قتل اخوها "جساس" زوجها كليبا . فلم تكن تدرى اترثى زوجها المقتول ام شقيقها القاتل , أم ترثى نفسها لوقوعها بين المطرقة والسندان . أم تحاج شقيقة زوجها حين طالبتها بالخروج من ديارهم .. قالت :
با ابنة الأقوام إن لمتِ فلا *** تعجلى باللوم حتى تسألى
فإذا انت تبينت الذى *** يوجب اللوم فلومى واعذلى
ان تكن اخت امرئ ليست على *** جزع منها عليه فافعلى
فعل جساسٍ على ضنى به *** قاطعٌ ظهرى ومدنٍ اجلى
لو بعينٍ فديت عينى سوى *** اختها وانفقأت لم احفلِ
تحمل العين قذى العين كما *** تحمل الأم قذى ما تفتلى
ويرى ابن رشيق ان من اشد الرثاء صعوبة ان يتعرض الشاعر لرثاء طفل أو امرأة , لضيق مجال القول وقلة الصفات . وبرغم ذلك فانه يختار مرثية من عيون المراثى فى الشعر العربي كتيها "محمد بن عيدالملك الزيات" يرثى زوجته ولها اطفال صغار يرون كل الأطفال ولهم امهاتهم ماعداهم .
قال بالغا من حد الإجادة مالم يبلغه احد :
الا من رأى الطفل المفارق امه ***بعيد الكرى عيناه تبتدرانِ
رأى كل ام وابنها - غير امه - *** يبيتان تحت الليل ينتجيانِ
وبات وحيدا فى الفراش تحثّه *** بلابلُ قلبٍ دائم الخفقانِ
فلا تلحيانى ان بكيت فانما *** اداوى بهذا الدمع ماتريانِ
وان مكانا فى الثرى خُط لحدُهُ ***لمن كان فى قلبى بكل مكانِ
احق مكان بالزيارة والهوى *** فهل انتما إن عجتُ منتظرانِ
فهبنى عزمت الصبر عنها لأننى *** جليدٌ , فمن بالصبر لابن ثمانى
ضعيف القوى لايعرف الصبر حسبـــــــــــة , ولا يأتسى بالناس فى الحدثانِ
الا من امنّيه المنى فأعدّهُ *** لعثرة ايامى وصرف زمانى
الا من اذا ماجئت أكرم مجلسى *** وان غبتُ عنه حاطنى ورعانى
فلم أر كالأقدار كيف اصبننى *** ولا مثل هذا الدهر كيف رمانى
-
ياظبية البان
-
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[poet font="Simplified Arabic,4,white,bold,normal" bkcolor="green" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بين إنّ و لنْ أو لمـاذا خطـر=لستُ أدري حروفي لماذا تُجر
لستُ أدري سوى أنني قلتهـا=عندما طيفكم في فؤادي عبر
مثل موج ٍ تهادى وقد ذعذعت=نسمة ٌ عذبة ٌ رقَ منها البحـر
بين جزر ِ الحبيب ومدٍ لنا=اعتقدت بأنـي وأنـتِ القمر
كيف لا ربما لو علمـتِ بنـا=ما تجرأتِ عفواً أعدتِ النظـر
كيف لو أنتِ غصتِ بأعماقنـا=لاكتشفتِ بأني محيـط الـدرر
قد حبانـي الكريـمُ بنعمائـهِ=ما تمناه قلبي فطاب القدر
من أراد العُلى ارتقى سلمـاً=إن ارادت يداه رحيق الزهـر
من يريد المعالي سعى نحوها=طالما قلبهُ زال عنـهُ الخطر
ارتقينـا علونـا وكنـا لها=بين سُحبٍ ركامٍ وهطل المطر
في ظلام ٍ سحيق ٍ ودعني أقل=استطعنا بفضل الذي قد ستـر
أن نطير بها حيثمـا سُيِّـرت=بالعزائم ِ والعلم ِ قطف الثمر
[/poet]
-
ابن زيدون والتنائي
-
قلبى فى الزمن الغابر
احمد سعدالدين ابورحاب
ترتسم الذكرى فوق الجدران المحطومة
امواجا من ظلٍ وشروخ يلسعها الضوء الهابط من قنديل الشارع
عيناك بلا معنى تأتلقان
تلتهمان النار
يبدو الليل غبيا
قردا حبشيا
يرقص فوق قباب الدور
يقبع فى جفن الأطفال , مسوخا فى عين العشاق , ازيزا يحرقه الملح
يبدو الليل قريبا وقصيا
والخطو العائد عبر الظلمة عبثيا
تتعالى ضحكة امرأة عبر الجدران
يغفو الدرب على ثدي امرأة شبحية
ينفخنى الريح شراعا عبر الأيام
عبر الأزمنة الصعبة
ارسم اقدامى فوق بلاط الدرب
يتردد لحنٌ فى غير مكان
يلمس رأس الدرب سريعا .. يتبدد
يتكسّر صوت الأقدام رذاذا فوق صخور مهجورة
تصرخ بومة
فأراك بلا معنى عند النافذة المكسورة
ترتفقين بيأس مجروح الأحلام
تتشابك نظرتك الحرّى
وظلال الدرب العمياء
والذكرى الغافية على الجدران
يبتلع الدرب غنائى الصامت
قلبى فى الزمن الغابر
اسكب نفسى فى الليل رحيقا يلعقه الصمت
يسقط رأسك من نافذة الليل
يتدحرج فوق الشارع
يتردد لحن فى غير مكان
تصرخ بومة
تلهث اشباح الأمس على الجدران
وامرّ يلاحق اقدامى شبح الموت