(( #السوشيال_ميديا ... وأعين المتربصين ))
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( #السوشيال_ميديا ... وأعين المتربصين ))
لا يختلف أثنان على أن ما يصيب الإنسان هو من عند الله تعالى ومقدراً ومكتوب عليه، سواءً بالخير له أم بالشر ، فشرع لنا ديننا الإسلامي الحنيف في محاسنه وعلمنا الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه أن ندعي الله عز وجل وأن نمنع هذا الضرر فيما علمه له المولى عز وجل .
جُل ما أود التطرق إليه هو ما يصيب بعض البشر بما يُسمى بـ ( العين ) حمانا الله وإياكم منها فعدم المبالاة وترك الأمور على مصراعيها والجهل في ديننا الحنيف وعدم الحرص على الصلوات المكتوبة والأذكار بعد كل دبر كل صلاة وحصن المسلم واذكار الصباح والسماء التي هي حرز من الشيطان فتلك الكنوز بإذن الله تحفظك من هذه الأعين وتقيكَ كيد الجن والشياطين ولا تقترب منك أبداً ما حُييت .
ان التهاون في التعامل مع تطبيقات السوشيال ميديا من سناب وأنستقرام والواتس أب وغيرها وسوء الاستخدام في استخدامها ادخلتنا في دوامات نحن بغنى عنها واتخذوا اعين المتربصين الذين لا يذكروا اسم الله سبيلاً ليفضح كلاً منا خصوصياته بيده من نشر صور اطفاله و الاخوات اللاتي ينشرن خصوصياتهم ، فقد يعرضهم لخسائر قد تصل للأنفس والعياذ بالله أو في مشاكل جسدية أو نفسية أو ما دون ذلك فهذا ليس كلامي فقط بل من تجارب وأحداث ورسائل منتشرة ولمتضرري العين فتارة لحادثة طفلة رقصت فأصابتها عين وتارة لمنزل جديد حُرق وتارة ... و تارة ... وغيرها من الألام ما الله بها عليم ولا أرجو ذكرها حتى لا أقلب المواجع عند البعض .
ناهيك عن اعترافات الرقاة عن حالات تدمع لها العين وما يقمن به من فضل بعد الله عز وجل أن يكونوا سبب بعد الله عز وجل في شفاء ألاف الحالات.
فللأسف وأقولها وقد سمعتها من أفواه الكثير يوماً من الأيام فمن يقرأ أسطري هذه يراها البعض بأنه حديث الأجداد أو حكايات الاسلاف أو ما يشبهونها بغير ذلك فأقول لهم لا والله فهذا كلام ربي لنبيه فقيول الله تعالى { وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ }(القلم 51) .
أما المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول { إذا رأَى أحدُكمْ منْ نفسِه أو مالِه أو منْ أخِيِهِ ما يعجِبُه فليدعُ له بالبركةِ ، فإنَّ العينَ حقٌّ }.
فو الله يا أحبة أني أعلم عن أناس لا يعرفون ماهي أية الكرسي وللاسف لم يحفظوها ولا يعلمون كيف يحصنوا أبنائهم أليس هذه بطامة كبرى؟
لعلي أذكركم ببعض الآيات الكريمة و الأحاديث النبوية الواردة عن العين:
يقول المولى { وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا }
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العين حق, ولو كان شيءٌ سابقَ القدر لسبقته العين ,وإذا استُـغسلتم فاغسلوا ) رواه مسلم .
وعن جابر بن عبدالله وأبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر } .
فروي عن معاذ بن جبل و عمر بن الخطاب و ابن عباس و علي بن أبي طالب قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { استعينوا على إنجْاحِ الحوائِجِ بالكتمانِ ؛ فإنَّ كلَّ ذي نعمةٍ محسودٌ } .
ولا ننسى أبداً :
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يعوذُ حسنًا وحسينًا يقولُ لهما: { أُعيذكما بكلماتِ اللهِ التامةِ من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ وكان يقولُ : كان إبراهيمُ أبي يعوذُ بهما إسماعيلَ وإسحقَ } إسناده صحيح.
وعند ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي فَقَالَ لِي ألا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ جَاءَنِي بِهَا جِبْرَائِيلُ قُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ { بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ وَاللَّهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ ( مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
وأخيراً وليس اخراً:
لا يخفى عليكم قصة ذلك الساحر التائب الذي دخل في إحدى المهرجانات و كان يسحر الناس و بينهم شاب يتلو اية الكرسي فطعن نفسه وتراهن مع الجن ان يؤذوه وبعد أشهر عدة عجزت الجن عن ذلك إلى أن استسلموا فقالوا له ما استطعنا اذيته فكلما حضرنا إليه وجدناه قد تحصن بأية الكرسي.
أسألكم بالله انعجز عن قرائتها في اول النهار و قبل النوم وبعد كل صلاة ؟
(( ومضة قلب ))
أتمنى من كل قلبي من دعاتنا الأفاضل وخطباء المساجد أن يذكروا الناس بذلك بين الحين والأخر لما في هذا الأمر من الخطورة الكبرى وأن يحافظوا على الرقية الشرعية والأدعية وحصن المسلم وقراءة أية الكرسي باستمرار ومدى فضلها التي غابت عن اذهاننا .
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )).
