أخي الأستاذ محمد الجحدلي
كنت قد عزمت على أن أنأى بنفسي عن هذا النقاش وأكتفي بمداخلاتي السابقة بعدما تبين لي أنه قد تحول إلى نقاش بيزنطي لن نخرج منه بفائدة .
ولكني أعود الآن للدفاع عن نفسي في موضعين
الموضع الأول تجاهلك لبعض أدلتي
والموضع الثاني تقويلي ما لم أقله
ولأوضح هذه الجزئية فقط أنقل ما قلته وأرد عليه
أولا
تقول يا أخي الكريم :
- الأخ الفاضل الأستاذ أبو رامي
يرى أن الموطن الأصلي للكسرة ينبع النخل دون تحديد بلدة معينة ودليله على ذلك ارتباط شعر الكسرة بلعبة الرديح
وأنا أوردت دليلا آخر لم تنفه بل أتيت بما يؤيده ، فقد قلت ما يلي إضافة إلى ذلك :
ودليلنا هو انتشار الكسرة في هذه المنطقة وكثرة الشعراء والنقاد وكثافة الحفاظ وسرعة التداول والاهتمام المتواصل وتطوير المعاني وسلامة المباني والروح السائدة للكسرة التي يستطيع أي فرد في ينبع أن يعرف بها الكسرة الينبعية من غيرها
وقلت
إن من يقول الكسرة في المناطق الأخرى ياأخي لا يمكن أن يقاس بمن يقولها في ينبع لا من حيث الكم ولا الكيف ، فثلث أهالي ينبع يقولون الكسرة والبقية يفهمونها إذا قيلت ويحللونها وينتقدونها .. فهل هذا موجود في المناطق الأخرى ، وهذا الحضور ألا يدل على الجذور
وقلت أيضا
أيعقل أن نقول أننا في ينبع نتنفس الكسرة ونعشقها ونقولها ونؤدي بها ألعابنا ونتراسل بها في مناسباتنا ونثري بها منتدياتنا وورثناها عن آبائنا ولكنها ليست لنا ولا نعرف من أين جاءتنا ؟؟
ولكنك لم تناقش كل هذه الاستقراءات بل عمدت إلى تحجيمها فأيدتها من حيث لا تدري عندما قلت أن ذلك بسبب الإعلام فقط .. قلت لك أن الأعلام لو لم يجد عندنا شيئا ذا بال يجعله يغرف من بحر لما ركز علينا رددت عليّ
بالنسبة للأعلام الذي خدم ينبع أقصده به صدور كتب مطبوعة لشعر الكسرة ( دوواين ) من قبل عدد من شعراء ينبع فضلاً على اهتمام صحيفتي المدينة والبلاد في فترات ماضية بتركيز الضوء على شعراء ينبع ونشر كسرات أهل ينبع والإسهاب في محاولة تقريب وجهات النظر بعدما طرأ على ليالي الرديح بعض الاشكاليات
وأنا أقصد هذا أيضا أليس هذا اعترافا بنشاط غير موجود عند غيرنا .. ناقش الأمر بهدوء.. لماذا لم تصدر دواوين وكتب مطبوعة في المناطق الأخرى ولماذا لم يتم التركيز على شعراء المناطق الأخرى كما ركز على شعراء ينبع أليس هناك العاب تعتمد على الكسرة في هذه المناطق ؟ بل دعك من الشعراء ألا يوجد متابعون ونقاد ؟ أين نشاطهم وإثراؤهم وتفاعلهم مع شؤون الكسرة وشجونها ، ولماذا ظل هذه مقصورا على الشعراء والنقاد والمتابعون من ينبع
وعندما تجاهلت هذا الدليل وركزت على الدليل الآخر وهو ارتباط الكسرة بالرديح فقط
و قلت
أبو رامي يرى أن الموطن الأصلي للكسرة ينبع النخل دون تحديد بلدة معينة ودليله على ذلك ارتباط شعر الكسرة بلعبة الرديح
ليتك كنت منصفا و ألحقتها بقولك : ويرى أن الانتشار والازدهار وكثرة الشعار وخدمة الإعلام دليلا آخر على ينبعية الكسرة ؟
ما الذي يمنعك من ذلك وما الذي يدفعك لتجاهل هذا القول .. أليس في هذه الانتقائية لبعض الأدلة وتجاهل البعض الآخر خروجا عن الموضوعية .. ؟ أم أنك تريد أن تختار الميدان الذي تركض فيه خيلك وتبتعد عما سواه .. فأي موضوعية هذه ؟
ثانيا
وحتى قولك أبورامي يرى أن الموطن الأصلي للكسرة ينبع النخل .. فيه شيئ من التدليس على القارئ والاجتزاء المخل كنت أربأ بك من أن تنزلق إليه
وأنت تعرف أن البحث من أساسه يشير إلى أن ينبع عموما هي موطن الكسرة وما تحديدي لينبع النخل إلا إجابة على سؤالك هل هي ينبع النخل أم ينبع البحر ( ونحن نعتبرهما مدينة واحدة ولا يوجد من يخالف ذلك ) ولكن لا يمنع في داخل هذه الحدود أن نشير إلى ما نسأل عنه فكله في بيتنا ..كمن يقول لصاحبه إن في بيتي جوهرة فيقول له في أي دورهي ؟ فيقول في الدور الأول فيقول في أي غرفة هي ؟ فيقول في المجلس . ولكنها لن تخرج عن بيتي عموما
أما أنت فقد عزفت على نغمة نشاز وأثرت نعرة لا نعرفها في مجتمعنا عندما قلت هل هي جهنية أم حربية ؟ وقد تجاهلتها عمدا لأنها لا تليق بنا .. فالكسرة حربية جهنية ولكثير من عباد الله ليسوا حربا أو جهينة يجمعهم حب ينبع والانتماء إلى هذه البقعة المباركة ببحرها ونخيلها
أما قولك
أخي الأستاذ أبو رامي لم يقبل منى القول بموطن الكسرة وطالبني بتحديد البلدة بكل دقة، فهل من العصبية القبلية أن أطبق على قوله المبدأ الذي يتبناه ويدافع عته؟
وشتان بين هذا وذلك يا أخي .. فهذا المبدأ الذي أتبناه وأدافع عنه لا يتساوى مع ما قلته منطقيا ؟ أنت عرضت علي إقليما مترامي الأطراف يتكون من مجموعة من المدن والقرى والأرياف وتفصل بينها مئات الكيلومترات فطلبت منك حصرها في مدينة واحدة أما أنا فحددت مدينة واحدة من الأصل وماذكري لينبع النخل إلا نزولا عند رغبتك كقصة الجوهرة في مثالنا السابق .. فهل طلبي تحديد مدينة من إقليم مثل طلبك تحديد جزء من مدينة ؟
يا سبحان الله ولكني لا أستغرب فقد لاحظت منك التركيز على مثل هذه المناورات .. وحكاية ( أطبق على قوله المبدأ الذي يتبناه ) واضح في كل ردودك وكلما جاءك أحد بما لا تشتهي جئت بمثله لتنفيه
وأنا ما قلت أن هذا من العصبية القبلية ، ولكني الآن أقول بملء فمي أن هذا من الإعراض عن قبول الدليل ومناقشته بموضوعية واللجوء إلى تمييع القضية كما صدق حدسي من البداية
وبناء عليه أقول لك يا أخي
إن رغبت في ألا تناقش بعض ردودي فأنت حر ولكني أتمنى عليك ـ إن أردت الاقتباس ـ أن تقتبس ردودي كاملة دون اختصار أو اجتزاء .. وسيكون هذا آخر رد لي في هذا الموضوع ما لم أضطر إلى تصحيح بعض ما ينقل عني
وتقبل تحياتي