(( شح الجوامع ... وأمال المصلين ))
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( شح الجوامع ... وأمال المصلين ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حينما نتحدث عن يوم الجمعة وفضلها وما امتاز الله جل جلاله بذلك اليوم من مميزات عن باقي الأيام يحتاج منا للكتابة عنها بمجلدات لابصفحات فبداية ذلك الفضل يبدأ من ليلتها فيقول الصادق الامين صلوات ربي وسلامه عليه { من أفضل أيامكم يومالجمعة ، فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ي عني وقد بليت قال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء }.
وعن فضل الاغتسال بيوم الجمعة وأنها خير الأيام وتحتضن ساعة يستجاب فيها الدعاء و الصدقة فيها خير من الصدقة في غيرها من الأيام وأنها يوم يتجلى الله عز وجل فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة وغيرها من الخيرات التي لاتعد ولا تحصى.
ولا يعني ذلك بان ننسى ذلك الوعيد الشديد لمن ترك صلاة الجمعة متعمداً فالمسلم الذي يتخلف عنها لغير عذر شرعي عاص لله تعالى بتخلفه ولو مرة واحدة ، وقد عرَّض نفسه للوعيد الوارد في حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما المخرج في صحيح مسلم ، من أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: { لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين }. ويتضاعف الوعيد ويشتد إذا تخلف عن ثلاث جمع فأكثر ، لما رواه أصحاب السنن وأحمد من حديث أبي الجعد الضمري من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع على قلبه }.
أحبائي الكرام:
أن ما يعانيه الكثير من مصلي الجمعة عن شح الجوامع التي تقام بها مما يجعل التكدس والوقوف خارج المسجد منظر لا يختلف عليه أثنان وسيناريو يتكرر كل جمعة بدون توقف والبحث عن ظل يتظلل به من حرارة الجو خاصة في هذه الأيام لدرجة جلوس البعض في سياراتهم ولعلي أستشهد بذلك بأربعة أمثلة اعتقد أنها تكفي للتحرك و سرعة الجهات المسؤولة لإيجاد حلول بديلة أقلها إنشاء مظلات حول تلك الجوامع ولو طلب من أهالي الخير لما تأخروا عن تلك المبادرة.
فالمثال الأول:
للأحياء التالية ج (16 ،17 ،18 ،19 ، 20 ، 21 ، 22 ) لا توجد بها سوى أربعة جوامع وما يطلق عليها بأسماء ( أبو عوف والشيخ بن باز و ( مالك بن سنان )المقابل لمقبرة ج 22 والمعيقلي ) فهل يعقل بأن سبعة أحياء مكتظة بالسكان والعمالة تحتضن أربعه جوامع فقط لا غير والدليل.
والمثال الثاني:
معاناة سكان حي الصريف لا يوجد لديهم إلا مسجدين وهما مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا بحد ذاته لا يكفي لإستوعاب سكان الحي والدليل لما يعانوه في كل جمعه بالصلاة في الشوارع وحول المسجد أما المسجد الثاني مسجد الروضة ونفس المضمون.
المثال الثالث:
فحي النقادي شرقاً وغرباً لا يوجد به سوى جامع واحد فقط لا غير مما يضطر معظم السكان للذهاب للجوامع القريبة من الحي.
المثال الرابع:
سكان حي الحدائق والجوازات القديمة يصلون فيما يطلق علية بمسجد ( النقل الجماعي ) أو مسجد ( بن صديق ) مما يضطر السكان للذهاب للجوامع القريبة في الأحياء الأخرى.
أحياء كثيرة لا نجد فيها إلا جامع واحد فلربما القلة منها تكفي والنسبة الأكبر لا تكفي ولو بُني بجانبه أثنان مثلهما كأمثال جامع صلاح الدين وجامع أبو عوف و الشربتلي و غيرها من الأحياء التي تزداد فيها الكثافة السكانية والعمالية رغم وجود جوامع مهيأة لذلك ولكن الأسباب مخفية عن إقامة الصلاة فيها فبذلك تكون الجوامع في ينبع عدد أصبع اليد.
كما تذمر البعض بالغياب التام للصيانة والنظافة وقلة الاهتمام لمعظم المساجد وإذ لوحظ نظافتها في يوم من الأيام فكل الفضل لأهالي الحي و أيادي الخير.
ليس تلك الشكاوي قريبة العهد ولكنها سابقة الذكر وقد ذكرت في مناسبات عدة ولكن للأسف كما هي العادة المعتادة (( لاحياة لمن تنادي )).
لذا ... نرفع أصواتنا لولي أمرنا صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة لتوجيه من يلزم والتماس معاناتنا ومعاناة معظم سكان أهالي منطقة المدينة ومحافظاتها للوقوف وعن قرب لمطالب المصلين.
(( ومضة قلب ))
ما زالت بعض الأحياء لا توجد بها مساجد سوى مُصليات بُنيت من بُلك وأسقفها من هنجر باجتهاد من أهالي الحي ليقيموا الصلاة فيها.
فهل يعقل بان يصل بنا الحال لهذه الدرجة ؟؟؟
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . نسأل الله العلي القدير أن يبلغنا رمضان لا فاقدين و لا مفقودين وكل عام وانتم بخير )).
