اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليفة 13
فن الحوار من القرآ ن الكريم
قال تعالى <<الم تر الى الذى حاج ابراهيم فى ربه ان اته الله الملك
اذقال ابراهيم ربى الذى يحيى ويميت قال انا احيى واميت قال ابراهيم
فان الله يأتى بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذى كفر
والله لا يهدى القوم الكافرين >> صدق الله العظيم
من هذه الاية الكريمة نعرف كيفية اثبات الثابت ونفيه فمن اراد ان ينفى
ثابتا فالياتى بنقيضه او عكسه او دليلا على بطلانه لا ان ينفى الثابت قولا
لا رجعة عنه رغم اجماع الكثير على ثبوته نسأل الله الهداية للجميع
الأخ الفاضل
الخليفة 13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سبحان الله من أول مشاركة أتيت تستشهد لنا بالأيات القرآنية، أخي الفاضل الاستشهاد بالآيات يكون في موضوع شرعي وليس في مثل هذه المواضيع،
فهناك أختلاف بين أثبات الملك لله سبحانه وتعالى وأن الموت والحياة بيده في الآية الكريمة، وبين النقاش في موضوعنا حول موطن الكسرة.
وطالما تتحدث عن اثبات الثابت ونفيه فمن قال بينبعية الكسرة يرتكز على لعبة الرديح، ومن قال بنفيها أرتكز على لعبة التقاطيف. وهنا مكمن الخلل في قولك.
نصيحة أخوية منقول للفائدة:
يلزم قبل الاستشهاد بقول الله سبحانه وتعالى أو قول رسوله صلّى الله عليه وسلّم .. أن نكون على دراية كافية بمعنى الآية أو الحديث والمراد منهما .. ثم يأتي تنزيل الآيات على مواقف بعينها ...فمثلا لا يجمل (( ولئن كان مقبولا لغوياً ... )) .. أن يقول أحدنا على يوم نتيجة الامتحان الدراسي .. (( يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه )) ...... والأسوء منه أن يقول على منصب دنيوي (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) أو (( إن هذا لهو الفوز العظيم )) فهذا تكذيب ومخالفة لمعنى الآية .. خاصة الثانية .. فالله حصر فيها الفوز بالقرار في الجنة .. وإذا استشهدت بها على نعيم أو فوز آخر .. فتركيب الجملة الحصري سيؤدي إلى وقوع المستشهد في مخالفة عقائدية تضاد كلام الله ..
وأيضاً لا يحلّ أن يستشهد بنص شرعي من صفات العظمة .. كأن يطمئن أحد الناس على اهتمامه وضبطه لمصلحته بقوله (( وكلّ شئ قدرناه تقديرا )) ..
ولكن مما يجوز أن استشهد مثلا على زواج رجل صالح بامرأة صالحة بقوله تعالى (( الطيبون للطيبات )) .. أو في موقف ريبة (( إن النفس لأمارة بالسوء )) .. أو كما ورد الندب في سورة البقرة عند حدوث مصيبة .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. أو كما في سورة آل عمران ... حسبنا الله ونِعم الوكيل عند خشية شر .. .. أو قوله تعالى (( وشهد شاهد من أهلها )) .. وما شابه هذه الطريقة .. والمسألة فيها سعة لمن يعلم معنى الآيات ومواطن نزولها .. ومن أشهر الاستدلالات استشهاد السيدة عائشة في حادثة الإفك .. بقول سيدنا يعقوب (( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون )) .. وطبعاً هناك استشهادات قد تبدو في ظاهرها جد وهي هزل واستخفاف كقصص المتكلمين بالقرآن وكيف كانوا لا يردّون إلا بآيات من كتاب الله فمن يقول له مثلاً السلام عليكم فيرد (( والسلام على من اتبع الهدى )) فيقول له ما اسمك فيرد (( يا يحيي خذ الكتاب بقوة )) .. إلى آخر هذا السخف وكأن هذا من الورع الذي غفل عنه أنبياء الله ورسله وصحابتهم الكرام
وأيضاً هناك مسألة هامة كان ذكرها الشيخ العثيمين رحمه الله وهي قول القائل يعلم الله صدقي أو عَـلِـم الله أنّك كاذب أو محتال .. فهذه لا تقال إلا عند التيقّن والصدق لأن الكذب فيها يقدح في الإيمان فهو كذب وادّعاء على الله
تقبل تحياتي
أخوكم
محمد الجحدلي
....