(( 54موظف ... يا قلب لا تحزن ))
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( 54موظف ... يا قلب لا تحزن ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أهنئكم بعيد الفطر المبارك الذي مر علينا و لا توجد فيه أي علامات الفرح و لا هم يحزنون بل هو عيد من الجراح والألآم وكلنا جروح تنزف ليس على الدماء التي تنزف في غزة فحسب بل آهات لعدد 54 موظف أحلامهم طارت سدى.
لا يخفى على الجميع بما يتألمون به أخوانا وأبنائنا المفصولون إجبارياً من بلدية محافظة ينبع بدون احم أو دستور.
وكل ما في خيوط تلك القصة الغريبة العجيبة التي حدثت وعلى حد علمي بانها هي الأولى من نوعها على مجتمعنا بأن يتم شطب عدد 54موظف جملة واحدة ومتى بعد مرور شهرين من العمل المتواصل وخمسة أشهر ما بين تهديد و وعيد.
والمضحك المبكي أن يصرح سعادة رئيس بلدية محافظة ينبع الدكتور المهندس/ حاتم طه مشكوراً بقوله:
أنه سوف يتم محاسبة ومساءلة من قام بتعيين الموظفين المفصولين من البلدية ، حيث إن تعيينهم من الأساس كان خطأ وزيادة عن العدد الذي تم طلبه. كما نشر في صحيفة المدينة.
لا أدري ماذا أقول هل وصل بنا الحال بأن أرزاق الناس بأتت بهذا الرخص بأن يأتي من ما كان يفصل ويطرد ويقطع رزق من يشاء في أي وقت بلا حسيب أو رقيب؟
هل وصل بنا الحال بان لا نراعي ظروف البشر بأن لا نهتم بمشاعرهم وأحاسيسهم وأن يستلمون رواتبهم كخفافيش الظلام الساعة الثانية من منتصف الليل وعن شهرين مضت والباقي ( حين ميسرة ).
إذاً:
اصبحنا في وضع يرثى له نقبل أيادي أصحاب المصير بعد الله عز وجل مع كل توقيع أو بصمة خشية أن لا نفصل في أي وقت.
وخوف على أرزاق من ينامون في البيوت بأن يأتي ذلك اليوم الذي لا نجلب لهم بريال عيش أبيض وأقول لهم:
فصلت وتعييني كان من الأساس خطأ بعد سنين من الخدمة.
عليه ... نشكر من أخترع بنظام ساند حتى يسندنا من الضياع المجهول.
أسالة كثيرة تدور في ذهني ولم أجد لها إجابة.
س/ لماذا اصبح حالنا هكذا؟
س/ أين حقوق الإنسان التي أزعجونا بها؟
س/ أين.... و أين .... وأين؟
وبعد ما قرأت وما التمست أقولها وأجري على الله ليس لمن وظفهم فقط يحاسب يا دكتور!
بل الجميع بدون استثناء ( من رأس الهرم وحتى أسفله ) ، فيجب أن تظهر تلك الأوراق المخفية التي أختفت في غمضة عين.
كما يجب أن يضع قانون جديد يحمينا من تلك العقول المزاجية التي لا حل فيها سوى ... الله يجازي اللي كان السبب.
من قصص الواقع:
بسبب هذه الوظيفة قدم أحد منهم استقالته من الشركة السابقة والذي كان يداوم من قرية تبعد حوالي (200 كم ) عن ينبع وعلى حد علمي بأنه يقطعهاً ليلاً.
فمن المسؤول عن تدهور حالته النفسية؟
وأخيراً وليس اخراً:
أذكركم ونفسي بقول الله تعالى { لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)} صدق الله العظيم.
(( ومضة قلب ))
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
أشكرك يا رب أن حققت لي ما سبق لي ذكرة في مقالي السابق/
و من العايدين ومن العايدين ... ومن الفايزين ومن الفايزين ... إن شاء الله
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلّ الله عليه وسلم وكل عام وأنتم بخير )).
